عثمان لوصيف - البَــرق

يُومضُ البرقُ فتنثال المرايا
بين عينيَّ...شفيفاتٍ نديّة.
يا رذاذاتِ السّماواتِ البهيّة
يا غصون البرقِ...
يا نبعَ التّجلّي..
ظَمِئتْ روحي و جُنّتْ شفتايا
و المرايا..هيّجتْ بحرَ هوايا.
و أنا جُرحٌ من الطّينِ
أنا فلذةُ نبضٍ
و خلايا أبجديهْ.
صهرتْها النّارُ و الحُمّى النّبيّهْ.
يُومضُ البرقُ فتَغوي مقلتايا
سَرمدُ اللّحظةِ....ما أرحبه
ما أرحب الرّؤيا إذا امتدّتْ يدايا.
أيها البرقُ تمهّلْ..زَغبُ الضّوء كساني
و الأغاني غسلت قلبي....الأغاني-
غمرتْني بفيوضات المعاني.
من أزاح اللّيلَ عن جفنيَّ
من مسّدَ أعصابي الطريّة
و سقاني حبقا..مِسكا ...و راحا كوكبيّة؟
من حَباني ماسةً خبأتُها بين الحنايا.
لحظةٌ..كانت أضاءتْ
لحظةٌ....ثُمّ تلاشتْ
بعدما ضيّعني البرقُ...و ضيّعتُ خُطايا.
أيها البرقُ الذي يَخطِفُ خَطفا
أيها المشحونُ ومضا و فجاءاتٍ و عُنفا
يا رسولَ الرّعد... مزّقْ صدريَ العاري
و فجّرْ أضلُعي..فجّرْ حشايا
علّني ألقى فضائي في فنائي
علّني ألقَى شراراتي
و أولى أنجمي... أولى رؤايا
علّني ألقى صِبابا
و سماواتِ غِوايا
يا رسولَ الرّعد
فجّرني...و فجّر مَـعيَ الدّنيا شظايا
آه...فجّرني شظايا
آه...فجّرني شظايا
أوّلُ الكون ....شظايا.

عثمان لوصيف
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...