ذهب مبكرا ساعة عن موعد أول مباراة شطرنج له في المسابقة لهذا العام. أخذ يتمشى في جنبات المكان. الأنوار ساطعة والمكان واسع، وطاولات الشطرنج بدت متراصة بطول وعرض المكان مع وجود ساعات التوقيت على كل طاولة. لقد عرف على مدار السنين أصول المسابقة وتدرب كثيرا طوال الشهور الماضية وراجع كتبا في الخطط وافتتاحيات المباريات ونهاياتها، وجلس على المقاهي لفترات طويلة يلاعب فيها الجالسين محترفي اللعبة استعدادا للمسابقة حتى أصبح يهيئ له أنه يستطيع كسب المسابقة. وقبل بداية انطلاق المباريات قرر أن يزور دورة المياه كي يصفي ذهنه تماما من أي عارض قد يزعجه. دخل وصفى ذهنه ثم حاول الخروج، ولكن يبدو أن قفل الباب كان عصيا على الفتح. حاول عدة مرات دون جدوى، ثم بدأ بعدها في الصراخ حيث أن المسابقة كانت على وشك البدء، وقد سمعه أحد العمال:
- مين اللي جوه؟
- يا سيدي افتح الأول وبعدين أبقى أقولك مين.
- إنت بتعمل إيه عندك، ده القفل بايظ.
- يا سيدي عرفت خلاص ممكن تخرجني؟ الماتش بدأ.
- طيب خليني أبعت أشوف نجار.
- تشوف نجار؟ إكسر الباب الماتش حيروح مني.
- مش حقدر يا فندي، دي مسئولية.
- والنجار ده فين؟
- حشوف تليفونه واكلمه.
رن التليفون، ورد النجار.
- كنا عاوزينك يا اسطى. باب الحمام عملها تاني والقفل مش راضي يفتح.
- أنا مشغول يا عم مصيلحي دلوقتي، قدامي ساعة كدة.
- معلش يا فندي، النجار قدامه ساعة.
- يعني إيه؟ خسرت خلاص؟
- معلش يا فندي.
أخذ يسب ويلعن، وفي النهاية استسلم للأمر.
بعد ساعة، جاء النجار وفتح الباب.
- معلش كان عندي ماتش تحت والحمد لله كسبت؛ أصل اللي قدامي ما جاش!
- مين اللي جوه؟
- يا سيدي افتح الأول وبعدين أبقى أقولك مين.
- إنت بتعمل إيه عندك، ده القفل بايظ.
- يا سيدي عرفت خلاص ممكن تخرجني؟ الماتش بدأ.
- طيب خليني أبعت أشوف نجار.
- تشوف نجار؟ إكسر الباب الماتش حيروح مني.
- مش حقدر يا فندي، دي مسئولية.
- والنجار ده فين؟
- حشوف تليفونه واكلمه.
رن التليفون، ورد النجار.
- كنا عاوزينك يا اسطى. باب الحمام عملها تاني والقفل مش راضي يفتح.
- أنا مشغول يا عم مصيلحي دلوقتي، قدامي ساعة كدة.
- معلش يا فندي، النجار قدامه ساعة.
- يعني إيه؟ خسرت خلاص؟
- معلش يا فندي.
أخذ يسب ويلعن، وفي النهاية استسلم للأمر.
بعد ساعة، جاء النجار وفتح الباب.
- معلش كان عندي ماتش تحت والحمد لله كسبت؛ أصل اللي قدامي ما جاش!