سارة محمد - طيور الحناء لا تموء كالقط البائس!!.. قصة قصيرة

ولا تفتح بابا واحداً ولا تنتظر امامه كقط يائس في ليلة شتاء جاف! ترنو بطمع نحو القادم من خلفه ان يلقي اليك بقايا خشاش حاف او تتزحلق احلامك جزلة نحو كأس من الحليب.. عندما نحمل كنانة احلامنا ونبدأ في الترحال لا شيء اكثر ايلاما من الوقوف امام باب الرجاء طويلاً نطرقه مره مرتين بلا مجيب، فنجلس القرفصاء امامه ننتظر شيئاً قد لا يحدث يوماً! ينعدم النور حولنا فلا نرى قوس قزح من جديد يصبح الكون ظلاً كبيراً والباب امامنا بقعة ضوء لا تشملنا.. نرى من بداخلها يتحرك ونرى النعيم امامنا ولا نعرفه يوماً..لما لا نفهم ان عشرة ابواب افضل من تسعة؟وهل جربنا ان نطرق الف باب ثم ننساها؟ستفتح منها عشرة اذا كان سوء الطالع يجالسنا كل يوم! جربنا ان نخرج من كنانة طموحنا سهم وراء سهم ثم نستلقى في قيلوله طويلة قبل ان يوقظنا طارق نسينا رقم بابه! حلزون الحياة يبدو املس لكن منحنياته مكتنزة بالتجاعيد.. نتمسك بها فلا تجرفنا نحو نفس المخرج كل مرة فنرى الكون بشكل جديد..عندما نجلس القرفصاء في فضاء واسع بعيداً عن زخم الابواب المطروقة نكتشف ان الشمس تشرق بعد المطر وان قوس قزح يأتي بعد موجة انفعالية من الدموع تصحبها ابتسامة مشرقة فلا نصاحب الظل الى حيث يجلس قط بائس جائع! العصافيرالجائعة لا تطرق الابواب فهى تعرف اين تجد طعامها دون ان تموء مهدرة ما تبقى من كرامتها امام باب مغلق!!


* حاشية: السعادة شيء نصنعه اذا منحنا أنفسنا مساحة عشق التفاصيل.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...