قصة ايروتيكة عمر قدور - الناس بغالبيتهم يقرؤون العشق، أما أنت فتؤلفينه

أجهضت رنا ثانية. قلت لها إن زواجها لن يثمر عن طفل جميل كما حلمتْ دائماً، هو زواج محكوم بالعقم والفشل. تكرر أمامي كل المبررات التي تجعل من زواجها ناجحاً؛ العشق الذي سبقه، تقارب الأفكار، تقارب الطباع، الحياة شبه المستقرة التي يعيشها كلّ منهما في عمله فتنعكس استقراراً في البيت، ومن ثم العلاقات الاجتماعية الناجحة والصداقات المميزة. تتحدث عن أزمة عابرة من أزمات الزواج المعتادة، تؤكد أنها ستزول، تستحضر الماضي لتسند به ثقتها بما تقول.
- حسناً، سبق أن تحدثنا في هذا كله، ولكن ماذا عن جسدك، عن إحساسك بأنوثتك الذي يضمحل؟
- ما به جسدي؟ أتمنى لو أن كل الأزواج يعيشون لحظات الجنس كما عشناها أنا وقيس. لا.. في الواقع لا أتمنى ذلك، بل أتمنى أن نكون حالة خاصة وفريدة من نوعها.
- وماذا تظنين الأزواج الآخرين يفعلون؟ أنسيتِ أحاديث صديقاتك عن المتع العارمة التي يعشنها مع رجالهن؟
- لعلك تقصدين واحدة أو اثنتين منهن، فالباقيات لا يهدرن وقتهن بالثرثرة والمبالغات.
- ربما أنت على حقّ، يبقى أن تقولي لي لماذا ذكرت لحظات الجنس "كما عشناها"؟ ماذا عن الآن؟ ما الذي تريدين ضبطه بالحبوب المهدّئة؟
- ...
- ها أنت تصمتين!
تعرف رنا ما هو خفيّ، فبِمَ أجيبها؟
هي التي نبّهتني إلى أنني أعيد كل يوم اليومَ السابق، بأفعاله الرتيبة، بالمشاعر الباهتة ذاتها. الذهاب إلى قصر العدل، متابعة قضايا لا يتم حسمها وتذهب من تأجيل إلى تأجيل، ومن ثم العودة إلى أشغال البيت، وبعد ذلك مشاهدة التلفزيون أو قراءة كتاب، وأحياناً قضاء السهرة برفقة أصدقاء قيس من الكتّاب والكاتبات. قيس أيضاً يكرر أفعاله ذاتها؛ الذهاب إلى الجريدة، ومن ثم المقهى والعودة إلى البيت، والتذمر المعتاد من أوضاعنا المالية غير المستقرة، ومن الأوضاع العامة التي لا تروق لأحد، يصرف وقتاً في التذمر والثرثرة عن الآخرين أكثر من القراءة والكتابة.
في الليل، ليس في كل ليلة طبعاً، نستظهر المتع التي جربناها وحفظناها. يقبّلني بهدوء، ثم فجأة بعنف، يذهب بلسانه إلى ما وراء أذني، يأخذ بأسنانه وشفتيه حلمتي اليمنى، ومن ثم اليسرى التي يتوقف عندها فترة أطول. ينزل أحياناً بلسانه فيدور حول سرّتي، ثم يداعب به البظر بحركة دائرية تبدو لي أنها تستغرق الوقت نفسه كل مرة، الوقت الكافي ليسيل سائلي بكمية تتناقص مع مرور الزمن. في بعض المرات يتوقف لبرهة فأعلم أنه ينتظر مني أن آخذ قضيبه في فمي، وفي مرات أخرى يكون مهتاجاً فيسحبه سريعاً إن رغبت أنا في ذلك. بعد المداعبات المألوفة يلجني وأنا مستلقية، يستقيم بظهره ويسحبني إليه لأجلس فوقه، يفعل هذا دائماً ليؤخر القذف، وليتسبب في متعة أكبر لي. ثمة وضعية أخرى نادراً ما يرغب فيها؛ أن أنحني ويلجني وهو خلفي، هذه الوضعية تجعله يقذف بسرعة أكبر من المعتاد.
