رسائل الأدباء رسالة زهور ونيسي الى الكاتبة زليخا السعودي

الجزائر في 20/11/1971
حضرة الأخت الفاضلة زليخا السعودي المحترمة
تحية أخوية نضالية عميقة. وبعد:
بمزيد السعادة تلقيت رسالتك وموضوعك القيم. وقد هزت عواطفي صيغة الصدق والحماس التي اكتست مقالك. وللحقيقة أقول أنني كنت وأنا اقرأ وكأنني أنظر أفكاري ومبادئي مسطرة على الورق بقلم أخرى. إنها يا عزيزتي المأساة الكبرى التي لا مبرر لها الآن. ولا ساتر مما سبق و استعملناه في تهدئتنا للأرواح المعذبة المهانة.. نساؤنا.. أمهاتنا. وشاباتنا... واليوم، وبعد أن بلغ الأمر هذا الحد من الخطورة، لم يبق لنا إلا الكفاح نعم - وليس غيرنا نحن مثقفات العربية يكافح -.. إن الأخريات والآخرين من المثقفين بالفكر الغربي استطاعوا – مع الدهشة ولا أقول الأسف – أن يتلمسوا الحقائق قبلنا.. وأن يعرفوا طريقهم.. ويسددوا بهذه المعرفة سهام حججهم الدامغة لفكرنا المتأخر. إن هذا النوع من الخلط بين الإنحراف الإجتماعي الذي يمارسه الرجل عندنا، وبين الدين يكاد يقضي على كل قيمنا.. وحتى على إرادتنا وأملنا في المستقبل. ولكنني يا عزيزتي عندما أخاطبك، فلأنني أتفهم الوضع جيدا جيدا.. ربما أكثر مما تتصورين.. ولقائي معك على مستوى هذا العمل قوة عتيدة لرفع كلمة الحق.. وللعلم فإن الإتحاد النسائي قدم تقريرا قيما حول كل نقطة تخص المرأة.. العمل.. الحضانة.. وتعدد الزوجات.. والزواج بالأجنبيات وغيره من المواضيع... قدم ذلك للسلطة الثورية بطلب منها حتى يعتمد عليه بوضع قانون الأسرة.
موضوعك سيوضع للنشر في شهر جانفي.. واعلمي أنني دوما في انتظار كل إنتاجك.. مؤكدة عليه، وعلى رسائلك التي ستجد صديقة مخلصة أبدا. زهور



في الهامش / كل عام و أنتم جميعا بخير .
ملاحظة : كتبت الأديبة زليخا السعودي على هامش ورقة الرسالة بخطها هذه الكلمات :
(ما زلت أتذكر تلك الكلمات يا صديقتي زهور..أحبك من كل قلبي ..أيتها المخلصة .).





تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...