صعدنا في الحافلة التي ستوصلنا إلى ذلك الحي الذي تقع فيه (حانة) شهيرة في ( براغ) ، يرى خليل أن زيارتي لها واحدة من الزيارات الهّامة ، لأنها ( معلم) من معالم العاصمة .
أخبرني بكلمات أرادها مؤثّرة : _ تصوّر ! لقد زارها نابليون وشرب فيها تلك البيرة السوداء !. هبطنا في مكان لا يبعد كثيراً عن موقع ( الحانة) . مضيت معه متأمّلاً الأبنية العريقة العتيقة ، بينما هو يشرح لي تاريخ تلك الحانة : _ عمرها قرابة أربعمائة سنة ، تصوّر! أربع ..مائة ..سنة ! يا لطيف ، كم من الناس زاروها ، وشربوا بيرتها ، وتبادلوا الأحاديث الوديّة ، وبكوا على أكتاف بعضهم بعضاً ، أو تبادلوا القبلات المحمومة ؟
سألته مستفسراً لإبداء شئ من الاهتمام بحديثه ،حتى لا يأخذ على خاطره منّي ، خّاصة وهو يعنى بي منذ وفدت للعلاج الطبيعي في ( تشيكوسلوفاكيا). _ ألا تقدّم تلك الحانة سوى البيرة السوداء ؟ سرّ بسؤالي : _ نعم ، بيرة سوداء فقط . أول حانة تقدّم بيرة سوداء في كّل أوربة .
المصنع والحانة متداخلان ، ولذا لا يقدّمون سوى البيرة ، يعني مافيش ( مازة) كما هو الشأن في حانات بلادنا… رددت بصوت خافت : _ بلادنا ! بلادنا ! …ليس فيك بيرة سوداء ، ولا خضراء ، ولا بنفسجيّة . ليس فيك سوى كأس المنون… توقّف وأمسك بساعدي : _ لا تقلبها غمّاً . أنت جئت لتتعالج ، وأنا هنا للدراسة وبعد بضعة اشهر أعود ، قال أعود ! أعود إلى أين ؟ أقصد أرجع إلى بيروت ، فأتوظّف في (المنظمة) ، أو أسعى لعمل في دولة خليجيّة ، أو لعلّي أتمكن الحصول على منحة لتكميل الدراسة لنيل الدكتوراة في بلد غربي . يا سلام لو تزبط معي لندن ، أو باريس ، أومدريد ، مدريد ! آخ على راقصات الفلامنكو … فقّش أصابعه ، ودار حول نفسه ، وجاح بصوت ملتاع دون اهتمام بالماّرة الذين تأمله بعضهم بشيء من الفضول والدهشة ، وصوته يعلو مع ضربات عشوائية من كعبيه على بلاط الرصيف . هولي هولي آآآآآآآآ آخ الآه هي عنوان علاقتنا بالحياة ، نحن أمة الآخ ، أي الآه ، أي التوجّع … ثمّ : _ ولك يا حسن : إضحك ، قهقه ، حكمة أمّي هي الصّح : يوم الصفا لا يتفوّت . عش يوم الصفا ، كله أكلاً يا حسن يا أخوي … احتضنني ، ودفعني للمشي بسرعة ، فجاريته صامتاً ، فالأوجاع في ساقي إثر الإصابة لا تمكنني من المشي السريع .
وصلنا ! صاح كأنما يكتشف المكان لأوّل مرّة ، رغم أنه تردد عليه كثيراً ، أحياناً مع ( مارتا) صديقته ( الأساسيّة) كما يصف علاقته بها، ومع غيرها عندما تسافر لزيارة أهلها في الريف .
دخلنا من بوّابة عريضة مفتوحة على صالة واسعة ، فيها ألواح خشبيّة يجلس عليها الزبائن متلاصقين ، وأمامهم ألواح خشبيّة غير مستوية السطح ، وندل يحملون صوان عليها كؤوس كبيرة تفور فيها البيرة السوداء برغوة بيضاء عكرة .
