إنتظار
ما زلت أنتظرك
لا أفعل الكثير
لأنني أعرف بأنك ستأتين
وتعطيني كل شيء
ما زلت
كما تركتني
غبياً وأنانياً
فقط بدلت البيت
والأصدقاء العابرين
بقي القدامى منهم
ولكن الطاولة صغرت
والكؤوس قلت
والأحاديث انعدمت
ما زلت أنتظرك
ساهماً، حالماً في الجلسات
والأحاديث الموجهة إليّ
تؤخر لقاءنا
ما زلت أنتظرك...
ما زلت أحبك.
أنتظرك ولا تأتين
كل يوم
وأنا أعرف أنك من أجلي تكرهين هذا المكان
وكل مكان مشينا فيه معاً
وجلسنا فيه معاً
ونمنا فيه معاً
أنتظرك... ولا تأتين
أنتظرك وأنا أعرف أنك لن تجدي مكاناً واحداً على هذه الأرض
تستطيعين المضي إليه.
صديق
صديقي الذي أحبه كثيراً
لماذا سألني أين أمضي
لماذا سألني أين أسهر
لماذا قال إنه ذاهب لينام
لماذا قال بأنه لن يسهر
في مكانه المعتاد
لماذا قال إن الجو هناك سيئ؟
يا إلهي.. هل كنت سهرانة معه؟!
سرعة
كان من الممكن
أن لا تحبيني من المرة الأولى
وأن لا تقبليني من المرة الأولى
وأن لا تدخلي حياتي
بكامل مشاعرك من المرة الأولى
وأنت تعرفين... أو لا تعرفين
أنك لن تردي على مكالماتي
بهذه السرعة...
***
على هامش دفترك أكتب
ولكن
ربما عين ترى جيداً
تكتشف
أن ما كتبت
يستحق مكاناً أفضل
على هامش دفترك
***
بسرعة
تألفت مع البيت
تآلفت يدك مع الصحون
وجسدك مع ماء الحمام
بسرعة
ضمك الفراش
ولمست الكأس شفتيك
بسرعة
انهار رأسك على صدري
وبسرعة أيضاً
تعطلت ذاكرتك
ونسيت كل تلك الأشياء.
تدخين
لم تكوني مدخنة
وكنت تأخذين مني السيكارة تلو الأخرى
وكنت أعطيك
فقط لأنك كنت تلمسين كفي وأنا أشعل لك
وهكذا لمست كفي أربعين مرة
وعندما قبلتك
ومررت بيدي على شعرك
كانت علبة الدخان الثالثة
تئن وحيدة على الطاولة المجاورة
أب.. وأب
ها قد عدت
يا أبي
حلمك الضائع
ها قد عدت
لكن،
دون خبثي الطفولي
ودون شيطنة
دون أحلام
وآمال بمستقبل كي ترتاح
ها قد عدت
إليك.. أباً
لم تعد صارماً
ولم يعد وجهك مخيفاً
عدت
الى كفك
وربما الى أحضانك التي أجهلها
لقد تغيّرت يا أبي
لم تعد متجهماً وعصبياً
وربما لن تضربني هذه المرة
وأنا أيضاً تغيّرت
لم أعد مشاكساً
وطموحاً
تغيرنا، عدت إليك
كي أرتاح
وأن تظنني هُزمت
عدت
كي أكون طفلاً لم أكنه لك في أي يوم
وأنت تفتقدني. استسلمت.
كنت غاضباً مني دائماً
وكنت أسعد بذلك
وأهرب منك
تغيرنا يا أبي
عدت إليك
لست غاضباً مني
ولست متجهماً
ولكنك تخجل أن تمد يدك الى شعري
وأخجل أن أعانقك
كم أنت حزين يا أبي
وكم أنا في زاوية بعيدة عنك
حزين أيضاً
المرأة
كل يوم
وأنا أصعد الدرج
أجدك لاهثة تنتظرينني
أمام الباب بعينيك السوادوين حيناً، والزرقاوين حيناً آخر
نحضر الطعام معاً
وتنهرينني كي آكل أكثر
وفي المساء
أجدك بجانبي على السرير
ألاعب شعرك الأسود حيناً
والأشقر بعد حين
وأنام مطمئناً على صدرك
صباحاً
أجدك ما زلت بجانبي
بيضاء حيناً
وسمراء حيناً آخر
أكتب وأنت تحومين في المنزل، ترتبين كتباً في المكتبة
أو تنسقين نبتة ما في الزاوية
بطولك الفارع حيناً
وبقامتك القصيرة حيناً آخر،
بصمتك حيناً وبكلامك الحنون حيناً آخر
أخرج فتخرجين، تتسكعين على الطرقات دون أن تتململي، وتضحكين إذا كنت مفلساً.
تضحكين أكثر إذا كثرت معي النقود
نسهر مع الآخرين، ثم نعود منهكين، وننام سكرانين
في كل لحظة، أنت معي أيتها المرأة
التي أحلم بها.
