1- إلى جرترود شتاين،
رابالو، إيطاليا، 18 فبراير 1923م تقريبًا
عزيزتي مس شتاين:
مرفق المراجعة لصحيفة تريبون. يمكنك حذف أي جزء منها أو حذفها كلها إذا لم تعجبك، سأكتب غيرها. هذا عرض ليبرالي أعرف كيف أقدمه.
جرترود شتاين
غادر باوند بعد وصولنا إلى هنا بثلاثة أيام. الطقس جميل اليوم بعد سبعة أيام من الرطوبة. نذهب إلى كورتينا للتزلج آخر الشهر. هادلي بحالة جيدة. هناك رجل لطيف اسمه مايك ستراتر خططت للعب الملاكمة معه لكنه أصيب بالتواء في كاحله. البحر ضعيف وممل هنا ويبدو وكأن الملح ليس كثيرًا في الماء. المد والجزر يرتفع وينخفض حوالي بوصة. حين ينكسر الموج يبدو وكأن شخصًا يدلق دلوًا من الرماد على جانب صندل. المكان ليس كبيرًا.
عملْتُ بجدٍّ وأكملت عملين. أفكر كثيرًا فيما قلْتِ عن العمل وأبدأ بتلك الطريقة في البداية. إذا فكرْتِ في شيء آخر أتمنى إرساله. أعمل في الإبداع بجدٍّ وذهني مشغول به طول الوقت. يبدو أن الذهن يعمل بشكل أفضل.
ما أخبار باريس؟ نعود في إبريل تقريبًا. رسم مايك بورتريهًا جميلًا لهادلي. قضيْتُ وقتًا ممتعًا مع الكتاب. هل تعطين المراجعة للدكتور جونسون؟ مع حبنا لكم جميعًا،
إرنست هيمنغواي
هل ترسلين إليَّ نسخة من المراجعة حين تنشر؟
****
2- إلى جرترود شتاين،
باريس، 20 يونيو 1923م
عزيزتي مس شتاين:
نصل أنا وهادلي غدًا (الخميس) بعد العشاء إذا كنْتِ مشغولة أو في الخارج نبتعد في هدوء. لدينا أبناء عم وعمات أبحروا الأسبوع الماضي. إنهم مستعدون في أي وقت. أنا حريص جدًّا على الحديث معك عن الثيران ومصارعي الثيران. ربما نذهب إلى بنبلونة لمدة 4 أيام تبدأ من 6 يوليو. لا أعتقد أن ذلك يؤذي هادلي. في كندا أتوقع شراء عجل ثور لممارسة الفيرونيكا معه. فات الأوان بالنسبة لي بالطبع لكن ربما نستطيع عمل شيء ما مع الطفل.
صديقك دائمًا،
إرنست هيمنغواي
****
3- إلى جرترود شتاين،
باريس، 17 فبراير 1924م
عزيزتي مس شتاين:
يدعي فورد أنه مسرور بالعمل وسيتصل بك. وأخبرته بأنه استغرق منك أربع سنوات ونصفًا لكتابته وهناك 6 مجلدات. ينشر الحلقة الأولى في عدد إبريل الذي يذهب إلى المطبعة في أوائل مارس. تساءل إن كنت تقبلين 30 فرنكًا في الصفحة (صفحة المجلة) وقلت: إنني أعتقد أنني أستطيع إقناعك. (تغطرسي لكن لا تتغطرسي كثيرًا). وضحت أنه كان سبقًا لافتًا لمجلته حصلت عليه فقط بحصولي على عبقرية. إنه تحت تأثير أنك تحصلين على أسعار كبيرة حين توافقين على النشر. لم أعطه هذا الانطباع ولم أقلل منه. وهي رغم كل شيء نقود كوين والعمل يستحق 35 ألف فرنك.
عامليه بسعة صدر ولطف. قلْتُ: إنهم يستطيعون النشر من المجلدات الستة بقدر ما يرغبون وسيكون أفضل وأفضل كلما نشروا أكثر.
إنه حقًّا سبق صحفي بالنسبة لهم كما تعرفين. سيكون لديهم جويس في العدد نفسه. لا يمكن أن تعرفي، قد تكون المراجعة ناجحة. ورغم ذلك لن يستطيعوا دفع 30 فرنكًا 9000 مرة.
صديقك
هيمنغواي
****
4- إلى جرترود شتاين،
باريس، 15 مايو 1924م تقريبًا
عزيزتي مس شتاين:
ربما رأيْتِ ستيرنز مع الأخبار السيئة. رأيْتُه وقال: إن ليفرايت أرسل إليه برقية برفض الكتاب.
آسف جدًّا. عار كبير أن يأمل المرء في أي شيء. شعرْتُ بمشاعر سيئة جدًّا تجاه الأمر. لكنَّ هناك ناشرين آخرين، ولا تتخلي عن أي آمال، وسأواظب على العمل بجدٍّ وسوف ينشر آجلًا أو عاجلًا. أسوأ شيء عمل أي شيء بالبريد أو البرقيات. لا يمكن أن ينفق الأميركيون أموالهم بهذه الطريقة. إذا كان ليفرايت هنا ربما كتب شيكًا، إذا تركناهم يفكرون في الأمر لن ينفقوا أي شيء. من السهل جدًّا ألا يفعلوا.
أشعر باستياء بشأن ذلك لكن لا تستائي لأنك كتبته وهذا هو المهم. الأمر متروك لنا، أي أليس توكلاس، وأنا، وهادلي، وجون هادلي نيكانور والرجال الآخرون الطيبون لنشره. سيتم كل شيء عاجلًا أو آجلًا بالطريقة التي تريدينها. هذا ليس علمًا مسيحيًّا.
مع الحب،
هيمنغواي.
****
5- من رسالة إلى جون دوس باسوس،
باريس، 22 إبريل 1925م
عزيزي دوس:
استلمت رسالة من «دون» فيها عنوانك. فقدْتُها وبالتالي لم أستطع الكتابة إليك… أرسلْتُ موافقة موقعة إلى ليفرايت في 1 إبريل بشأن إرسال مئتي دولار لكنها لم تصل بعد. ولا أية كلمة منهم.
زوجة جورج كوفمان هنا وتزعم أنهم يريدون حذف قصة «المعسكر الهندي» كلها. يحذفون فصول «في زماننا». يا إلهي أشعر بانزعاج شديد. بالطبع لا يمكنهم القيام بذلك لأن العمل محكم ومتماسك وكل شيء مرتبط بكل شيء آخر وسيصبح كل شيء في فوضى شديدة.
لا يوجد شيء يزعج أحدًا. لا شيء إطلاقًا.
جعلوني أحذف قصة «في متشجن» لأن الفتاة مارست الجنس وأرسلت إليهم قصة «نك»، وهي قصة جديدة رائعة عن كلب فاشل وزنجي بعنوان «المقاتل»…
قصة «المقاتل» قصة رائعة وأفضل من «في متشجن» رغم أن «في متشجن» أعجبتني دائمًا رغم أنها لم تعجب البعض. أفترض أنه لو كان عنوانها «الخروج في أيوا»، لنشرها مينكن إذا كانت ممارسة الجنس قد تغيرت إلى مجتمع الذرة المشوية.
أوه حسنًا. على أي حال كنت أعمل بجدٍّ كل صباح في السابعة صباحًا بندم عميق وأشرب طول الليل وكتبت قصة عن مصارعة الثيران من 8- 12 ألف كلمة تتفوق على كل ما كتبْتُ وأواصل كتابة قصة أخرى ومن دون شك سأنتهي…
ترجمت «دير كرشنيت» قصة مصارعة الثيران إلى الألمانية ويرسمها بيكاسو لهم. تنشر «شنيت» أيضًا كتاب قصائدي القذرة ويرسمها باسكين. لديك أي قصائد قذرة تريد أن أوقعها. يا إلهي أتمنى لو كنت هنا لتكتب قصائد شهوانية جيدة معي لأنها الآن مصدر دخلي الوحيد…
صديقك.
هيم
لا تتركهم يحذفون منها. أخبر ليفرايت ألا يكون أحمق.
