إبراهيم الديب - فى صالون العقاد..

إنه كتاب يثيرك ،ويغريك ،ويغويك ذهنيا بقراءته ،يبهرك بنعبيراته الحركيه ،وصوره ولغته الموحيه ،وقدرته علي، تجسبم الأفكار ،وتكثيف المعاني ،وبأسلوب؛ ساحر متدفق ،ينساب في سهولة ويسر إلي عقلك، ووجدانك يأخذ بتلابيبك.
كتب أنيس منصور كتاب" في صالون العقاد كانت لنا أيام"...... لا أتذكر كم من المرات قرأت هذا الكتاب بشغف ،ونهم شديد دون ملل ،وفي كل مرة أحاول أن أصل لسر إعجابي به ثم لا أصل لسر إعجابى به فأعود لقراءته من جديد بسبب ؛حبي الشديد للكتاب ولأسلوب و حبى أكثر للعقاد ؛ ووقوعي تحت سطوته الفكريه
هل سبب ذلك أننى أعتقد بأن العقاد أكبر مفكر ظهر في اللغه العرببة بعد الإمام الغزالى كنت مؤمن بذلك تماما . وأنا أقرأ "فى صالون العقاد " ،وهو يحاور رواد صالونه و كان يحضره أكبر عقول في الثقافة العربية فى ذلك الوقت .....فقد قرأت ،وتابعت وأعجبت وأحببت مفكرين لمجرد أن أعجب بهم العقاد منهم ذكي نجيب محمود ،وعلي أدهم ،وغيرهم.ورفضت آخرين لم يرضي عنهم ولم يحبهم العقاد فأنا من فرط ايمانى وحبى للعقاد أقبل ما يقبله وأرفض ما يرفضه من كتب ومفكرين . كنت واقع تحت تأثيره العقلى النفسى وسطوته الفكرية ....كانت المناقشة فى صالون العقاد لضيوفه ،و مناقشتهم له في كل مواضيع الفكر الإنسانى وفى كل ما أنتجه العقل الإنساني. الفكر ،الأدب ،الفلسفه ،التارخ ،الأديان ...دنيا باكملها تتزاجم في صالون العقاد ، فأنت لاتستيطيع إلي أن تتلقي وتستمتع بحرارة الفكر وتدفقه تستمتع بكل كيانك بعقلك ،ونفسك ووجدانك لا تستطيع المناقشة لأنك مبهور ،مذهول ،مصدوم في أحيانا كثيرة من جرأة الأجوبة ،وأحيانا من الاسئله الصاعقه ،لقد عرفت في ذلك الكتاب حجم أنيس منصور الذي صغيرا متضائلا في مواجة العقاد ،ورأيت ،وعرفت حجم العقاد والذي بدا في مواجهة الجميع كشجرة؛ سامقة عملاقة ،وبدا كل ضيوفه ،ورواد صالونه وعلي ما فيهم من قامات عملاقه ، وكأنهم حشائش ،ونبتا صغيرا قصيرا ينظر لأعلي يحاول جاهدا أن يقف أمام عملاق الفكر العربي..

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...