ناصر الجاسم - فواكه جنسية

" الفحّال وأم اللعبان تراب وماء أرادا أن يكونا طينا ......."

ما زالت بلابل النخل تغرد بألوان أعناقها الغُرابية وبألوان عكرات أذيالها الممهورة بالصفرة الآسرة الشبيهة بصفرة أثواب النساء الهنديات، تغرد من أثر السُّكْر بخمرة التمر التي شربتها من التمرات الناضجات في أجواف العراجين وعلى العذوق الخضراء للنخلات في آخر فصل الصيف، وما زالت دجاجات الماء بلون بدنها الأسود الداكن اللامع وعرفها الأحمر الصغير تعشعش في الوجّاج، نهر الماء الذي يشق الأحساء نصفين، وتجمّل حافتي النهر بإطلالتها بين فترة وأخرى مسيلة لعاب الصيادين ومغيرة أماكن ختلهم لها ومغيرة اتجاهات أفواه بنادقهم إليها!

وماء الشبكة المنزلية يأتي بالغضب وبالزعل إذا لامس الجسد المُسلم نفسه لسلطة الماء لكي يتطهر ويتنظف، يزعل الأنثى ويفقدها بهجة شعور الجماع الليلي الدافئ، حيث لا بد أن يغزو الماء فروة رأسها في الصباح البارد ويبلل شعرها كاملا كي تصلي الفجر، وتوجه برودته التي تجس بالأيدي المشعرة إهانات غير مباشرة وغير علنية للرجال المتعاليين والمغرورين بقوتهم البدنية وتشعرهم بضعفهم حين يترددون في الدخول تحت عموده والبقاء صاغرين له أو عندما يحجمون عنه وهم عراة بتأجيل زمن الاغتسال لوقت الظهيرة حيث تساندهم الشمس وتمدهم ببعض الجرأة و الشجاعة !

أم اللعبان

خرجتْ من بيتها ظهراً كالعمياء تحمل شهوتها بين فخذيها، وتحس بها معلقةً هناك في ظلام المثلث بين رجليها وخلف درّاعتها وعباءتها كنار شعلة أولمبية تضيء المكان ولا تحرقه، وعليها أن تجد في هذه الظهيرة من يطفئها، خرجتْ ولا تبصر شيئاً سوى قضيب ذكوري متحفز رسمت في خيالها طوله وعرضه ولونه ولا تعرف لمن يكون ولمن ينتسب ولا من أي لون أو عرق أو دين سيجئ، خرجتْ ببقايا رائحة بصل وثوم في فمها من طعام الغداء، ولم يكن للوقفة أمام مرآتها أية جدوى، درجت قدميها على الإسفلت بدون كحل في عينيها، وبدون طلاء أحمر في شفتيها، ودون أن تشد أو ترفع نهديها للأعلى بحامل، تركتهما يهطلان على بطنها كحمل نخلة ثقيل !
كانت في غرفة البنات تخدع أختها غصون لحظة تبديل الملابس الداخلية وتحنث بالاتفاق المبرم معها.

-غمضي عيونك !
-غمضتهم، هاه ،شوفيني، وتضع راحتي يديها وأصابع كل يد من يديها فوق عينيها وتحجبهما عن الرؤية حجباً تاماً وهي تكتم ضحكة تتكون على وجهها !
-أفسخ خلاص؟
-أيه ، فسخي .
ويعلو صراخ غصون واحتجاجها وترتفع شكواها لأمها !
-يمه عندك شيماء تفتح عيونها تبي تشوف عيبي !

