الشيماء صلاح الدين - نصيحة.. قصة قصيرة

قالت لها قارئة الفنجان العجوز:

أنتِ إمرأة يمتلئ رأسها بقصص المشردين والجوعى،وتدمع عيونها لكوارث تحدث فى نصف الكرة الأرضية الأخر،ينخلع قلبك الصغير لمواء القطط الشريدة وعواء الكلاب الصغيرة التى تطلب الدفء فى ليالى الشتاء،فأومأت صاحبة الفنجان الشابة بالإيجاب،وأشارت للعجوز أن تكمل وقد أرتسمت على وجهها كل آيات التأثر والإشفاق..

أعتدلت العجوز فى جلستها،وأخذت تتأمل الفنجان وبقايا البن المترسبة فيه والتى ترسم أشكالا متداخلة كلما حركته كف العجوز المرتعشة وقالت بعد فترة صمت وقد عقدت حاجبيها:

لكنك غافلة ،يا سيدتى ،عما يدور من وراء ظهرك وقد يهدد هدوء بيتك ويقلب حياتك السعيدة الهانئة رأسا على عقب..

أرتعبت المرأة الشابة وأضطربت،فأقتربت من العجوز تسألها عن ذلك الحدث المشئوم الذى تخشى حدوثه وترهب وقوعه،لكن العجوز تمنعت وأخذت تبعد عن نفسها تهمة الخوض فى عوالم الغيب وهتك أسرار المستقبل،وبعد جهد جهيد ومحاولات مستمية من المرأة الشابة لحث العجوز على الإفصاح عن مكنونات الفنجان،أخبرتها العجوز أنها لن تقول لها ما تراه فى فنجانها ولكنها سوف تنصحها نصيحة من أم لأبنتها فقالت:

أيا بنيتى،لا تأمنى لرجلك كل الأمان،ولكن بين الفينة والأخرى،راقبيه وقصّيه،لا تلوميه ولا تعاتبيه ولكن أحتفظى لنفسك بأخباره وكل ما يصلك من أسراره..

عامليه كطفلك ولا تكثرى دلاله فتفسديه،ولا تشعريه بأنك دائمة المتابعة لكل خطواته..

أحذرى من الرجال واحدة وأحذرى من بنات جنسك ألفاً..

جمعت العجوزأغراضها فى بقجة قديمة،وودعت المرأة الشابة التى أغلقت الباب ورائها وأنطلقت من فورها إلى غرفة مكتب زوجها وأغلقت الباب وبدأت حملة التفتيش!

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...