قصة ايروتيكة سلمى هشام - حين أشتهيك

أفكر بك وبليلتنا الأولى، حين كنت لا أعرف شيئا عن شغف الأنفاس الحارة التي تنصهر في بوتقة لذيذة تخلق من ضمن ما تخلق جوا أقرب لنسيم الجنة، أمي لم تحك لي عن فوران الأنثى أبدا حتى أحسست بين فخدي نزيفا من الدماء الحارة ظننته يسعى بتصميم شديد إلى قتلي، وإذا هو إيذانا بمتع وصيام عن هذه المتع.

في طريقي للمنزل نفضت عن رأسي كلمات المدير الغبي ومضايقاته التي أدمنتني كما أدمنتُ مدينتنا التي اُستنزف هوائها النقي وطزاجتها عن بكرة أبيهما ومعهما جسدي الذي أضناه العمل بلا هوادة والذي لا أراه ينتهي يوما ما قريبا أو خلال حياتي على الأقل.

صوت المفاتيح في ثقب الباب يصلصل معلنا الوصول إلى بعض ساعات الهدوء والرحمة من هجير الصيف، أدلف وأغلق الباب خلفي بشدة متناسية كل طنين الشارع المزعج، أدندن "البحر بيضحك ليه وأنا نازلة أدلع أملى القلل" وأرفع الجونلة قليلا حتى يبرد التكييف نار جسدي .. ثم أتأوه وأخلع ملابسي وأكمل "بيني وبينك سور ورا سور وأنا لا مارد ولا عصفور" فيهدأ زفيري بجزيئاته التعبة قليلا مع نغمات الأغنية.

أغسل وجهي وأبدأ بارتداء قميص النوم ثم استرخي على السرير وتبدأ الأغنية في الطنين في أذني من جديد، أمد ذراعي على طولها وأتحسس موضع وسادتك الشاغرة الباردة بجانبي، أرغب بك بشدة، يجافيني النوم وأنا أتذكر بعين الخيال طعم قبلتك واستثارتك لجسدي وروحي بملمس أصابعك المنتظم .. أشعر بلهيب جميل يلسع روحي فأزيل الغطاء عني وتدفئني تحت برودة التكييف كلماتك المُتخيَلة .. أبتسم وأغلق جفوني في استمتاع عن منغصات اليوم الطويل.

في الحادية عشرة مساء تستلقي على الكنبة ككل يوم بجسد ميت متبلد، تشاهد البرنامج المكرر على الشاشة ولا تراه .. تضع قدميك فوق الطاولة في استرخاء وتتأوه .. تغفل منك العينان قليلا ثم تنتبهان من وسن متعَب مؤرَق. غارق أنت في عبثية لقمة العيش.

حسنا، أنا لم تخبو رغبتي منذ الظهيرة، أدخل المطبخ وأرتجل قليلا، أخفف قطرات من العسل بالماء وبإصبعي الصغير أبلل شفتي المصبوغتين للتو بالأحمر، أمعن في المبالغة وأرش القليل من محلول الشهد فوق جيدي وعند منبت النهدين.

أخرج وأجلس بجانبك ورأسي يعمل في سرعة لتنفيذ خطتي التي من بنودها المفاجأة والارتجال .. لم ألبس قميصي الحريري المعتاد حتى لا تشك في نواياي .. ولم يسعفني الوقت لوضع المزيد من أصباغ التجميل .. فبشرتي الحارة لن تحتمل سواك.

أجلس بجانبك .. أمسك بالريموت .. أرفع من صوت التلفاز ثم أخفضه فيشتعل نور عينيك الوسنانتين قليلا ثم لا يلبث أن تخبوان من جديد.

أغير القناة على مباراة لكرة القدم .. هدف ساعدني دون أن يدري في تنفيذ خطتي .. أحرك الطاولة التي تضع قدميك عليها دون قصد طبعا ثم أتأسف لك على فعلتي ..

أشعر بك في تلك الحالة الساحرة المغوية بين النوم والاستيقاظ، حين تكثر الخيالات والرغبات الخصبة .. أتحرك قليلا تجاهك .. لم لا أبدأ أنا؟ أظنه منطقيا أن أبدأ أحيانا. ألتقم شفتك السفلى وأبدأ في قتلها حبا بهدوء .. لا تستجيب وعيناك مسبلتان .. أهمس في غنج .. "تذكر يا حبيبي حين تمنيت يوما أن تذوق شهدا .. إني برعمته لك بنفسي على الشفاه وتعهدته بالعذوبة التي تشتهيك”.

ترد قبلتي بعد هنيهة وينتظم تنفسك قليلا في دفقات تأكل شعوري وتزلزل منبتي .. أمسك يدك المستلقية بوداعة بجانبك وأقودها إلى نحري ثم نهدي فتستدير يدك مع استدارتهما .. روحي سعيدة ترفرف .. قلبي يدق بعنف في اتجاه يدك .. تصحو يدك وتمسك بالساعة المتبقية لنا قبل أن يلوك عظامنا العمل من جديد .. قبل أن يعدم التعب كل الحميمية بمقصلة صلبة ولا تتذوق ألسنتنا سوى طعم الغضب وتردي الأحوال وأخبار الجريدة التي تنتمي لجنس الوحوش.

تتهدهد روحي على وقع ارتواء الجسد .. تنتحر الجريدة من فوق الطاولة أمامنا ويتبعها الريموت بعد أن أفتقد وجودها فغاص ورائها في السجاد .. أما نحن فيستقر على طاولتنا طبق زجاجي كبير يحمل حبات من الموز والتفاح وثمرتين ناضجتين من الرمان المشتهَى.


تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...