كبرت شيماء وعيّرتها صديقات أمها بأم اللعبان، لأنهن كنّ يرينّها كثيرا زمن بلوغها واكتمال نضجها الأنثوي عندما يقمن بزيارة أمها وهي تتقيأ أمامهن فجأة وبسرعة، ذلك أن كبدها تحوم وتلعب بداخل بطنها فيعرفن أنهن أصيبت بمرض أم اللعبان، ولم يرتضين معايرة أمها لها باللعبية لمشاغباتها الكثيرة مع أختها غصون ولعبها معها، إنما عيروها بأم اللعبان كما عيروا غيرها من بنات جيلها بعيارات تحفظ وتورث ويغيب معها الاسم الحقيقي ولا يظهر إلا في الأوراق الثبوتية الرسمية !
قبل أن تخرج كانت واقفة في المطبخ، وحوض الغسيل المعدني أمامها، وفي جوف الإناء تطوف الخضار الملونة المغمورة بماء الشبكة المنزلية القوي، وعيناها تراقبان الجزرة البرتقالية بشوق ولهفة، وتودان لو تستبدلانها بجزرة أخرى من لحم دافىء تكون ملكاً لها وحدها، لم يكن لخضار البطاطس والقرع والكوسا والباذنجان والبامية والبروكلي والفاصوليا الخضراء أية جاذبية تدعو للمسها وللنظر إليها، ظلت الجزرة الطويلة العريضة التي توجه دوران باقي الخضروات في الإناء عكس عقارب الساعة حينما يهاجم رأسها عمود الماء الهابط عليها بقوة من الحنفية محل شغف قلبها، فتمد إبهام إصبعها الكبير وتجس رأس الجزرة، وتغمسها بتلذذ في جوف الإناء، وتغرقها، وتعود ثانية وتقربها من فتحة فمها وتلعقها، تفعل ذلك وهي تتلفت عن يسارها خشية أن يراها أحد من أهل البيت !

وعندما يحين تجهيز السلطة الخضراء، تطلب بإلحاح من أمها أن يكون ذلك واجبها، دون باقي أخواتها، فتختار خيارة من صندوق الخيار حسب مواصفات أملتها عليها شهوتها، وتضمها في مخبأ درّاعتها، وإذا حل الظلام في غرفتها، ونامت أختها غصون، أخرجت الخيارة من مخبئها، وأطالت تقليبها في راحتي يديها، ووضعتها في خط مستقيم بين نهديها، وحشرتها هناك، ومن ثم تبتسم ابتسامة طويلة، وتقشرها بتفنن وببطء شديد وتمصها بلذة حتى تنام !

الفحّال

رأى النجمة السينمائية العالمية مارلين مونرو مساءً، فغادرت شاشة التلفاز بحسنها الفتان الأكيد، وسكنت قلبه ورأسه، وهو ممدد على فراشه، نام فرأى أنها نخلته، فرقاها وراح يخرف رطبها، فاستيقظ ودمع كثيف له رائحة نخل يبلل إزاره الملون بألوان عديدة، رمى من فوره إزاره على أخته صيداء الواقفة عند غسالة الملابس تفرغ بجوفها الكبير ما في جوف السلة البلاستيكية من ملابس متسخة لأفراد البيت، وغاب عن وجهها في الحمّام تحت عمود الماء.

جذبت رائحة دمعه اللزج الذي سال وغيبت ألوان الإزار مكانه فيه أنف أخته صيداء الطويل الدقيق، فاستنشقتها بفرح وبحب، وألصقت الإزار الذي رأته نظيفا بوجهها، وراحت تتشممه بسعادة أكبر وتؤخِر رميه في جوف الغسالة !

حكَتْ صيداء لأمها عن دمع أخيها ذي الرائحة الجميلة النفاذة.
- يمّه أنا صدتْ أخوي مكّر يلبّد نبات النخل بوزاره ويرقد به !
-شلون ، شلون يا البقرة!
أخوك يا الهبلاء فحّال مثل أبوه، لولوش لولوش، مكّوري حبيبي بلغ وصار فحّال يا سعدي أنا الليلة!

