شيخة الحربي - زائرة المساء.. قصة قصيرة

آه يا إلهي من يطرق الباب الآن...
ماذا افعل؟ والدي حذرني كعادته بألا استقبل احدا، ولا افتح الباب لأي كان...
اقتربت لعل الذي يطرق غادر، ولكني سمعت صوتها وهي تجهش بالبكاء افتحي يا ابنتي أنا اعلم انك هنا...
استغربت من هي فلا يعلم بوجودي أي شخص... سكنا بهذا المنزل منذ القدم... فوالدي غيبني عن الجميع...لا اخرج بتاتا... ولا يزورنا بشر، من هي؟ كيف تعلم بوجودي؟ بكائها يثيرني...وأسئلة تعصف بي...إنها تعرف بوجودي...وهي متأكدة من ذلك...ماذا افعل...يا إلهي أرشدني إلى الصواب...

افتحي يا صغيرتي فلا أريد أن الفت الأنظار إلينا، حزينتان عيناي... تكاد تجف من كثر دمعي... أخشى أن افقد النظر قبل أن أراك ... أرجوك صغيرتي أدخليني واستمعي إلي!!
آه تترجاني... تأن... تتألم.. اشعر بها ... يؤلمني قلبي.. سأفتح... نعم سأفتح أدخلي يا خالة... أدخلي ,,, أغلقت مسرعة... آه لم يرنا احد,, ضمتني بجنون ولهفة... وبجنون هذيانها تركتها تهذي ... سأروي أوردتي بعناقك... أبعدوك عني وأنا أهذي من الحمى بعد ولادتك... ... قالوا له ساحرة خذ طفلتك وأهرب ... أخذك وغادر .. أعادوني إلى بلادي... فضللت جسدا هناك وروحي تلاحقك أين ما كنت...عطشى أنا إليك ، سرت بلا هدى... يومي يمر ... سنيني تمر... ولكني لم أيأس صغيرتي من لقيآك... آه اغتلت المسافات... بحثا عنك، أمسكت كفي قائلة:عرافتي قالت ستلتقيها... خلف قوس قزح ستجدينها... فبحثت عنك في كل مكان... طرقت أبوابا وأبوابا,, وقفت غير بعيد... وكان قوس قزح خلفي... ودار بابك أمامي وطرقته وصرت في حضني... آه صغيرتي كفك مرسوم عليه خط عمري... بذرة سعادة خبأها لي القدر... أنظري إلى الخط كأنه بستانا من الضوء تناثر هنا... هاهي غيمة بيضاء تتكون وتحملنا معا ... آه يا شطري أخذوك مني جنينا... لقد استعدتك الآن ... هانحن نطفو على السحاب ... أغمضي عينيك صغيرتي فأنت بعالمي الجميل... في مجرتي الوحيدة... سعيدة أنا كأنني بجنة عدن... وأغمضت عينيها ... دخل علي والدي قلقا...آه يا ابنتي يبحثون عن امرأة مجنونة بالجوار فعدت إليك ... حينها فقط استقرت عين أبي على المرأة... أنحنى والدي عليها وأمسك بيدها أنها ميتة... فاضت دموعي وأنا أرى موت امرأة وأحلام مجنونة

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...