****
6- إلى جيمس جويس،
جشتاد، 30 يناير 1928م
عزيزي جويس:
جيمس جويس
أقدر كثيرًا كتابتك إلى إيفان جول بشأن راين للنشر من أجلي. كتب إليَّ على الفور لكن كان عليَّ الانتظار لأحاول ترتيب الأشياء بالألمانية، حصل وكيل على توقيعي لكتاب على الأقل مع ناشر من برلين. كتبْتُ إلى جول بأنني سأراه في باريس الشهر القادم، وأتمنى أن يُسوَّى الأمر حينذاك.
أتمنى أن تكون بخير أنت والعائلة. مات والد ماكليش، وغادر إلى أميركا ليعود في أواخر فبراير. مستر بيرس هنا. تغادر أسرتي إلى باريس غدًا وأقوم برحلة على الزلاجات إلى لينك وأدلبودن والعودة ثم أذهب إلى باريس. باستثناء أسبوعين لم يكن المناخ شتويًّا ولا جافًّا ولم نتزلج أكثر من عشرة أيام. ابني الصغير وأنا أرفعه من السرير لأضعه على القصرية في الليل في مونترو وهو معي هنا غرز إصبعه في عيني وقطع الظفر البؤبؤ. لمدة عشرة أيام تذوقت بشكل ضئيل جدًّا كيف كانت الأمور تسير معك. كانت تؤلمني بشدة حتى مع غسول الكوكايين الذي وصفه لي الطبيب للقضاء على الألم، لكن كل شيء على ما يرام الآن.
أتمنى أن تكون بخير وكل الأمور تسير معك على ما يرام.
المخلص دائمًا
إرنست هيمنغواي
****
7- من رسالة إلى ف. سكوت فيتزجيرالد،
أنداي، فرنسا، 13 سبتمبر 1929م
عزيزي سكوت:
هذا المزاج الرهيب من الاكتئاب سواء كان جيدًا أو لم يكن هو ما يعرف بمكافأة الفنان.
الصيف وقت محبط للعمل، لا تشعر بالموت آتٍ بالطريقة التي يأتي بها في الخرف حين يضع الصبية بالفعل القلم على الورقة.
ف. سكوت فيتزجيرالد
عليك فقط أن تواصل حين يكون الأسوأ والأكثر بؤسًا، هناك شيء واحد فقط عليك القيام به مع رواية تسير مباشرة إلى نهاية الشيء اللعين وأتمنى لو كانت هناك طريقة تجعل وجودك الاقتصادي يعتمد على هذه الرواية أو على الروايات بدلًا من القصص اللعينة؛ لأن هذا هو الشيء الوحيد الذي يدفعك ويعطيك منفذًا وعذرًا أيضًا، القصص اللعينة.
يا للجحيم. لديك عمل أكثر من أي شخص آخر وتهتم به أكثر ومن أجل المسيح واصل معه الآن، ومن فضلك لا تكتب أي شيء آخر حتى يكتمل. سيكون رائعًا جدًّا… استمر في كتابة الرواية.
أتينا إلى هنا من مدريد في يوم -أنداي بلاج- رأيْتُ معاصرنا البارز ل. برمفيلد. نذهب إلى باريس، هل تلقيت أية رسائل من ماكس إن كانت «وداعًا للسلاح» قد صدرت؟ حصلت على مجموعة دوريات أدبية من برومي ممتلئة كلها بكتب الحرب الألمانية الكبرى، كان من المضحك أنني لم أستطع الدخول في «كل شيء هادئ» إلخ، لكن بمجرد الدخول فيها كانت جيدة جدًّا، ليست عظيمة كما يعتقدون، لكنها جيدة جدًّا ل. برمفيلد يكتب كتابًا عن الحرب. من سوء الحظ أن كتابي ربما يصدر الآن وبعد هذا كله لم تسنح لي الفرصة لأكسب من كتابته. في غضون عامين إلى ثلاثة أعوام ينبغي أن أكون قادرًا على كتابة كتاب جيد عن الحرب.
دوس الكبير تزوج كيت سميث، كانت تذهب إلى المدرسة (الكلية) (وليس الدير) مع بولين. قابلها في كي ويست الشتاء الماضي. إنها فتاة رائعة جدًّا.
تلقينا رسائل من جيرالد وسارا. من المخجل جدًّا أن يكون باتريك مريضًا. أعتقد أنه سيكون على ما يرام.
اليوم يوم جيد؛ الماء رائع للعوم، والشمس شمس آخر الصيف.
إذا كانت هذه رسالة مملة ومقرفة فذلك لأنني شعرْتُ بضيق شديد لأنك كنت تشعر بكآبة. أنا معجب جدًّا بك، وكلما حاولْتَ أن تقول لأي شخص أي شيء عن العمل أو «الحياة» تكون دائمًا تفاهات بغيضة.
بولين ترسل حبها إليك وإلى زيلدا وسكوتي.
صديقك دائمًا
إرنست.
****
8- إلى ف. سكوت فيتزجيرالد،
باريس، 22 أو 29 أكتوبر 1929م تقريبًا
عزيزي سكوت:
رأيْتُ جرترود شتاين مساءً منذ بضعة أيام وسألتْ عنك. تزعم أنك الأكثر موهبة بيننا جميعًا إلخ، وتريد أن تراك مرة أخرى. على أية حال كتبتْ إليَّ رسالة قصيرة تطلب مني أن أسألك إن كان يمكن أن تأتي أو تأتوا مساء الأربعاء إليها بعد 8,30 أو هكذا أتخيل. تيت أو تيتس أيضًا سيكون هناك، وتاجر اسمه برنارد فاي أو برنارد فيري.
سأذهب إلى تيت أيضًا هل تود أو تودون المجيء إلى هنا قبل 8:30 أو بعد ذلك إذا لم تأت عنوان جرترود 27 شارع فلرس، لكن إذا أتيتَ فقد نذهب معًا.
بالمناسبة، «مذكرات جاليوبي» تأليف كومبتون ماكنزي (زميلك في المدرسة) جيدة جدًّا وأظرف كتاب قرأْتُه عن الحرب منذ ربينجتون، ألا أتساءل إن كان سينزل مع كتاب ج. مور «مطر ووداع».
يسعدني أن أشتريه من أجلك. ستكون هناك 4 مجلدات أخرى وهي أفضل خبر سمعته منذ مدة طويلة.
مودتي لك دائمًا
إرنست.
هيمنغواي و فيتزجيرالد
****
9- من رسالة إلى ف. سكوت فيتزجيرالد،
كي ويست، 28 مايو 1934م.
عزيزي سكوت:
أعجبتني ولم تعجبني. بدأت بوصف مدهش لسارة وجيرالد (اللعنة أخذها دوس معه، وبالتالي لا أستطيع الإشارة إليها. وبالتالي إذا ارتكبْتُ أية أخطاء). ثم بدأت تعبث بهما، وتجعلهما يأتيان من أشياء لم يأتيا منها، مغيرًا إياهما إلى شخصين آخرين ولا تستطيع القيام بذلك، يا سكوت. إذا أخذْتَ أناسًا حقيقيين وكتبت عنهم لا يمكنك إعطاؤهم آباء غير آبائهم (إنهم من صنع آبائهم وما يحدث لهم) لا يمكنك أن تجعلهم يفعلون أي شيء لن يفعلوه. يمكنك أن تأخذ نفسك أو تأخذني أو تأخذ زيلدا أو بولين أو هادلي أو سارة أو جيرالد لكن عليك أن تبقيهم كما هم ويمكنك فقط أن تجعلهم يفعلون ما يمكن أن يفعلوه. لا يمكنك أن تجعل من شخص شخصًا آخر. الابتكار أروع شيء لكن لا يمكنك ابتكار شيء لن يحدث بالفعل.
هذا ما يفترض أن نفعله حين نكون في أفضل أحوالنا، أن نبتكر الأمر كله، لكن أن نبتكره بشكل حقيقي بحيث يحدث بهذه الطريقة في وقت لاحق.
اللعنة تصرفْتَ بحرية مع ماضي الناس ومستقبلهم تصرفًا لم ينتج أناسًا بل تواريخ حالات زائفة بغرابة. أنت الذي تستطيع الكتابة أفضل من أي شخص آخر، مفعم بالموهبة التي تتمتع بها. ليذهب هذا كله إلى الجحيم. يا سكوت من أجل الرب اكتبْ واكتبْ بشكل حقيقي بصرف النظر عمن أو عما يتعرض للأذى لكن لا تقم بهذه التسويات السخيفة. يمكنك كتابة كتاب رائع عن جيرالد وسارة على سبيل المثال إذا عرفْتَ ما يكفي عنهما ولن تكون لديهما أي مشاعر، إلا التجاوز، إذا كان حقيقيًّا.
