حلقة 2
الحسن الثاني يبحث عن متنفس ..
إن مناولة تمس حدثا او واقعا بروح من النزاهة والتجرد، لا بد وأن تخضع لقوانين الكينونة الفكرية، وسيرورة الحياة الطبيعية للعمل الأدبي أو العلمي . أي الافتراض بان العمل أو الحدث في جميع مراحله من المنشأ إلى المدفن ـ ولو عمر لحظة فراشة أو مليار سنة ـ لا يختلف في شيء عن المخلوقات من إنسان وحيوان ونبات، كذلك الشان لو كان المخلوق إنجازا حضاريا في العمارة والفن والأدب والرياضة.
في الثمانينات كان المغرب دولة ونظاما وإدارة، يعني شيئا واحدا لا ثاني له هو الملك الحسن الثاني، لأن ذلك الملك، كان عبقريا ومثقفا وشجاعا وألمبيا، حتى حتى قالوا عنه، إنه كان يعقّد مساعديه فيما يلمون به، لقوته الفكرية والحادة. وربما كان المغرب الوطن بكل جلاله وقداسته، لا يقف في كفة واحدة مع شخص الملك، الذي اختصر معاني الوطن في إرادته، لكن حال الملك وظروفه المطلقة والخاصة، لم تكن من الأمان والأمن والراحة والارتياح، كما يتوهم الذين ينظرون إلى رونق البيت الأخضر من الخارج وعن بعيد، لقد كان الحسن الثاني يعاني من سياسته واختياراته السقم والمرارة، بغض النظر عن صواب أو خطإ تلك الاختيارات والسياسات المسلوكة. كانت الخزينة العامة مرهونة في الديون الداخلية والخارجية ، من جراء استنزاف المناطق الصحراوية المحررة لمداخيلها، ومن جراء الفساد المستشري بين كبار موظفي الجيش وكبار موظفي الإدارة الترابية ووزارة الداخلية، يليهم كبار موظفي الإدارة العمومية، وكان أسهل شيء يقوم به ظابط أو موظف كبير ، هو استغلال النفوذ والمتاجرة في اختصاصاته وسلطاته . وأمامنا اليوم ونحن عى عتبة قرن ميلادي جديد طبقة ثرية بفحش، تعود جذورها إلى حقبة السبعينيات التي كان بها مسؤولو الإدارة الكبار ينهبون من غير ناه ولا منته.. وراد من فظاعة الأزمة ، أن الديمقراطية التي أعادت ـ مظهريا ـ الحياة النيابية إلى الواجهة البراقة وإلى شاشة العرض.. كانت ديمقراطية حسنية، اي كما أرادها الحسن الثاني أن تكون، وكما فصلها في دستور 1975، الذي اخرجته وزارة الداخلية الإخراج الذي يرضى عنه الملك ، ومما قله بشانه أحد الأساتذة الجامعيين " إنها دمقراطية برجل عرجاء وعين عمياء واذن صماء "..أما الممارسة النيابية التي حبكها ذلك الدستور وأسلم قيادها إلى أحزاب بجلابيب هيئات سياسية من غير محتوى، يعني أنها أحزاب من غير جماهير، ومن غير تصورات مذهبية وتيارات فكرية، لا في السياسة ولا في الاقتصاد أو الفن ، تتعلق بدور المواطنين في تنشيط حياتها بالمشاركة في التدبير للشأن العام. أو بالتناوب على الحكم .. عن طريق الحقائب الوزارية، أو التناوب على التشريع " البرلمان " بالأغبية الصحيحة وليست المسجلة، قبل بداية ونهاية الاقتراع..
كان المغرب في عمومه مسرحا لعجائب مرسومة على كل وجه وعلى كل جدار..ينتظر حفل كاس العالم في كرة القدم.
يتبع
.../...
www.facebook.com
الحسن الثاني يبحث عن متنفس ..
