1
اليوم فتحت خزانة فيها كراكيب لم أجرؤ على التخلص منها بشكل ما. وقعت فوقي لفة صور مكسوة بالغبار. كُنت قد حشوت الكثير منها بداخل كيس قمامة أسود، وحشرته فوق مكواة معطلة، وحذاء كرة قدم عطن، بالرف العلوي للخزانة. تناثرت الصور كلها على الأرض. تعجبت كم كان الجميع شبابًا بهذا الشكل فيما مضى بمن فيهم أنا؛ ولأنني لم أرد حتى المساس بهذه الصورة المرعبة، خرجت من البيت وكأنني أفر هاربًا. سأعود للملمتهم يوم ما.
2
صممت المتصلة على عدم الكشف عن هويتها. كانت تتحدث بدلال يوحي بأنها امرأة أغُرمت بها ذات يوم. لم أرغب في قول إن الرقم خطأ.
3
كنت أقود السيارة. ولأن أزرار مؤشر الراديو لم تكن رقمية، سمعت على قناة، لم أستطع معرفة بثها على أي تردد: تبقى القليل من عمري. كدت أن أقوم بحادث من شدة الذهول. وفي آخر لحظة تنبهت لتغيير القناة.
4
وأنا مار من أمام مخفر الشرطة الموجود في الحي الذي أسكنه منذ عشرين سنة، ألقيت التحية كعادتي على مأمور الشرطة المناوب. لحق بي وأمسك بذراعي بشدة. وقال إن مَن في المخفر يشتبهون بهويتي. تصببت عرقًا من الخوف. وبدءًا من ذلك اليوم قررت أن أقوم ببعض التغييرات في حياتي. فهمت لاحقًا أنه كان يمازحني، ولكن كان قد سبق السيف العذل. لأنني كنت قد نفذت قراراتي.
5
ذات ليلة كنت حزينًا فيها، أعطيت مجموعة بطاقاتي البريدية إلى ابن الجيران. ومن حسن الحظ، أنني كنت قد استنسختها سلفًا.
6
يداهمني النعاس في أوقات غير ملائمة. اعتدت على النوم خلسة. ولكنني لا أتمكن من رؤية منام أبدًا. أفكر قبل نومي في المنامات التي كنت قد رأيتها فيما مضى. يبدو وكأنني خرجت من باب خطأ لعالم الأحلام، وأعجز عن العثور على سبيل للعودة.
7
أنتظر أن ينظم أحد مسابقة أقصر قصة.
8
في أوقات فراغي أحل المسائل الحسابية التي عجزت عن حلها في طفولتي.
9
تأخرت.
10
أصبح صديقي المقرب بالمدرسة الثانوية طبيبًا نفسيًا. لم ألجأ إليه حتى منذ أن علمت أنه يفحص المصابين بفوبيا جهاز الرد الآلي.
11
عندما أستفيق في الصباحات أشعر بأن قلبي خاو. ولكي أشرب، أسكب الماء في كأس، وأتفحصه جيدًا. فأنا لا أريد أن ابتلع حورية الماء بالخطأ.
12
صارت حياتي اليومية حافلة بالمخاطر؛ لأنني لا ألتفت يمينًا ويسارًا وأنا أعبر إلى الناحية الأخرى. ذات يوم قال لي جارنا المسن الذي شاهدني من النافذة بأنني سوف أموت نتيجة ذلك. قُلت له إن هذا لن يفاجئني، فأجابني “وأنا أيضًا”. برقت عينا العجوز بخبث. لطالما علمت أنه يرغب في شراء الشقة التي أقطن فيها لحفيده.
13
أعد لي رفقائي في العمل مفاجأة للاحتفال بعيد ميلادي. تفاجأت جدًا وكذلك فرحت. لكنني عجزت عن إخبارهم أن ميلادي في يوم آخر. عرفت بعد فترة أنهم أيضًا ظنوا أنني شخص آخر.
مراد غولسوي: كاتب وأكاديمي تركي. ولد عام 1967 بإسطنبول. صدرت له عدة كتب وروايات ومجموعات قصصية. درس الهندسة وعلم النفس. محاضر بجامعة بوغازتشي. أصدر مجلة Hayalet Gemi بين عامي 1992 -2002 بالتعاون مع مجموعة من أصدقائه، ويترأس هيئة تحرير دار نشر جامعة بوغازتشي منذ عام 2004. ومدير مركز أبحاث ناظم حكمت للثقافة والفنون. يقدم ورشا للكتابة الإبداعية منذ عام 2003. حصل على العديد من الجوائز الأدبية. ترجمت أعماله إلى عدة لغات.
