منذ ثلاثة أيام لم يتصل ، جربت أن لا أراه في أحلامي، أنا المعتادة على سحبه إليَّ متى اردتُ أن احتمي به من نفسي،فيصوغ لي حياة متباه بها ،أعود بها طفلة تتسلق بها وجه حائط يفصلنا عن حديقة حلميه، تفيض بكل أنواع الطيور المتهادية مثنى مثنى، هو من يتسلق الجدار أولا، ثم يمد لي يداً تضج برجولتها لتشدني إليه ، وأتسلق نركض نلهو نعتلي ظهر قارب صغير يشق بنا قلب نهر يمتد الى آخر الحلم ، اليوم الثالث على عدم اتصاله.
يا لهُ من مقتدر، بكلمة حب واحدة يشكل طينتي امرأة ليست أنا، امرأة ابسط ما فيها إنها لا تشبهني، امرأة يستطيع بلمسة يد إشعالها حدّ الاحتراق، وبنظرة تجاهل شطب اسمها من قائمة السعداء، لم أكن مستعدة لان اعشقه،مادمت أنا الناضجة الآن حد كره ذاتي ، فلماذا اسمح له إن يذيب كل هذا الكم الهائل من ثلج اللامبالاة التي طوقت شراييني به، يداي صارت تصلحان لمهام أخرى غير الدفء ،أصابعي روضتها الطباشير لتخط على سبورة العمر كلمات كبرى ( الأمومة ،انغلاق الحياة، استعادة التوازن ) إذن إذا كان الأمر ليس أكثر من كلمات لماذا ارتبك الآن اعني اليوم الثالث لعدم اتصاله بي ،هو الذي علمني إن الأمومة هو أن تلعب مع أطفالك لعبة الغميضة فتتسلل دونهم الى حيث يختبأ حلمك على غفلة اللاهيين، وهو الذي أشار بأصابعه الى الحياة فتوقفت كل الإشارات السوداء فيها واستحالت لوناً وردياً، ماهر هو في جمع رمادي ومنذ السادسة صباحا من فوق الدقائق المدببة مرورا بالواحدة الظهر وصولا الى السادسة مساء حيث استحضره حلماً ويشكلني حقيقة ، ويرن هاتفه بقلبي قبل إذني للحب صوت آخر نسمعه نحن أولا قبل أن يسمعه من يشاركنا الغرفة
– كيف أنتِ الآن؟
- لماذا الآن ؟ الم يكن الأجدر بكَ أن لو سألتني عما كنته قبل الآن، قبل لحظة من سؤالك، قبل ثانية من اتصالك ؟؟
- مايعنيني أن أرى امرأتي الآن امرأتي التي صنعتها بكثير من الآهات ، وزمن امتد طوال حلم ؟
- أخافكَ
- بل عيشيني وستعلمين مقدار وهمكِ؟
أغلق الهاتف وأعاود الدوران في الساقية القدرية التي رصفت جيدا من اجلي، أدون ما ُيراد مني حرفا حرفا كي لا أنساه فانا لم اعد استوعب تكديس الأشياء غير المتجانسة معا كما كنت ، أصعب لحظة، لحظة أن يفرغ من الحديث معي، ماذا سأفعل بكل هذا الكم الهائل من الوقت بعد صوته ،يتركني هوة من سواد، ليت لي قدرة على نوم ابدي ُيخذل فقط لحظة قدوم ينابيع صوته الضاجة بالاحتمالات ليت لي قدرة على الجهل، على عدم الكتابة، كي استرخي واحلم ، الانشغال بما يراد لي، أنا المرأة التي لابد لها من مصاحبة المطبخ، ولكن كيف وأنا التي هربت شهيتها لحظة وجودك في زمانها ،
- لم أكن يوما جائعة
حدثته يوماً
- حتى لي ؟
واطرق خجلا وأريد أن اخبره بأنني لم اصب يوما بالتبلد العاطفي غير إنهم يجعلونني اتجه صوبه وانخرط به مرغمة ،
رن هاتفي ارتجفت أصابعي وركض قلبي ليرفعه قبل أن يرفعه الآخر .