كانت هناك أماكن رائعة ولا يمكن لأي شخص آخر ولا يمكن لأحد من الفتيان أن يكتب عملًا جيدًا بنصف جودة قراءة عمل لا يصدر عنك، لكنك غششْتَ كثيرًا جدًّا في هذا العمل. ولسْتَ في حاجة إلى ذلك.
أولًا ادعيْتُ دائمًا أنك لا تستطيع التفكير. حسنًا، نعترف بأنك تستطيع التفكير. لكن لنفترض أنك لا تستطيع التفكير، ثم عليك أن تكتب، تبتكر، مما تعرفه وتحافظ على أنساب الناس سليمة. ثانيًا، منذ زمن طويل توقفْتَ عن السماع سوى إلى الإجابات عن أسئلتك. كان لديك مادة جيدة في العمل أيضًا لم يكن بحاجة إليها. ما يجفف الكاتب (نجفّ جميعًا. ليست إهانة لك شخصيًّا) ألا يسمع. من هنا يأتي كل شيء. الرؤية والسماع. ترى بما يكفي. لكنك متوقف عن السماع.
العمل أفضل بكثير مما أقول. لكنه ليس بالجودة التي يمكن أن تحققها.
انسَ مأساتك الشخصية. نحن جميعًا ملعونون منذ البداية وأنت خاصة مضطر إلى التعرض للأذى قبل أن تكتب بجدٍّ. لكن حين تحصل على اللمحة اللعينة استخدمْها، لا تفسدها. كن مخلصًا لها مثل عالِم، لكن لا تظن أن لأي شيء أية أهمية لأنه يحدث لك أو لأي شخص ينتمي إليك.
في هذا الوقت لن ألومك إذا انفجرت في وجهي. يا إلهي من المدهش أن أخبر الآخرين عن كيفية الكتابة والحياة والموت… إلخ.
أود أن أراك وأتحدث معك عن الأمور بواقعية. كنْتَ غارقًا جدًّا في نيويورك ولم نصل إليك في أي مكان. ترى، يا بو، لسْتَ شخصية تراجيدية. ولا أنا. كل ما في الأمر أننا كُتاب وما علينا القيام به الكتابة. من كل الناس على الأرض كنت تحتاج إلى الانضباط في عملك بدلًا من أن تتزوج امرأة غيورًا من عملك، تريد التنافس معك وتفسدك. الأمر ليس بهذه البساطة واعتقدْتُ أن زيلدا مجنونة حين قابلْتُها أول مرة وقد عقَّدْتَ الأمر أكثر بوقوعك في حبها وأنت ثمل، بالطبع. لكنك كنت ثملًا أكثر من جويس وأنتما أفضل كاتبين. لكن يا سكوت، الكُتاب الجيدون يعودون. دائمًا. تعرف أنني لم أفكر في «جاتسبي» كثيرًا في ذلك الوقت. كل ما تحتاج إلى القيام به هو الكتابة حقًّا من دون الاهتمام بمصيرها.
واصلْ واكتبْ.
على أية حال أنا معجب جدًّا بك، وأود أن تسنح لي فرصة الحديث معك أحيانًا…
صديقك دائمًا
إرنست.
ماذا عن «الشمس تشرق أيضًا» والأفلام؟ أية فرصة؟
****
10- من رسالة إلى أرشيبالد ماكليش،
مزرعة نوردكويست، 26 سبتمبر 1936م
عزيزي أرشي:
أرشيبالد ماكليش
آسف لأنك لا تستطيع المجيء يا صغيري. آسف أيضًا لأنك تقضي مثل هذا الوقت البشع في الكتابة. ومع ذلك يجب أن يكون هناك ما يجعل الناس يعجبون بما تكتبه. لا أعرف الآن أحدًا ما زال معجبًا بما أكتب، لكنه على الأقل يساعدهم على الكتابة بالطريقة التي يكتبون بها؛ لذا آمل أن يعجبوا كثيرًا بما يكتبون.
عملْتُ بجدٍّ في هذا الكتاب. أوشكَ على الانتهاء تمامًا. كل ما تبقى الآن تحقيق المعجزة غير القابلة للتنفيذ التي ينبغي دائمًا تحقيقها في النهاية. أعتقد أحيانًا أن من الصعب كتابتها أيضًا. لكن بحق الجحيم كل شيء آخر بهذا الشكل.
ذهبْتُ في رحلة صيد مع الشاب توم شيفلين الذي يتمتع بيدي رجل كبير وقدميه وبنية رائعة، لكنه يتسم بنوع من الهشاشة الداخلية والرقة التي تتيح للحياة كسب عدد من الساحات حول نهايته في عدد قليل جدًّا من المسرحيات رغم أنه يستطيع السير بشكل جيد جدًّا، ولديه شعور جيد نحو الريف، ولا يمكنه إطلاق النار مثل كل الأولاد الأثرياء على أساس استغلال بعض الحظوظ الموفقة مرة، وبالتالي لم يمارسوا أي شيء، لكنه طفل جيد يعجبك. حصلنا على ثلاثة دببة رمادية وإيَّلَيْنِ جيدين، ركضت إلى الدببة الثلاثة في الغابة وقتلْتُ اثنين منها.
يجب أن أعمل، يا أرشي. بلغ حبي لميمي، ستبلغها؟ بلغها أن تتظاهر بأني أرسلت لها أجمل فراء دب رمادي فضي في العالم، ويمكن أن تسير به دائمًا، ولن تكون قدماها باردتين أبدًا بغض النظر عمن كان في السرير معها، لكنه انزلق.
أعدنا بومبي إلى المدرسة. بولين وباتريك بخير. الحب إلى كل من تعولهم وبخاصة مسز ماكليش.
بابا
11- إلى أرشيبالد ماكليش،
مزرعة فيجيا، 4 إبريل 1943م
عزيزي أرشي:
هل يمكن أن تعرف ذلك (أسألك لأني أتذكر ذلك الجهاز الرائع جدًّا الذي تتحدث إليه فقط وكل المعرفة تعود إليك مباشرة) متى، وما طول الموجة التي يبثها لنا الرفيق إزرا (باوند) العجوز؟ عاجلًا أو آجلًا لا بد من محاكمته، بالطبع، وأريد أن أسمعه لمعرفة ما يدور حوله حين يأتي مثل هذا الوقت. أعتقد أننا يجب أن نعرف الكثير عن هذا الموضوع؛ لأنها مهمة مَرَضية قد نُدعى للإدلاء بشهادتنا فيها. أتمنى أن أتحدث معك.
لماذا لا تأتي هنا في وقت ما؟ آتي وأخرج، لكن إذا كنت خارجًا يمكن أن آتي لأكون معك أو نلتقي في مكان ما. تنطلق مارتا إلى الحروب بعد أن تنتهي من كتاب تعمل فيه، ويمكنك أن تستريح بشكل جيد في هذا المكان الجميل جدًّا. لماذا لا تأتي هنا في يوليو؟ يمكن أن آخذك إلى بعض الأماكن الغريبة وقد تشعر بالتغيير. أعدك تمامًا ألَّا أكون معتدًّا بنفسي، وألَّا أكون سيئًا وأتصرف بنذالة كما في فترتي العظيمة 37-38 حين نفرْتُ من كل أصدقائي (الذين أفتقدهم بشدة) (ناهيك عن عهدي ابن العاهرة في عام 1934م حين كنْتُ أسوأ). كيف حال أدا الرائعة وميمي الجميلة؟ ماذا يفعل كيني؟ بومبي هو جون هيمنغواي الذي يذهب إلى مدرسة الضباط، كما يأمل، في الأسبوعين المقبلين. يسير بشكل جيد.
ماذا تعرف عن سارة وجيرالد؟ كنت سأكتب إلى سارة لو كان لديَّ عنوانها.