صديق آخر
صديقي المفلس
كم يحبني
يقبلني، يعانقني
ولا يعطيني النقود لأنه مفلس.
صديقي المفلس
يناديني بحماس، ليقرأ شعراً كتبه عني.
يخرج الأوراق من جيبه ويقرأ
بينما عيوني تنظر بتأنٍ الى النقود
التي خرجت خطأ مع القصائد.
تدخل
بيني وبين نفسي:
أحبك
وأقول لك:
دافعي عن حبك
إن صديقك رائع ولطيف.
بيني وبين نفسي:
تضعين رأسك على صدري
وكفيك على ظهري
وتعانقيني بقوة.
وأؤكد
إن صديقك رائع.. ويحبك
لا تزعليه
ولكنني، بيني وبين نفسي...
الغرباء
غرفتان صغيرتان
وحمام
ومطبخ عاثت فيه الخادمات طويلاً
شرفتان واسعتان
إحداهما تطل على قاسيون
والأخرى على دمشق
غرفتان صغيرتان
وسرير نجلس عليه
بينما "حكيم" على الكرسي الأبيض
دائماً تفتحين النوافذ ودائماً أغلقها
كي أغمض أعين الجيران
ثم جاءتا... ابنتاي
واحتلتا السرير
فجلسنا جميعاً على الكراسي البيضاء
واستعرت من ابنتك البعيدة
ثلاث حكايات وأغنيتين
وما كانتا لتنامان
جاءتا
فامتلأ البيت بالألعاب والشوكولا
وأطعمة الأطفال
كي تحكي قصة للغربيتين الصغيرتين
كنا ننسى القبلات
واستمع بحزن لحديثك عنهما
كنت أقف أمام الباب لأعانقك
وهما الآن تعانقانك قبل أن تصلي أمام الباب
تمضين فأنظر الى ابنتي النائمتين
وأقرأ على ملامحهما حكاياتك الثلاث
وأنام
ثم مضتا
دخلت فانقبض قلبك من الفراغ
وحدثتني عنهما حتى الصباح
غرفتان صغيرتان
هذا لعبة منسية
وهناك بيجاما طفولية مهجورة
ربطة شعر وحيدة على مغسلة الحمام
وعلبة شامبو الأطفال تبكي على الرف
مطبخ
عاثت فيه الخادمات طويلاً
وبقايا بسكويت وشكولا لاتغري أحداً
عيناك تتساءلان عن طفلتيك
وأنا أفكر
ماذا فعل بنا... هؤلاء الأطفال الغرباء.
الشام
ما زلت أنتظرك
لا أفعل الكثير
لأنني أعرف بأنك ستأتين
وتعطيني كل شيء
ما زلت
كما تركتني
غبياً وأنانياً
فقط بدلت البيت
والأصدقاء العابرين
بقي القدامى منهم
ولكن الطاولة صغرت
والكؤوس قلت
والأحاديث انعدمت
ما زلت أنتظرك
ساهماً، حالماً في الجلسات
والأحاديث الموجهة إليّ
تؤخر لقاءنا
ما زلت أنتظرك...
ما زلت أحبك.
أنتظرك ولا تأتين
كل يوم
وأنا أعرف أنك من أجلي تكرهين هذا المكان
وكل مكان مشينا فيه معاً
وجلسنا فيه معاً
ونمنا فيه معاً
أنتظرك... ولا تأتين
أنتظرك وأنا أعرف أنك لن تجدي مكاناً واحداً على هذه الأرض
تستطيعين المضي إليه.
صديق
صديقي الذي أحبه كثيراً
لماذا سألني أين أمضي
لماذا سألني أين أسهر
لماذا قال إنه ذاهب لينام
لماذا قال بأنه لن يسهر
في مكانه المعتاد
لماذا قال إن الجو هناك سيئ؟
يا إلهي.. هل كنت سهرانة معه؟!
سرعة
كان من الممكن
أن لا تحبيني من المرة الأولى
وأن لا تقبليني من المرة الأولى
وأن لا تدخلي حياتي
بكامل مشاعرك من المرة الأولى
وأنت تعرفين... أو لا تعرفين
أنك لن تردي على مكالماتي
بهذه السرعة...
***
على هامش دفترك أكتب
ولكن
ربما عين ترى جيداً
تكتشف
أن ما كتبت
يستحق مكاناً أفضل
على هامش دفترك
***
بسرعة
تألفت مع البيت
تآلفت يدك مع الصحون
وجسدك مع ماء الحمام
بسرعة
ضمك الفراش
ولمست الكأس شفتيك
بسرعة
انهار رأسك على صدري
وبسرعة أيضاً
تعطلت ذاكرتك
ونسيت كل تلك الأشياء.
