كل وقت ما يستحي من وقته، فلا الشتاء استحى من الخريف وتراجع، ولا الربيع خجل من الشتاء وتوقف عند الأبواب، ولا الصيف قال للربيع هامسا: سأتأخر قليلا ابق مكاني.
فلما دخل الصيف على الناس والنباتات والحيوانات والجمادات دخل بلا استئذان يضيع كل شيء، حتى ماء الأبدان يسفحه على الملابس عرقا نتن الرائحة، والنسوة الحوامل ما زلن فيه ينظرن إلى بطون بعضهن البعض ويعددن شهور حملهن وحمل غيرهن، ويقطعن صباحا ومساء وهن واقفات الريحان المزروع أمام البيوت، ويحسدن علنا من ستلد منهن في الصيف، ويشفقن سرا على من ستلد منهن في الشتاء، ويخفن بمقدار كبير من العين، وما زالت بطون غير الحاملات من الفتيات جميلة في أعين الرجال رغم أن خلف جلد بطونهن الشحم والدم والروث، و أمي تقول لحفيدتها الرضيعة: "بيش بيش" لتشجعها على رضع الماء من فنجان ابن عجلان، والفنجان صيني ولم تمسه شفاه متشققة لبدوي بطل مات منذ سنين ، إنما تلك هي سمة في النساء إذا أحببن شيئا منحن أشياء كثيرة اسمه، ولأن رجالهن جبناء استحق ابن عجلان أن يطلق اسمه على خزف صيني فاخر تشرب النسوة فيه القهوة، ولا يوجد في الحسا امرأة فاخرة إلا أنا.
"بيش بيش" ارضعي أيتها الطفلة الصغيرة الماء كحيوانة بعيدة عن أمها، وارضعي مع الماء الأسرار، أسرار امرأة هبلاء، امرأة خبلة هي عظيمة، "بيش بيش" وضاجع يا دجاجة الماء يا بيشان زوجتك حزوة ضجاعا واحدا في كل سنة كبعير يضاجع ناقة لما تشول في شهر شوال، وابرك عليها وادّعِ في مجلس الرجال أن الجن تسبح في منيّك، وسباحتها فيه تؤخر إحضار ولدك معك إلى صلاة الجمعة، ودع حزوتك تشعر في حضرة كل امرأة عقلها في فرجها :
أكبر خطأ في حق نفسي جنيته إني اعتبرتك يا أسود الوجه رجال
ولطخني بالماء يا بيشان قبل خروجي من المنزل، لأن عطري يسير في الشارع خلفي كامرأة ثانية تتبعني.
"بيش بيش" وأمي قد زاد خبلها فأضحت تقول: إن وجه حفيدتها وجه ولد، وأن حفيدتها تضع رجْلا فوق رجل فهي رادفة تطلب أخا لها وتلك بشارة رحمانية بأن حزوة ستلد من حملها القادم ذكرا، وأنه قد سمى نفسه قبل تخلُّقهِ باسم أبي الميت حثلان ، وأن بيشان فحل كوالده حثلان ولولا الضرورة التي به وأهل بسم الله لملأ البيت لها أحفادا وكلهم ذكور.
وأمي تقصد بالضرورة وبأهل بسم الله الجن، فهم لكثرة تلبسهم بالإنس وإضرارهم بأجسادهم سموا ضرورة، ولأنه لزاما علينا ذكر الله عليهم خشية من إيذائهم لنا سموا أيضا بأهل بسم الله، إنني الآن أبدو امرأة عرفانية، ولكني لم أقل لكم كيف أبدو امرأة فاخرة تتعرى أمام المرايا وتتملى في جمال أعضاء أنوثتها ولا تخاف الجن، وتنام عارية ولا تخشى مضاجعات الشياطين العنيفة والشاذة، وترقص بالأعراس نصف عارية وظهرها الأبيض وساقاها وفخذاها الأكثر بياضا منه آمنون من العين والحسد، وتمشي بالأسواق وتعري الرجال من تقاهم وزهدهم وبخلهم وعبادات يوم الجمعة، فقول ذلك كله سيعكر مزاج أمي ويجعلها تنادي أخي بيشان ليضربني على مؤخرتي، مؤخرتي التي أحبها كثيرا والتي تكرهها حزوة كراهية الموت والعمى، أما أمي فقد أغرمت بمؤخرتي منذ أن تأملتْ جمالها وأنا أرقصها في ليلة عرس بيشان على حزوة.
لقد حرضتني أمي وحرضت النساء الحاضرات مجلسها معي في مساء ذاك اليوم على أن نتبارى في عرض جمال مؤخراتنا حين لمّحت عن حبها الفطري لمؤخرات النساء بقولها :
-الليلة دوح المكاوي.