- كيف حالك الآن ؟
يصر على كلماته
- الآن بخير ،كم احمد الله الآن
– هل أراكِ
– متى ؟
- اختاري الوقت وتعالي، أنا في الانتظار ،لا تدعيني وحدي، أنا أخاف المطر ؟
كم هو قوي هذا الرجل قوي حد اعترافه بضعفه أمام المطر ، لم أشأ أن افقد ولو لفظة واحدة من كلماته الفاخرة فأخذت ارددها كأول درس لتلميذ مبتدى لم اشا أن أبدو لنفسي أسيرة حب ولذا جمعت كل قوتي وصرت اختار وقتا خاصا بي، وقتا سأجعله مقدسا ليس ككل الأوقات،
بسرعة هائلة أنجزت ما أنيط بي من أعمال وخرجت ،راودت روحي ابتسامة وأنا أرى شعلة نشاطي تضيء لمجرد إنني سأراه،
جدتي أبدا لم تكذب علي فقد أنجزت سندرلا كل أعمالها الكبيرة قبل حلول وقت لقاء الأمير مسرعة كنت كلي يسبق كلي، وأنا اسبقهم أجمعين، اقتنيت ثلاث كلمات واحدة بحجم عينيه والأخرى على مقاس يديه والثالثة أردت لها أن تحتويه كله فتشكلن( احبك) منتقاة
لا ادري لمَ مررت ببيت جارتي التي لم انتبه لغيابها عني إلا اليوم ربما أردت أن امنحها شيئا من فرحي ففي الفرح متسع للجميع، هي التي تعيش حزنا يتوالد لأشهر طوال، منذ فقدها ابنها تناديني بنيتي وتقص لي حكايا ولد ضيعته أدراج الحرب، تخبرني انه لم يشبع بعد من رائحة الطفولة، اخبرها أن الحرب لا تليق بأعمارنا أجمعين، ونتساءل مطرقين لماذا صارت القنابل ضرورة يومية لإبقائنا على قيد الحرب، نحن المتمادين بموتنا المنغلقين على أحزاننا كمحار يشتكي ويصوغ صمته لؤلؤا ،
طرقت الباب طويلا لم أجد يد تفتحه لي، تمالكت نفسي ولم اسمح لفكري أن يرحل صوب أيما ضفة حزن، أسرعت إليه
نزلت من الحافلة هذه المرة لم تتجرأ على الابتعاد بي ولو قليلا عن باب مكتبه ،لماذا الكي تبشرني بعذاب انغلاقه الأليم،
وقفت بكل خيباتي أمام باب المكتب المكتظ بانغلاقه وبدأت ارسم علامات استفهام كثار،
وحده طفل لمحني أتسربل بالحيرة حدّ البكاء أسرع إليّ قائلا
– سيدتي لقد ذهب ؛ من زمن أغلق مكتبه وذهب ؛
اصطخب فيَّ كل شيء، أنا التي لم أرد منه شيئا ما،
فقط جئت لأقول له ، بمقدورك إن تستعرض فرحكَ على مرأى من حزني ؟؛
أنا أبدا لن أقول له لماذا تطلب من موعدا سريا لتقف بمحاذاة أنوثتي ؟
فقط سأقول له لماذا تتركني صاخبة بكَ وترحل .
يا لهُ من مقتدر، بكلمة حب واحدة يشكل طينتي امرأة ليست أنا، امرأة ابسط ما فيها إنها لا تشبهني، امرأة يستطيع بلمسة يد إشعالها حدّ الاحتراق، وبنظرة تجاهل شطب اسمها من قائمة السعداء، لم أكن مستعدة لان اعشقه،مادمت أنا الناضجة الآن حد كره ذاتي ، فلماذا اسمح له إن يذيب كل هذا الكم الهائل من ثلج اللامبالاة التي طوقت شراييني به، يداي صارت تصلحان لمهام أخرى غير الدفء ،أصابعي روضتها الطباشير لتخط على سبورة العمر كلمات كبرى ( الأمومة ،انغلاق الحياة، استعادة التوازن ) إذن إذا كان الأمر ليس أكثر من كلمات لماذا ارتبك الآن اعني اليوم الثالث لعدم اتصاله بي ،هو الذي علمني إن الأمومة هو أن تلعب مع أطفالك لعبة الغميضة فتتسلل دونهم الى حيث يختبأ حلمك على غفلة اللاهيين، وهو الذي أشار بأصابعه الى الحياة فتوقفت كل الإشارات السوداء فيها واستحالت لوناً وردياً، ماهر هو في جمع رمادي ومنذ السادسة صباحا من فوق الدقائق المدببة مرورا بالواحدة الظهر وصولا الى السادسة مساء حيث استحضره حلماً ويشكلني حقيقة ، ويرن هاتفه بقلبي قبل إذني للحب صوت آخر نسمعه نحن أولا قبل أن يسمعه من يشاركنا الغرفة
– كيف أنتِ الآن؟
