ذات يوم بعد أن فرغ جدي من صلاة الظهر استلقى على سريره ، وظل والدي يلهو فى صالة المنزل ، وبغته طلع عليه أستاذ متوسط السن يلبس بدلة أنيقة وطربوش ، فسأله أين أبوك قال له : موجود .. قال له : قل له حضرة الناظر بالباب .. قام جدي متهللا عندما علم أن حضرة الناظر حضر ، قائلا يا أهلا وسهلا حضرة الناظر وتعانقا طويلا ، وقبَّل كل منها الآخر ، وقال كيف حالك يا حاج ابراهيم ؟ بخير يا حضرة الناظر تفضل هنا فى المندرة … جلس الناظر وجدي فى المندرة ، ثم أشار إلي أبي وقال ابنك هذا؟ قال نعم ده السيد ابني .. ثم أردف جدي قائلا ما شاء الله السيد حفظ كثيرا من القرآن ، وعن قريب سيتم حفظه كاملا.. ثم يدخل الأزهر ليكون عالما أزهريا إن شاء الله .
نادى الأستاذ أبي وسأله “عم يتساءلون …” ولم يعرف أبي ما يقصده ، فقال اكمل فعرف أبي مقصوده وقرأ السورة كلها .. فقال : قد سمع …” وفتح الله على أبي وقرأها كلها من غير لحن ، فربت على صدر أبي وقال بارك الله فيك يا بنى وجزاك الله خيرا .. انشرح صدر جدي وهو يهز رأسه طربا .. قال الناظر : اسمع يا حاج ابراهيم ، اتفضل يا حضرة الناظر ، اتقى الله فى هذا الولد
قال كيف أتقى الله بعد هذا الذي صنعته له يا حضرة الناظر؟؟؟!!!
قال الناظر : أنا لا أقصد .. إنما أقصد أن أنصحك بأن لا تلحقه بالأزهر ، وإلا تكون قد جنيت عليه جناية لا تغتفر .. فوجىء جدي بهذا القول ولأول مرة يرى أبي هذا الذهول مخيما على جدي .. فقد ظل مشدوها لفترة حيث استرسل ناظر المدرسة الالزامية فى حديثه ، لقد عانيت من حياة التعليم الازهري ثم أخيرا حصلت على العالمية بعد رسوب متصل بضع سنوات ، وكنت قد تجاوزت الثلاثين من العمر .. وبعد الحصول عليها لم يتم تعيينى ثم ظللنا فى انتظار التعيين فترة طويلة باحثين عن وسطة .. رحلة شاقة ومشوار عسير ، لقد بدأ الرجل معقدا أشد التعقيد ضيقا بالحياة ذرعا .
وكانت “”هذه الجلسة وهذا اللقاء تاريخيا مصيريا”” ثم سأل أبي حضرة الناظر قائلا وما التصرف الآن يا أستاذ مغربي أفندي ؟ قال المسألة في غاية السهولة واليسر نحن بالقرب من نصف العام ومن الصعب قبول الولد فى المدرسة لأن هذا يكون مخالف للوائح والقانون ، ولكن هناك وسيلة لعلاج الموقف ننقذ بها هذا الصبى .. احضره لى غدا في العاشرة صباحا للمدرسة ونقبله استثنائيا غير مقيد ليستأنس بالمدرسة ويخالطها ويتعود عليها .. وفي العام المقبل إن شاء نسجل اسمه في كشوف التلاميذ المستجدين المقبولين إن شاء الله .. قال جدي من غير تردد إن شاء الله تعالى.
صلى مغربي أفندي العصر مع جدي واستأذن فى الانصراف .. صرخت جدتي -رحمها الله- أبدا مستحيل لن يكون أبدا ابني إلا شيخا فقيها مثل الشيخ محمد الدريني إن شاء الله .. قال جدي : الأستاذ مغربي أفندي أقنعنى واقتنعت برأيه .. وسيذهب السيد غدا إلى المدرسة .. قال أبي متوسلا لجدي أنا لا أحب المدرسة أنا أحب الكتاب وأحب سيدنا .. فلطمه جدي على وجهه واحتصنته جدتي تؤيده .. قال جدي أنا اقتنعت بكلام الأستاذ مغربي أفندي ولا رجعة للكتاب مرة أخرى.