اليوم فتحت خزانة فيها كراكيب لم أجرؤ على التخلص منها بشكل ما. وقعت فوقي لفة صور مكسوة بالغبار. كُنت قد حشوت الكثير منها بداخل كيس قمامة أسود، وحشرته فوق مكواة معطلة، وحذاء كرة قدم عطن، بالرف العلوي للخزانة. تناثرت الصور كلها على الأرض. تعجبت كم كان الجميع شبابًا بهذا الشكل فيما مضى بمن فيهم أنا؛ ولأنني لم أرد حتى المساس بهذه الصورة المرعبة، خرجت من البيت وكأنني أفر هاربًا. سأعود للملمتهم يوم ما.
2
صممت المتصلة على عدم الكشف عن هويتها. كانت تتحدث بدلال يوحي بأنها امرأة أغُرمت بها ذات يوم. لم أرغب في قول إن الرقم خطأ.
3
كنت أقود السيارة. ولأن أزرار مؤشر الراديو لم تكن رقمية، سمعت على قناة، لم أستطع معرفة بثها على أي تردد: تبقى القليل من عمري. كدت أن أقوم بحادث من شدة الذهول. وفي آخر لحظة تنبهت لتغيير القناة.
4
وأنا مار من أمام مخفر الشرطة الموجود في الحي الذي أسكنه منذ عشرين سنة، ألقيت التحية كعادتي على مأمور الشرطة المناوب. لحق بي وأمسك بذراعي بشدة. وقال إن مَن في المخفر يشتبهون بهويتي. تصببت عرقًا من الخوف. وبدءًا من ذلك اليوم قررت أن أقوم ببعض التغييرات في حياتي. فهمت لاحقًا أنه كان يمازحني، ولكن كان قد سبق السيف العذل. لأنني كنت قد نفذت قراراتي.
5
ذات ليلة كنت حزينًا فيها، أعطيت مجموعة بطاقاتي البريدية إلى ابن الجيران. ومن حسن الحظ، أنني كنت قد استنسختها سلفًا.
6
يداهمني النعاس في أوقات غير ملائمة. اعتدت على النوم خلسة. ولكنني لا أتمكن من رؤية منام أبدًا. أفكر قبل نومي في المنامات التي كنت قد رأيتها فيما مضى. يبدو وكأنني خرجت من باب خطأ لعالم الأحلام، وأعجز عن العثور على سبيل للعودة.
7
أنتظر أن ينظم أحد مسابقة أقصر قصة.
8
في أوقات فراغي أحل المسائل الحسابية التي عجزت عن حلها في طفولتي.
9
تأخرت.
10
أصبح صديقي المقرب بالمدرسة الثانوية طبيبًا نفسيًا. لم ألجأ إليه حتى منذ أن علمت أنه يفحص المصابين بفوبيا جهاز الرد الآلي.
11
عندما أستفيق في الصباحات أشعر بأن قلبي خاو. ولكي أشرب، أسكب الماء في كأس، وأتفحصه جيدًا. فأنا لا أريد أن ابتلع حورية الماء بالخطأ.
12
صارت حياتي اليومية حافلة بالمخاطر؛ لأنني لا ألتفت يمينًا ويسارًا وأنا أعبر إلى الناحية الأخرى. ذات يوم قال لي جارنا المسن الذي شاهدني من النافذة بأنني سوف أموت نتيجة ذلك. قُلت له إن هذا لن يفاجئني، فأجابني “وأنا أيضًا”. برقت عينا العجوز بخبث. لطالما علمت أنه يرغب في شراء الشقة التي أقطن فيها لحفيده.
13
أعد لي رفقائي في العمل مفاجأة للاحتفال بعيد ميلادي. تفاجأت جدًا وكذلك فرحت. لكنني عجزت عن إخبارهم أن ميلادي في يوم آخر. عرفت بعد فترة أنهم أيضًا ظنوا أنني شخص آخر.
مراد غولسوي: كاتب وأكاديمي تركي. ولد عام 1967 بإسطنبول. صدرت له عدة كتب وروايات ومجموعات قصصية. درس الهندسة وعلم النفس. محاضر بجامعة بوغازتشي. أصدر مجلة Hayalet Gemi بين عامي 1992 -2002 بالتعاون مع مجموعة من أصدقائه، ويترأس هيئة تحرير دار نشر جامعة بوغازتشي منذ عام 2004. ومدير مركز أبحاث ناظم حكمت للثقافة والفنون. يقدم ورشا للكتابة الإبداعية منذ عام 2003. حصل على العديد من الجوائز الأدبية. ترجمت أعماله إلى عدة لغات.