هي إذن بضع مداعبات ووضعيات لا تغطي عدد أصابع اليدين، هذا ما آل إليه جسدي بين يديه، يدي قيس اللتين كنت أتحول بينهما بكلّ جسدي إلى سائل حارّ ولزج. إن كانت وضعيات ممارسة الجنس محدودة، فهل المداعبات هكذا؟! أين ذهبت الملامسات التي تقترح كل مرة إثارة مغايرة؟ أين التفاصيل المتجددة؟ أين الأحاديث المرحة، أو الساخنة، التي تخترق وتغير في كيمياء الجسد؟ أين ذلك كله من هذا الجنس الرتيب الأخرس؟
كأن ذلك حدث لرنا ثالثة وقيس ثانٍ؛ من غرفتي في باب توما إلى بيته الصغير في جرمانا لم نترك زقاقاً، أو ناصية، إلا وتركنا فيه تذكاراً من عشق جامح. القليلون، ربما، يعرفون أسماءنا، لكن الكثيرين ألِفوا رؤيتنا متشابكين وخفيفين، نرتاد الأماكن بكثافة وكأننا نودّ التهام كل ما نصادفه، أو ما تتفتق عنه أذهاننا. يعرفنا بائع العصير على زاوية القشلة، وبائع الأحذية المجاور الذي لاطفناه عدة مرات ولم نشتر منه شيئاً، وزبائن مطعم قصر البللور، وبائع الفول النابت في الساحة، والزقاق المسدود المتفرع عن حارة اليهود، والفتاة التي تبيع الصحف في المكتبة على زاوية الإشارة الضوئية في جرمانا، والساحة الفارغة التي تقع خلف المكتبة، والعمّال في مطعم نبيل، وسائقو السرفيس الذين ألِفوا وجودنا معاً.. يتمهلون قرب بيت قيس من دون أن نطلب منهم التوقف، ويستغربون عندما نمضي معهم مسافة أبعد.
"أحسّ بأنني أسبح فيك" يقول قيس ونحن نمارس الجنس في ظهيرة ذلك اليوم الملتهب والرطب من شهر تموز. في مرات عديدة كنا نضطر إلى تجفيف ما بين ساقيّ، والعودة إلى ممارسة الجنس، بغية الحصول على احتكاك ومتعة أكبر، مع الجفاف أستمتع بالقليل من الألم، بعد أن اعتدت عليه وانتهى تضيق المهبل الذي كنت أعاني منه. أهمس في أذنه أن يمزّقني، لم يشجعني يوماً على هذا، لكنني في لحظات النشوة أحب أن أقول كلاماً فاحشاً، تزداد إثارتي وأنا أتلفظ بتلك العبارات، بينما يحمر وجهه ويسخن إن حاول مجاراتي، وكأن حرفي الكاف والسين يتعثران بين أسنانه. أستغرب منه لغته الجريئة في الكتابة وصمته في السرير، باستثناء مرة واحدة بادر فيها تحت السكر الشديد؛ قولي لي: أنا شرموطتك.
آخذ دور المتعالمة فأوضّح له أن غزارة سائلي تأتي من فرط الرغبة فيه، وأنه حتى القبلة تكون أكثر رطوبة كلما زادت الرغبة، لأن الغدد اللعابية تفرز كمية أكبر عندما تعبّر القبلة عن شهوة عارمة.
- لو كان الأمر كما تقولين لتحول بيتي إلى حوض مائي مثل أحواض الأسماك، ولنبتت لي زعانف.
- نعم، حبيبي. وربما فاض الحوض على جرمانا كلها، وأتى السكان يقرعون الباب، ويناشدوننا أن نكفّ عن بعضنا لئلا نغرقهم، وحينها نبتزهم أبشع ابتزاز، ما الذي سنطلبه منهم مقابل ذلك؟
- من ناحيتي لا شيء يعوضني عن هذه اللحظات، حتى لو قالوا لي إنني حصلت على جائزة نوبل فلن أنهض من فوقك.