معذرة على هذه الرسالة المملة. عدت للتوّ إلى هنا وفي الرحلة الأخيرة فكرت في أعمال إزرا، وأنه شيء يجب أن أعرفه. أعرفُ أنه لم يعد هناك وقت ولكن إذا كان لديك أي وقت فهل تكتب؟
الحب إلى أدا وإلى ميمي، حتى لو كانت سعيدة في زواجها.
بابي
****
12- إلى إزرا باوند،
باريس، 10 فبراير 1924م
عزيزي بروميثيوس:
وجدنا شقة في 113 شارع نوتردام دي شامب نصف مفروشة على منشرة خشب لمدة 3 شهور، ثم 3 شهور، ثم 3 شهور… إلخ.
ذهبت إلى رقم 70 مرة أخرى حين وصلنا وعرَّفني البواب بأني شقيقك الوسيم لكن نتيجة فقدان تام للمفتاح، لم يكتمل المدخل. وهكذا أهملت تقرير فورد بأنك كنت تتوقع أن نشغلها حتى عودتك.
ليس ممتعًا أن نعيش في شارعك في غيابك، وبالتالي تعال إلى البيت أحيانًا. الجو خليط من الثلج والمطر اليوم. أودُّ أن آتي إلى رابالو لأرى الرجال لكنني لا أستطيع مواجهة المزيد من السفر. كنا لمدة عشرة أيام في أوشون.
تبدو محقًّا تمامًا بشأن الموسيقا عبر الأطلنطي. آسف لأننا لم نحضر الحفلة الموسيقية. إذا كان لك أن تقيم حفلة أخرى في أي وقت فسوف أدخل كل مهور أناستيازي في الجمهور، وأجعلها يقذف بعضها بعضًا في اللحظة المناسبة.
الحوت الذهبي في كاليفورنيا ما زال في انتظارك؟
هذه رسالة فاسدة لكننا كنا نتحرك ونفرغ الحقائب، لم تكتمل بعد.
هنري يعمل بجدٍّ في كانتوس.
كانت هادلي مريضة وما زالت. لا تستطيع النوم وأعماقها مضطربة.
(وكنت أيضًا مريضًا في السرير)
سأحاول أن أكتب شيئًا لترانس.
في أميركا الآن رد فعل هائل ضد أندرسون، وصبية «بروم»، إلخ. أنت عائد.
أنا سعيد لأنك لم تفتح أمعاءك. طوال الطريق على المركب كنت أفكر في إزرا الكبير المسكين في ذلك المستشفى الأميركي اللعين وأمعاؤه يفتحها أحد البيطريين الجهلة الملعونين وكأنهم انتزعوا تقريبًا تفاحة آدم مني بطريق الخطأ بدلًا من كيس.
أنا سعيد لأنك لم تفعلها. سوف أحصل على كتاب طبي جيد وأدرسه وأنتزع زائدتك الدودية في وقت ما إذا أصيبت بسوء.
من فضلك أبلغ حبي وحب هادلي لدوروثي.
هذه المدينة ليست جيدة على الإطلاق من غيرك.
المخلص دائمًا
13- إلى إزرا باوند،
مزرعة فيجيا، 19 يوليو 1956م
عزيزي إ:
غدًا أتم السابعة والخمسين. وآمل أن تقبل مني ميدالية جائزة نوبل التي تتتبعها عبر القنوات. أرسلها وفقًا للمبدأ الصيني القديم، وأنت على دراية به، وهو أنه لا أحد يملك شيئًا حتى يعطيه لآخر.
وأبعثها أيضًا لأنك أعظم شعرائنا الأحياء، وهو تمييز بسيط لكنه يخصك.
تذهب أيضًا إلى خصمي القديم في التنس، وإلى الرجل الذي أسس الروح الجميلة، والرجل الذي علمني، بلطف، أن أكون رحيمًا وحاول أن يعلمني أن أكون طيبًا حين كان كل ما لديَّ قانون الصمت.
قد يكون من الممكن الاستشهاد باستفاضة هائلة، لكني أفضل أن أتخطى هذه النقطة وأرسل حبي إليك وإلى «د». لا أستطيع تحمل حبسك وقد أطلق سراح الآخرين الذين عملوا ضد بلدهم في إنجلترا. أما أنت فما فعلْتَه لم يكن خطيئة لأنك آمنت به. أما أنا فقد كان خطيئة خطيرة. لكنك دفعت ثمنها آلاف المرات.
في الحرب كان لدي البث الإذاعي المراقب وأحيانًا حين أكلف بمهمة الاستماع وكنت أسمعك. لم يعجبني عمومًا وأعجبني بعضه إلى حد ما. لكني كتبْتُ إلى ألين تيت حين اتضح أننا فزنا بأن علينا جميعًا أن نقرر ما يجب فعله حين يقبض عليك. كتبْتُ إلى تيت أنك إذا شنقْتَ أعلق نفسي في المشنقة وأُشنَق أيضًا. قال تيت: إنه سيفعل الشيء نفسه.
حسنًا تخطَّ كل ذلك وتخطَّ السياسة، وإذا استطعت اقبل الميدالية وهذا الشيك وهو نهاية أموال نوبل تقريبًا، وقد قلت: إنني سأستخدمها بذكاء قدر استطاعتي.
سأكتب رسالة أقل رسمية حول مناسبة (خطأ إملائي) أقل رسمية.
إذا فزت بالجائزة السويدية، كما ينبغي لك، احتفظ بميداليتي وتخلص من ميداليتك بالشكل الذي تراه مناسبًا.
المخلص لك دائمًا،
هيم.
****
14- إلى إزرا باوند،
مزرعة فيجيا، 26 يونيو 1958م
عزيزي السيد نزيل المصحة سابقًا:
يوم نقلت أو انتقلت كانت سعادتنا عظيمة وأرسلت برقية إليك على مستشفى سانت إليزابيث في محاولة لنقل ذلك وطلب عنوان بحيث يمكن أن أرسل الشيك المرفق الذي تكفلْتُ به في رسالة عن طريق ر. فروست إلى النائب العام لتغطية نفقات سفرك إلى إيطاليا. وهي رسالة مكتوبة في 28 يونيو 1957م.
انتظرت تسلُّم أي ردّ ولم أتلقَّ ردًّا، وأرسلْتُ أمس برقية إلى ماكليش لمعرفة العنوان واسم السفينة التي تبحر عليها منذ سمعت في الراديو أنك تغادر في أول يوليو. أعطاني ماكليش للتو هذا العنوان الذي أرسل هذه الرسالة إليه ويقول: إنه يعتقد أنك تبحر في منتصف يوليو.
منذ ذلك الوقت وقعنا أنا والمبجل إليوت، والمندفع فروست رسالة إلى النائب العام آنذاك، اعتقدْتُ أن من الحكمة وقف الاتصال؛ لذلك لا يمكن تفسير مشاعري التي أعربت عنها بعناية بشأن إطلاق سراحك على أنها صداقة لكنها بالأحرى سياسة وطنية. قد لا يكون ذلك مفيدًا لكني حافظت على المشاعر على أساس قوي وعلى أي حال خرجْتَ وأرسلْتُ إليك عناقًا في برقية في اليوم الذي تأكد فيه الأمر.
أرسل آخر مع هذه الرسالة ومن أجل المسيح اصرف الشيك. خلال الحرب من ب. هاربور إلى أ. بومب التي شاركت فيها بفاعلية كتبْتُ إلى أ. تيت الشاعر أنه إذا كان ينبغي وصول أي أمر يتعلق بشنقك، أذهب إلى المشنقة وأوضح أنه يجب شنقي معك. قال: إنه سيفعل الشيء نفسه، وبعد ذلك لم أتلقَّ أي شيء منه مطلقًا، وربما لم يكن مشروعًا عمليًّا على أي حال بسبب الخدمات اللوجستية، لكني بقيت معك في حدود قدرتي وذكائي بقدر استطاعتي.
أرجو الاعتماد عليَّ في أي شيء يمكنني القيام به. أشعر بالخزي الشديد من الطريقة التي أُبقيتَ بها بهذه الطريقة، وأفتخر بالتماسك والروعة التي ظهرتَ بها في الصور التي شاهدناها يوم مغادرتك للمكان. آمل أن تقوم برحلة طيبة، وأن يكون كل شيء على ما يرام. حبي لدوروثي.
صديقك،
هيم.
