قحطان عدنان السوداني - بين متنين..

جمعنا مقعدان متجاوران في طائرة. إنتبهت لها!! تقرأني!! يالصدفة أحالت الخيال واقعا..أنا بين يديها، و نفسي أنا في المقعد المجاور!! .ياله من شعور حين وجدت نفسي في السماء، والجميلة تستمتع بي من الجلاد إلى الجلاد ، شعور أنتج هرمونا لم يكتشفه العلماء من قبل، وليس له تسمية بعد، هوإختراع اللحظة ،أسميته هرمون الزهو.
وكتبختر الطائرة في الجو رحت مزهوا، فكيف لا ومجموعتي القصصية الاخيرة، وجدت جارتي منكبة عليها، حتى إنها لم تسمع تنحنحي لأكثر من مرة،فأعود مطبقا بالصمت،
وأطبقت هي الكتاب ،مؤشرة إلى ما وصلت اليه، عندما حطت الطائرة في مطار،كمحطة لتعاود
إستكمال الرحلة.عاودت القراءة وعاود الهرمون يفعل فعلته..تنحنحت بشكل لافت..رابها ذلك التصرف مني،فأشاحت بوجهها الى الجهة المعاكسة مواصلة القراءة، وأنا واصلت الزهو
لكني صرت أشبه بعصا تبختر تأبطها ضابطا بلا حراك.
عرفت لأول مرة إني جريء على الورق فقط، فها أنا ذا على بعد نصف متر بين يديها أصول وأجول، وعلى المقعد مخذول القوى ، لا أستطيع أن أقول لها إني كاتب هذه المجموعة.
إستجمعت فلول جرأتي، ومثل انطلاق الطائرة عند الإقلاع.. ودون مسير على المدرج، قلت لها: هل تعلمين منذ خمس ساعات وأنا بين يديك..بداية تشي برومانسية كاتب حسبتها..لكن هي
حسبتها تحرشا، أطبقت الكتاب،
وقالت: إحترم بياض مفرقك.
هي الأخرى كالطائرة صارت، لكنها في وضع الهبوط.. وأي هبوط كان.. مدويا ..مزلزلا..حيث واصلت.. ياحاج للناس خصوصياتهم فلا تقتحمها بهذه الهمجية .. تصورت قد تخلصت من على شاكلتك في الأرض لأجدك معي في السماء..أدر وجهك وإلا أخبرت أمن الطائرة.
إبتسمت لها قائلا:إهدئي يا قارئتي، فقد فهمت الموضوع غير ما هو عليه .
أنا كاتب المجموعة التي بين يديك..قالت بذهول ماذا!! ،ثم استدركت،عفوا يا أستاذ سامحني على فجاجتي وغلظتي .
قلت: لا عليك لا عليك،
لكن كان عليها أن تواصل ، فأعطيتها أذنا صاغية.
فقالت: لو لم تقل أنت أنت لكان أفضل.
قلت:ولماذا؟!
قالت: أن تتخيل الكاتب خيرا من أن تراه. أطرقت..
وحمدت الله إن الرحلة تلفظ أنفاسها الاخيرة، وبقيت أنا لم ألفظ أنفاس خجلي.

قحطان عدنان السوداني
العراق بغداد
التفاعلات: خيرة جليل

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...