- لماذا الآن ؟ الم يكن الأجدر بكَ أن لو سألتني عما كنته قبل الآن، قبل لحظة من سؤالك، قبل ثانية من اتصالك ؟؟
- مايعنيني أن أرى امرأتي الآن امرأتي التي صنعتها بكثير من الآهات ، وزمن امتد طوال حلم ؟
- أخافكَ
- بل عيشيني وستعلمين مقدار وهمكِ؟
أغلق الهاتف وأعاود الدوران في الساقية القدرية التي رصفت جيدا من اجلي، أدون ما ُيراد مني حرفا حرفا كي لا أنساه فانا لم اعد استوعب تكديس الأشياء غير المتجانسة معا كما كنت ، أصعب لحظة، لحظة أن يفرغ من الحديث معي، ماذا سأفعل بكل هذا الكم الهائل من الوقت بعد صوته ،يتركني هوة من سواد، ليت لي قدرة على نوم ابدي ُيخذل فقط لحظة قدوم ينابيع صوته الضاجة بالاحتمالات ليت لي قدرة على الجهل، على عدم الكتابة، كي استرخي واحلم ، الانشغال بما يراد لي، أنا المرأة التي لابد لها من مصاحبة المطبخ، ولكن كيف وأنا التي هربت شهيتها لحظة وجودك في زمانها ،
- لم أكن يوما جائعة
حدثته يوماً
- حتى لي ؟
واطرق خجلا وأريد أن اخبره بأنني لم اصب يوما بالتبلد العاطفي غير إنهم يجعلونني اتجه صوبه وانخرط به مرغمة ،
رن هاتفي ارتجفت أصابعي وركض قلبي ليرفعه قبل أن يرفعه الآخر .
- كيف حالك الآن ؟
يصر على كلماته
- الآن بخير ،كم احمد الله الآن
– هل أراكِ
– متى ؟
- اختاري الوقت وتعالي، أنا في الانتظار ،لا تدعيني وحدي، أنا أخاف المطر ؟
كم هو قوي هذا الرجل قوي حد اعترافه بضعفه أمام المطر ، لم أشأ أن افقد ولو لفظة واحدة من كلماته الفاخرة فأخذت ارددها كأول درس لتلميذ مبتدى لم اشا أن أبدو لنفسي أسيرة حب ولذا جمعت كل قوتي وصرت اختار وقتا خاصا بي، وقتا سأجعله مقدسا ليس ككل الأوقات،
بسرعة هائلة أنجزت ما أنيط بي من أعمال وخرجت ،راودت روحي ابتسامة وأنا أرى شعلة نشاطي تضيء لمجرد إنني سأراه،
جدتي أبدا لم تكذب علي فقد أنجزت سندرلا كل أعمالها الكبيرة قبل حلول وقت لقاء الأمير مسرعة كنت كلي يسبق كلي، وأنا اسبقهم أجمعين، اقتنيت ثلاث كلمات واحدة بحجم عينيه والأخرى على مقاس يديه والثالثة أردت لها أن تحتويه كله فتشكلن( احبك) منتقاة
لا ادري لمَ مررت ببيت جارتي التي لم انتبه لغيابها عني إلا اليوم ربما أردت أن امنحها شيئا من فرحي ففي الفرح متسع للجميع، هي التي تعيش حزنا يتوالد لأشهر طوال، منذ فقدها ابنها تناديني بنيتي وتقص لي حكايا ولد ضيعته أدراج الحرب، تخبرني انه لم يشبع بعد من رائحة الطفولة، اخبرها أن الحرب لا تليق بأعمارنا أجمعين، ونتساءل مطرقين لماذا صارت القنابل ضرورة يومية لإبقائنا على قيد الحرب، نحن المتمادين بموتنا المنغلقين على أحزاننا كمحار يشتكي ويصوغ صمته لؤلؤا ،
طرقت الباب طويلا لم أجد يد تفتحه لي، تمالكت نفسي ولم اسمح لفكري أن يرحل صوب أيما ضفة حزن، أسرعت إليه
نزلت من الحافلة هذه المرة لم تتجرأ على الابتعاد بي ولو قليلا عن باب مكتبه ،لماذا الكي تبشرني بعذاب انغلاقه الأليم،
وقفت بكل خيباتي أمام باب المكتب المكتظ بانغلاقه وبدأت ارسم علامات استفهام كثار،
وحده طفل لمحني أتسربل بالحيرة حدّ البكاء أسرع إليّ قائلا
– سيدتي لقد ذهب ؛ من زمن أغلق مكتبه وذهب ؛
اصطخب فيَّ كل شيء، أنا التي لم أرد منه شيئا ما،
فقط جئت لأقول له ، بمقدورك إن تستعرض فرحكَ على مرأى من حزني ؟؛
أنا أبدا لن أقول له لماذا تطلب من موعدا سريا لتقف بمحاذاة أنوثتي ؟
فقط سأقول له لماذا تتركني صاخبة بكَ وترحل .