زكريا الشيخ أحمد - عيناكِ مؤامرةٌ كونية

أضعُ كلَّ الجمالِ الذي في الكونِ
في كفّةٍ و جمالُ عينيكِ اضعُهُ في الكفّةِ الأخرى
فترجحُ الكفّةُ التي فيها عيناك .
لمْ يكنْ فان غوخ ليقطعَ أذنَهُ و ينتحرَ بعدها بطلقة في رأسِهِ
و لا كانَ همنغواي بعثرَ دماغَهُ على الجدارِ برصاصةٍ
من بارودتِهِ
و لا كانَ مارك أنطوني استلَّ سيفَهُ في روما و أغمدَهُ في قلبِهِ
و لا كانَ هتلر أشعلَ الحربَ العالميةَ الثانيةَ
و لا انتحرَ لهزيمتِهِ
و لا كانَ إسماعيل أدهم أغرقَ جسدَهُ على شواطئِ الإسكندريةِ
و لا كانَ أوتا بينغا انتحرَ لعدمِ تمكنِهِ منَ العودةِ إلى وطنِهِ
و لا كانَتْ ستكونُ هناكَ قائمةٌ بأسماءِ المنتحرينَ في العالمِ
و لا كانَ أوديبُ قتلَ أباهُ و تزوجَ من أمّهِ
و لا كانَ بروتس طعنَ القيصرَ طعنتَهُ القاتلةَ
و لا كانَ القيصرُ طغى أصلاً
و لا كانَتِ البشريةُ عرفَتِ القتلَ و لا الطغيانَ أساساً
لو رأى الجميعُ عينيك .
حتى لو عشْتُ مئاتَ الآلافِ من السنواتِ
و قرأْتُ مئاتَ الآلافِ من دواوينِ الشعرِ
و أتقنْتُ كلَّ اللغاتِ التي اندثرْتْ
و كلَّ اللغاتِ التي ما زالتْ موجودةً
فأنا واثقٌ أنّي سأقفُ مكتوفَ اليدينِ
و لن أستطيعَ كتابةَ جملةٍ شعريةٍ واحدةٍ
عن الجمالِ الذي في عينيكِ .
التفاعلات: خالد السيد علي

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...