عصري فياض - طُهْرُ أحْذِيَتِكُمْ

عندما إنتهت الصلاة ظهر اليوم في مسجد المخيم الكبير، الذي أصبح محرابه محراب الشهـ//ـداء، وبعد أن أنهى رفاق واخوة الشهـ//ـيد المقاتل متين ضبايا وداعه ، وقاموا برفعه على راحات الايدي... تكحلت عيوننا التي ترقب نعشه الطاهر بحذاءه الرياضي الذي كان ينتعل... لفتني أن أسفل ذلك الحذاء العتيق فجوة إهتراء ربما أبلاها متين من كثرة ذهابه صباحا ومساء ،ليلا ونهارا، يذود عن ثرى المخيم ويحمي حرماته، ويدفع اعداء الوطن والدين من التوغل في جارته والتنقل في جناته ،هذه الصورة ذكرتني ايضا بنفس الصورة التي رأيتها في حذاء المجاهد الشهـ //ـيد محمد ابو زينة الذي ارتقى هو ايضا في يوم ارتقاء حمزة ابو الهيجاء وثالثهم يزن جبارين....
لقد ربطت هذه الصورة بتلك، فقفزت الى ذهني فكرة ،لو لم تدفن هذه الاحذية وبقيت، ربما تم تجميع الكثير مثلها، وبناء متحف خاص يسمى " طُهًرِ أحْذِيَتِهُمْ "....
متحف للتاريخ،متحف للاعتبار،متحف لمن تسول له نفسه نيسان هذه التضحيات مستقبلا، متحف يساق اليه كل ذاكرة ضعيفة،متحف لمن شعر بأن دناسة الميل لهم والقبول بهم يجب أن تتطهر بتقبيل هذه الاحذية ... متحف للمارقين الهابطين الذين فقدوا الكرامة والنخوة والحياء، ينعتل مثل هذا الحذاء ليعيد لهم الطهارة والشعور بالانفة والكبرياء...
إن كل نفس طيبة نظيفة شريفة تشتهي ان تطبع قبلة على تلك الاحذية الموشاة بغبار المعارك... المعبقة بدخان البنادق... المطهرة بدم الاكرمين أصحاب محمد واخوته النبيين,,,
فطوبى لاحذيتكم متين ومحمد وعبد الله وجميل و داوود و احمد وامجد ونور .... وكل الماضين على درب الطهارة والنصر...
عصري فياض

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...