فى صبيحة اليوم التالى صلى جدي وتناول إفطارا سريعا وانطلق بوالدي إلى المدرسة الالزامية وكان حضرة الناظر مغربي أفندي فى انتظاره ، فرحب بجدي وقال خيرا إن شاء الله .. ثم سأل أبي ما اسمك كاملا؟ قال : السيد ابراهيم محمد سليمان الجميلي .. قال : من أين أنت؟ قال : من بني عبيد مركز دكرنس مديرية الدقهلية .. قال أيهما أثقل أقة الحديد أم أقة القش؟ فانتظر والدي قليلا وجال فى خاطره أن الحديد أثقل من القش ، وسأل نفسه إذا كان الناس كلهم يعرفون إن الحديد أثقل من القش يكون السؤال ليس له محلا .. وإذا كان القش أثقل من الحديد فهذا ليس معقولا .. وأن هذه أقة وهذه أقة ، ولكن مغربي أفندي اعتبر سكوت والدي لبضعة ثواني نوعا من الإجابة لأن عدم العجلة فى حد ذاتها تعتبر ميزة .. وقال : أيهما ؟؟ قال له متساويان قال : أحسنت وبورك فيك يا بنى ، ثم مد يده فى جيبه وأخرج قرش ساغ فئة العشرة مليمات وقال للتلاميذ صفقوا للسيد .. كان المشهد أمام جدي فى حضوره وعلى بابا الفصل من الداخل .. ثم قال يا شيخ ابراهيم على بركة الله سأقبله هذا العام استثنائيا ، وكما وعدتك فى العام المقبل إن شاء الله سيقيد فى كشوف المقبولين للسنة الأولى الالزامية وهذا التصرف على مسؤليتى قال جدي : شكر الله لك يا أستاذتنا.
قال مغربي أفندي لأبي تجلس هنا يا سيد ، وأقام تلميذ يجلس بجوار الشباك المطل على الشارع وأجلسه مكانه ثم قال إن هذا الشباك عندما يفتح شيشه الأسفل يكون محاذيا لأرض الشارع تماما ، فإذا جاء مفتش من المديرية وأشير إليك بإصبعي إلى الشباك تفتح الشباك فورا وتخرج للشارع من غير كلام أو سلام .. وسأحاول أن أشغل المفتش الفنى بعض الوقت بمكتبي حتى أختلس منه دقائق لأنبهك إلى هذا .. وسَأُعرِّف مدرس الفصل بهذه المسألة إن شاء الله ، ثم نادى حضرة الناظر مغربي أفندي للمدرس ، وشرح له المقصود ، وفهم المدرس وشكره جدي على هذا الاخلاص ثم سأله – هل بقى شىء آخر يريده ، قال حضرة الناظر نعم نحن نقدم للتلاميذ وجبة غذائية من الفول والسمن البلدي والعيش والبلح والبيض ، وكل تلميذ يحضر معه طبق ليأخذ فيه نصيبه من الوجبة والسيد طبعا ليس مقيدا لذلك لا يعمل حسابه فى شىء من هذا ، ولكن على العموم يحضر معه طبقا للفول ليأخذ المتبقى من أى شىء إن حدث فائضا أو تغيب تلميذ .
.
وسأصدر الأوامر بهذه التعليمات للمسؤولين على التغذية .. ضل والدي فترة طويلة لا تصرف له هذه الوجبة المدرسية ، وكانت الدراسة تستمر حتى الساعة الثالثة إلا ثلث كل يوم ، ولم يذكر والدي أنه أبدى تألما ولا تبرما ولا تململا ، وأعتقد أن أحدا غيره كان من حقه أن يتمرد على هذا الوضع المجحف لولا أن خففت جدتي عنه هذه المشقة ببعض الأطعمة التى كان يأخذها معه.