أرحنا جسدينا صامتين ، متأملين ما حولنا من روّاد .
لا شئ يثير ، أو يشّد . رؤوس تتمايل ، أفواه تتهامس ، ضحكات مكتومة ، أو تفرقع ثمّ تغيض بسرعة . وضع النادل أمامنا كوبين . حرّضني خليل على الشرب : -جرّب يا حسن ، جرّب ، ما هي إلاّ بيرة سوداء … _ لون هذه البيرة مثل حظنا في الحياة ، لون قاتم ، والرائحة زفتيّة ، فما الذي يجذبك ؟ _ المكان … _ المكان بائس يا خليل ، لا ونس فيه ، ولا حيوية . _ ولكنه قديم ، ولقد زاره نابليون نفسه! _ أنا لست معجباً بنابليون هذا ، وكونه زار المكان ، فهذا لا يعني أنه جاء هذه البلاد سائحاً ، تماماً كما فعل عندما ( زار) بلادنا من قبل ! أخرج خليل من جيبه قطعة معدنيّة وأخذ يحفر اسمينا على الخشب ، وسط دهشة شاب يجلس قبالته ، أخذ يراقب ما يفعله .
سأله الشاب مستفسراً( خليل ترجم لي ). _ هل تكتبون من اليمين إلى الشمال ؟ _ نعم ، هكذا نكتب لغتنا. قدّم له دفتراً وطلب منه أن يكتب له شيئاً ، فأخذ خليل يكتب ، بينما الآخر ، وقد نبّه زملاءه إلى طرافة ما يحدث ، انخرط في ضحك صاخب ، يشاركه زملاؤه ، مستطرفين أننا نكتب لغتنا من اليمين إلى الشمال . لكزت خليلاً في خاصرته ، وطلبت منه أن يعطي الدفتر للفتى التشيكي ، وأن يطلب منه كتابة شئ بلغته ، فأخذ يكتب من الشمال إلى اليمين ، فنظرت إليه بدهشة مفتعلة ، ووجهت له سؤالاً( ترجمه خليل) : _ ولكن ، لماذا لا تكتبون من اليمين إلى الشمال ؟ ففنطل عينيه ، وأجاب : _ نحن تشيك ألا تعرف هذا ، وهذه لغتنا ! قلت له : _ أنا لست تشيكي ، تصوّر ! ضحك ، كأنما اكتشف شيئاً عجيباً.
لم يعد لدينا ما نفعله ، فالحديث عن الحانة ونابليون انتهى ، والبيرة السوداء في كأسينا بقيت كما هي ، ومن كانوا يجلسون بجوارنا انهمكوا في ترديد أغنية يبدو أنها شعبيّة ، بصوت جماعي ، وهم يتمايلون على بعضهم .
في الشارع سرنا صامتين ، وللخروج من حالتنا همهم خليل : _ يوم الصفا ما بيتفوّت ! فلنفكّر في مكان يمنحنا بعض الصفاء قبل أن تعود إلى المصحّة ، وأعود أنا إلى الغرفة للدراسة . أمسك بيدي وسألني: _
ما رأيك أن أتصّل بمارتا وأطلب منها أن تحضر واحدة من صاحباتها و… _ ولكنني بساق واحدة ! _
وهل أنت ذاهب إلى ميدان المعركة يا حسن ؟ _ ولغتي تكتب من اليمين إلى اليسار …
اصطحبني خليل إلى موقف الحافلات التي توصل إلى المصّح ، وهناك تصافحنا ، واتفقنا على أن نلتقي الأسبوع القادم . أرحت جسدي على المقعد في الحافلة التي انطلقت متهاديةً ، ثمّ مسرعة ، صاعدة طرقاً متعرّجةً على التلال ، مّما جعلني أدخل في حالة نعاس لذيذ وأنا أهمس : بيرة سوداء ، نابليون ، من الشمال إلى اليمين ، شمال يمين ، يمين شمال _ تذكّرت بداية مرحلة التدريب في المعسكر ، وكيفيّة السير المنضبط في الطابور _ ومع اهتزازات الحافلة نمت ، ولم أستيقظ سوى على صوت السائق الذي وجدته ينحني فوق رأسي ، وهو يهمس لي بكلمات فهمت منها أننا وصلنا . وإذ تلفّت حولي لم يكن أحد من المسافرين في الحافلة ، فهبطت ، وفي الجو فاحت رائحة المياه الكبريتيّة التي نتعالج بها . تحت الأشجار كان المرضى من العجائز يجلسون صامتين ، وبعضهم يجلس وحيداً مغمض العينين .
