ليندا إبراهيم - أيُّها الزّمانُ أعِدْ إليَّ قميصَ حبيبي..

أيُّها الزّمانُ أعِدْ إليَّ قميصَ حبيبي..
لقد أضعتُهُ في المُرُوجِ القصيَّة..
عند حقولِ الحنطة..على طريقِ القوافلِ و الأيائلِ..
أعاهدُكَ أن أحرسَ نجومَكَ..وأسهرَ على فرحِ عشَّاقِكَ..
أن أطعم عصافيرك الأبديَّةَ، وأروي نرجساتك في السُّهوب..
أن أرعى وعولَكَ البريَّة في حقول القصب..
وأحرسَ نومَ الصَّبايا وأغنياتِ الرُّعاة العائدين مع الضُّحى..
أعاهدُكَ أن أنثُرَ القمحَ في البيادر..
وأخزنَ النَّبيذَ في الدِّنَان..أن أسكنَ عيونَ الأطفال..
وأحفظَ أحاديثَ النسوة العائدات من حمَّامَات مدنكَ العتيقة..
أعاهدُك أن أكون بحَّة النَّاي ..وشجوَ المزامير..ووجيب قلوب النُّسَّاك..
ونحيب المُحِبِّين على ديار "ليلى"..
أعاهدُكَ أن أكون النجمةَ لقمركَ..والنورَ لشمسكَ..والحزنَ في قلوبِ حُكَمائِكَ.. والحُبَّ في أرواحِ شعرائك.. أن أكون تراتيل الرهبان في أديِرَتِكَ.. وشوقَ المُؤمنينَ إلى الله..فقط ..
أعِدْ إليَّ قميصَ حبيبي..أيُّها الزَّمانْ...!


* من ديوان"منمنمات دمشقية"

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...