(وكان في النسخة الأصلية من ألف ليلة وليلة طبعة بولاق غير المهذبة .. حكاية عن هارون الرشيد وأبي نواس .. يبوح فيها هارون الرشيد لأبي نواس بأنه بينما كان يتجول في حديقة قصره في ظهيرة أحد الأيام ، وإذ به يرى امرأة تستحم عارية بماء ، وتسكب الماء عليها من إبريق .. فسحره منظرها وفتن بها وهي على حال العري والفتنة .. حتى ذهل عن نفسه ، وحلم بها كأنها حورية من سماءٍ أميرةٌ او جاريةٌ لم يلتق بها من قبل .. ولم يُرد أن ينفّرها .. وسأل هارون الرشيد أبا نواس وهو يضمر في نفسه سرّا: لو كنت مكاني ماذا تفعل يا أبا نواس .. أجابه أبو نواس :أكتب شعراً يا مولايَ أصفها فيه وأصوّرُ حسنَ خلقِها وجمالَ عُريِها ..فقالَ له هارونُ : اكتبْ ذلك الشّعرَ .. فطلبَ أبو نواس إمهالَه إلى اليومِ التّالي فأمْهَلَه الرشيدُ ُوفي اليوم التالي حضرَ الشاعرُ، فسألَه الرشيدُ أكتبتَ الشّعرَ يا نواسيّ ؟ وكانا وحدهما في المجلسِ
اجاب النواسي : نعم يامولايَ
ولكنْ أريدُ منكَ الأمانَ ، فقالَ لهُ الرشيدُ هو لكَ
سألهُ الرشيدُ ولكنْ لمَ طلبتَ مِني الأمانَ؟! قال له أبو نواس أمْهلني يامولايَ أخبركَ بعدَ أنْ أنْشِدَكَ شِعري
قال الرشيدُ هاتِ ماعندكَ،
وأنشدَ النواسيّ الرشيدَ شعرَه في زيبدةَ قال :
نظَرَتْ عَيني لِحَيْنِي .. = وزكا وَجْدي لِبَيْنِي
من غزالٍ قدْ سَبانِي .. = تحتَ ظلّ السّدْرَتَينِ
وتناوأتُ كلصٍّ = صوبَ عصفورِ الغُصينِ
شفّتِ الأثمارُ مِنها = قَمراً في جَنّتَينِ
وأنارتْ بينَ غنْجٍ = قُبّةً بالفَلقَتينِ
وتَرَسّمتُ رأيتُ = الفلّ بينَ الشّفْرَتينِ
خَطَفتْ رُوحي = وخَلّتْني قتيلَ الشّهْقَتينِ
صبّتِ الماءَ عَليها = بأباريقِ اللجينِ
بانَ مِنْها سَتَرَتهُ = فاضَ منْ تَحتِ اليَدينِ
أيّ زلزالٍ رَماني
أيّ سَيفٍ جابَ حَيني
قلتُ للعاذلِ إنْ أجرَى دَمي = في فِعْلِ عينِ
إن تَشأ فَرجَ حبيبي = غُلّتي بالرّدْفَتَينِ
قالَ إن تَخْلفْ أبحْ = بالسرِّ أسْتَوفي بِدَينِيِ
وتنبّهتُ لُحلمي = وأنا صِفرُ اليَدينِ
قلتُ والخمرةُ طَارتْ = خبتَ يا شِبلَ الحُصَيني
وهَفَا قلبي لِحلمٍ = وتَمنّى نَومَ عَيني
وتَملّاني هَيامٌ = قَاتلٌ في رَبْوَتينِ
فاضَ مِنْها خَبَأتُه = صارَ تُفّاحي وزَيْنِي
وتَلمّستُ جَناها = وتَطَعّمتُ بعيني
وبَراني وَجْهُ بَدْرٍ = بالغٍ في الرّمَقينِ
فأباحتْ ما أباحتْ = وَطَغتْ جُلَّى لأيْنِ
كَيفَ أصْلِى الرّمحَ = منّي لذّةً في الوهْدتَينِ
