إبراهيم سلامه إبراهيم - لجام و فارس

لماذا كان نصيبى عادل ، وانت لم تكن موجود حينئذ ، بل انا التى لم اكن ولدت عندما كنت انت فى مثل عمرى ، لماذا تأخر لقاؤنا هكذا ، ولماذا اللقاء لم يكن من سنين ، لماذا لم اكن انا معك فى نفس الزمن ،

لماذا روحك تجسدت فى بهائك مبكراً .. ثم تنتظرنى كثيراً ، لقد كان ميعادنا عندما تفتحت زهورى ، وحان ربيعى ، وقتها لم اجدك ، بحثت عنك .. بحثت عنك فى بساتين الربيع المتخمة بالرياحين والورود ، سئلت عنك من هُنَّ فى ذات الربيع ، ربما إحداهن عثرت عليك ، ولكنك لم تكن هناك ، أين انتظرتنى ، هل سألت امى علىَّ ، بالتأكيد أخبرتك أنها لم تُنبِتنى بعد ، ربما عثرت حورية غيرى عليك وقد سَبَقَتْنى فى الزمان .. ظللْتُ أبحث عنك ..

تقدم عادل كفارس .. اللا انه لم يكن حلمى ولا فارسى ، ولكنها المراءة مقودة من عشيرتها ، وقبل ان تذهب الفرصة كما اقنعونى .. تنازلت لعادل عن لجامى حتى إشعارٍ اخر ..

كنت أمُرُّ فى طريقى فى الحياة ، عندما لمحتك هناك ، فى ذات مكانى الذى انتظرك فيه عمرى كله .. وكأنى لم ارى رجال قبل طلتك ، شعرك الأبيض ، اشك انك قد صبغته بالبياض لتجذب لك الفاتنات ، لتوهمهن انك خبير خبرة الشيوخ ، والدليل انك وسيماً ، أوسم من فتى فى العشرين ، متوهج ، حيويتك طاغية ، نشاط شاب رياضى .. سرح خيالى كثيراً ، حتى لمحت تلك المراءة التى ترافقك ، حزنت واحسست بالغيرة تأكلنى ، هل هذه الشمطاء العجوز هى فتاتك ؟ تلك الحورية ؟ .. تأملت فيها لأبحث عن ذاك الذى ليس عندى .. الحق ، ان لها مسحة جمال غابر ، خصلات شعرها الابيض القليلة ، تمنحها جمالاً على بهائها ، وسيمة كوسامته ، قدّها المياس يناسب قامته المهيبة ، ربما ظنها انا ، وربما هذه المراءة هى قرينتى ، ولِدَتْ فى زمن حبيبى ، ولم ينتظر ، و لِما ينتظر؟ ، وقد رآنى فيها .. اغلقت عيناى ، ودلفت بروحى ووجدانى اليها لأتقمص دنياها وأكون بقرب الحبيب ..

فاجئنى بسؤاله

- أين كنتِ عندما كنتُ انا فى عُمرِك ؟

- لم اكن ولِدتُ بعد ..

استدركت سريعاً

- ولما السؤال ؟

رد بتلقائية

- كنت أبحثُ عَنْكِ

ارتبكتُ ، ودق قلبى بشدة بين أضلعى ، شعرت بعدها بسخونة تخرج من وجنتيّا المكتسيتان بحُمرة الخجل ..

ابتسمت ، وجريت من أمامه فرحة كفتاةٍ مراهقة تسمع أولى كلمات الحب من فارسها ..



تمت.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...