- أما أنا فسأطالب أولاً بأن يأتي الشيخ نايف ذاته، مصطحباً معه كتاب الحكمة، وأن يرميه مع عمامته البيضاء أرضاً. اسمعْ.. خطرت لي فكرة جهنمية أكثر من هذه: أن نبقى منغمسين في السكس من دون إحساس بالزمن، تتوالى السنوات، عشرات السنوات، مئات السنوات، تأتي كائنات من كوكب المريخ فتدمر حضارة الأرض، ونحن هنا لا ندري بما يحصل خارجاً، ثم تأتي فرقة كوماندوس من كوكب الزهرة لإنقاذنا، ويشترطون علينا أن نوضع في متحف زجاجي ليتعلم آدم وحواء الجديدان كيف يعشقان.
- ولماذا اخترت هذين الكوكبين بالتحديد؟
- حبيبي، كوكب المريخ هو كوكب النزاعات، وكوكب الزهرة هو كوكب العواطف والحب.
- ستبقين على اقتناعك بهذه السخافات؟
- أنت الذي لا يريد الاقتناع بتأثير الكواكب، مواليد برجك مثلاً يتبعون كوكب نبتون، وهو يمنحكم الخيال الواسع والحدس، إذن أَمِن المصادفة أن تصبح روائياً؟ قلت لك سابقاً: لما أحببتك كان كوكب الزهرة في برجي، ولما اختلفنا قبل شهرين، وقاطعتَني، كان كوكب زحل في برجي وكوكب المريخ في برجك. فهل هذه مجرد مصادفات؟
- وهل كان كوكب الزهرة في برجي أنا أيضاً في الوقت ذاته لكي أحبك؟
- لا يهمّ، يكفي أن يكون في برجي لكي تنجذب إليّ. ربما لا تنتبه لمثل هذه التقلبات، فأصحاب الأبراج الترابية، أو المائية مثلك، أكثر استقراراً، أما أنا فهوائية وسريعة التأثر بحركات الكواكب. ثمّ ما أدراني إن كنتَ تمثّل عليّ وتجاريني في البداية، ألم تعترف لي بأنك أحببتني فيما بعد أكثر بكثير مما تخيلت بدايةَ؟ سأقول لك لماذا شُغفت بي بقوة بعد حوالي الشهر من عشقي لك: لأن كوكب الزهرة انتقل وقتها من برجي إلى برجك. أتريد إثباتات أخرى؟
- حبيبتي، أرى أنك الآن مائية ونارية.
- وهوائية أيضاً، لكنني معك هوائية من الهوى، وليس من الهواء.

أنت هوائية من الهواء، تكذبين عندما تقولين غير هذا. كل لحظة يراودك خاطر مختلف عن الذي قبله؛ خواطر متناقضة لا تأخذ طريقها إلى التنفيذ، لكنها لا ترِدُ إلى ذهنك هكذا دونما سبب، دونما رغبات متناقضة. أنت أشبه بصورة تتشظى على مرآة مكسورة، في الحقيقة لم يكن هناك رنا واحدة في يوم من الأيام، دائماً كانت هناك رنا ثانية وثالثة ورابعة... يقول لك قيس إنه يخاف عليك من نفسه ومن نفسك، يكرر ما قلتِه أنت مرة، "كتير بخاف عليك من حالي".. كنتما في ذروة النشوة في غرفتك في باب توما، ولم ينتبه حينها إلى كلامك، لم يفهم.. ربما ظنّ أنك تقولين صيغةَ مبالغةٍ من عبارات الحب أو الحرص عليه. الآن، وأنتما زوجين، يكرر الجملة بتحوير بسيط، أيكون قد أدرك معناها أخيراً؟ لا.. لا يبدو عليه ذلك.

لماذا لا يتغير قيس؟ أسألك أنتِ التي تجلسين في رأسي، وتنبشين كل صغيرة وكبيرة فيه.