--------------------------
ت: عبدالمقصود عبدالكريم - شاعر ومترجم مصري
رابالو، إيطاليا، 18 فبراير 1923م تقريبًا
عزيزتي مس شتاين:
مرفق المراجعة لصحيفة تريبون. يمكنك حذف أي جزء منها أو حذفها كلها إذا لم تعجبك، سأكتب غيرها. هذا عرض ليبرالي أعرف كيف أقدمه.
جرترود شتاين
غادر باوند بعد وصولنا إلى هنا بثلاثة أيام. الطقس جميل اليوم بعد سبعة أيام من الرطوبة. نذهب إلى كورتينا للتزلج آخر الشهر. هادلي بحالة جيدة. هناك رجل لطيف اسمه مايك ستراتر خططت للعب الملاكمة معه لكنه أصيب بالتواء في كاحله. البحر ضعيف وممل هنا ويبدو وكأن الملح ليس كثيرًا في الماء. المد والجزر يرتفع وينخفض حوالي بوصة. حين ينكسر الموج يبدو وكأن شخصًا يدلق دلوًا من الرماد على جانب صندل. المكان ليس كبيرًا.
عملْتُ بجدٍّ وأكملت عملين. أفكر كثيرًا فيما قلْتِ عن العمل وأبدأ بتلك الطريقة في البداية. إذا فكرْتِ في شيء آخر أتمنى إرساله. أعمل في الإبداع بجدٍّ وذهني مشغول به طول الوقت. يبدو أن الذهن يعمل بشكل أفضل.
ما أخبار باريس؟ نعود في إبريل تقريبًا. رسم مايك بورتريهًا جميلًا لهادلي. قضيْتُ وقتًا ممتعًا مع الكتاب. هل تعطين المراجعة للدكتور جونسون؟ مع حبنا لكم جميعًا،
إرنست هيمنغواي
هل ترسلين إليَّ نسخة من المراجعة حين تنشر؟
****
2- إلى جرترود شتاين،
باريس، 20 يونيو 1923م
عزيزتي مس شتاين:
نصل أنا وهادلي غدًا (الخميس) بعد العشاء إذا كنْتِ مشغولة أو في الخارج نبتعد في هدوء. لدينا أبناء عم وعمات أبحروا الأسبوع الماضي. إنهم مستعدون في أي وقت. أنا حريص جدًّا على الحديث معك عن الثيران ومصارعي الثيران. ربما نذهب إلى بنبلونة لمدة 4 أيام تبدأ من 6 يوليو. لا أعتقد أن ذلك يؤذي هادلي. في كندا أتوقع شراء عجل ثور لممارسة الفيرونيكا معه. فات الأوان بالنسبة لي بالطبع لكن ربما نستطيع عمل شيء ما مع الطفل.
صديقك دائمًا،
إرنست هيمنغواي
****
3- إلى جرترود شتاين،
باريس، 17 فبراير 1924م
عزيزتي مس شتاين:
يدعي فورد أنه مسرور بالعمل وسيتصل بك. وأخبرته بأنه استغرق منك أربع سنوات ونصفًا لكتابته وهناك 6 مجلدات. ينشر الحلقة الأولى في عدد إبريل الذي يذهب إلى المطبعة في أوائل مارس. تساءل إن كنت تقبلين 30 فرنكًا في الصفحة (صفحة المجلة) وقلت: إنني أعتقد أنني أستطيع إقناعك. (تغطرسي لكن لا تتغطرسي كثيرًا). وضحت أنه كان سبقًا لافتًا لمجلته حصلت عليه فقط بحصولي على عبقرية. إنه تحت تأثير أنك تحصلين على أسعار كبيرة حين توافقين على النشر. لم أعطه هذا الانطباع ولم أقلل منه. وهي رغم كل شيء نقود كوين والعمل يستحق 35 ألف فرنك.
عامليه بسعة صدر ولطف. قلْتُ: إنهم يستطيعون النشر من المجلدات الستة بقدر ما يرغبون وسيكون أفضل وأفضل كلما نشروا أكثر.
إنه حقًّا سبق صحفي بالنسبة لهم كما تعرفين. سيكون لديهم جويس في العدد نفسه. لا يمكن أن تعرفي، قد تكون المراجعة ناجحة. ورغم ذلك لن يستطيعوا دفع 30 فرنكًا 9000 مرة.
صديقك
هيمنغواي
****
4- إلى جرترود شتاين،
باريس، 15 مايو 1924م تقريبًا
عزيزتي مس شتاين:
ربما رأيْتِ ستيرنز مع الأخبار السيئة. رأيْتُه وقال: إن ليفرايت أرسل إليه برقية برفض الكتاب.
آسف جدًّا. عار كبير أن يأمل المرء في أي شيء. شعرْتُ بمشاعر سيئة جدًّا تجاه الأمر. لكنَّ هناك ناشرين آخرين، ولا تتخلي عن أي آمال، وسأواظب على العمل بجدٍّ وسوف ينشر آجلًا أو عاجلًا. أسوأ شيء عمل أي شيء بالبريد أو البرقيات. لا يمكن أن ينفق الأميركيون أموالهم بهذه الطريقة. إذا كان ليفرايت هنا ربما كتب شيكًا، إذا تركناهم يفكرون في الأمر لن ينفقوا أي شيء. من السهل جدًّا ألا يفعلوا.
أشعر باستياء بشأن ذلك لكن لا تستائي لأنك كتبته وهذا هو المهم. الأمر متروك لنا، أي أليس توكلاس، وأنا، وهادلي، وجون هادلي نيكانور والرجال الآخرون الطيبون لنشره. سيتم كل شيء عاجلًا أو آجلًا بالطريقة التي تريدينها. هذا ليس علمًا مسيحيًّا.
مع الحب،
هيمنغواي.
****
5- من رسالة إلى جون دوس باسوس،
باريس، 22 إبريل 1925م
عزيزي دوس:
استلمت رسالة من «دون» فيها عنوانك. فقدْتُها وبالتالي لم أستطع الكتابة إليك… أرسلْتُ موافقة موقعة إلى ليفرايت في 1 إبريل بشأن إرسال مئتي دولار لكنها لم تصل بعد. ولا أية كلمة منهم.
زوجة جورج كوفمان هنا وتزعم أنهم يريدون حذف قصة «المعسكر الهندي» كلها. يحذفون فصول «في زماننا». يا إلهي أشعر بانزعاج شديد. بالطبع لا يمكنهم القيام بذلك لأن العمل محكم ومتماسك وكل شيء مرتبط بكل شيء آخر وسيصبح كل شيء في فوضى شديدة.
لا يوجد شيء يزعج أحدًا. لا شيء إطلاقًا.
جعلوني أحذف قصة «في متشجن» لأن الفتاة مارست الجنس وأرسلت إليهم قصة «نك»، وهي قصة جديدة رائعة عن كلب فاشل وزنجي بعنوان «المقاتل»…
قصة «المقاتل» قصة رائعة وأفضل من «في متشجن» رغم أن «في متشجن» أعجبتني دائمًا رغم أنها لم تعجب البعض. أفترض أنه لو كان عنوانها «الخروج في أيوا»، لنشرها مينكن إذا كانت ممارسة الجنس قد تغيرت إلى مجتمع الذرة المشوية.
أوه حسنًا. على أي حال كنت أعمل بجدٍّ كل صباح في السابعة صباحًا بندم عميق وأشرب طول الليل وكتبت قصة عن مصارعة الثيران من 8- 12 ألف كلمة تتفوق على كل ما كتبْتُ وأواصل كتابة قصة أخرى ومن دون شك سأنتهي…
ترجمت «دير كرشنيت» قصة مصارعة الثيران إلى الألمانية ويرسمها بيكاسو لهم. تنشر «شنيت» أيضًا كتاب قصائدي القذرة ويرسمها باسكين. لديك أي قصائد قذرة تريد أن أوقعها. يا إلهي أتمنى لو كنت هنا لتكتب قصائد شهوانية جيدة معي لأنها الآن مصدر دخلي الوحيد…
صديقك.
هيم
لا تتركهم يحذفون منها. أخبر ليفرايت ألا يكون أحمق.