حكتْ الأم لنسوة الحي عن ابنها مكّر حكاية بلوغه، تمهيداً لخطبة فتاة له من بناتهن، ولكي يتغطين عنه، ويلبسن الغطوة والعباءة في وجوده، فقمن بتعييره بالفحّال، وهن ضاحكات ومستبشرات لبلوغه مبلغ الرجال، وقد أعجبته العيّارة وصار يُعرّف نفسه بالفحّال، ويفتخر بفحولته التي يدخرها إزاره في حضرة الرجال: " لو رميت إزاري على فرج امرأة لحملت، قُمحي قوي مثل قُمح أبوي، وحرف من حروف الله ييزي، أنا مثل ذكر النخل (الفحّال) أحمّل من حولي من النخلات بالريحة " !

وكان في البلدة بغي طيبة لعوب اسمها بتلة، أعضاء أنوثتها كفواكه مقشرة، تؤكل طازجة، وبائتة، جعلته مغرما بالفواكه الجنسية، ويسفح شبقه عليها عندما يعبث بها، ويشكلها تشكيلا مثيرا بيديه الدافئتين، فتراه يترصد لمشيها بالطريق، ويخرج لها من جيبه السفلي إذا رآها مقبلة نحوه موزة صفراء طويلة، وحبتي يوسفي صغيرتين مستديرتين، ويضع الموزة فوق حبتي اليوسفي، ويشير بهم باتجاهها، حتى تفهم مغزاه المثير و تبتسم له !

وتراه أيضا في الأعراس، وفي الولائم العظيمة، يمسك بحبة فراولة ناضجة، ويشقها بسكين حادة لنصفين متساويين، ويدلق لسانه للون جوفها الوردي الشبيه بلون فرج فتاة عذراء!

ويهم أحيانا إلى صحن الفواكه الكبير، وينتقي منه برتقالتين لبنانيتين متساويتين في حجمهما، وحبتي عنب صغيرتين بنيتي اللون، ويبدأ يحفر في البرتقالتين في مكان معين يحدد ميزانه بعينيه حفرتين صغيرتين بمفتاح سيارته، ويزرع بعدما ينتهي العنبتين في الحفرتين لتكونا كحلمتين في نهدين كاعبين!

وكان يشكو لصديقه سعود ولعه بها وتمنُّعها عليه: " كلما لاح لي بيتها من بعيد، أو كلما حاذيته، سواءً كنتُ ماشياً على رجليّ أو راكباً في سيارتي، أراها عارية أمامي وينتصب ذكري بين فخذي، أنا الفحّال، الذي من كثر وسامتي وشدة جاذبيتي البنات في السوق إذا رأينني يلمّحن لي برغبتهن في ركوبي فوقهن بنقري في مؤخرتي بأصابعهن، وأحس بآثار نقراتهن من أظافرهن الحادة الطويلة التي تحدث جروحا بوركيّ مثل الجروح التي تحدثها أغصان الشجر الصغيرة الشائكة، وأجد أحيانا في ثيابي البيضاء بعد خلعها وتعليقها بقع حمرة الأظافر التي لم تجف شاهدا عليهن، فكيف تتغلى عليّ بتلة ؟ !"

خرجت شيماء (أم اللعبان ) بعروقها الحلوة، وبمؤخرتها المطيعة التي تستجيب لأقل لمسة إصبع بانخفاض حفرة فيها، أو بارتجاح لحمها الأبيض إذا ضربت باليد، أو صفعت، خرجت تفتش في الظهيرة عمن يطفئ شعلتها، وخرج مكّر (الفحّال) في الوقت نفسه بعروق جسده المرّة، وبصدره العريض، ومؤخرته المسحوتة الناشفة يبحث عمن تطفئ شوقه لبتلة، وعمن تكون بديلة لها، والتقيا بأحد الطرق، وعرفا بدون كلام، وبدون غزل، وبدون إشارات، أن فواكه جسده وفواكه جسدها يريدون أن يجتمعوا في صحن واحد، فاجتمعت فواكه جسديهما في ظل صحن شجرة أترنج مثمرة في النخل المسمى باب الهوى، وبردت نار أم اللعبان، ونال الفحّال ما يريد، وانصرفا كل واحد في طريق، وهو لا يعرف اسمها، وهي لا تعرف من يكون، وكلاهما لا يدريان إن كان بينهما صلة رحم أم لا !!


تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...