خجلت بعض النسوة مما سمعت، حتى أنني تخيلت مؤخرات بعضهن قد سقطت على الأرض حياء لما قمن مدبرات مودعات المكان دون ذكرهن كفارة المجلس، ولكني لم أخجل إذ إنني أحسست حينذاك أنني بحاجة قوية لأن يرى رجل مؤخرتي، وأن يتغزل بها، وأن أرقصها أمام عينيه حتى يكفر بكل مؤخرات النساء في الكون، دحتُ مؤخرتي في تلك الليلة دوحا أزعج قلوب الفتيات وأرضى قلب أمي، ولما جاء الصبح لم تتحدث النسوة عن جمال حزوة ولا عن وسامة بيشان، إنما تحدثن كثيراً كثيرا عن جمال مؤخرتي، أما بيشان أخي فقد صار عند زوجته حزوة أسود الوجه لأن مؤخرتي أجمل من مؤخرتها فقط، ولأنه لا يستطيع منعي من ترقيصها في الأعراس لأن أمي تحب ذلك، هو يقدر على ضربها فقط بعد كل عرس إرضاء لحزوته، أما أمي فقد صارت خبلة لأن حزوة لا تنجب إلا إناثا، ولأنها صدقت بأن جنية تتبع حزوة في كل حمل تحمله فإن كان الجنين ذكرا قامت التابعة وهي الجنية بإجهاضه وإسقاطه، أما بيشان فينفض حزنه على حثلان الذي يموت أكثر من مرة في رحم زوجته بالكذب على الرجال، وبمشع شعري الأطول من ليل الخريف، أما ماء شهوتي فهو نشيط كحليب امرأة مرضع في فم طفل وليد، بل هو كضرع عنزة إن لم يحلب في إناء نقط لوحده نقطا متتابعة على الأرض، وقد بدلت الحديث عن مؤخرتي التي أعطرها بعطر المسك ودهن العود والزعفران مرتين كل يوم إلى الحديث بماء شهوتي لأنني أردت يا معشر الرجال أن أرحمكم، وأن تدخروا مياه شهواتكم لزوجاتكم وعشيقاتكم وغلمانكم واحتلاماتكم الليلية، ولا بأس أن تحلموا بمؤخرتي أحلام يقظة وأحلام نوم، فهي أجمل من مؤخرة مونيكا برولنسكي التي هزت الرئيس، وأجمل من مؤخرة جينفر لوبيز التي قامت بالتأمين عليها، ولا أنكر أنني فكرت بالتأمين عليها من عصا بيشان وعقاله ولكني احترم حب أمي لها وأخاف أن تكرهها إذا اشتهرت أكثر وتعدت سمعتها إلى ما وراء الحدود، وإذا غنى الراشدان أو ربوحي أو مجودي أو كظومي أو غنت نوف الشمراني أو أحلام وامتلأت مؤخرتي بالغناء ورقصت تصير مؤخرتين أو ثلاث مؤخرات أو أربع لا أدري، وقد لمحت مرة من المرات حزوة في أحد الأعراس تعد مؤخراتي بإصبع معلقة في الهواء من أصابعها وبتحريك شفتيها.
أما لماذا أرحمكم فقد صرت أرى أيديكم تتسلل إلى ثيابكم الداخلية، وصرت أرى كامرأة مكشوف عنها الحُجُب هيجان أعضائكم الذكورية، وهذا أمر يؤلمني ويقلقني، فلا أود أن تجز أعناقكم بعد صلاة الجمعة في ساحة كبيرة بسبب مؤخرتي، ولا أود أن يتلى بيان باسم أي واحد منكم ويبث بالتلفزيون ويذاع بالراديو وينشر بالصحف المحلية بسبب هيفاء، وهيفاء هو الاسم الذي أطلقته على مؤخرتي منذ أن أعجبت بها أمي، لا أود ذلك لأنكم الآن صرتم ترون صورة مؤخرتي على الورق، وصارت عيونكم تبحلق في لونها الأبيض، وأمست أيديكم الخشنة تتحسس نعومتها الفائقة، وأمسى عطرها يهاجم أنوفكم بشراسة قاتلة، وبتّم تفكرون في جلبها لبيوتكم وإجلاسها فوق حجوركم عن طريق ساحر مغربي يتبول على القرآن الكريم، وأنا لا أود أن يكون أي واحد منكم من السبعة الذين لا يظلهم الله بظله يوم لا ظل إلا ظله، وأمي عظيمة قبل أن تكون خبلة قد قالت لكم: إذا قام الذكر عمي البصر.
