ابن الطيب الشرقي - ألا ليت شعري هل أرى البيت معلما

ألا ليتَ شعري هل أرى البيت مَعلَماً
وهَل أرِدَن يوماً على الري زَمزما
ومَن لي بحَجِّ البيت في خير معشرٍ
حَدا بهمُ الحادي وغَنّى وزَمزَما
ومَن ل بأن أمسي على حُجُراتِهِ
وأصبِحُ ممَّن للمعالي به انتَمى
ومن لي بالخِلِّ الذي قد ألفِتهُ
فنُدعى جهاراً أنتُما القَصدُ أنتُما
نطوفُ بذاكَ البيتِ طوراً وتارةً
نُلِمُّ بهاتيكَ البِقاعِ فَنَلثُما
وآونة نأتي إلى الحجَر الذي
سَما قَدرُهُ حتى تطاولَ للسّما
نُعَفِّر فيه الخَدِّ والوجهَ كلَّهُ
ولستُ أرى مِمَّن يخُصُّ به الفَما
وطوراً نصلي ثم نَسعى إلى الصفا
ليُصفي الفؤادَ المستهامَ المُتَيَّما
ونُسرعُ كي نَلقى المنى ولدى منى
نُخَيِّمُ فيمن كان لليُمنِ خَيِّما
ونَجني ثمارَ العُرفِ في عَرَفاتِهِ
ونَغرِفُ منه الخيرَ غَرفاً مُعَمَّما
ونَبرأ من كلِّ العقابِ إذا دَنَت
عقاب جمارٍ تُحرِقُ الذَنبَ أينَما
ونُصبِحُ فيمن بَرَّ للّه حَجُّهُ
وأصبحَ في تلك الرياض مُنَعَّما
وياليتَ شعري هل أرى طيبَةَ التي
بها طابتِ الكوانُ نَجداً وأتهُما
وهَل تُبصِرُ القَبر الشريفَ محاجري
فأصبحُ فيهِ مُنشِداً مترنِّما
أخاطبُه جهراً وأسألُ ما أشا
وأرجو حصولَ السُؤلِ منه متَمَّما
ويُسعِدُني القولُ البليغُ فأنثَني
إذا ما نَظَمتُ القولَ فيه تَنَظَّما
وأرجِعُ مملوءَ الحقائِبِ عامراً
بما شئتُ من عِلمٍ وحِلمٍ وما وما
وتَخدمُني الدنيا وأصبح في غدٍ
لدى رُتبةٍ شَمّاءَ في منزِلٍ سَما
تَحُفُّ بيَ الأملاكُ من كلِّ جانبٍ
لدى جَنَّةِ الفردوسِ فَوزاً مُعَظّما
فَتَربَحُ هاتيكَ التجارةُ كلُّها
ويَغنَمُ مولاها ابتداءً ومَختَما
وأُهدي إلى خير الأنامِ مُحَمِّدٍ
سلاماً بِعَرفِ الطيّباتِ مُخَتّما
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...