- وأنت.. ما الذي تريدين أن يتغير فيه؟
- أريده ألا يحبني، ليس ألا يحبني، أعني ألا يحبني بهذه الطريقة. أريده أن يتغير بطريقة لا أتوقعها منه، وربما أيضاً أن يقلع عن حبي نهائياً. نعم.. أريد أن أراه وهو لا يحبني؛ كيف يكون حينها، كيف سأراه. بالتأكيد سأجنّ به وهو على تلك الحال. أريده أن يمضي، أن يحب امرأة أخرى، أن يتعذب في حبها، أن تلوّعه كثيراً. لا.. لن أدعه يتعذب، سأقتله، سأقتلهما هما الاثنين.
- باختصار تريدين تجربة العيش بدونه.
- ليس هكذا بالضبط. نعم، أريد العيش مع قيس ثان. ربما أيضاً أودّ تجربة الحياة من دونه، أقصد الحياة بعيداً عنه، سيكون هذا مؤقتاً وشكلياً، لأنه لن يفارقني إطلاقاً، سيبقى في داخلي، ولن أستطيع نسيان أحلى سنوات عمري.
- وهو؟ ما الذي سيحدث له إن افترقتما؟
- عليك أنت الإجابة على هذا السؤال. ثم إنك لم تجيبي على سؤالي: لماذا لا يتغير قيس؟
- قولي لي أولاً: ما الذي سيحدث له إن افترقتما؟
- لا أقوى على التفكير في ذلك.
- بلى، سبق لك أن فكرتِ أكثر من مرة، وسأذكّرك بما ذهبت إليه تصوراتك؛ ستكون مفاجأة كبرى عندما أبلغه بقراري: أريد الطلاق. سيقهقه عالياً وهو يظنها مزحة: أمرك يا ستي، نتناقش في الموضوع قبل النوم.
- أنا لا أمزح، أرجو أن تفهمني، أريد الطلاق.
- أنا أفهمك جيداً يا عزيزتي؛ أنت مستاءة مني بسبب عصبيتي البارحة، لم أقصد أن أصرخ بوجهك، وقد بقيت طوال السهرة أعتذر عما حصل، فلماذا لا تهدئين وننتهي منه؟
- لقد زادت خلافاتنا أخيراً، وأصبحت حياتنا لا تطاق، ومن الأفضل أن نفترق قبل أن يخسر كل منا نفسه ويخسر الآخر.
- أعدك بأن هذا لن يحصل، لن نفترق أبداً ومهما حصل.
- نحن مفترقان منذ حوالي السنة؛ لم يعد أحدنا يستمع إلى الآخر، لم يعد يحسّ به. حتى أجسادنا لا تتواصل كما في السابق.. لن أبقى مع رجل لا يمنحني الإحساس بأنني أنثى.
سيوافق قيس على الطلاق في النهاية، يوافق مرغماً، يوافق لأنه يحبني. هذا غير صحيح، أنت تكذبين عليّ، تعلمين أنه لن يوافق، كبرياؤه لا يسمح له بأن يترك لك زمام المبادرة. لقد جرّدك من المبادرة في أصغر الأمور، فما بالك في الطلاق؟ سيوافق؟ ربما، ولكن ليس بعد الحوار السابق. هناك المزيد من الشجارات، من تبادل الألفاظ القاسية، من التجريح والإهانات. هناك القطيعة التي ستمتد أياماً وأنتما في بيت واحد.
- وماذا أيضاً؟
- هذا يكفي. من منا التي كانت تتكلم؟
- أنت. ولهذا لم تقولي شيئاً عن رنا المستلقية على الكنبة، شخير قيس يأتي من غرفة النوم فيثقل عليها بوجوده، تمتلكها رغبة في أن تفتح الباب وتمضي، تمتلكها رغبات العالم كلها، ومع هذا تشكّ للحظة في أنوثتها، تمتد يدها لتلامس فرجها، تتأكد من أنه ما زال كما هو؛ مربرباً وحاراً، لكنه جاف. تجوس بأصابعها مهبلها الذي صار رطباً، يفيض سائلها بينما السبابة والوسطى تتحركان على إيقاع شخيره الذي لا يهدأ.