ناصر سالم الجاسم
13 نوفمبر 2010م العاشرة مساء
Tableau de Meriem Meziane _ Huile sur toile
فلما دخل الصيف على الناس والنباتات والحيوانات والجمادات دخل بلا استئذان يضيع كل شيء، حتى ماء الأبدان يسفحه على الملابس عرقا نتن الرائحة، والنسوة الحوامل ما زلن فيه ينظرن إلى بطون بعضهن البعض ويعددن شهور حملهن وحمل غيرهن، ويقطعن صباحا ومساء وهن واقفات الريحان المزروع أمام البيوت، ويحسدن علنا من ستلد منهن في الصيف، ويشفقن سرا على من ستلد منهن في الشتاء، ويخفن بمقدار كبير من العين، وما زالت بطون غير الحاملات من الفتيات جميلة في أعين الرجال رغم أن خلف جلد بطونهن الشحم والدم والروث، و أمي تقول لحفيدتها الرضيعة: "بيش بيش" لتشجعها على رضع الماء من فنجان ابن عجلان، والفنجان صيني ولم تمسه شفاه متشققة لبدوي بطل مات منذ سنين ، إنما تلك هي سمة في النساء إذا أحببن شيئا منحن أشياء كثيرة اسمه، ولأن رجالهن جبناء استحق ابن عجلان أن يطلق اسمه على خزف صيني فاخر تشرب النسوة فيه القهوة، ولا يوجد في الحسا امرأة فاخرة إلا أنا.
"بيش بيش" ارضعي أيتها الطفلة الصغيرة الماء كحيوانة بعيدة عن أمها، وارضعي مع الماء الأسرار، أسرار امرأة هبلاء، امرأة خبلة هي عظيمة، "بيش بيش" وضاجع يا دجاجة الماء يا بيشان زوجتك حزوة ضجاعا واحدا في كل سنة كبعير يضاجع ناقة لما تشول في شهر شوال، وابرك عليها وادّعِ في مجلس الرجال أن الجن تسبح في منيّك، وسباحتها فيه تؤخر إحضار ولدك معك إلى صلاة الجمعة، ودع حزوتك تشعر في حضرة كل امرأة عقلها في فرجها :
أكبر خطأ في حق نفسي جنيته إني اعتبرتك يا أسود الوجه رجال
ولطخني بالماء يا بيشان قبل خروجي من المنزل، لأن عطري يسير في الشارع خلفي كامرأة ثانية تتبعني.
"بيش بيش" وأمي قد زاد خبلها فأضحت تقول: إن وجه حفيدتها وجه ولد، وأن حفيدتها تضع رجْلا فوق رجل فهي رادفة تطلب أخا لها وتلك بشارة رحمانية بأن حزوة ستلد من حملها القادم ذكرا، وأنه قد سمى نفسه قبل تخلُّقهِ باسم أبي الميت حثلان ، وأن بيشان فحل كوالده حثلان ولولا الضرورة التي به وأهل بسم الله لملأ البيت لها أحفادا وكلهم ذكور.
وأمي تقصد بالضرورة وبأهل بسم الله الجن، فهم لكثرة تلبسهم بالإنس وإضرارهم بأجسادهم سموا ضرورة، ولأنه لزاما علينا ذكر الله عليهم خشية من إيذائهم لنا سموا أيضا بأهل بسم الله، إنني الآن أبدو امرأة عرفانية، ولكني لم أقل لكم كيف أبدو امرأة فاخرة تتعرى أمام المرايا وتتملى في جمال أعضاء أنوثتها ولا تخاف الجن، وتنام عارية ولا تخشى مضاجعات الشياطين العنيفة والشاذة، وترقص بالأعراس نصف عارية وظهرها الأبيض وساقاها وفخذاها الأكثر بياضا منه آمنون من العين والحسد، وتمشي بالأسواق وتعري الرجال من تقاهم وزهدهم وبخلهم وعبادات يوم الجمعة، فقول ذلك كله سيعكر مزاج أمي ويجعلها تنادي أخي بيشان ليضربني على مؤخرتي، مؤخرتي التي أحبها كثيرا والتي تكرهها حزوة كراهية الموت والعمى، أما أمي فقد أغرمت بمؤخرتي منذ أن تأملتْ جمالها وأنا أرقصها في ليلة عرس بيشان على حزوة.
لقد حرضتني أمي وحرضت النساء الحاضرات مجلسها معي في مساء ذاك اليوم على أن نتبارى في عرض جمال مؤخراتنا حين لمّحت عن حبها الفطري لمؤخرات النساء بقولها :
-الليلة دوح المكاوي.