كان المفتش مجرد أن يصل ترتبك كل المدرسة ، وترتفع حالة الطوارىء ، وكان أول شىء يصدر مجرد أن يصل المفتش إلى مكتب الناظر مغربي أفندي أن تصدر الأوامر بالاشارة .. يفتح والدي الشباك ويجد نفسه فى الشارع .. ولا بد للمفتش أن يراجع غياب التلاميذ ويحسب الحضور ، ولا يترك صغيرة ولا كبيرة إلا ويحققها ويمحصها .. لذلك كان أبي غائبا حاضرا .. وموجود وغير موجود بالمدرسة وما هى إلا لحظة أو تكاد حتى يكون فى الشارع.
كان المدرسون وكذلك المدرسات ينتدبون أبى ليقرأ القرآن بصوت جهوري فى الفصل لأن أحدا من تلاميذ المدرسة لم يحفظ شيئا من القرآن قل أو كثر .. والتلميذ الذي ينخرط فى الكتاب يأخذ طريقه للأزهر بعيدا عن المدرسة ولكن حالة والدي كانت الأولى والفريدة من نوعها أن ينقلب من الكتاب إلى المدرسة فكان أمرا عجبا وليس مألوفا ولا مأنوسا.
كان والدي حزينا على الكتاب فقد ظل متعلقا به وجدانيا لم يبرح خياله لحظة من زمان حزنا .. فهو لم يعد يسمع ترتيل القرآن الذي استولى على مشاعره ، وهز أعطافه ، وترعرع وجدانه من ترتيله ، ونمى فى دوحته فرعه .. فأورق أيما إيراق ، كان أبي حزينا على مفارقة الكتاب ، فلم يذكر أنه مر عليه وقت ولم يذكر فيها سيدنا ، وحفظ الجزء القرر وتسميعه ، لقد كانت متعة لا تعدلها متعة ، ولذة لا توازيها لذة ، ولكن الأمر بيد الله لا معقب لحكمه.
انتهىت السنة وبعد عطلة أجازة الصيف .. أصبح والدي مقيدا فى الدفاتر الرسمية وقد خشى مغربي أفندي إن حضر المفتش وخرج والدي من الشباك للشارع كما العام الماضي .. فجعل تلاميذ السنة الأولى فى فصل آخر لا يطل على الشارع ثم ابتسم وقال : معليش يا سيد يا ابني حتى لا تنسى ويجدك المفتش فى الشارع.
نادى الأستاذ أبي وسأله “عم يتساءلون …” ولم يعرف أبي ما يقصده ، فقال اكمل فعرف أبي مقصوده وقرأ السورة كلها .. فقال : قد سمع …” وفتح الله على أبي وقرأها كلها من غير لحن ، فربت على صدر أبي وقال بارك الله فيك يا بنى وجزاك الله خيرا .. انشرح صدر جدي وهو يهز رأسه طربا .. قال الناظر : اسمع يا حاج ابراهيم ، اتفضل يا حضرة الناظر ، اتقى الله فى هذا الولد
قال كيف أتقى الله بعد هذا الذي صنعته له يا حضرة الناظر؟؟؟!!!
قال الناظر : أنا لا أقصد .. إنما أقصد أن أنصحك بأن لا تلحقه بالأزهر ، وإلا تكون قد جنيت عليه جناية لا تغتفر .. فوجىء جدي بهذا القول ولأول مرة يرى أبي هذا الذهول مخيما على جدي .. فقد ظل مشدوها لفترة حيث استرسل ناظر المدرسة الالزامية فى حديثه ، لقد عانيت من حياة التعليم الازهري ثم أخيرا حصلت على العالمية بعد رسوب متصل بضع سنوات ، وكنت قد تجاوزت الثلاثين من العمر .. وبعد الحصول عليها لم يتم تعيينى ثم ظللنا فى انتظار التعيين فترة طويلة باحثين عن وسطة .. رحلة شاقة ومشوار عسير ، لقد بدأ الرجل معقدا أشد التعقيد ضيقا بالحياة ذرعا .
وكانت “”هذه الجلسة وهذا اللقاء تاريخيا مصيريا”” ثم سأل أبي حضرة الناظر قائلا وما التصرف الآن يا أستاذ مغربي أفندي ؟ قال المسألة في غاية السهولة واليسر نحن بالقرب من نصف العام ومن الصعب قبول الولد فى المدرسة لأن هذا يكون مخالف للوائح والقانون ، ولكن هناك وسيلة لعلاج الموقف ننقذ بها هذا الصبى .. احضره لى غدا في العاشرة صباحا للمدرسة ونقبله استثنائيا غير مقيد ليستأنس بالمدرسة ويخالطها ويتعود عليها .. وفي العام المقبل إن شاء نسجل اسمه في كشوف التلاميذ المستجدين المقبولين إن شاء الله .. قال جدي من غير تردد إن شاء الله تعالى.
صلى مغربي أفندي العصر مع جدي واستأذن فى الانصراف .. صرخت جدتي -رحمها الله- أبدا مستحيل لن يكون أبدا ابني إلا شيخا فقيها مثل الشيخ محمد الدريني إن شاء الله .. قال جدي : الأستاذ مغربي أفندي أقنعنى واقتنعت برأيه .. وسيذهب السيد غدا إلى المدرسة .. قال أبي متوسلا لجدي أنا لا أحب المدرسة أنا أحب الكتاب وأحب سيدنا .. فلطمه جدي على وجهه واحتصنته جدتي تؤيده .. قال جدي أنا اقتنعت بكلام الأستاذ مغربي أفندي ولا رجعة للكتاب مرة أخرى.
فى صبيحة اليوم التالى صلى جدي وتناول إفطارا سريعا وانطلق بوالدي إلى المدرسة الالزامية وكان حضرة الناظر مغربي أفندي فى انتظاره ، فرحب بجدي وقال خيرا إن شاء الله .. ثم سأل أبي ما اسمك كاملا؟ قال : السيد ابراهيم محمد سليمان الجميلي .. قال : من أين أنت؟ قال : من بني عبيد مركز دكرنس مديرية الدقهلية .. قال أيهما أثقل أقة الحديد أم أقة القش؟ فانتظر والدي قليلا وجال فى خاطره أن الحديد أثقل من القش ، وسأل نفسه إذا كان الناس كلهم يعرفون إن الحديد أثقل من القش يكون السؤال ليس له محلا .. وإذا كان القش أثقل من الحديد فهذا ليس معقولا .. وأن هذه أقة وهذه أقة ، ولكن مغربي أفندي اعتبر سكوت والدي لبضعة ثواني نوعا من الإجابة لأن عدم العجلة فى حد ذاتها تعتبر ميزة .. وقال : أيهما ؟؟ قال له متساويان قال : أحسنت وبورك فيك يا بنى ، ثم مد يده فى جيبه وأخرج قرش ساغ فئة العشرة مليمات وقال للتلاميذ صفقوا للسيد .. كان المشهد أمام جدي فى حضوره وعلى بابا الفصل من الداخل .. ثم قال يا شيخ ابراهيم على بركة الله سأقبله هذا العام استثنائيا ، وكما وعدتك فى العام المقبل إن شاء الله سيقيد فى كشوف المقبولين للسنة الأولى الالزامية وهذا التصرف على مسؤليتى قال جدي : شكر الله لك يا أستاذتنا.