سألتني الممرضة التي تعنى بي عن رحلتي ، وماذا شاهدت ؟ فأجبتها بأنني التقيت بالسيّد نابليون في الحانة ، فسألتني ببراءة : _ ومن هو السيّد نابليون هذا الذي قابلته ؟ _ إنه شخص يكتب من الشمال إلى اليمين ، ومع ذلك فقد زار بلدكم بدون فيزا ، أو دعوة ، تصوّري !… تأملتني قليلاً ثمّ هزّت رأسها ، وهي تردد كلمات بلغتها التشيكيّة ، ربّما كان معناها : _ يبدو أنك شربت كثيراً يا سيّد حسن ( ميّزت اسمي في كلامها ) … ضحكت لأنني اكتشفت أن اللغة عندما تحكى لا يمكن تبيّن إن كانت تكتب من اليمين إلى الشمال ، أو من الشمال إلى اليمين ، أو في خطوط عاموديّة كاللغة الصينيّة …
جسدها الرشيق يبتعد ، جسدها الذي لا يكتب بلغة محكيّة يتوارى ، وأنا أتوجّه إلى سريري لأتمدد منتظراً صباح الغد الباكر لبدء مرحلة جديدة من العلاج ، فساقي يجب أن تشفى : يمين شمال يمين …
28/10/2015
قد ترغب قراءة:
أخبرني بكلمات أرادها مؤثّرة : _ تصوّر ! لقد زارها نابليون وشرب فيها تلك البيرة السوداء !. هبطنا في مكان لا يبعد كثيراً عن موقع ( الحانة) . مضيت معه متأمّلاً الأبنية العريقة العتيقة ، بينما هو يشرح لي تاريخ تلك الحانة : _ عمرها قرابة أربعمائة سنة ، تصوّر! أربع ..مائة ..سنة ! يا لطيف ، كم من الناس زاروها ، وشربوا بيرتها ، وتبادلوا الأحاديث الوديّة ، وبكوا على أكتاف بعضهم بعضاً ، أو تبادلوا القبلات المحمومة ؟
سألته مستفسراً لإبداء شئ من الاهتمام بحديثه ،حتى لا يأخذ على خاطره منّي ، خّاصة وهو يعنى بي منذ وفدت للعلاج الطبيعي في ( تشيكوسلوفاكيا). _ ألا تقدّم تلك الحانة سوى البيرة السوداء ؟ سرّ بسؤالي : _ نعم ، بيرة سوداء فقط . أول حانة تقدّم بيرة سوداء في كّل أوربة .
