يطاردها الظلام الذي أحتل كل ركن في الصالة،يلاحقها وهي تدخل حجرتها بخطوات متسارعةوما أن تدخل تغلق الباب في وجهه.تحاول هزيمته في الجولة الأخيرة بضغطة علي زر المصباح الواقع علي يسارها فتسبح الأشياء في النور.لا ينفذ ولو قليل من الضوء داخل روحها فما زال هناك نفس الظلام يصادر كل نقاط الضوء داخلها.
تتقدم بخطوات متثاقلة نحو المراّة التي اعتلت "تسريحة " قديمة في ركن غرفتها أمام سريرها الخشبي، كانت هناك بقع سوداء متناثرة علي سطحها وإطارها
تتحسس أجزاء جسدها في كل مرة تقف فيها أمامها تطمئن أنه ما زال يحتفظ بهيكله الذي تركته منذ أخر مرة نظرت فيها الي المراّة أو تثبت لنفسها أنه مازال يشغل نفس الحيز في هذا الفراغ اللانهائي. تمد يدها تلامس سطح المراّة، الكائن القابع خلف السطح الزجاجي – الذي يشبهها تماما وله نفس الوجه الأسمر ونفس العينان التي تطفحان بالسواد - يمد بدوره يده تتلامس يداهما،هي لا تحس سوي ببرودة الزجاج فتسحب يدها وكذلك يفعل الكائن.
هالها أن تري شعرة بيضاء متسللة وسط شعرها الأسود الذي بدأ يفقد لونه الأسود، تأتي صرخة من أعماقها فتقف راحة يدها اليسري حائلاً دون خروجها.تمتد أناملها تنتزعها من مكانها تمسكها بين أصابعها تقربها من عينها وتقربها من المراّة فينظر الكائن إليها.
تتنهد وتهمس
- لماذا لم تخبرني؟؟؟؟؟
نظرت إلي رزنامة معلقة علي الجدار ثم تمتمت
- أهكذا يمضي قطار العمر دون صخب !!!!!
الدمي المصطفة فوق " الكوميدينو " تنظر اليها في برود من خلف عيونها الزجاجية. تزيح علبة الأقراص المنومة. تلتقط إحدي الدمي كانت دمية لعروسة بلاستيكية صغيرة بعيون زجاجية خضراء ترفعها في الهواء وتحدق فيها – تتذكره وهو يحملها اليها – كان هذا منذ زمن بعيد – وضعها بين يديها وطبع قبلة علي جبينها، ضمتها إلي صدرها وابتسمت وهو تسلق الجدار وأصبح حبيساً لبرواز خشبي قديم ولم يبارحه قط.
مازالت تقف أمام المراّة تحتضن دميتها وتتحسس مكان القبلة علي جبينها، تفلت زفرة حارة وبدأت تلمع في محجري عينيها قطرات دموع – مازال الكائن ينظر في برود.
أشباه الصديقات يتجولن في الغرفة أو خلف السطح الزجاجي، يأتون ويغادرون وقتما شاءوا، وهي لم تعد تأبه حتي أنها لم تعد تتذكر كثير ممن يتجول في غرفتها أو خلف السطح الزجاجي
أربعة جدران وباب ونافذة صغيرة ومراّة هي كل من تعرف في هذه الحياة.
فشلت كل محاولاتها المتكررة في إقناع هذا الكائن أن يكف عن تقليدها أو أن يترك فضاءه الزجاجي الضيق ويخرج لفضاء غرفتها الأرحب نوعاً ما.
النافذة مفتوحة علي سواد لا نهائي يسيطر علي ماتبقي من مساحات الضوء ودهن بفرشاته السوداء كل شيء فأنخرست كل الأصوات.
السطح الزجاجي يزداد سمكه كل يوم، أمها تتحرك خلف السطح الزجاجي،تري شفاه تتحرك لكنها لاتسمع شيئا ً،تري أخيها بوجهه الغاضب وثورته علي كل شيء يصرخ خلف السطح الزجاجي....هي لا تسمع شيئاً.......
إنها المرة الثالثة التي تفشل فيها في إقناع نفسها بإبتلاع كل حبوب الأقراص المنومة
- جبانة أنت... وحيدة أنت.... فلتعاني.....
حاولت أن تعبر الجدار الزجاجي بما أن الكائن يرفض أن يعبر هو، صار العبور مستحيلاً،لم يتبق سوي طريق واحد.
الكائن الزجاجي يمد يده إلي علبة الأقراص المنومة ويفتح الغطاء ثم يبتلع دفعة كاملة متبوعة بكوب ماء، انفجر بركان الألم داخله وصار يتلوي، العينان ينسحب منهما الضوء شيئاً فشيئاً، الأنف كخياشيم سمكة أخرجت من الماء تبحث عن الهواء، ضربات القلب كدقات طبول الحرب،اللسان بدأت حركته في التثاقل، الخدر يسري في الجسِد ويفقد توازنه فأرتمي علي السرير، الظلام يغطي كل شيء.
العصافير تشقشق للصباح الجديد، أشعة الشمس تقتحم غرفتها عبر النافذة، تفتح عينيها لم تشعر بأشعة الشمس التي تملأ الغرفة، تبتسم لأول مرة تنهض ترفع جسدها لقد صار واهناً خفيفاً كأنه يطير في فضاء الغرفة وقفت أمام المرأة لم تر شيئاً.....