****
6- إلى جيمس جويس،
جشتاد، 30 يناير 1928م
عزيزي جويس:
جيمس جويس
أقدر كثيرًا كتابتك إلى إيفان جول بشأن راين للنشر من أجلي. كتب إليَّ على الفور لكن كان عليَّ الانتظار لأحاول ترتيب الأشياء بالألمانية، حصل وكيل على توقيعي لكتاب على الأقل مع ناشر من برلين. كتبْتُ إلى جول بأنني سأراه في باريس الشهر القادم، وأتمنى أن يُسوَّى الأمر حينذاك.
أتمنى أن تكون بخير أنت والعائلة. مات والد ماكليش، وغادر إلى أميركا ليعود في أواخر فبراير. مستر بيرس هنا. تغادر أسرتي إلى باريس غدًا وأقوم برحلة على الزلاجات إلى لينك وأدلبودن والعودة ثم أذهب إلى باريس. باستثناء أسبوعين لم يكن المناخ شتويًّا ولا جافًّا ولم نتزلج أكثر من عشرة أيام. ابني الصغير وأنا أرفعه من السرير لأضعه على القصرية في الليل في مونترو وهو معي هنا غرز إصبعه في عيني وقطع الظفر البؤبؤ. لمدة عشرة أيام تذوقت بشكل ضئيل جدًّا كيف كانت الأمور تسير معك. كانت تؤلمني بشدة حتى مع غسول الكوكايين الذي وصفه لي الطبيب للقضاء على الألم، لكن كل شيء على ما يرام الآن.
أتمنى أن تكون بخير وكل الأمور تسير معك على ما يرام.
المخلص دائمًا
إرنست هيمنغواي
****
7- من رسالة إلى ف. سكوت فيتزجيرالد،
أنداي، فرنسا، 13 سبتمبر 1929م
عزيزي سكوت:
هذا المزاج الرهيب من الاكتئاب سواء كان جيدًا أو لم يكن هو ما يعرف بمكافأة الفنان.
الصيف وقت محبط للعمل، لا تشعر بالموت آتٍ بالطريقة التي يأتي بها في الخرف حين يضع الصبية بالفعل القلم على الورقة.
ف. سكوت فيتزجيرالد
عليك فقط أن تواصل حين يكون الأسوأ والأكثر بؤسًا، هناك شيء واحد فقط عليك القيام به مع رواية تسير مباشرة إلى نهاية الشيء اللعين وأتمنى لو كانت هناك طريقة تجعل وجودك الاقتصادي يعتمد على هذه الرواية أو على الروايات بدلًا من القصص اللعينة؛ لأن هذا هو الشيء الوحيد الذي يدفعك ويعطيك منفذًا وعذرًا أيضًا، القصص اللعينة.
يا للجحيم. لديك عمل أكثر من أي شخص آخر وتهتم به أكثر ومن أجل المسيح واصل معه الآن، ومن فضلك لا تكتب أي شيء آخر حتى يكتمل. سيكون رائعًا جدًّا… استمر في كتابة الرواية.
أتينا إلى هنا من مدريد في يوم -أنداي بلاج- رأيْتُ معاصرنا البارز ل. برمفيلد. نذهب إلى باريس، هل تلقيت أية رسائل من ماكس إن كانت «وداعًا للسلاح» قد صدرت؟ حصلت على مجموعة دوريات أدبية من برومي ممتلئة كلها بكتب الحرب الألمانية الكبرى، كان من المضحك أنني لم أستطع الدخول في «كل شيء هادئ» إلخ، لكن بمجرد الدخول فيها كانت جيدة جدًّا، ليست عظيمة كما يعتقدون، لكنها جيدة جدًّا ل. برمفيلد يكتب كتابًا عن الحرب. من سوء الحظ أن كتابي ربما يصدر الآن وبعد هذا كله لم تسنح لي الفرصة لأكسب من كتابته. في غضون عامين إلى ثلاثة أعوام ينبغي أن أكون قادرًا على كتابة كتاب جيد عن الحرب.
دوس الكبير تزوج كيت سميث، كانت تذهب إلى المدرسة (الكلية) (وليس الدير) مع بولين. قابلها في كي ويست الشتاء الماضي. إنها فتاة رائعة جدًّا.
تلقينا رسائل من جيرالد وسارا. من المخجل جدًّا أن يكون باتريك مريضًا. أعتقد أنه سيكون على ما يرام.
اليوم يوم جيد؛ الماء رائع للعوم، والشمس شمس آخر الصيف.
إذا كانت هذه رسالة مملة ومقرفة فذلك لأنني شعرْتُ بضيق شديد لأنك كنت تشعر بكآبة. أنا معجب جدًّا بك، وكلما حاولْتَ أن تقول لأي شخص أي شيء عن العمل أو «الحياة» تكون دائمًا تفاهات بغيضة.
بولين ترسل حبها إليك وإلى زيلدا وسكوتي.
صديقك دائمًا
إرنست.
****
8- إلى ف. سكوت فيتزجيرالد،
باريس، 22 أو 29 أكتوبر 1929م تقريبًا
عزيزي سكوت:
رأيْتُ جرترود شتاين مساءً منذ بضعة أيام وسألتْ عنك. تزعم أنك الأكثر موهبة بيننا جميعًا إلخ، وتريد أن تراك مرة أخرى. على أية حال كتبتْ إليَّ رسالة قصيرة تطلب مني أن أسألك إن كان يمكن أن تأتي أو تأتوا مساء الأربعاء إليها بعد 8,30 أو هكذا أتخيل. تيت أو تيتس أيضًا سيكون هناك، وتاجر اسمه برنارد فاي أو برنارد فيري.
سأذهب إلى تيت أيضًا هل تود أو تودون المجيء إلى هنا قبل 8:30 أو بعد ذلك إذا لم تأت عنوان جرترود 27 شارع فلرس، لكن إذا أتيتَ فقد نذهب معًا.
بالمناسبة، «مذكرات جاليوبي» تأليف كومبتون ماكنزي (زميلك في المدرسة) جيدة جدًّا وأظرف كتاب قرأْتُه عن الحرب منذ ربينجتون، ألا أتساءل إن كان سينزل مع كتاب ج. مور «مطر ووداع».
يسعدني أن أشتريه من أجلك. ستكون هناك 4 مجلدات أخرى وهي أفضل خبر سمعته منذ مدة طويلة.
مودتي لك دائمًا
إرنست.
هيمنغواي و فيتزجيرالد
****
9- من رسالة إلى ف. سكوت فيتزجيرالد،
كي ويست، 28 مايو 1934م.
عزيزي سكوت:
أعجبتني ولم تعجبني. بدأت بوصف مدهش لسارة وجيرالد (اللعنة أخذها دوس معه، وبالتالي لا أستطيع الإشارة إليها. وبالتالي إذا ارتكبْتُ أية أخطاء). ثم بدأت تعبث بهما، وتجعلهما يأتيان من أشياء لم يأتيا منها، مغيرًا إياهما إلى شخصين آخرين ولا تستطيع القيام بذلك، يا سكوت. إذا أخذْتَ أناسًا حقيقيين وكتبت عنهم لا يمكنك إعطاؤهم آباء غير آبائهم (إنهم من صنع آبائهم وما يحدث لهم) لا يمكنك أن تجعلهم يفعلون أي شيء لن يفعلوه. يمكنك أن تأخذ نفسك أو تأخذني أو تأخذ زيلدا أو بولين أو هادلي أو سارة أو جيرالد لكن عليك أن تبقيهم كما هم ويمكنك فقط أن تجعلهم يفعلون ما يمكن أن يفعلوه. لا يمكنك أن تجعل من شخص شخصًا آخر. الابتكار أروع شيء لكن لا يمكنك ابتكار شيء لن يحدث بالفعل.
هذا ما يفترض أن نفعله حين نكون في أفضل أحوالنا، أن نبتكر الأمر كله، لكن أن نبتكره بشكل حقيقي بحيث يحدث بهذه الطريقة في وقت لاحق.
اللعنة تصرفْتَ بحرية مع ماضي الناس ومستقبلهم تصرفًا لم ينتج أناسًا بل تواريخ حالات زائفة بغرابة. أنت الذي تستطيع الكتابة أفضل من أي شخص آخر، مفعم بالموهبة التي تتمتع بها. ليذهب هذا كله إلى الجحيم. يا سكوت من أجل الرب اكتبْ واكتبْ بشكل حقيقي بصرف النظر عمن أو عما يتعرض للأذى لكن لا تقم بهذه التسويات السخيفة. يمكنك كتابة كتاب رائع عن جيرالد وسارة على سبيل المثال إذا عرفْتَ ما يكفي عنهما ولن تكون لديهما أي مشاعر، إلا التجاوز، إذا كان حقيقيًّا.
