أخطأنا حين تناسينا بأن هذا الكون لسنا فقط ساكنيه ؛ فمعشر الجن بمؤمنهم و فاسقهم قد سكنوه قبلنا ، و كثير من المخلوقات تقيم بيننا و لا ندري عنها شيئا و لا عن طبيعة ما وُكل إليها ، و هناك العديد من المخلوقات التى تتنقل في أرجاء الأرض بشكل غير مرئ ، و كذلك توجد أماكن .
نبتت حول مبني عملاق طُليت جدرانه بالحليب عشرات الآلاف من زهرة " مالحالا " الزمردية ، عبقت رائحة الزهرة ذلك الوادى الجالس علي الساحل الشرقي لأحد الأنهار _ الذي ينبع من الجنة _ في أقصي شمال الأرض ، حيث السماء أصفي ما يكون ، أشعة الشمس الدافئة تمنح رمال الطريق الموازى للنهر لون الذهب .
إحتشد عدد كبير من الحضور في داخل كبري قاعات المبني ، أدوا التحية فيما بينهم ، تجاذبوا أطراف الحديث ، منهم من ظل صامتا يترقب وصول راعي الإجتماع .
دخلت _ في هدوء _ بعد لحظات إلي القاعة شقراء تنهمر الرقة من محياها ، يُذهب جمالها اللُب ، يخطف حُسنها البصر ، لها شعر لم يُعط لأحد من الثقلين ، كادت عيناي أن تصاب بالجنون حين نظرت إليها ، طَلبتْ في صوت أديب من الحاضرين إتخاذ أماكنهم ؛ الراعِ علي وصول .
بينت الشقراء للحاضرين أماكنهم ، إستأذنت من كبار السن في الملابس الخضراء أن يكونوا بالمقاعد الأمامية ؛ أهل الشورى ، نبهت الشباب في الملابس الوردية أن عليهم الجلوس بالمنتصف ؛ الجامعون ، طلبت ممن يلبسون ثياباً باللونين المميزين أن يجلسوا في الخلف ، كل لون علي جانب و بين الأسود و الأبيض ممشي .
مضي وقت قصير حتى دخل راعي الإجتماع إلي القاعة ، ذو هيبة طاغية ، حُسنه المتجدد أبهر عيوننا ، وقارهُ أسكت ألسنتنا ، وقف الجميع له إحتراما ، أجلسنا بعد ما جلس ، أومأ إلي الشقراء أن تنصرف ، و أعلن عن بدء الإجتماع .
_ أيها الكِرامْ
_تُسعدنى رؤياكم بعد عامْ
_أنا راعي الأحلام
_أحييكم عدد الشجر و الآنام
_ليبدأ جامعي الأحلام في الكلام
جذب كل مُحصل أحلام قفصاً مملوء بالفراشات ، بدأو كل علي حدة في عرض ما لديهم من أحلام بشرية مجمعة علي مدار العام ، يناقشهم الراعي مستفيداً برأي أهل الشوري ، أعطي الراعي ما كان من أحلام _ إرتضاها منطقية _ إلي من يلبسون ثيابا بيضاء ، و أمرهم بتحقيقها .
قارب الجامعون من الإنتهاء من مهمتهم في عرض ما لديهم من فراشات ، وجوههم تنبض بالسعادة ؛ وافق الراعي علي إنفاذ ما جمعوه من أحلام ، لم يتبق إلا القليل ممن لم يعرضوا فراشاتهم .