لقد رحل الكائن الزجاجي.
تتقدم بخطوات متثاقلة نحو المراّة التي اعتلت "تسريحة " قديمة في ركن غرفتها أمام سريرها الخشبي، كانت هناك بقع سوداء متناثرة علي سطحها وإطارها
تتحسس أجزاء جسدها في كل مرة تقف فيها أمامها تطمئن أنه ما زال يحتفظ بهيكله الذي تركته منذ أخر مرة نظرت فيها الي المراّة أو تثبت لنفسها أنه مازال يشغل نفس الحيز في هذا الفراغ اللانهائي. تمد يدها تلامس سطح المراّة، الكائن القابع خلف السطح الزجاجي – الذي يشبهها تماما وله نفس الوجه الأسمر ونفس العينان التي تطفحان بالسواد - يمد بدوره يده تتلامس يداهما،هي لا تحس سوي ببرودة الزجاج فتسحب يدها وكذلك يفعل الكائن.
هالها أن تري شعرة بيضاء متسللة وسط شعرها الأسود الذي بدأ يفقد لونه الأسود، تأتي صرخة من أعماقها فتقف راحة يدها اليسري حائلاً دون خروجها.تمتد أناملها تنتزعها من مكانها تمسكها بين أصابعها تقربها من عينها وتقربها من المراّة فينظر الكائن إليها.
تتنهد وتهمس
- لماذا لم تخبرني؟؟؟؟؟
نظرت إلي رزنامة معلقة علي الجدار ثم تمتمت
- أهكذا يمضي قطار العمر دون صخب !!!!!
الدمي المصطفة فوق " الكوميدينو " تنظر اليها في برود من خلف عيونها الزجاجية. تزيح علبة الأقراص المنومة. تلتقط إحدي الدمي كانت دمية لعروسة بلاستيكية صغيرة بعيون زجاجية خضراء ترفعها في الهواء وتحدق فيها – تتذكره وهو يحملها اليها – كان هذا منذ زمن بعيد – وضعها بين يديها وطبع قبلة علي جبينها، ضمتها إلي صدرها وابتسمت وهو تسلق الجدار وأصبح حبيساً لبرواز خشبي قديم ولم يبارحه قط.
مازالت تقف أمام المراّة تحتضن دميتها وتتحسس مكان القبلة علي جبينها، تفلت زفرة حارة وبدأت تلمع في محجري عينيها قطرات دموع – مازال الكائن ينظر في برود.
أشباه الصديقات يتجولن في الغرفة أو خلف السطح الزجاجي، يأتون ويغادرون وقتما شاءوا، وهي لم تعد تأبه حتي أنها لم تعد تتذكر كثير ممن يتجول في غرفتها أو خلف السطح الزجاجي
أربعة جدران وباب ونافذة صغيرة ومراّة هي كل من تعرف في هذه الحياة.
فشلت كل محاولاتها المتكررة في إقناع هذا الكائن أن يكف عن تقليدها أو أن يترك فضاءه الزجاجي الضيق ويخرج لفضاء غرفتها الأرحب نوعاً ما.
النافذة مفتوحة علي سواد لا نهائي يسيطر علي ماتبقي من مساحات الضوء ودهن بفرشاته السوداء كل شيء فأنخرست كل الأصوات.
السطح الزجاجي يزداد سمكه كل يوم، أمها تتحرك خلف السطح الزجاجي،تري شفاه تتحرك لكنها لاتسمع شيئا ً،تري أخيها بوجهه الغاضب وثورته علي كل شيء يصرخ خلف السطح الزجاجي....هي لا تسمع شيئاً.......
إنها المرة الثالثة التي تفشل فيها في إقناع نفسها بإبتلاع كل حبوب الأقراص المنومة
- جبانة أنت... وحيدة أنت.... فلتعاني.....
حاولت أن تعبر الجدار الزجاجي بما أن الكائن يرفض أن يعبر هو، صار العبور مستحيلاً،لم يتبق سوي طريق واحد.
الكائن الزجاجي يمد يده إلي علبة الأقراص المنومة ويفتح الغطاء ثم يبتلع دفعة كاملة متبوعة بكوب ماء، انفجر بركان الألم داخله وصار يتلوي، العينان ينسحب منهما الضوء شيئاً فشيئاً، الأنف كخياشيم سمكة أخرجت من الماء تبحث عن الهواء، ضربات القلب كدقات طبول الحرب،اللسان بدأت حركته في التثاقل، الخدر يسري في الجسِد ويفقد توازنه فأرتمي علي السرير، الظلام يغطي كل شيء.
العصافير تشقشق للصباح الجديد، أشعة الشمس تقتحم غرفتها عبر النافذة، تفتح عينيها لم تشعر بأشعة الشمس التي تملأ الغرفة، تبتسم لأول مرة تنهض ترفع جسدها لقد صار واهناً خفيفاً كأنه يطير في فضاء الغرفة وقفت أمام المرأة لم تر شيئاً.....
لقد رحل الكائن الزجاجي.