قصة ايروتيكة أسمى العطاونة - ليلة تموزية

عدنا نترنح من البار أنا وأنتِ، جلسنا في ساحة الحديقة الواقعة بوسط المدينة، كانت الساعة الخامسة فجرا، ألقيتِ بثقل رأسكِ على كتفي، لتتخلل أصابعي شعرك النحاسي، كنت تعمدتِ تقصيره وصبغه كما احب، جلسنا نستحضر ذكرياتنا، نضحك حينا ونبكي حينا آخر، نتذكر أوجاعنا، هزائمنا وكيف سمحنا للعاطفة أن تموت فينا، تذكرنا تلك الليلة، بنفس الساعة تقريبا، حين استترنا بجسدينا خلف أشجار الحديقة، شهيق وزفير يتقاربان ويتباعدان، أنفاسك، كنت أسمعها تتصاعد وتهبط كأزرار بيانو، تدغدغ برقة غشاء الأذن، تتسارع، كلما فككت بأصابعي زرا آخر من أزرار قميصك، كنت ليلتها كالأخطبوط أحيطك بأذرعي كلها، كي لا أترك أي خلية من جسدك مهجورة، دون مداعبة، أذكر انفتاح فمك الكرزي على مصرعه، أذكر اتساع عينيك، أذكر تشنج قدميك، أذكر كم أحببنا أن نمارس الحب جهرا وكأننا نريد أن نفرض مثليتنا عليهم، كم أحببنا أن نمارس الحب في تلك الساعة المتأخرة من الليل، نستمتع بلسعات البرد لجسدينا، أتذكرين كيف كنت أكتم صراخك بيدي، كلما شعرت باقتراب أحد؟ كلانا يذكر تلك الليلة التموزية، حين كاد أن يفتضح عرينا عامل النظافة، أذكر أيضا تشبع جسدينا لرطوبة العشب النضر، أذكر كم ضحكنا من لعنات بنات الليل يتعاركن في الشوارع المفرغة من المارة، أذكر اللحظات وتفاصيلها، واحتفظ بذكرانا لوقت أحن فيه إليك.



.
henri-matisse-la-croyante-nue-et-genoux-leve

صورة مفقودة
التفاعلات: 2 أشخاص

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...