إبراهيم العميم - قـــهــقـهـة

أقبلَ
ووجنتاه شدَّهما الفرحُ
أتراه جاء بخبرٍ فيه بشرٌ وخيرٌ؟
لعلّها منحة أرض، أخماسها مشبورة بالكف
زاويتها كسرها ما لها جبر
على نصف شارع
عرضه خمسة أمتار
أحدب غير مزفّت
أو ربما أقبل وفي جعبته
وظيفة بربع راتب، لا يعكره شذب وحسمٌ
مديرها متسامحٌ بشوش
خليٌّ من الغدر والغل
جاوزني قائلًا وهو يقهقه:
الأماني ماضٍ قد يتحقّق
والأحلام خيال فيه مطمع
أدبر كاسرًا المجداف راميًا
الدَّفَّة بحرًا
ثقب عجلاتي وعوج المقود
وعطل القير
قهقهته صهيل جيوش تزرع العَفَاءَ
تنزع النيات من قلوبنا
تدهس الأحلام دهسًا
حتى عود ثقاب شمعتي
لم يتركه
أدبر به بعدما استقفاني
لم يُبق لي إلا طاسة عوجاء
قاعدتها ميلاء
لا تلتفت بربك الأكثر لطفًا
كل التفاتة منك سيوف بريقها
أزيز شؤم
ودوي خيبة
يقطع الحرث والمرعى
يا شحه حتى في الطارقات
شاكوشه ممعن طرقًا
ولَّى يسعى في مناكبها
يحشو الرمل تبرًا من وادينا
كلما أقام بيننا ساعة
رجع الزمان بنا سِنِينا
ونحن على الأجداث
ننتظر أكفانًا
أو نشورًا يريح النَّاظرين
عضداك لا أبا لك هما المتكئ
عزمك عصامي، ساحته النبل
لا ترتجِ معروفًا يجعلك هميمًا
صنع يديك حظك
فدع الندب والعويل
العطس بمنخرين ليس اختيارًا
والجار عدوُّه الجار
كن كغرير العسل بلا خوف
يهاجم جمع الأسود
ولا يميته لدغ الأفاعي بنات الصلِّ
يا حادي الأماني زدنا لحنًا
شنّف آذاننا بأوتار الآمال
اضرب دفوف البسط طبلًا
فمنذ أعوام لم نرَ فرحًا

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...