المصنع والحانة متداخلان ، ولذا لا يقدّمون سوى البيرة ، يعني مافيش ( مازة) كما هو الشأن في حانات بلادنا… رددت بصوت خافت : _ بلادنا ! بلادنا ! …ليس فيك بيرة سوداء ، ولا خضراء ، ولا بنفسجيّة . ليس فيك سوى كأس المنون… توقّف وأمسك بساعدي : _ لا تقلبها غمّاً . أنت جئت لتتعالج ، وأنا هنا للدراسة وبعد بضعة اشهر أعود ، قال أعود ! أعود إلى أين ؟ أقصد أرجع إلى بيروت ، فأتوظّف في (المنظمة) ، أو أسعى لعمل في دولة خليجيّة ، أو لعلّي أتمكن الحصول على منحة لتكميل الدراسة لنيل الدكتوراة في بلد غربي . يا سلام لو تزبط معي لندن ، أو باريس ، أومدريد ، مدريد ! آخ على راقصات الفلامنكو … فقّش أصابعه ، ودار حول نفسه ، وجاح بصوت ملتاع دون اهتمام بالماّرة الذين تأمله بعضهم بشيء من الفضول والدهشة ، وصوته يعلو مع ضربات عشوائية من كعبيه على بلاط الرصيف . هولي هولي آآآآآآآآ آخ الآه هي عنوان علاقتنا بالحياة ، نحن أمة الآخ ، أي الآه ، أي التوجّع … ثمّ : _ ولك يا حسن : إضحك ، قهقه ، حكمة أمّي هي الصّح : يوم الصفا لا يتفوّت . عش يوم الصفا ، كله أكلاً يا حسن يا أخوي … احتضنني ، ودفعني للمشي بسرعة ، فجاريته صامتاً ، فالأوجاع في ساقي إثر الإصابة لا تمكنني من المشي السريع .
وصلنا ! صاح كأنما يكتشف المكان لأوّل مرّة ، رغم أنه تردد عليه كثيراً ، أحياناً مع ( مارتا) صديقته ( الأساسيّة) كما يصف علاقته بها، ومع غيرها عندما تسافر لزيارة أهلها في الريف .
دخلنا من بوّابة عريضة مفتوحة على صالة واسعة ، فيها ألواح خشبيّة يجلس عليها الزبائن متلاصقين ، وأمامهم ألواح خشبيّة غير مستوية السطح ، وندل يحملون صوان عليها كؤوس كبيرة تفور فيها البيرة السوداء برغوة بيضاء عكرة .
أرحنا جسدينا صامتين ، متأملين ما حولنا من روّاد .
لا شئ يثير ، أو يشّد . رؤوس تتمايل ، أفواه تتهامس ، ضحكات مكتومة ، أو تفرقع ثمّ تغيض بسرعة . وضع النادل أمامنا كوبين . حرّضني خليل على الشرب : -جرّب يا حسن ، جرّب ، ما هي إلاّ بيرة سوداء … _ لون هذه البيرة مثل حظنا في الحياة ، لون قاتم ، والرائحة زفتيّة ، فما الذي يجذبك ؟ _ المكان … _ المكان بائس يا خليل ، لا ونس فيه ، ولا حيوية . _ ولكنه قديم ، ولقد زاره نابليون نفسه! _ أنا لست معجباً بنابليون هذا ، وكونه زار المكان ، فهذا لا يعني أنه جاء هذه البلاد سائحاً ، تماماً كما فعل عندما ( زار) بلادنا من قبل ! أخرج خليل من جيبه قطعة معدنيّة وأخذ يحفر اسمينا على الخشب ، وسط دهشة شاب يجلس قبالته ، أخذ يراقب ما يفعله .
سأله الشاب مستفسراً( خليل ترجم لي ). _ هل تكتبون من اليمين إلى الشمال ؟ _ نعم ، هكذا نكتب لغتنا. قدّم له دفتراً وطلب منه أن يكتب له شيئاً ، فأخذ خليل يكتب ، بينما الآخر ، وقد نبّه زملاءه إلى طرافة ما يحدث ، انخرط في ضحك صاخب ، يشاركه زملاؤه ، مستطرفين أننا نكتب لغتنا من اليمين إلى الشمال . لكزت خليلاً في خاصرته ، وطلبت منه أن يعطي الدفتر للفتى التشيكي ، وأن يطلب منه كتابة شئ بلغته ، فأخذ يكتب من الشمال إلى اليمين ، فنظرت إليه بدهشة مفتعلة ، ووجهت له سؤالاً( ترجمه خليل) : _ ولكن ، لماذا لا تكتبون من اليمين إلى الشمال ؟ ففنطل عينيه ، وأجاب : _ نحن تشيك ألا تعرف هذا ، وهذه لغتنا ! قلت له : _ أنا لست تشيكي ، تصوّر ! ضحك ، كأنما اكتشف شيئاً عجيباً.
