أحياناً نحيا علي أمل أن نحيا مرة أخري في حياة أخري .. مكافأة لنا عن حياتنا هذه ..
يوماً ستجد نفسك فى حيز من الزمن ، وترى مختصر من حياتك فى أحداثٍ تبلور دنياك ، لتعرف من انت وكيف تعيش لتكتشف ان لا هدف منها سوى ان ترى وتشعر بشىٍ ما ، شيئاً من العذاب ، او من الصعاب او قليلاً من السعادة كالعادة ، ثم تغمض عينيك للأبد ، او لحين تأذن لك الروح بالدلوف الى جسداً جديداً ، وحياة جديدة ، لتفتح عينا ذلك الجسد ، لتصبح هما عيناك لترى من جديد نفس الأشياء بشكل جديد ، ليزيد مقدار العذاب او حجم الصعاب او يقل بعضها او حتى تنعدم السعادة كالعادة أحياناً ، ثم تغمضهما ، لتخرج من حيز زمانك لتجد روحك وقد سبحت وهامت فى فضاء لا فضاء فيه سوا الفراغ اللا نهائى .. وهكذا دواليك فى حالة سرمدية ..
فتحت عيناى اللتان تخصان ذلك الجسد فى ذاك الزمان الذى لم يُولد فيه المسيح بعد ،
فقيراً جاهلاً ، راعياً للأغنام أو قُل أصنام أحد الأثرياء ، فمقتنايتهم أصنام يعبدونها حتى لو كانت أغنام .. فى بلاد لا ترى الشمس اللا أياماً معدودة كل عام ، يغلب عليها الكآبة ، لا أعرف اين تقع تلك البلاد ، ولا أهتم أين أنا ، ولماذا أهتم ؟ ، فشظف العيش يأكل عقلى ، لا أعرف لى أهل ، العبودية لا تعرف أسرة أو عائلة ، فسيحة هى أراضى المرعى الخضراء بها .. يستحوز على خيراتها هؤلاء الأغنياء الأغبياء المعدودون .. نوعين من البشر هنا لا ثالث لهما هؤلاء الأغنياء ، وهم قليلون ، أما النوع الثانى من البشر فهم نحن العبيد المعدمون ، تلك الحشرات التى يداس عليها بأحذيتهم ..
هنا كل الموبقات والكبائر مباحة ماعدا مخالفة السيد ، الكذب والنفاق اصبحاً من متطلبات الحياة ، حتى أحافظ على غنماتى ونومى وفتات الطعام التى تسد بعضاً من الجوع الدائم .. وكلما أراه متنعماً فى ثرائه أزداد حقداً عليه ، فهو لا يبتسم ، دائماً ما أرى علامات عدم الرضا تعلو وجهه القبيح .. له من البخل ما يجمع عليه حقد الدنيا .. فأغنامه كانت أكرم علىّ منه ، تستضفنى كل ليلة فى حظائرها لأنام معها، فوق خشونة قش الرز ، متنعماً برائحتهم الكريهة ، وقد تعودت عليها ..
لا يترك حتى بعضاً من فتات طعامه , فمائدته الخشبية المليئة بشتى انواع الطعام الشهى لها حواف حتى لا يسقط منها الفتات ، فيجمعها ليلقى بها للخنازير التى يربيها .. اشتهيت ان أكون خنزيراً حتى اتزوق من فتات طعام السيد .. وددت لو تبدلت الأدوار والأماكن والمكانة ..
لم ينتظر ان يسأله أحداً ، فله فلسفته التى يظن انها مقنعة ، انه يجب ان يعيش فى أحسن حال ليوفر لعبيده الحياة ، فلولا انه يعيش لنا ما كنا نحن ، فلسفة فارغة لن تسد الجوع ، انها فلسفة الولاة على النفوس الضعيفة امثالنا .. فى محاولة منى ان أرتقى لتلك الفلسفة ، ظل قلبى يمتلىء بالغِلّ سراً دون ان يعى العقل منى ذلك السم ..