كانت هناك أماكن رائعة ولا يمكن لأي شخص آخر ولا يمكن لأحد من الفتيان أن يكتب عملًا جيدًا بنصف جودة قراءة عمل لا يصدر عنك، لكنك غششْتَ كثيرًا جدًّا في هذا العمل. ولسْتَ في حاجة إلى ذلك.
أولًا ادعيْتُ دائمًا أنك لا تستطيع التفكير. حسنًا، نعترف بأنك تستطيع التفكير. لكن لنفترض أنك لا تستطيع التفكير، ثم عليك أن تكتب، تبتكر، مما تعرفه وتحافظ على أنساب الناس سليمة. ثانيًا، منذ زمن طويل توقفْتَ عن السماع سوى إلى الإجابات عن أسئلتك. كان لديك مادة جيدة في العمل أيضًا لم يكن بحاجة إليها. ما يجفف الكاتب (نجفّ جميعًا. ليست إهانة لك شخصيًّا) ألا يسمع. من هنا يأتي كل شيء. الرؤية والسماع. ترى بما يكفي. لكنك متوقف عن السماع.
العمل أفضل بكثير مما أقول. لكنه ليس بالجودة التي يمكن أن تحققها.
انسَ مأساتك الشخصية. نحن جميعًا ملعونون منذ البداية وأنت خاصة مضطر إلى التعرض للأذى قبل أن تكتب بجدٍّ. لكن حين تحصل على اللمحة اللعينة استخدمْها، لا تفسدها. كن مخلصًا لها مثل عالِم، لكن لا تظن أن لأي شيء أية أهمية لأنه يحدث لك أو لأي شخص ينتمي إليك.
في هذا الوقت لن ألومك إذا انفجرت في وجهي. يا إلهي من المدهش أن أخبر الآخرين عن كيفية الكتابة والحياة والموت… إلخ.
أود أن أراك وأتحدث معك عن الأمور بواقعية. كنْتَ غارقًا جدًّا في نيويورك ولم نصل إليك في أي مكان. ترى، يا بو، لسْتَ شخصية تراجيدية. ولا أنا. كل ما في الأمر أننا كُتاب وما علينا القيام به الكتابة. من كل الناس على الأرض كنت تحتاج إلى الانضباط في عملك بدلًا من أن تتزوج امرأة غيورًا من عملك، تريد التنافس معك وتفسدك. الأمر ليس بهذه البساطة واعتقدْتُ أن زيلدا مجنونة حين قابلْتُها أول مرة وقد عقَّدْتَ الأمر أكثر بوقوعك في حبها وأنت ثمل، بالطبع. لكنك كنت ثملًا أكثر من جويس وأنتما أفضل كاتبين. لكن يا سكوت، الكُتاب الجيدون يعودون. دائمًا. تعرف أنني لم أفكر في «جاتسبي» كثيرًا في ذلك الوقت. كل ما تحتاج إلى القيام به هو الكتابة حقًّا من دون الاهتمام بمصيرها.
واصلْ واكتبْ.
على أية حال أنا معجب جدًّا بك، وأود أن تسنح لي فرصة الحديث معك أحيانًا…
صديقك دائمًا
إرنست.
ماذا عن «الشمس تشرق أيضًا» والأفلام؟ أية فرصة؟
****
10- من رسالة إلى أرشيبالد ماكليش،
مزرعة نوردكويست، 26 سبتمبر 1936م
عزيزي أرشي:
أرشيبالد ماكليش
آسف لأنك لا تستطيع المجيء يا صغيري. آسف أيضًا لأنك تقضي مثل هذا الوقت البشع في الكتابة. ومع ذلك يجب أن يكون هناك ما يجعل الناس يعجبون بما تكتبه. لا أعرف الآن أحدًا ما زال معجبًا بما أكتب، لكنه على الأقل يساعدهم على الكتابة بالطريقة التي يكتبون بها؛ لذا آمل أن يعجبوا كثيرًا بما يكتبون.
عملْتُ بجدٍّ في هذا الكتاب. أوشكَ على الانتهاء تمامًا. كل ما تبقى الآن تحقيق المعجزة غير القابلة للتنفيذ التي ينبغي دائمًا تحقيقها في النهاية. أعتقد أحيانًا أن من الصعب كتابتها أيضًا. لكن بحق الجحيم كل شيء آخر بهذا الشكل.
ذهبْتُ في رحلة صيد مع الشاب توم شيفلين الذي يتمتع بيدي رجل كبير وقدميه وبنية رائعة، لكنه يتسم بنوع من الهشاشة الداخلية والرقة التي تتيح للحياة كسب عدد من الساحات حول نهايته في عدد قليل جدًّا من المسرحيات رغم أنه يستطيع السير بشكل جيد جدًّا، ولديه شعور جيد نحو الريف، ولا يمكنه إطلاق النار مثل كل الأولاد الأثرياء على أساس استغلال بعض الحظوظ الموفقة مرة، وبالتالي لم يمارسوا أي شيء، لكنه طفل جيد يعجبك. حصلنا على ثلاثة دببة رمادية وإيَّلَيْنِ جيدين، ركضت إلى الدببة الثلاثة في الغابة وقتلْتُ اثنين منها.
يجب أن أعمل، يا أرشي. بلغ حبي لميمي، ستبلغها؟ بلغها أن تتظاهر بأني أرسلت لها أجمل فراء دب رمادي فضي في العالم، ويمكن أن تسير به دائمًا، ولن تكون قدماها باردتين أبدًا بغض النظر عمن كان في السرير معها، لكنه انزلق.
أعدنا بومبي إلى المدرسة. بولين وباتريك بخير. الحب إلى كل من تعولهم وبخاصة مسز ماكليش.
بابا
11- إلى أرشيبالد ماكليش،
مزرعة فيجيا، 4 إبريل 1943م
عزيزي أرشي:
هل يمكن أن تعرف ذلك (أسألك لأني أتذكر ذلك الجهاز الرائع جدًّا الذي تتحدث إليه فقط وكل المعرفة تعود إليك مباشرة) متى، وما طول الموجة التي يبثها لنا الرفيق إزرا (باوند) العجوز؟ عاجلًا أو آجلًا لا بد من محاكمته، بالطبع، وأريد أن أسمعه لمعرفة ما يدور حوله حين يأتي مثل هذا الوقت. أعتقد أننا يجب أن نعرف الكثير عن هذا الموضوع؛ لأنها مهمة مَرَضية قد نُدعى للإدلاء بشهادتنا فيها. أتمنى أن أتحدث معك.
لماذا لا تأتي هنا في وقت ما؟ آتي وأخرج، لكن إذا كنت خارجًا يمكن أن آتي لأكون معك أو نلتقي في مكان ما. تنطلق مارتا إلى الحروب بعد أن تنتهي من كتاب تعمل فيه، ويمكنك أن تستريح بشكل جيد في هذا المكان الجميل جدًّا. لماذا لا تأتي هنا في يوليو؟ يمكن أن آخذك إلى بعض الأماكن الغريبة وقد تشعر بالتغيير. أعدك تمامًا ألَّا أكون معتدًّا بنفسي، وألَّا أكون سيئًا وأتصرف بنذالة كما في فترتي العظيمة 37-38 حين نفرْتُ من كل أصدقائي (الذين أفتقدهم بشدة) (ناهيك عن عهدي ابن العاهرة في عام 1934م حين كنْتُ أسوأ). كيف حال أدا الرائعة وميمي الجميلة؟ ماذا يفعل كيني؟ بومبي هو جون هيمنغواي الذي يذهب إلى مدرسة الضباط، كما يأمل، في الأسبوعين المقبلين. يسير بشكل جيد.
ماذا تعرف عن سارة وجيرالد؟ كنت سأكتب إلى سارة لو كان لديَّ عنوانها.