لم يعد لدينا ما نفعله ، فالحديث عن الحانة ونابليون انتهى ، والبيرة السوداء في كأسينا بقيت كما هي ، ومن كانوا يجلسون بجوارنا انهمكوا في ترديد أغنية يبدو أنها شعبيّة ، بصوت جماعي ، وهم يتمايلون على بعضهم .
في الشارع سرنا صامتين ، وللخروج من حالتنا همهم خليل : _ يوم الصفا ما بيتفوّت ! فلنفكّر في مكان يمنحنا بعض الصفاء قبل أن تعود إلى المصحّة ، وأعود أنا إلى الغرفة للدراسة . أمسك بيدي وسألني: _
ما رأيك أن أتصّل بمارتا وأطلب منها أن تحضر واحدة من صاحباتها و… _ ولكنني بساق واحدة ! _
وهل أنت ذاهب إلى ميدان المعركة يا حسن ؟ _ ولغتي تكتب من اليمين إلى اليسار …
اصطحبني خليل إلى موقف الحافلات التي توصل إلى المصّح ، وهناك تصافحنا ، واتفقنا على أن نلتقي الأسبوع القادم . أرحت جسدي على المقعد في الحافلة التي انطلقت متهاديةً ، ثمّ مسرعة ، صاعدة طرقاً متعرّجةً على التلال ، مّما جعلني أدخل في حالة نعاس لذيذ وأنا أهمس : بيرة سوداء ، نابليون ، من الشمال إلى اليمين ، شمال يمين ، يمين شمال _ تذكّرت بداية مرحلة التدريب في المعسكر ، وكيفيّة السير المنضبط في الطابور _ ومع اهتزازات الحافلة نمت ، ولم أستيقظ سوى على صوت السائق الذي وجدته ينحني فوق رأسي ، وهو يهمس لي بكلمات فهمت منها أننا وصلنا . وإذ تلفّت حولي لم يكن أحد من المسافرين في الحافلة ، فهبطت ، وفي الجو فاحت رائحة المياه الكبريتيّة التي نتعالج بها . تحت الأشجار كان المرضى من العجائز يجلسون صامتين ، وبعضهم يجلس وحيداً مغمض العينين .
سألتني الممرضة التي تعنى بي عن رحلتي ، وماذا شاهدت ؟ فأجبتها بأنني التقيت بالسيّد نابليون في الحانة ، فسألتني ببراءة : _ ومن هو السيّد نابليون هذا الذي قابلته ؟ _ إنه شخص يكتب من الشمال إلى اليمين ، ومع ذلك فقد زار بلدكم بدون فيزا ، أو دعوة ، تصوّري !… تأملتني قليلاً ثمّ هزّت رأسها ، وهي تردد كلمات بلغتها التشيكيّة ، ربّما كان معناها : _ يبدو أنك شربت كثيراً يا سيّد حسن ( ميّزت اسمي في كلامها ) … ضحكت لأنني اكتشفت أن اللغة عندما تحكى لا يمكن تبيّن إن كانت تكتب من اليمين إلى الشمال ، أو من الشمال إلى اليمين ، أو في خطوط عاموديّة كاللغة الصينيّة …
جسدها الرشيق يبتعد ، جسدها الذي لا يكتب بلغة محكيّة يتوارى ، وأنا أتوجّه إلى سريري لأتمدد منتظراً صباح الغد الباكر لبدء مرحلة جديدة من العلاج ، فساقي يجب أن تشفى : يمين شمال يمين …
28/10/2015
قد ترغب قراءة: