البصرة: صفاء ذياب
يشير الأستاذ الدكتور محمد عبد الرحمن يونس، في الكتاب الذي جمعه وحرّره بعنوان (موسوعة الجنسانية العربية والإسلامية.. قديماً وحديثاً)، والصادر مؤخراً عن دار دجلة الأكاديمية في بغداد، إلى أن الجنسانية العربية والإسلامية تجسّد ظاهرة مهمة جداً في تراثنا العربي القديم، وعلى الرغم من حساسية البحث في أصولها ومظاهرها وأسباب وجودها وتدوينها، وتدوين أخبار نسائها ورجالها في الخطابات التاريخية الإسلامية والفقهية، الكلاسيكية الأدبية، فإن هذا لم يمنع شيوخاً أجلاء، وأئمة مساجد، وفقهاء أصوليين من البحث فيها، وتدوينها، والحديث عنها بحرية وجرأة معرفية كبيرة، وهذه الجرأة دليل على فسحات الحرية الفكرية والمعرفية التي عايشها هؤلاء الشيوخ والفقهاء الأجلاء مقارنة بفسحات الحريات الضيقة في عالمنا العربي المعاصر.
الكتاب صدر بمجلدين كبيرين، كان المجلد الأول بـ 500 صفحة، اشتمل على 13 ناقداً عربياً، كانت دراساتهم كالآتي: «الأبعاد والدلالات في الألفاظ الجنسانية في ذكريات ومواجع على ضفاف عدن» للباحثة هند عباس علي من العراق، «تمظهرات الجنسانية الأنثوية بين الشبقية والطهرانية.. رواية (نساء كازانوفا) لواسيني الأعرج أنموذجاً» للباحثة زينب بن هلال من الجزائر، «الجنس بين الكبح وسقوط المحرمات» للمهدي نقوس من المغرب، «الجنسانية في السينما العربية.. السينما المصرية أنموذجاً» لمعينة سليمان عبود من سوريا، «الحب والجنس في كتابات الفقهاء والشيوخ» لمحمد عبد الرحمن يونس من سوريا، «دلائلية الخطاب الجنسي في روايات: التفكك/ عرس بغل/ سوناتا لأشباح القدس بين المشهدية الجنسية والتظهير» لعايدة حوشي من الجزائر، «الشخصية الإشكالية في الرواية العربية.. رواية لحظة القبض على حشاش أنموذجاً» لجعفر كمال من بريطانيا، «سعار الشبقي والجنساني في حياة ملوك ألف ليلة وليلة وسلاطينها» لمحمد عبد الرحمن يونس من سوريا، «الشذوذ الجنسي في مصر خلال سلاطين المماليك، سلوك العامة أنموذجاً (1250- 1517م)» لأشرف صالح محمد سيد من مصر، «صورة المرأة في مرويات العصور المتأخرة.. قراءة سيميائية في كتاب ابتلاء الأخيار بالنساء الأشرار» لسعيد عبد الهادي المرهج من العراق، «صورة المرأة الجسد في السينما العربية (تونس أنموذجاً)» للدكتورة ثريا بن مسمية من تونس، «قراءة في كتاب الحب بين المسلمين والنصارى في التاريخ العربي» لمحمد عبد الرحمن يونس من سوريا، «الماهية الأنثوية بين الخطابات الشبقية والخطابات الصوفية» لفريدة مولى من الجزائر.
ويبين محرّر الكتاب أن أهم ما جاء في هذه الأبحاث من مضامين ورؤى معرفية وفكرية، تناولها الباحثون بالدراسة والنقد والتحليل. ومن ثمَّ، فإن الجزء الأول من الكتاب يأتي ليلقي ضوءاً على بنية علاقات الحب هذه، وليقلب صفحات طويلة من كتب التراث العربي التي سجّلت أخبار هذه العلاقات، ودور الخطابات التي بثها الكتاب في أن تشكّل حقلاً سوسيولوجياً وثقافياً نتمكن من خلالها من فهم الذهنية المعرفية السائدة في بنية مجتمعاتنا العربية والإسلامية، فكراً وسلوكاً، وأخلاقاً من
جهة ثانية.
أما المجلد الثاني من الكتاب، فقد خصص لدراسة ثيمات الحب والجنس وتمظهراتها، ودورها في البناء الروائي والتشكيل السردي، لمجموعة من الروايات العربية التي أولت ظاهرتي الحب والجنس حيزاً واسعاً، وأعطت الشخوص النسائية أهمية كبيرة من حيث قدرتها على بناء أحداث الرواية، وتشكيل أمكنتها، ومعرفة كثير من الجوانب الاجتماعية والثقافية والإنسانية السائدة في المجتمعات التي تنتمي إليها هاته النساء، وتتفاعل معها، وتسهم في بنائها
المعرفي والحضاري.
