لا نخبر من حولنا رغم مرور الأيام أننا أضعنا الكثير منها في الإنتظار.. انتظار عودة من رحلوا بإختيارهم، واعتذار من خذلونا وتركونا بمفردنا في الغربة، تائهين.. نبحث عن الإنسان، عن الصدق، عن الحب، مشككين بوجودهم ومشغولين بهم عن البحث داخل أنفسنا والتفتيش في أعماقنا عمّ نريد، عمّ نستحق وعمّ يشبهنا، حتى تفاجأنا بالسنين تنساب من بين أصابعنا، كذرات الرمال وأنهار الدموع تتسلل دون إرادتنا، بالأحرف تتبخر من قلب لغتنا، وبزحف اللون الأبيض ليكسو صبانا ويتوج رؤوسنا..
ففاتنا أن نعيش الحب ونحن بين أحضانه فلم نتذوق حلاوته ولم نستشعر دفئه، شغلتنا التفاصيل والخوف من فقدانه، فقيدنا بدلاً من أن يحررنا، أخذ الحلم وأجنحتنا، ومنعنا من الشعور ببعضنا تماماً.. كما حرمنا من أن نكون ذاتنا، لم نكن روحين في جسدٍ واحد كما لم تتحد الأرواح عندما أقصتنا المسافات، وكنا أشبه بعروسين يهتمان بصورة الزفاف دون أن يفكرا بحياتهما معاً بعدها، تلك الحياة التي لم تأتي مطلقاً كما صورة الزفاف..
وافترقنا.. لكن أحدنا لم يتحرر من الآخر، ظل كابوسه السري ونقطة ضعفه، أصبح عورته التي يخشى انكشافها، كلانا كان مريضاً لكنني وحدي من اعترف بذلك، وكان لا بد لنا من علاج، وكان العلاج هو الإختبار، وصار الإختبار مرضاً جديداً ينهش الجسد كورمٍ خبيثٍ، كان لأسنانه التي تنغرز في لحمي صوتٌ يشبه الضرب بالسياط ولصرختي دوي يملأ الأرض ألماً.. وفجأةً تلاشى كل ذلك عندما فتحت عيني وعرفت أن انتزاعكِ مني كان هو الحل الوحيد لأظل على قيد الحياة، حيث يصبح للموت حينها احتمالات أخرى بعيدة عن أيدي البشر ولها معنىً أسمى عندما يختار أحدنا أن يموت حراً..
فالحب ليس أن نحاول زرع الآخر فينا إن لم تكن روحه تزهر في وجودنا، وليس للحب نماذج أو مفردات أو أساليبٌ ينبغي أن نتبعها، فالحب دوماً يأتي بقصته ولغته وحروفه، يولد من رحم بيئته فيشبه أصحابه لا الآخرين، تتجسد روعته في الخروج عن النص والخروج عن المألوف لكتابة حكايةٍ جديدة كعزفٍ منفرد، ليست امتداداً للماضي أو أساساً للآتي، ليس شكلاً من أشكال الحرمان أو الإغتراب عن النفس بقدر ما هو فرصةٌ للتلاقي والصلح معها، أملاً في بدايةٍ نبحث عنها جميعاً، كشمسٍ تشرق من أجلنا وحدنا بعد انكسارات ٍ لا عدد لها، تعيد الإنسان إلى نفسه كورقةٍ بيضاء وكأنها تمسح بيدها على قلبه لتخبره أن البدايات ممكنة دائماً فقط عندما نؤمن بذلك..
خالد جهاد..
ففاتنا أن نعيش الحب ونحن بين أحضانه فلم نتذوق حلاوته ولم نستشعر دفئه، شغلتنا التفاصيل والخوف من فقدانه، فقيدنا بدلاً من أن يحررنا، أخذ الحلم وأجنحتنا، ومنعنا من الشعور ببعضنا تماماً.. كما حرمنا من أن نكون ذاتنا، لم نكن روحين في جسدٍ واحد كما لم تتحد الأرواح عندما أقصتنا المسافات، وكنا أشبه بعروسين يهتمان بصورة الزفاف دون أن يفكرا بحياتهما معاً بعدها، تلك الحياة التي لم تأتي مطلقاً كما صورة الزفاف..
وافترقنا.. لكن أحدنا لم يتحرر من الآخر، ظل كابوسه السري ونقطة ضعفه، أصبح عورته التي يخشى انكشافها، كلانا كان مريضاً لكنني وحدي من اعترف بذلك، وكان لا بد لنا من علاج، وكان العلاج هو الإختبار، وصار الإختبار مرضاً جديداً ينهش الجسد كورمٍ خبيثٍ، كان لأسنانه التي تنغرز في لحمي صوتٌ يشبه الضرب بالسياط ولصرختي دوي يملأ الأرض ألماً.. وفجأةً تلاشى كل ذلك عندما فتحت عيني وعرفت أن انتزاعكِ مني كان هو الحل الوحيد لأظل على قيد الحياة، حيث يصبح للموت حينها احتمالات أخرى بعيدة عن أيدي البشر ولها معنىً أسمى عندما يختار أحدنا أن يموت حراً..
فالحب ليس أن نحاول زرع الآخر فينا إن لم تكن روحه تزهر في وجودنا، وليس للحب نماذج أو مفردات أو أساليبٌ ينبغي أن نتبعها، فالحب دوماً يأتي بقصته ولغته وحروفه، يولد من رحم بيئته فيشبه أصحابه لا الآخرين، تتجسد روعته في الخروج عن النص والخروج عن المألوف لكتابة حكايةٍ جديدة كعزفٍ منفرد، ليست امتداداً للماضي أو أساساً للآتي، ليس شكلاً من أشكال الحرمان أو الإغتراب عن النفس بقدر ما هو فرصةٌ للتلاقي والصلح معها، أملاً في بدايةٍ نبحث عنها جميعاً، كشمسٍ تشرق من أجلنا وحدنا بعد انكسارات ٍ لا عدد لها، تعيد الإنسان إلى نفسه كورقةٍ بيضاء وكأنها تمسح بيدها على قلبه لتخبره أن البدايات ممكنة دائماً فقط عندما نؤمن بذلك..
خالد جهاد..