معذرة على هذه الرسالة المملة. عدت للتوّ إلى هنا وفي الرحلة الأخيرة فكرت في أعمال إزرا، وأنه شيء يجب أن أعرفه. أعرفُ أنه لم يعد هناك وقت ولكن إذا كان لديك أي وقت فهل تكتب؟
الحب إلى أدا وإلى ميمي، حتى لو كانت سعيدة في زواجها.
بابي
****
12- إلى إزرا باوند،
باريس، 10 فبراير 1924م
عزيزي بروميثيوس:
وجدنا شقة في 113 شارع نوتردام دي شامب نصف مفروشة على منشرة خشب لمدة 3 شهور، ثم 3 شهور، ثم 3 شهور… إلخ.
ذهبت إلى رقم 70 مرة أخرى حين وصلنا وعرَّفني البواب بأني شقيقك الوسيم لكن نتيجة فقدان تام للمفتاح، لم يكتمل المدخل. وهكذا أهملت تقرير فورد بأنك كنت تتوقع أن نشغلها حتى عودتك.
ليس ممتعًا أن نعيش في شارعك في غيابك، وبالتالي تعال إلى البيت أحيانًا. الجو خليط من الثلج والمطر اليوم. أودُّ أن آتي إلى رابالو لأرى الرجال لكنني لا أستطيع مواجهة المزيد من السفر. كنا لمدة عشرة أيام في أوشون.
تبدو محقًّا تمامًا بشأن الموسيقا عبر الأطلنطي. آسف لأننا لم نحضر الحفلة الموسيقية. إذا كان لك أن تقيم حفلة أخرى في أي وقت فسوف أدخل كل مهور أناستيازي في الجمهور، وأجعلها يقذف بعضها بعضًا في اللحظة المناسبة.
الحوت الذهبي في كاليفورنيا ما زال في انتظارك؟
هذه رسالة فاسدة لكننا كنا نتحرك ونفرغ الحقائب، لم تكتمل بعد.
هنري يعمل بجدٍّ في كانتوس.
كانت هادلي مريضة وما زالت. لا تستطيع النوم وأعماقها مضطربة.
(وكنت أيضًا مريضًا في السرير)
سأحاول أن أكتب شيئًا لترانس.
في أميركا الآن رد فعل هائل ضد أندرسون، وصبية «بروم»، إلخ. أنت عائد.
أنا سعيد لأنك لم تفتح أمعاءك. طوال الطريق على المركب كنت أفكر في إزرا الكبير المسكين في ذلك المستشفى الأميركي اللعين وأمعاؤه يفتحها أحد البيطريين الجهلة الملعونين وكأنهم انتزعوا تقريبًا تفاحة آدم مني بطريق الخطأ بدلًا من كيس.
أنا سعيد لأنك لم تفعلها. سوف أحصل على كتاب طبي جيد وأدرسه وأنتزع زائدتك الدودية في وقت ما إذا أصيبت بسوء.
من فضلك أبلغ حبي وحب هادلي لدوروثي.
هذه المدينة ليست جيدة على الإطلاق من غيرك.
المخلص دائمًا
13- إلى إزرا باوند،
مزرعة فيجيا، 19 يوليو 1956م
عزيزي إ:
غدًا أتم السابعة والخمسين. وآمل أن تقبل مني ميدالية جائزة نوبل التي تتتبعها عبر القنوات. أرسلها وفقًا للمبدأ الصيني القديم، وأنت على دراية به، وهو أنه لا أحد يملك شيئًا حتى يعطيه لآخر.
وأبعثها أيضًا لأنك أعظم شعرائنا الأحياء، وهو تمييز بسيط لكنه يخصك.
تذهب أيضًا إلى خصمي القديم في التنس، وإلى الرجل الذي أسس الروح الجميلة، والرجل الذي علمني، بلطف، أن أكون رحيمًا وحاول أن يعلمني أن أكون طيبًا حين كان كل ما لديَّ قانون الصمت.
قد يكون من الممكن الاستشهاد باستفاضة هائلة، لكني أفضل أن أتخطى هذه النقطة وأرسل حبي إليك وإلى «د». لا أستطيع تحمل حبسك وقد أطلق سراح الآخرين الذين عملوا ضد بلدهم في إنجلترا. أما أنت فما فعلْتَه لم يكن خطيئة لأنك آمنت به. أما أنا فقد كان خطيئة خطيرة. لكنك دفعت ثمنها آلاف المرات.
في الحرب كان لدي البث الإذاعي المراقب وأحيانًا حين أكلف بمهمة الاستماع وكنت أسمعك. لم يعجبني عمومًا وأعجبني بعضه إلى حد ما. لكني كتبْتُ إلى ألين تيت حين اتضح أننا فزنا بأن علينا جميعًا أن نقرر ما يجب فعله حين يقبض عليك. كتبْتُ إلى تيت أنك إذا شنقْتَ أعلق نفسي في المشنقة وأُشنَق أيضًا. قال تيت: إنه سيفعل الشيء نفسه.
حسنًا تخطَّ كل ذلك وتخطَّ السياسة، وإذا استطعت اقبل الميدالية وهذا الشيك وهو نهاية أموال نوبل تقريبًا، وقد قلت: إنني سأستخدمها بذكاء قدر استطاعتي.
سأكتب رسالة أقل رسمية حول مناسبة (خطأ إملائي) أقل رسمية.
إذا فزت بالجائزة السويدية، كما ينبغي لك، احتفظ بميداليتي وتخلص من ميداليتك بالشكل الذي تراه مناسبًا.
المخلص لك دائمًا،
هيم.
****
14- إلى إزرا باوند،
مزرعة فيجيا، 26 يونيو 1958م
عزيزي السيد نزيل المصحة سابقًا:
يوم نقلت أو انتقلت كانت سعادتنا عظيمة وأرسلت برقية إليك على مستشفى سانت إليزابيث في محاولة لنقل ذلك وطلب عنوان بحيث يمكن أن أرسل الشيك المرفق الذي تكفلْتُ به في رسالة عن طريق ر. فروست إلى النائب العام لتغطية نفقات سفرك إلى إيطاليا. وهي رسالة مكتوبة في 28 يونيو 1957م.
انتظرت تسلُّم أي ردّ ولم أتلقَّ ردًّا، وأرسلْتُ أمس برقية إلى ماكليش لمعرفة العنوان واسم السفينة التي تبحر عليها منذ سمعت في الراديو أنك تغادر في أول يوليو. أعطاني ماكليش للتو هذا العنوان الذي أرسل هذه الرسالة إليه ويقول: إنه يعتقد أنك تبحر في منتصف يوليو.
منذ ذلك الوقت وقعنا أنا والمبجل إليوت، والمندفع فروست رسالة إلى النائب العام آنذاك، اعتقدْتُ أن من الحكمة وقف الاتصال؛ لذلك لا يمكن تفسير مشاعري التي أعربت عنها بعناية بشأن إطلاق سراحك على أنها صداقة لكنها بالأحرى سياسة وطنية. قد لا يكون ذلك مفيدًا لكني حافظت على المشاعر على أساس قوي وعلى أي حال خرجْتَ وأرسلْتُ إليك عناقًا في برقية في اليوم الذي تأكد فيه الأمر.
أرسل آخر مع هذه الرسالة ومن أجل المسيح اصرف الشيك. خلال الحرب من ب. هاربور إلى أ. بومب التي شاركت فيها بفاعلية كتبْتُ إلى أ. تيت الشاعر أنه إذا كان ينبغي وصول أي أمر يتعلق بشنقك، أذهب إلى المشنقة وأوضح أنه يجب شنقي معك. قال: إنه سيفعل الشيء نفسه، وبعد ذلك لم أتلقَّ أي شيء منه مطلقًا، وربما لم يكن مشروعًا عمليًّا على أي حال بسبب الخدمات اللوجستية، لكني بقيت معك في حدود قدرتي وذكائي بقدر استطاعتي.
أرجو الاعتماد عليَّ في أي شيء يمكنني القيام به. أشعر بالخزي الشديد من الطريقة التي أُبقيتَ بها بهذه الطريقة، وأفتخر بالتماسك والروعة التي ظهرتَ بها في الصور التي شاهدناها يوم مغادرتك للمكان. آمل أن تقوم برحلة طيبة، وأن يكون كل شيء على ما يرام. حبي لدوروثي.
صديقك،
هيم.
--------------------------
ت: عبدالمقصود عبدالكريم - شاعر ومترجم مصري