ولم تقتصر دراسات هذا المجلد على أدوار الشخوص النسائية في تشكيل البنية العامة للروايات المدروسة، ووصف حالاتهن، وأنماط سلوكهن، وثقافاتهن، وممارساتهن، وأحلامهن في الحب والفرح والسلام والأمان الروحي والنفسي، بل شملت أيضاً عينات من الشخصيات الذكورية التي ترتبط بهاته النساء، وتتعايش معهن فكراً وروحاً وعاطفة وجسداً وتبايناً في المعرفة والفكر والسلوك، والنظرة إلى الجسد بوصفه يؤدي مجموعة من الوظائف والأدوار.
وضم المجلد الثاني البحوث الآتية: «الاستلاب الجنسي والعاطفي في الرواية اليمنية المعاصرة (رواية الرهينة أنموذجاً) للدكتور محمد عبد الرحمن يونس، «أطياف الحب في الكتابة الروائية لدى محمد مفلاح» للدكتور بوقراط طيب، «أنساق التدليل في الخطاب الجنسي بين لغة العنف وعنف اللغة في رواية (الرعن) لرشيد بوجذرة» للدكتورة عايدة حوشي، «التشكيل اللغوي الجنساني في رواية مسك الغزال لحنان الشيخ» للدكتور علي جميل السامرائي، «تيمة الحب والجنس في الرواية المغاربية» للمهدي نقوس، «الجسد المشتهى بين الإجلال والإذلال.. قراءة في رواية (تلك المحبة) للحبيب السائح» للدكتورة فريدة مولى، «الجنس بوصفه كناية.. قراءة في رواية (التشهي) لعالية ممدوح» للدكتور سعيد عبد الهادي المرهج، «الخطاب الجنسي والشهواتي في رواية (سيرة المنتهى) لواسيني الأعرج» للدكتور نسيم حرار، «الرواية العربية بين التباين والتمثيل في المنفعل الجنساني.. رواية ولادة بنت المستكفي في فاس) لمحمد عبد الرحمن يونس أنموذجاً» للدكتور جعفر كمال، «فضاءات الجنس والفساد والثراء والنساء في الرواية السورية المعاصرة.. رواية البحث عن نجم القطب لعبد الكريم ناصيف أنموذجاً» للدكتور محمد عبد الرحمن يونس، «ليلى بعلبكي وجنسنة الرواية العربية» للمهدي نقوس.
وفي هذا المجلد، أشار الباحثون إلى عدّة روايات منجزة باللغة العربية، وعمدوا إلى دراسة مظاهر خطاب الجنس فيها، وإحالاته، ودلالته، وصوره. وكان هذا المجلد الذي ضمن 11 ناقداً، بواقع 512 صفحة.
الأحد 22 آب 2021
يشير الأستاذ الدكتور محمد عبد الرحمن يونس، في الكتاب الذي جمعه وحرّره بعنوان (موسوعة الجنسانية العربية والإسلامية.. قديماً وحديثاً)، والصادر مؤخراً عن دار دجلة الأكاديمية في بغداد، إلى أن الجنسانية العربية والإسلامية تجسّد ظاهرة مهمة جداً في تراثنا العربي القديم، وعلى الرغم من حساسية البحث في أصولها ومظاهرها وأسباب وجودها وتدوينها، وتدوين أخبار نسائها ورجالها في الخطابات التاريخية الإسلامية والفقهية، الكلاسيكية الأدبية، فإن هذا لم يمنع شيوخاً أجلاء، وأئمة مساجد، وفقهاء أصوليين من البحث فيها، وتدوينها، والحديث عنها بحرية وجرأة معرفية كبيرة، وهذه الجرأة دليل على فسحات الحرية الفكرية والمعرفية التي عايشها هؤلاء الشيوخ والفقهاء الأجلاء مقارنة بفسحات الحريات الضيقة في عالمنا العربي المعاصر.
الكتاب صدر بمجلدين كبيرين، كان المجلد الأول بـ 500 صفحة، اشتمل على 13 ناقداً عربياً، كانت دراساتهم كالآتي: «الأبعاد والدلالات في الألفاظ الجنسانية في ذكريات ومواجع على ضفاف عدن» للباحثة هند عباس علي من العراق، «تمظهرات الجنسانية الأنثوية بين الشبقية والطهرانية.. رواية (نساء كازانوفا) لواسيني الأعرج أنموذجاً» للباحثة زينب بن هلال من الجزائر، «الجنس بين الكبح وسقوط المحرمات» للمهدي نقوس من المغرب، «الجنسانية في السينما العربية.. السينما المصرية أنموذجاً» لمعينة سليمان عبود من سوريا، «الحب والجنس في كتابات الفقهاء والشيوخ» لمحمد عبد الرحمن يونس من سوريا، «دلائلية الخطاب الجنسي في روايات: التفكك/ عرس بغل/ سوناتا لأشباح القدس بين المشهدية الجنسية والتظهير» لعايدة حوشي من الجزائر، «الشخصية الإشكالية في الرواية العربية.. رواية لحظة القبض على حشاش أنموذجاً» لجعفر كمال من بريطانيا، «سعار الشبقي والجنساني في حياة ملوك ألف ليلة وليلة وسلاطينها» لمحمد عبد الرحمن يونس من سوريا، «الشذوذ الجنسي في مصر خلال سلاطين المماليك، سلوك العامة أنموذجاً (1250- 1517م)» لأشرف صالح محمد سيد من مصر، «صورة المرأة في مرويات العصور المتأخرة.. قراءة سيميائية في كتاب ابتلاء الأخيار بالنساء الأشرار» لسعيد عبد الهادي المرهج من العراق، «صورة المرأة الجسد في السينما العربية (تونس أنموذجاً)» للدكتورة ثريا بن مسمية من تونس، «قراءة في كتاب الحب بين المسلمين والنصارى في التاريخ العربي» لمحمد عبد الرحمن يونس من سوريا، «الماهية الأنثوية بين الخطابات الشبقية والخطابات الصوفية» لفريدة مولى من الجزائر.