جاء دورهم ، آخر مجموعة من الجامعين ، أقفاصهم كثيرة ، تذيد عن كل أقفاص الآخرين ، أحلام أمة كبيرة ، عرضوا علي الراعي ما لديهم ، كان منزعجاً ، بدا علي وجهه علامات عدم الرضا ، ظل واجما ، ما أن فرغ الجامعون من كلامهم قال :
_ لقد إعتراني الغضب
_إنهم يعرضون أحلام العرب
_يا أصحاب الملابس السوداء
_إحرقوا فراشاتهم و لا تتركوا لهم سوى العناء
_يا جامعي الأحلام
_ إن العرب نيام
_لن تتحقق أحلامهم إلا إذا إستفاقوا
_أراكم بعد عامْ
نبتت حول مبني عملاق طُليت جدرانه بالحليب عشرات الآلاف من زهرة " مالحالا " الزمردية ، عبقت رائحة الزهرة ذلك الوادى الجالس علي الساحل الشرقي لأحد الأنهار _ الذي ينبع من الجنة _ في أقصي شمال الأرض ، حيث السماء أصفي ما يكون ، أشعة الشمس الدافئة تمنح رمال الطريق الموازى للنهر لون الذهب .
إحتشد عدد كبير من الحضور في داخل كبري قاعات المبني ، أدوا التحية فيما بينهم ، تجاذبوا أطراف الحديث ، منهم من ظل صامتا يترقب وصول راعي الإجتماع .
دخلت _ في هدوء _ بعد لحظات إلي القاعة شقراء تنهمر الرقة من محياها ، يُذهب جمالها اللُب ، يخطف حُسنها البصر ، لها شعر لم يُعط لأحد من الثقلين ، كادت عيناي أن تصاب بالجنون حين نظرت إليها ، طَلبتْ في صوت أديب من الحاضرين إتخاذ أماكنهم ؛ الراعِ علي وصول .
بينت الشقراء للحاضرين أماكنهم ، إستأذنت من كبار السن في الملابس الخضراء أن يكونوا بالمقاعد الأمامية ؛ أهل الشورى ، نبهت الشباب في الملابس الوردية أن عليهم الجلوس بالمنتصف ؛ الجامعون ، طلبت ممن يلبسون ثياباً باللونين المميزين أن يجلسوا في الخلف ، كل لون علي جانب و بين الأسود و الأبيض ممشي .
مضي وقت قصير حتى دخل راعي الإجتماع إلي القاعة ، ذو هيبة طاغية ، حُسنه المتجدد أبهر عيوننا ، وقارهُ أسكت ألسنتنا ، وقف الجميع له إحتراما ، أجلسنا بعد ما جلس ، أومأ إلي الشقراء أن تنصرف ، و أعلن عن بدء الإجتماع .
_ أيها الكِرامْ
_تُسعدنى رؤياكم بعد عامْ
_أنا راعي الأحلام
_أحييكم عدد الشجر و الآنام
_ليبدأ جامعي الأحلام في الكلام
جذب كل مُحصل أحلام قفصاً مملوء بالفراشات ، بدأو كل علي حدة في عرض ما لديهم من أحلام بشرية مجمعة علي مدار العام ، يناقشهم الراعي مستفيداً برأي أهل الشوري ، أعطي الراعي ما كان من أحلام _ إرتضاها منطقية _ إلي من يلبسون ثيابا بيضاء ، و أمرهم بتحقيقها .
قارب الجامعون من الإنتهاء من مهمتهم في عرض ما لديهم من فراشات ، وجوههم تنبض بالسعادة ؛ وافق الراعي علي إنفاذ ما جمعوه من أحلام ، لم يتبق إلا القليل ممن لم يعرضوا فراشاتهم .
جاء دورهم ، آخر مجموعة من الجامعين ، أقفاصهم كثيرة ، تذيد عن كل أقفاص الآخرين ، أحلام أمة كبيرة ، عرضوا علي الراعي ما لديهم ، كان منزعجاً ، بدا علي وجهه علامات عدم الرضا ، ظل واجما ، ما أن فرغ الجامعون من كلامهم قال :
_ لقد إعتراني الغضب
_إنهم يعرضون أحلام العرب
_يا أصحاب الملابس السوداء
_إحرقوا فراشاتهم و لا تتركوا لهم سوى العناء
_يا جامعي الأحلام
_ إن العرب نيام
_لن تتحقق أحلامهم إلا إذا إستفاقوا
_أراكم بعد عامْ