محمد بن لامين - ما للحيلة يد!

ذهب الليل الذي يرضيك بقصيدة أو بحكاية تساعدك على النوم..
لا أظن أن للكهرباء شأن بذلك
لكن أكيد أن الكهرباء لها شأن بكل شيء، حتى بالحقنة التي أفسدها ذوبان الثلاجة..
يقولون أن الشاعر كائن مفارق
لا يخضع للهموم العادية المتواترة..
ولا يليق أيضا بالوردة إلا نور الصباح!
في الليل تتحول إلى كاهنة تصلي من أجل عودة الشمس..
وفي النهار تتزين رغم العطش في وجوه العشاق والمارة..
وكما اعتاد صديقي البصري أن يقتبس هذا القول المأثور/
إذا جن الليل استوحش كل إنسي واستأنس كل وحشي..
أو كما أورد وقال!
ما الحيلة إذا ؟
كيف للعارف أن يبلل ريق من حوله..
كيف للمرأة أن تمنح كل ما لديها بلا طيب خاطر!!
كيف للمتعلق بشجرة الأسماء كلها
أن يقطف اسمه فقط ويمضي بلا ظل..
كيف للجالس أن لا يتحرر من صولة الوقوف ويفرد أقدامه على عرض الرصيف!!
كيف للشعراء أن يستغرقوا في كل هذا العمق ثم فجأة يطلون من بين أمواج محملة بقناني بلاستيكية هي أيضا زرقاء!!
كيف لي أن أخفي وجهي من وجهي!
كيف لي أن أفي بكل تهاني أعياد الميلاد
والذكريات السنوية المتواترة للوفيات، الآباء والأجداد والأخوة بالرضاعة والذين عانوا من نقص الحليب...
والذين استشهدوا في جبهات الاقتتال!
أحزان ألكترونية عمياء وفرح لوجارتيمي لا يمكن معه الرقص، ولا حتى الضحك ملأ الجهات..
من باب اللاباب كنت أتعزى بأن الأمر شديد على غفير خزان الماء العمومي المعطل كما هو شديد على شاعر قصيدة النثر!
لكن ربما لتشابه القصائد كلها
لم نعد نتعرف على بيوتنا فيها!
لذلك تجدنا نصيع في خرائب الكلام


تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...