خجلت بعض النسوة مما سمعت، حتى أنني تخيلت مؤخرات بعضهن قد سقطت على الأرض حياء لما قمن مدبرات مودعات المكان دون ذكرهن كفارة المجلس، ولكني لم أخجل إذ إنني أحسست حينذاك أنني بحاجة قوية لأن يرى رجل مؤخرتي، وأن يتغزل بها، وأن أرقصها أمام عينيه حتى يكفر بكل مؤخرات النساء في الكون، دحتُ مؤخرتي في تلك الليلة دوحا أزعج قلوب الفتيات وأرضى قلب أمي، ولما جاء الصبح لم تتحدث النسوة عن جمال حزوة ولا عن وسامة بيشان، إنما تحدثن كثيراً كثيرا عن جمال مؤخرتي، أما بيشان أخي فقد صار عند زوجته حزوة أسود الوجه لأن مؤخرتي أجمل من مؤخرتها فقط، ولأنه لا يستطيع منعي من ترقيصها في الأعراس لأن أمي تحب ذلك، هو يقدر على ضربها فقط بعد كل عرس إرضاء لحزوته، أما أمي فقد صارت خبلة لأن حزوة لا تنجب إلا إناثا، ولأنها صدقت بأن جنية تتبع حزوة في كل حمل تحمله فإن كان الجنين ذكرا قامت التابعة وهي الجنية بإجهاضه وإسقاطه، أما بيشان فينفض حزنه على حثلان الذي يموت أكثر من مرة في رحم زوجته بالكذب على الرجال، وبمشع شعري الأطول من ليل الخريف، أما ماء شهوتي فهو نشيط كحليب امرأة مرضع في فم طفل وليد، بل هو كضرع عنزة إن لم يحلب في إناء نقط لوحده نقطا متتابعة على الأرض، وقد بدلت الحديث عن مؤخرتي التي أعطرها بعطر المسك ودهن العود والزعفران مرتين كل يوم إلى الحديث بماء شهوتي لأنني أردت يا معشر الرجال أن أرحمكم، وأن تدخروا مياه شهواتكم لزوجاتكم وعشيقاتكم وغلمانكم واحتلاماتكم الليلية، ولا بأس أن تحلموا بمؤخرتي أحلام يقظة وأحلام نوم، فهي أجمل من مؤخرة مونيكا برولنسكي التي هزت الرئيس، وأجمل من مؤخرة جينفر لوبيز التي قامت بالتأمين عليها، ولا أنكر أنني فكرت بالتأمين عليها من عصا بيشان وعقاله ولكني احترم حب أمي لها وأخاف أن تكرهها إذا اشتهرت أكثر وتعدت سمعتها إلى ما وراء الحدود، وإذا غنى الراشدان أو ربوحي أو مجودي أو كظومي أو غنت نوف الشمراني أو أحلام وامتلأت مؤخرتي بالغناء ورقصت تصير مؤخرتين أو ثلاث مؤخرات أو أربع لا أدري، وقد لمحت مرة من المرات حزوة في أحد الأعراس تعد مؤخراتي بإصبع معلقة في الهواء من أصابعها وبتحريك شفتيها.
أما لماذا أرحمكم فقد صرت أرى أيديكم تتسلل إلى ثيابكم الداخلية، وصرت أرى كامرأة مكشوف عنها الحُجُب هيجان أعضائكم الذكورية، وهذا أمر يؤلمني ويقلقني، فلا أود أن تجز أعناقكم بعد صلاة الجمعة في ساحة كبيرة بسبب مؤخرتي، ولا أود أن يتلى بيان باسم أي واحد منكم ويبث بالتلفزيون ويذاع بالراديو وينشر بالصحف المحلية بسبب هيفاء، وهيفاء هو الاسم الذي أطلقته على مؤخرتي منذ أن أعجبت بها أمي، لا أود ذلك لأنكم الآن صرتم ترون صورة مؤخرتي على الورق، وصارت عيونكم تبحلق في لونها الأبيض، وأمست أيديكم الخشنة تتحسس نعومتها الفائقة، وأمسى عطرها يهاجم أنوفكم بشراسة قاتلة، وبتّم تفكرون في جلبها لبيوتكم وإجلاسها فوق حجوركم عن طريق ساحر مغربي يتبول على القرآن الكريم، وأنا لا أود أن يكون أي واحد منكم من السبعة الذين لا يظلهم الله بظله يوم لا ظل إلا ظله، وأمي عظيمة قبل أن تكون خبلة قد قالت لكم: إذا قام الذكر عمي البصر.
ناصر سالم الجاسم
13 نوفمبر 2010م العاشرة مساء
Tableau de Meriem Meziane _ Huile sur toile