وبعد ان امتلاء قلبى غلّاً ، لم تتحمل روحى العليلة حقداً ، المتخمة بأوجاع التعذيب اليومى .. فأصبت بالجروح والقروح القذرة النتنة ، فتسمم وفسد دمى فغبت الى غيبوبة لم أفق منها إلّا عندما فتحت عينى فى ظلام القبر ، استسلمت للموت بعد معاناة الظلام والظلمة والألم ، وصراخ الألم والخوف ، وطلب النجدة التى لم يسمعها أحداً ، فالقبور تقام فى الخلاء خارج القرى والنجوع ، فغبت مرة أخرى عن الوعى الى أن مُتُّ بالفعل وغابت روحى عن الجسد المسجى هنا ..
لتسبح فى بحور الفضاء هائمة شاكية للفراغ ..
هامت روحى فى بحار الغل ، حيث استقرت بذلك الجسد النائم الحالم على السرير الوثير ، لأحد ابناء أغنياء الشمال من الجنس الأبيض هناك حيث العبيد السود .. ترعرعت فى أجواءٍ من الكراهية ، ورضعت عداوتى للجنس الأسود ، عبيدنا ملكنا ..
كان سوطى يصرخ على ظهورهم نازفة الدم القرمزى السائل على بشرتهم السوداء .. قسوت حتى الثمالة ، كأنها السادية تنهش عظامى فتزيدنى نشوة .. فقد كانت السادية هى مرض ذلك العصر ووبائه ، لا يمكن الفكاك منها ، فكلما مارست السادية بتعذيب هؤلاء العبيد يسرى فى جسدى نشوةً حتى الشبق .. كم كرهت هؤلاء السود ، وأشمئزيتُ من رائحتهم النتنة ، فكلما ارى احدهم تغلى الدماء فى عروقى صاعدة الى رأسى ، ولا اشعر اللا وكرباجى الجلد ذو الأطراف الحديدية يلف حول جسمه النحيل فأصرخ انا من الغل ومعها المتعة ، ويصرخ هو من الألم ، ليترك علاماته الغائرة فى جسده .. وفى ليلة سوداء وعلى حين غُرّة عندما كنت أمر على حظائرى ليلاً ، وبينما كنت أحل رباط أحد الخيول ، وسحبته من لجامه ، فصهل ورفع رأسه و ساقيه عالياً ، وفى غمرة الضجيج ، أحسست بانزلاق ناراً كسكين فى أعلى ظهرى ، نظرت خلفى قبل أن أسقط لمحت ذلك العبد الأسود ، وقد ترك سكينه مغروزاً اسفل رقبتى ، نظر لى نظرةً مليئة بغلّ الدنيا .. وسقطت غائباً عن الدنيا ..
و أفِقتُ ، مدركاً انى عشت مرتين من قبل .. و ربما من حيواتى السابقة اختارت روحى ان تُولد من احد ابناء الطبقة الوسطى تلك الطبقة المفضلة والمتطلع اليها فقراء هذا العصر التى تدور فيها رحى الحرب الثالثة او الرابعة لا أعرف، فالساسة هم من يمتلكون الحقيقة .. عشت الوسط الآمن ، أعمل بتجارة الحبوب ، تلك التجارة المربحة والتى يشبهونها بالبورصة ، المتأثرة والمؤثرة دائماً بأحوال المعيشة ، رغم مرارة الحياة التى كانت حيناً فى القمة وفى القاع اغلب الأحيان ، فى زمن بداء فيه تآكل هذه الطبقة التى كانت ، وأصبحت متدنية ، ساد الغلاء والوباء بفعل الشر المتأصل فى الانسان مع مرور الازمان وتوالى الأحقاب وتغلب الاحقاد ، وتستمر الحياة بمرها الغالب على حلوها ، يتآكل فيه الخير والرزق ، ويبقى البطش والعطش من الأمان ، ولم يبق اللا نزول الديّان ،
وقبل النهاية والعمر ارزله فتحت عينى متيقناً انى فى عذاب دائم ما دُمت فى الحياة .. ولا منفعة تحت الشمس .. ولا راحة اللا فى الموت وهل للموت من نهاية؟ وكيف اضمن ان لا أعيش حياة اخرى .. ليستمر هذا العذاب الأبدي السرمدي
هل نحن ف الجحيم ولا ندرى؟
يوماً ستجد نفسك فى حيز من الزمن ، وترى مختصر من حياتك فى أحداثٍ تبلور دنياك ، لتعرف من انت وكيف تعيش لتكتشف ان لا هدف منها سوى ان ترى وتشعر بشىٍ ما ، شيئاً من العذاب ، او من الصعاب او قليلاً من السعادة كالعادة ، ثم تغمض عينيك للأبد ، او لحين تأذن لك الروح بالدلوف الى جسداً جديداً ، وحياة جديدة ، لتفتح عينا ذلك الجسد ، لتصبح هما عيناك لترى من جديد نفس الأشياء بشكل جديد ، ليزيد مقدار العذاب او حجم الصعاب او يقل بعضها او حتى تنعدم السعادة كالعادة أحياناً ، ثم تغمضهما ، لتخرج من حيز زمانك لتجد روحك وقد سبحت وهامت فى فضاء لا فضاء فيه سوا الفراغ اللا نهائى .. وهكذا دواليك فى حالة سرمدية ..