لَيتَني كنتُ عَلَيْها .. = سَاعةً أو سَاعتينِ
أجتني منْ جَنّة الشهد = وَوَقْد القاتليْنِ
ثمّ أصْليها نعيماً = طاعناً في القُبّتَين
قُهِرَ العاذلُ مِنّي = واصْطلى بالجَمْرَتينِ
وتناءى عن خيالي أحمقٌ غُرّ اليدينِ
وغدا الحلمُ يُعاوِدْني = بماسٍ ولجينِ
قال هارونُ الرشيد ..لعلّك كنتَ تَراها يا نواسي حتّى وصَفْتها بشهوةٍ ...أكنتَ معي تَرى زُبيدةَ عاريةً مِثلي ..لقدْ حلّ دمُكَ الآن ، قالَ أبو نواس عَفْوكَ يا مولايَ لم أرَها ..ولكِنّني رأيتُها بِِعينيكَ انتَ ..وأنتَ أعْطَيتني الأمانَ أنْ أقولَ ، وَمَا أنا إلّاحُصَينيٌّ أرعنُ خَيالي حِصاني وحُلْميَ على لِساني ،
فأشَرّقُ وأغَرّبُ يامولايَ، وأنا على سُكْرٍ لاأكادُ اصحو، فقالَ الرشيدُ والله إن احتيالَك وحصولَكَ على الأمانِ لهو مِثلُ شِعرِكَ عجباً، وعفا عنهُ الرشيدُ واشترَى شِعْرَهُ بِجائزةٍ كبيرةٍ من الدّنانيرِ، سَمّاهاالنواسي خِلْعةَ العيدِ واكترى بمبلغٍ منها مكاناً دائماً في خَمّارَة البَلَدِ،
قالت شهرزاد و(لعلّ الرشيدَ أعادَ رؤيةَ محبوبته بِغوى عَيني النّواسي المشبوبِ بالوَلَهِ والغُلْمَةِ، والمدمنِ الممنوعَ المحرّمَ ولو كانَ فيهِ مَوْتَهُ )..
ونَدّت شهرزادُ بخمرِ الحكايةِ، وأصابتْ من شهريارَ هوىً :
ولعلّ الرشيدَ أعادَ افتراعَها احتراقاً بعيونٍ من شعرٍ وعناقيدِ جمانٍ مرّاتٍ ومَرّاتٍ وكأنّها مئة امرأة في حوريةٍ من أنس وجانٍ، يَستعيد مَعها في كلّ مَرّةٍ الشعرَ ليثيرَها ويَشحَذها ويُضنيها عشقاً وشَبقاً وصباوةً وهيَ تَرى نَفْسها بشبقٍ عظيم بعيونٍ ومرايا،
وماذاكَ بأعظمَ ممّا لو عرفتَ بسرّ زبيدة الذي صنعته في تلك الحكايةِ وراحت تسقيه للهارون مرّة ومرّة يامولاي.)
اجاب النواسي : نعم يامولايَ
ولكنْ أريدُ منكَ الأمانَ ، فقالَ لهُ الرشيدُ هو لكَ
سألهُ الرشيدُ ولكنْ لمَ طلبتَ مِني الأمانَ؟! قال له أبو نواس أمْهلني يامولايَ أخبركَ بعدَ أنْ أنْشِدَكَ شِعري
قال الرشيدُ هاتِ ماعندكَ،
وأنشدَ النواسيّ الرشيدَ شعرَه في زيبدةَ قال :
نظَرَتْ عَيني لِحَيْنِي .. = وزكا وَجْدي لِبَيْنِي
من غزالٍ قدْ سَبانِي .. = تحتَ ظلّ السّدْرَتَينِ
وتناوأتُ كلصٍّ = صوبَ عصفورِ الغُصينِ
شفّتِ الأثمارُ مِنها = قَمراً في جَنّتَينِ
وأنارتْ بينَ غنْجٍ = قُبّةً بالفَلقَتينِ
وتَرَسّمتُ رأيتُ = الفلّ بينَ الشّفْرَتينِ
خَطَفتْ رُوحي = وخَلّتْني قتيلَ الشّهْقَتينِ
صبّتِ الماءَ عَليها = بأباريقِ اللجينِ
