ناصر فولي - من هو امرؤ القيس؟

هناك فرق بين امرؤ القيس ابن إبــان، وامرؤ القيس ابن حنـدج ابن حجـر الكندي فأمرؤ القيس ابن إبان التغلبي كان تاجرا مشهورا ، ومن أشهر أثريــاء العرب . شــارك في حرب البسوس مع صديقـه المهلهـل ابن ربيعـة عــدي ، أو الزير سالم وكان يسافــر ابن إبان للتجــارة فى الهند والصين ، لجلب البضـائــع الي الجــزيرة العربيــة ، وكان صديقــا للملك كليب قبــل مقتلـه ، وقـد أتي بسيـوف هندية الصنع للملك كليب، وكان يجلب كل ماهــو جديــد في أســواق الهنــد للعرب ، وكان يحكي ويروي عن الهنــود وعن حياتهــم ، وكيف يعيشــون، ونقـل بعض أفكارهم للعرب وكان من أشهر العرب بالكرم، وقيل عنه : ما عرفت العرب أكرم من امرؤ القيس ابن إبــان ، وكان يسانــد الزير في حرب البسـوس بالمـال والسلاح ، وشارك فيها بنفسه ، وكان فارســا من فرســان العرب الأقويــاء ، وكان لــه مكانتـه بين العرب لشهرته بالتجارة، وكذلك لثروته الطائلة وكذلك لكرمه، وكان له القليل من الشعر . وقد قتل في يوم تحلاق اللمم ، يوم انتصرت فيه بكر علي تغلب، وقتله الحارث ابن عباد، عندما أوقع الحارث ابن عباد المهلهل من علي فرسه، وكاد أن يقتله وكسر ظهره ، ولم يكن يعلم أنه الزير سالم ، قال لـه : لـو قلت لي أين هــو الزير سأعف عنك ، فقال لــه : إن قلت لك أين هو الزير ستعفو عني ، قال له : نعم ، فابن عباد لا يحنث في وعــده قط، فقال لــه : أنــا الزير، فأستشاط ابن عباد غضبا ، وقال له خدعتني يا مهلهـل ، دلني علي من هـو نظير ابنى جبير فأقتله ، فقـال : لا أجد إلا امرؤ القيس ابن إبان، فقتل ابن عباد امرؤ القيس ابن إبان أكرم العرب، وهذا كان يوم تحلاق اللمم ، يوم انتصرت فيه بكر علي تغلب وانتهت الحرب، فهذا هو امرؤ القيس ابن إبان .
امرؤ القيس ابن حنــدج ابن حجـر الكندي الشاعر ، كان أبــوه ملك من ملوك كندة وقتله بني أسد .
ولـد امرؤ القيس ابن حجر عام 497، وكان أبوه ملكا علي كندة في اليمن، وكانت أمه فاطمة بنت ربيعه أخت المهلهل وأخت الملك كليب، وكان له عدة كني أو ألقاب أهمهــا الملك الضليــل وذا القروح وآكل المــرار وأشعر الجن والإنس، وله قصيدة من المعلقـات السبـع، ولـه أشعـار كثيرة، ويعد من أفضل شعراء العصر الجاهلي . ويوم أن سمع بمقتل أبيه ، قال : اليوم شرب وخمر، وغدا حكم وأمر .
وكان مشهورا بالخلاعة والمجـون، وكانت من أهم الأسماء التي ذكرهــا في شعره عنيــزة فاطمـة بنت العبـد ، وكذلك سلمي ، وله مواقف كثيرة في الغــزل الصريح وكان يسعي وراء ثأر أبيه ، فطلب الاستعانة بملك الروم ، وكذلك استعــان بقبائـل تغلب وبكر في حرب بني أسد وغطفان ، وارتحلت بني أسد الي مكان آخر ، فذهب خلفهم وقتل منهم الكثير، وهــو أفضل من قال الشعـر في العرب ، حتي لقب بأشعر الجن والإنس ، وله قصيدة من المعلقات السبع المشهورة ، التي يقول فيها ....
" مِكَرٍّ مِفَرٍّ مُقبِلٍ مُدبِرٍ مَعًا
كَجُلمودِ صَخرٍ حَطَّهُ السَيلُ مِن عَلِ
كُمَيتٍ يَزِلُّ اللِبدُ عَن حالِ مَتنِهِ
كَما زَلَّتِ الصَفواءُ بِالمُتَنَزَّلِ
عَلَى الذَّبْلِ جَيَّاشٍ كـأنَّ اهْتِزَامَـهُ
إِذَا جَاشَ فِيْهِ حَمْيُهُ غَلْـيُ مِرْجَـلِ
مَسْحٍ إِذَا مَا السَّابِحَاتُ عَلَى الوَنَى
أَثَـرْنَ الغُبَـارَ بِالكَدِيْـدِ المُـرَكَّـلِ
يُزِلُّ الغُلاَمُ الخِفَّ عَـنْ صَهَوَاتِـه
وَيُلْوِي بِأَثْـوَابِ العَنِيْـفِ المُثَقَّـلِ "
وكان أفضل من وصف الليل والخليل والغدير والحرب والسيف ، وله أشعار كثيرة في مواقف كثيرة متعددة ، ومات في أنقرة ، قيل بالجدري وقيل بالسم .

ــــــــــــــــــــ
ناصر فولى

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...