فتحت عيناى اللتان تخصان ذلك الجسد فى ذاك الزمان الذى لم يُولد فيه المسيح بعد ،
فقيراً جاهلاً ، راعياً للأغنام أو قُل أصنام أحد الأثرياء ، فمقتنايتهم أصنام يعبدونها حتى لو كانت أغنام .. فى بلاد لا ترى الشمس اللا أياماً معدودة كل عام ، يغلب عليها الكآبة ، لا أعرف اين تقع تلك البلاد ، ولا أهتم أين أنا ، ولماذا أهتم ؟ ، فشظف العيش يأكل عقلى ، لا أعرف لى أهل ، العبودية لا تعرف أسرة أو عائلة ، فسيحة هى أراضى المرعى الخضراء بها .. يستحوز على خيراتها هؤلاء الأغنياء الأغبياء المعدودون .. نوعين من البشر هنا لا ثالث لهما هؤلاء الأغنياء ، وهم قليلون ، أما النوع الثانى من البشر فهم نحن العبيد المعدمون ، تلك الحشرات التى يداس عليها بأحذيتهم ..
هنا كل الموبقات والكبائر مباحة ماعدا مخالفة السيد ، الكذب والنفاق اصبحاً من متطلبات الحياة ، حتى أحافظ على غنماتى ونومى وفتات الطعام التى تسد بعضاً من الجوع الدائم .. وكلما أراه متنعماً فى ثرائه أزداد حقداً عليه ، فهو لا يبتسم ، دائماً ما أرى علامات عدم الرضا تعلو وجهه القبيح .. له من البخل ما يجمع عليه حقد الدنيا .. فأغنامه كانت أكرم علىّ منه ، تستضفنى كل ليلة فى حظائرها لأنام معها، فوق خشونة قش الرز ، متنعماً برائحتهم الكريهة ، وقد تعودت عليها ..
لا يترك حتى بعضاً من فتات طعامه , فمائدته الخشبية المليئة بشتى انواع الطعام الشهى لها حواف حتى لا يسقط منها الفتات ، فيجمعها ليلقى بها للخنازير التى يربيها .. اشتهيت ان أكون خنزيراً حتى اتزوق من فتات طعام السيد .. وددت لو تبدلت الأدوار والأماكن والمكانة ..
لم ينتظر ان يسأله أحداً ، فله فلسفته التى يظن انها مقنعة ، انه يجب ان يعيش فى أحسن حال ليوفر لعبيده الحياة ، فلولا انه يعيش لنا ما كنا نحن ، فلسفة فارغة لن تسد الجوع ، انها فلسفة الولاة على النفوس الضعيفة امثالنا .. فى محاولة منى ان أرتقى لتلك الفلسفة ، ظل قلبى يمتلىء بالغِلّ سراً دون ان يعى العقل منى ذلك السم ..