- أنت تخترعين القصص، لم يحدث لي شيء مما تقولين، ربما أنت من فعل هذا.
- ربما.. لكنني لم أحتلم برجل آخر وزوجي نائم بجانبي.
- أتقصدين حلمي السخيف بذلك الرجل الذي لا أطيق حتى سماع اسمه؟
- تكذبين كلما أتيتُ على ذكر ما لا يعجبك؛ لقد حلمتِ به، وأعطيتِه جسدك كما لم يحدث مع أحد من قبل. أأذكّرك بتفاصيل الحلم؟
- وهل ستحاسبينني على أحلامي أيضاً؟
- لا.. ولكن بشرط ألا تنكريها.
- إذن لنعد إلى قيس، ماذا سيحدث له ولي عندما نفترق؟
- لن يحدث الآن ما تقولين.
- لكنه قد يحدث يوماً.
- ربما بعد أشهر، بعد سنة من الآن، وإذا بقيتِ على هذا المنوال من التردد فقد لا يحدث إطلاقاً.
- وأنتما؟ أنت وقيس، ألن تفترقا؟
- بالتأكيد سنفترق، إنما ليس الآن، أود أولاً أن أحمل منه، أرغب في أن يكون لي طفل، وبعدها يهون كل شيء.
- إلى أين ستذهبين؟ ما الذي ستفعلينه؟ كيف ستكون حياتك من دونه؟
- أنا لست مثلك لأنتظر الإجابات على كل الأسئلة، سأفعل ما أريد، ثم ليحدث ما يحدث.
- هذا لأنك تفكرين كطائشة صغيرة.
- أما أنت فتحاولين أن تكوني حكيمة ناضجة، خذيها مني.. لن تنجحي. لا تلبسي ثوباً فضفاضاً عليك.. كوني عارية مثلي، وارفعي صوتي، اصرخي به، قولي ما تسكتين عن قوله. اندفعي، واسرحي مثلي أينما يحلو لك.
- ...
- تتظاهرين بالنوم! تتهربين مني.. إلى متى؟

أفكار ما قبل النوم.. هذا هو وقتها المفضّل، تأتي رنا لتوسوس لي، تختلط أفكارنا فلا أدري من منا تتكلم ومن تصمت. أحياناً تدخل أصوات أخرى لتشاركنا الحديث، يضجّ رأسي بها فأخشى أن يسمع قيس ما يعتمل في ذهني. آه.. كم تتغير الأحوال! ما أحلى أفكار ما قبل النوم، الأفكار التي كانت تأتيني فيما مضى، الأفكار التي تملأ جسدي كله، تدور في شراييني، ويدور معها قيس. يدور في جسدي، وعلى جسدي بأكمله، فتختلط عليّ الأفكار وأحلام اليقظة، أفكار وأحلام متداخلة أتعب من ملاحقتها، وأحتار في أيّ منها الأجمل. كان قيس محقاً عندما يقول لي: الناس بغالبيتهم يقرؤون العشق، يكررون ما حفظوه، أما أنت فتؤلفينه، أنت أبرع من يؤلف العشق على الإطلاق، يجب أن تكوني كاتبة تحت التمرين لا محامية تحت التمرين. أجيبه: لا.. حبيبي. أنا أهوى الرسم، يوماً ما سأرسم العشق، حينها سأمزج الألوان بطريقة لم يسبقني أحد إليها.
كم من مرة اخترعت فيها عوالم زاهية لا تخطر في بال أحد سواي، عوالم سنعيش فيها أنا وهو كما لم يعش عاشقان، أمحو تلك العوالم بأخرى جديدة، تتوالد في رأسي صور وأفكار، أتخيل جسدينا نبعاً لا ينضب من العشق، لا أرى حدوداً بينهما، ولا أرى حدوداً لهما، مثل لونين يصبحان لوناً ثالثاً جديداً. أراهما كاحتمالات.. احتمالات رائعة عن الحياة التي سأعيشها معه، احتمالات بقيت في ذلك الماضي، ولم يتحقق أي واحد منها.


.

صورة مفقودة


otto mueller - deux baigneuses

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...