إن مناولة تمس حدثا او واقعا بروح من النزاهة والتجرد، لا بد وأن تخضع لقوانين الكينونة الفكرية، وسيرورة الحياة الطبيعية للعمل الأدبي أو العلمي . أي الافتراض بان العمل أو الحدث في جميع مراحله من المنشأ إلى المدفن ـ ولو عمر لحظة فراشة أو مليار سنة ـ لا يختلف في شيء عن المخلوقات من إنسان وحيوان ونبات، كذلك الشان لو كان المخلوق إنجازا حضاريا في العمارة والفن والأدب والرياضة.
في الثمانينات كان المغرب دولة ونظاما وإدارة، يعني شيئا واحدا لا ثاني له هو الملك الحسن الثاني، لأن ذلك الملك، كان عبقريا ومثقفا وشجاعا وألمبيا، حتى حتى قالوا عنه، إنه كان يعقّد مساعديه فيما يلمون به، لقوته الفكرية والحادة. وربما كان المغرب الوطن بكل جلاله وقداسته، لا يقف في كفة واحدة مع شخص الملك، الذي اختصر معاني الوطن في إرادته، لكن حال الملك وظروفه المطلقة والخاصة، لم تكن من الأمان والأمن والراحة والارتياح، كما يتوهم الذين ينظرون إلى رونق البيت الأخضر من الخارج وعن بعيد، لقد كان الحسن الثاني يعاني من سياسته واختياراته السقم والمرارة، بغض النظر عن صواب أو خطإ تلك الاختيارات والسياسات المسلوكة. كانت الخزينة العامة مرهونة في الديون الداخلية والخارجية ، من جراء استنزاف المناطق الصحراوية المحررة لمداخيلها، ومن جراء الفساد المستشري بين كبار موظفي الجيش وكبار موظفي الإدارة الترابية ووزارة الداخلية، يليهم كبار موظفي الإدارة العمومية، وكان أسهل شيء يقوم به ظابط أو موظف كبير ، هو استغلال النفوذ والمتاجرة في اختصاصاته وسلطاته . وأمامنا اليوم ونحن عى عتبة قرن ميلادي جديد طبقة ثرية بفحش، تعود جذورها إلى حقبة السبعينيات التي كان بها مسؤولو الإدارة الكبار ينهبون من غير ناه ولا منته.. وراد من فظاعة الأزمة ، أن الديمقراطية التي أعادت ـ مظهريا ـ الحياة النيابية إلى الواجهة البراقة وإلى شاشة العرض.. كانت ديمقراطية حسنية، اي كما أرادها الحسن الثاني أن تكون، وكما فصلها في دستور 1975، الذي اخرجته وزارة الداخلية الإخراج الذي يرضى عنه الملك ، ومما قله بشانه أحد الأساتذة الجامعيين " إنها دمقراطية برجل عرجاء وعين عمياء واذن صماء "..أما الممارسة النيابية التي حبكها ذلك الدستور وأسلم قيادها إلى أحزاب بجلابيب هيئات سياسية من غير محتوى، يعني أنها أحزاب من غير جماهير، ومن غير تصورات مذهبية وتيارات فكرية، لا في السياسة ولا في الاقتصاد أو الفن ، تتعلق بدور المواطنين في تنشيط حياتها بالمشاركة في التدبير للشأن العام. أو بالتناوب على الحكم .. عن طريق الحقائب الوزارية، أو التناوب على التشريع " البرلمان " بالأغبية الصحيحة وليست المسجلة، قبل بداية ونهاية الاقتراع..
كان المغرب في عمومه مسرحا لعجائب مرسومة على كل وجه وعلى كل جدار..ينتظر حفل كاس العالم في كرة القدم.
يتبع
.../...
Bei Facebook anmelden
Melde dich bei Facebook an, um dich mit deinen Freunden, deiner Familie und Personen, die du kennst, zu verbinden und Inhalte zu teilen.