ويبين محرّر الكتاب أن أهم ما جاء في هذه الأبحاث من مضامين ورؤى معرفية وفكرية، تناولها الباحثون بالدراسة والنقد والتحليل. ومن ثمَّ، فإن الجزء الأول من الكتاب يأتي ليلقي ضوءاً على بنية علاقات الحب هذه، وليقلب صفحات طويلة من كتب التراث العربي التي سجّلت أخبار هذه العلاقات، ودور الخطابات التي بثها الكتاب في أن تشكّل حقلاً سوسيولوجياً وثقافياً نتمكن من خلالها من فهم الذهنية المعرفية السائدة في بنية مجتمعاتنا العربية والإسلامية، فكراً وسلوكاً، وأخلاقاً من
جهة ثانية.
أما المجلد الثاني من الكتاب، فقد خصص لدراسة ثيمات الحب والجنس وتمظهراتها، ودورها في البناء الروائي والتشكيل السردي، لمجموعة من الروايات العربية التي أولت ظاهرتي الحب والجنس حيزاً واسعاً، وأعطت الشخوص النسائية أهمية كبيرة من حيث قدرتها على بناء أحداث الرواية، وتشكيل أمكنتها، ومعرفة كثير من الجوانب الاجتماعية والثقافية والإنسانية السائدة في المجتمعات التي تنتمي إليها هاته النساء، وتتفاعل معها، وتسهم في بنائها
المعرفي والحضاري.
ولم تقتصر دراسات هذا المجلد على أدوار الشخوص النسائية في تشكيل البنية العامة للروايات المدروسة، ووصف حالاتهن، وأنماط سلوكهن، وثقافاتهن، وممارساتهن، وأحلامهن في الحب والفرح والسلام والأمان الروحي والنفسي، بل شملت أيضاً عينات من الشخصيات الذكورية التي ترتبط بهاته النساء، وتتعايش معهن فكراً وروحاً وعاطفة وجسداً وتبايناً في المعرفة والفكر والسلوك، والنظرة إلى الجسد بوصفه يؤدي مجموعة من الوظائف والأدوار.
وضم المجلد الثاني البحوث الآتية: «الاستلاب الجنسي والعاطفي في الرواية اليمنية المعاصرة (رواية الرهينة أنموذجاً) للدكتور محمد عبد الرحمن يونس، «أطياف الحب في الكتابة الروائية لدى محمد مفلاح» للدكتور بوقراط طيب، «أنساق التدليل في الخطاب الجنسي بين لغة العنف وعنف اللغة في رواية (الرعن) لرشيد بوجذرة» للدكتورة عايدة حوشي، «التشكيل اللغوي الجنساني في رواية مسك الغزال لحنان الشيخ» للدكتور علي جميل السامرائي، «تيمة الحب والجنس في الرواية المغاربية» للمهدي نقوس، «الجسد المشتهى بين الإجلال والإذلال.. قراءة في رواية (تلك المحبة) للحبيب السائح» للدكتورة فريدة مولى، «الجنس بوصفه كناية.. قراءة في رواية (التشهي) لعالية ممدوح» للدكتور سعيد عبد الهادي المرهج، «الخطاب الجنسي والشهواتي في رواية (سيرة المنتهى) لواسيني الأعرج» للدكتور نسيم حرار، «الرواية العربية بين التباين والتمثيل في المنفعل الجنساني.. رواية ولادة بنت المستكفي في فاس) لمحمد عبد الرحمن يونس أنموذجاً» للدكتور جعفر كمال، «فضاءات الجنس والفساد والثراء والنساء في الرواية السورية المعاصرة.. رواية البحث عن نجم القطب لعبد الكريم ناصيف أنموذجاً» للدكتور محمد عبد الرحمن يونس، «ليلى بعلبكي وجنسنة الرواية العربية» للمهدي نقوس.
وفي هذا المجلد، أشار الباحثون إلى عدّة روايات منجزة باللغة العربية، وعمدوا إلى دراسة مظاهر خطاب الجنس فيها، وإحالاته، ودلالته، وصوره. وكان هذا المجلد الذي ضمن 11 ناقداً، بواقع 512 صفحة.
الأحد 22 آب 2021