وبعد ان امتلاء قلبى غلّاً ، لم تتحمل روحى العليلة حقداً ، المتخمة بأوجاع التعذيب اليومى .. فأصبت بالجروح والقروح القذرة النتنة ، فتسمم وفسد دمى فغبت الى غيبوبة لم أفق منها إلّا عندما فتحت عينى فى ظلام القبر ، استسلمت للموت بعد معاناة الظلام والظلمة والألم ، وصراخ الألم والخوف ، وطلب النجدة التى لم يسمعها أحداً ، فالقبور تقام فى الخلاء خارج القرى والنجوع ، فغبت مرة أخرى عن الوعى الى أن مُتُّ بالفعل وغابت روحى عن الجسد المسجى هنا ..
لتسبح فى بحور الفضاء هائمة شاكية للفراغ ..
هامت روحى فى بحار الغل ، حيث استقرت بذلك الجسد النائم الحالم على السرير الوثير ، لأحد ابناء أغنياء الشمال من الجنس الأبيض هناك حيث العبيد السود .. ترعرعت فى أجواءٍ من الكراهية ، ورضعت عداوتى للجنس الأسود ، عبيدنا ملكنا ..
كان سوطى يصرخ على ظهورهم نازفة الدم القرمزى السائل على بشرتهم السوداء .. قسوت حتى الثمالة ، كأنها السادية تنهش عظامى فتزيدنى نشوة .. فقد كانت السادية هى مرض ذلك العصر ووبائه ، لا يمكن الفكاك منها ، فكلما مارست السادية بتعذيب هؤلاء العبيد يسرى فى جسدى نشوةً حتى الشبق .. كم كرهت هؤلاء السود ، وأشمئزيتُ من رائحتهم النتنة ، فكلما ارى احدهم تغلى الدماء فى عروقى صاعدة الى رأسى ، ولا اشعر اللا وكرباجى الجلد ذو الأطراف الحديدية يلف حول جسمه النحيل فأصرخ انا من الغل ومعها المتعة ، ويصرخ هو من الألم ، ليترك علاماته الغائرة فى جسده .. وفى ليلة سوداء وعلى حين غُرّة عندما كنت أمر على حظائرى ليلاً ، وبينما كنت أحل رباط أحد الخيول ، وسحبته من لجامه ، فصهل ورفع رأسه و ساقيه عالياً ، وفى غمرة الضجيج ، أحسست بانزلاق ناراً كسكين فى أعلى ظهرى ، نظرت خلفى قبل أن أسقط لمحت ذلك العبد الأسود ، وقد ترك سكينه مغروزاً اسفل رقبتى ، نظر لى نظرةً مليئة بغلّ الدنيا .. وسقطت غائباً عن الدنيا ..
و أفِقتُ ، مدركاً انى عشت مرتين من قبل .. و ربما من حيواتى السابقة اختارت روحى ان تُولد من احد ابناء الطبقة الوسطى تلك الطبقة المفضلة والمتطلع اليها فقراء هذا العصر التى تدور فيها رحى الحرب الثالثة او الرابعة لا أعرف، فالساسة هم من يمتلكون الحقيقة .. عشت الوسط الآمن ، أعمل بتجارة الحبوب ، تلك التجارة المربحة والتى يشبهونها بالبورصة ، المتأثرة والمؤثرة دائماً بأحوال المعيشة ، رغم مرارة الحياة التى كانت حيناً فى القمة وفى القاع اغلب الأحيان ، فى زمن بداء فيه تآكل هذه الطبقة التى كانت ، وأصبحت متدنية ، ساد الغلاء والوباء بفعل الشر المتأصل فى الانسان مع مرور الازمان وتوالى الأحقاب وتغلب الاحقاد ، وتستمر الحياة بمرها الغالب على حلوها ، يتآكل فيه الخير والرزق ، ويبقى البطش والعطش من الأمان ، ولم يبق اللا نزول الديّان ،
وقبل النهاية والعمر ارزله فتحت عينى متيقناً انى فى عذاب دائم ما دُمت فى الحياة .. ولا منفعة تحت الشمس .. ولا راحة اللا فى الموت وهل للموت من نهاية؟ وكيف اضمن ان لا أعيش حياة اخرى .. ليستمر هذا العذاب الأبدي السرمدي
هل نحن ف الجحيم ولا ندرى؟
تمت.