بانَ مِنْها سَتَرَتهُ = فاضَ منْ تَحتِ اليَدينِ
أيّ زلزالٍ رَماني
أيّ سَيفٍ جابَ حَيني
قلتُ للعاذلِ إنْ أجرَى دَمي = في فِعْلِ عينِ
إن تَشأ فَرجَ حبيبي = غُلّتي بالرّدْفَتَينِ
قالَ إن تَخْلفْ أبحْ = بالسرِّ أسْتَوفي بِدَينِيِ
وتنبّهتُ لُحلمي = وأنا صِفرُ اليَدينِ
قلتُ والخمرةُ طَارتْ = خبتَ يا شِبلَ الحُصَيني
وهَفَا قلبي لِحلمٍ = وتَمنّى نَومَ عَيني
وتَملّاني هَيامٌ = قَاتلٌ في رَبْوَتينِ
فاضَ مِنْها خَبَأتُه = صارَ تُفّاحي وزَيْنِي
وتَلمّستُ جَناها = وتَطَعّمتُ بعيني
وبَراني وَجْهُ بَدْرٍ = بالغٍ في الرّمَقينِ
فأباحتْ ما أباحتْ = وَطَغتْ جُلَّى لأيْنِ
كَيفَ أصْلِى الرّمحَ = منّي لذّةً في الوهْدتَينِ
لَيتَني كنتُ عَلَيْها .. = سَاعةً أو سَاعتينِ
أجتني منْ جَنّة الشهد = وَوَقْد القاتليْنِ
ثمّ أصْليها نعيماً = طاعناً في القُبّتَين
قُهِرَ العاذلُ مِنّي = واصْطلى بالجَمْرَتينِ
وتناءى عن خيالي أحمقٌ غُرّ اليدينِ
وغدا الحلمُ يُعاوِدْني = بماسٍ ولجينِ
قال هارونُ الرشيد ..لعلّك كنتَ تَراها يا نواسي حتّى وصَفْتها بشهوةٍ ...أكنتَ معي تَرى زُبيدةَ عاريةً مِثلي ..لقدْ حلّ دمُكَ الآن ، قالَ أبو نواس عَفْوكَ يا مولايَ لم أرَها ..ولكِنّني رأيتُها بِِعينيكَ انتَ ..وأنتَ أعْطَيتني الأمانَ أنْ أقولَ ، وَمَا أنا إلّاحُصَينيٌّ أرعنُ خَيالي حِصاني وحُلْميَ على لِساني ،
فأشَرّقُ وأغَرّبُ يامولايَ، وأنا على سُكْرٍ لاأكادُ اصحو، فقالَ الرشيدُ والله إن احتيالَك وحصولَكَ على الأمانِ لهو مِثلُ شِعرِكَ عجباً، وعفا عنهُ الرشيدُ واشترَى شِعْرَهُ بِجائزةٍ كبيرةٍ من الدّنانيرِ، سَمّاهاالنواسي خِلْعةَ العيدِ واكترى بمبلغٍ منها مكاناً دائماً في خَمّارَة البَلَدِ،
قالت شهرزاد و(لعلّ الرشيدَ أعادَ رؤيةَ محبوبته بِغوى عَيني النّواسي المشبوبِ بالوَلَهِ والغُلْمَةِ، والمدمنِ الممنوعَ المحرّمَ ولو كانَ فيهِ مَوْتَهُ )..
ونَدّت شهرزادُ بخمرِ الحكايةِ، وأصابتْ من شهريارَ هوىً :
ولعلّ الرشيدَ أعادَ افتراعَها احتراقاً بعيونٍ من شعرٍ وعناقيدِ جمانٍ مرّاتٍ ومَرّاتٍ وكأنّها مئة امرأة في حوريةٍ من أنس وجانٍ، يَستعيد مَعها في كلّ مَرّةٍ الشعرَ ليثيرَها ويَشحَذها ويُضنيها عشقاً وشَبقاً وصباوةً وهيَ تَرى نَفْسها بشبقٍ عظيم بعيونٍ ومرايا،
وماذاكَ بأعظمَ ممّا لو عرفتَ بسرّ زبيدة الذي صنعته في تلك الحكايةِ وراحت تسقيه للهارون مرّة ومرّة يامولاي.)