تدخين
لم تكوني مدخنة
وكنت تأخذين مني السيكارة تلو الأخرى
وكنت أعطيك
فقط لأنك كنت تلمسين كفي وأنا أشعل لك
وهكذا لمست كفي أربعين مرة
وعندما قبلتك
ومررت بيدي على شعرك
كانت علبة الدخان الثالثة
تئن وحيدة على الطاولة المجاورة
أب.. وأب
ها قد عدت
يا أبي
حلمك الضائع
ها قد عدت
لكن،
دون خبثي الطفولي
ودون شيطنة
دون أحلام
وآمال بمستقبل كي ترتاح
ها قد عدت
إليك.. أباً
لم تعد صارماً
ولم يعد وجهك مخيفاً
عدت
الى كفك
وربما الى أحضانك التي أجهلها
لقد تغيّرت يا أبي
لم تعد متجهماً وعصبياً
وربما لن تضربني هذه المرة
وأنا أيضاً تغيّرت
لم أعد مشاكساً
وطموحاً
تغيرنا، عدت إليك
كي أرتاح
وأن تظنني هُزمت
عدت
كي أكون طفلاً لم أكنه لك في أي يوم
وأنت تفتقدني. استسلمت.
كنت غاضباً مني دائماً
وكنت أسعد بذلك
وأهرب منك
تغيرنا يا أبي
عدت إليك
لست غاضباً مني
ولست متجهماً
ولكنك تخجل أن تمد يدك الى شعري
وأخجل أن أعانقك
كم أنت حزين يا أبي
وكم أنا في زاوية بعيدة عنك
حزين أيضاً
المرأة
كل يوم
وأنا أصعد الدرج
أجدك لاهثة تنتظرينني
أمام الباب بعينيك السوادوين حيناً، والزرقاوين حيناً آخر
نحضر الطعام معاً
وتنهرينني كي آكل أكثر
وفي المساء
أجدك بجانبي على السرير
ألاعب شعرك الأسود حيناً
والأشقر بعد حين
وأنام مطمئناً على صدرك
صباحاً
أجدك ما زلت بجانبي
بيضاء حيناً
وسمراء حيناً آخر
أكتب وأنت تحومين في المنزل، ترتبين كتباً في المكتبة
أو تنسقين نبتة ما في الزاوية
بطولك الفارع حيناً
وبقامتك القصيرة حيناً آخر،
بصمتك حيناً وبكلامك الحنون حيناً آخر
أخرج فتخرجين، تتسكعين على الطرقات دون أن تتململي، وتضحكين إذا كنت مفلساً.
تضحكين أكثر إذا كثرت معي النقود
نسهر مع الآخرين، ثم نعود منهكين، وننام سكرانين
في كل لحظة، أنت معي أيتها المرأة
التي أحلم بها.
صديق آخر
صديقي المفلس
كم يحبني
يقبلني، يعانقني
ولا يعطيني النقود لأنه مفلس.
صديقي المفلس
يناديني بحماس، ليقرأ شعراً كتبه عني.
يخرج الأوراق من جيبه ويقرأ
بينما عيوني تنظر بتأنٍ الى النقود
التي خرجت خطأ مع القصائد.
تدخل
بيني وبين نفسي:
أحبك
وأقول لك:
دافعي عن حبك
إن صديقك رائع ولطيف.
بيني وبين نفسي:
تضعين رأسك على صدري
وكفيك على ظهري
وتعانقيني بقوة.
وأؤكد
إن صديقك رائع.. ويحبك
لا تزعليه
ولكنني، بيني وبين نفسي...
الغرباء
غرفتان صغيرتان
وحمام
ومطبخ عاثت فيه الخادمات طويلاً
شرفتان واسعتان
إحداهما تطل على قاسيون
والأخرى على دمشق
غرفتان صغيرتان
وسرير نجلس عليه
بينما "حكيم" على الكرسي الأبيض
دائماً تفتحين النوافذ ودائماً أغلقها
كي أغمض أعين الجيران
ثم جاءتا... ابنتاي
واحتلتا السرير
فجلسنا جميعاً على الكراسي البيضاء
واستعرت من ابنتك البعيدة
ثلاث حكايات وأغنيتين
وما كانتا لتنامان
جاءتا
فامتلأ البيت بالألعاب والشوكولا
وأطعمة الأطفال
كي تحكي قصة للغربيتين الصغيرتين
كنا ننسى القبلات
واستمع بحزن لحديثك عنهما
كنت أقف أمام الباب لأعانقك
وهما الآن تعانقانك قبل أن تصلي أمام الباب
تمضين فأنظر الى ابنتي النائمتين
وأقرأ على ملامحهما حكاياتك الثلاث
وأنام
ثم مضتا
دخلت فانقبض قلبك من الفراغ
وحدثتني عنهما حتى الصباح
غرفتان صغيرتان
هذا لعبة منسية
وهناك بيجاما طفولية مهجورة
ربطة شعر وحيدة على مغسلة الحمام
وعلبة شامبو الأطفال تبكي على الرف
مطبخ
عاثت فيه الخادمات طويلاً
وبقايا بسكويت وشكولا لاتغري أحداً
عيناك تتساءلان عن طفلتيك
وأنا أفكر
ماذا فعل بنا... هؤلاء الأطفال الغرباء.
الشام