قال مغربي أفندي لأبي تجلس هنا يا سيد ، وأقام تلميذ يجلس بجوار الشباك المطل على الشارع وأجلسه مكانه ثم قال إن هذا الشباك عندما يفتح شيشه الأسفل يكون محاذيا لأرض الشارع تماما ، فإذا جاء مفتش من المديرية وأشير إليك بإصبعي إلى الشباك تفتح الشباك فورا وتخرج للشارع من غير كلام أو سلام .. وسأحاول أن أشغل المفتش الفنى بعض الوقت بمكتبي حتى أختلس منه دقائق لأنبهك إلى هذا .. وسَأُعرِّف مدرس الفصل بهذه المسألة إن شاء الله ، ثم نادى حضرة الناظر مغربي أفندي للمدرس ، وشرح له المقصود ، وفهم المدرس وشكره جدي على هذا الاخلاص ثم سأله – هل بقى شىء آخر يريده ، قال حضرة الناظر نعم نحن نقدم للتلاميذ وجبة غذائية من الفول والسمن البلدي والعيش والبلح والبيض ، وكل تلميذ يحضر معه طبق ليأخذ فيه نصيبه من الوجبة والسيد طبعا ليس مقيدا لذلك لا يعمل حسابه فى شىء من هذا ، ولكن على العموم يحضر معه طبقا للفول ليأخذ المتبقى من أى شىء إن حدث فائضا أو تغيب تلميذ .
.
وسأصدر الأوامر بهذه التعليمات للمسؤولين على التغذية .. ضل والدي فترة طويلة لا تصرف له هذه الوجبة المدرسية ، وكانت الدراسة تستمر حتى الساعة الثالثة إلا ثلث كل يوم ، ولم يذكر والدي أنه أبدى تألما ولا تبرما ولا تململا ، وأعتقد أن أحدا غيره كان من حقه أن يتمرد على هذا الوضع المجحف لولا أن خففت جدتي عنه هذه المشقة ببعض الأطعمة التى كان يأخذها معه.
كان المفتش مجرد أن يصل ترتبك كل المدرسة ، وترتفع حالة الطوارىء ، وكان أول شىء يصدر مجرد أن يصل المفتش إلى مكتب الناظر مغربي أفندي أن تصدر الأوامر بالاشارة .. يفتح والدي الشباك ويجد نفسه فى الشارع .. ولا بد للمفتش أن يراجع غياب التلاميذ ويحسب الحضور ، ولا يترك صغيرة ولا كبيرة إلا ويحققها ويمحصها .. لذلك كان أبي غائبا حاضرا .. وموجود وغير موجود بالمدرسة وما هى إلا لحظة أو تكاد حتى يكون فى الشارع.
كان المدرسون وكذلك المدرسات ينتدبون أبى ليقرأ القرآن بصوت جهوري فى الفصل لأن أحدا من تلاميذ المدرسة لم يحفظ شيئا من القرآن قل أو كثر .. والتلميذ الذي ينخرط فى الكتاب يأخذ طريقه للأزهر بعيدا عن المدرسة ولكن حالة والدي كانت الأولى والفريدة من نوعها أن ينقلب من الكتاب إلى المدرسة فكان أمرا عجبا وليس مألوفا ولا مأنوسا.
كان والدي حزينا على الكتاب فقد ظل متعلقا به وجدانيا لم يبرح خياله لحظة من زمان حزنا .. فهو لم يعد يسمع ترتيل القرآن الذي استولى على مشاعره ، وهز أعطافه ، وترعرع وجدانه من ترتيله ، ونمى فى دوحته فرعه .. فأورق أيما إيراق ، كان أبي حزينا على مفارقة الكتاب ، فلم يذكر أنه مر عليه وقت ولم يذكر فيها سيدنا ، وحفظ الجزء القرر وتسميعه ، لقد كانت متعة لا تعدلها متعة ، ولذة لا توازيها لذة ، ولكن الأمر بيد الله لا معقب لحكمه.
انتهىت السنة وبعد عطلة أجازة الصيف .. أصبح والدي مقيدا فى الدفاتر الرسمية وقد خشى مغربي أفندي إن حضر المفتش وخرج والدي من الشباك للشارع كما العام الماضي .. فجعل تلاميذ السنة الأولى فى فصل آخر لا يطل على الشارع ثم ابتسم وقال : معليش يا سيد يا ابني حتى لا تنسى ويجدك المفتش فى الشارع.