رابطة القلم الجديد هي جمعية أدبيّة ذات منحىَ نضاليّ أُسِسّت في بداية الخمسينات بتونس ومنعتها السّلط الاستعماريّة .وقد ضمّت مجموعة من الأدباء التّونسيّين والجزائريّين من أشهرهم التّونسيّون منوّر صمادح والشّاذلي زوكار وعلي شلفوح والجزائريّان محمّد الأخضر السّائحي والجنيدي خليفة.
في سنة 2008 انتظمتْ بدار الثّقافة عثمان الكعّاك بقمّرت ندوة عن الشّاعر التّونسيّ الرّاحل منوّر صمادح ودعيتُ إلى رئاسة جلساتها وقد برمجت في تلك الجلسة محاضرتان : إحداها لشقيق الشّاعر منوّر صمادح و هو المرحوم عبد الرّحيم صمادح والأخرى لرفيق دربه الشّاعر المرحوم الشّاذلي زوكار.
قال عبد الرّحيم في محاضرته : “أخي منوّر هو الذي أسّس في بداية الخمسيات رابطة القلم الجديد فمنعتها السّلط الاستعماريّة .لذلك كان أعضاؤها يجتمعون بحديقة البلفدير” بالعاصمة .فهمس الشّاذلي زوكار الذي كان جالسا على يميني في أذني قائلا :” ما قاله عبد الرّحيم غير صحيح..فأنا الذي أسّستُ رابطة القلم الجديد وكنّا نجتمع في بيتي.فهل من المعقول أن نجتمع في حديقة عامّة وجمعيّتنا ممنوعة والبوليس يلاحقنا؟”.
وعندما أحلتُ الكلمة إليه بعد فراغ عبد الرحيم من محاضرته أعاد علنًا ما كان قاله لي همسًا .فنشبتْ بينه وبين عبد الرّحيم مشادة كلامية حادّة .ولم أتمكّن من تهدئتهما إلاّ بصعوبة فائقة.
بعد بضعة أيّام لقيت مؤرّخ الأدب التّونسيّ الكبير المرحومالشّاذلي زوكارالذي ألفّ أكثر من سبعين كتابا عن الأدب التّونسيّ .فرويت له الخلاف الذي جدّ بين عبد الرّحيم صمادح والشّاذلي زوكار في شأن مؤسّس رابطة القلم والتمست منه أن ينيرني بما يعرفه عن ذلك الموضوع .فقال لي : ” لم يقل أيٌّ من عبد الرّحيم والشّاذلي زوكار الحقيقة وهما يعرفانها جيّدا .فمنوّر صمادح كان لا محالة شاعرا مهمّا لكنّه كان شبه أمّيّ لأنّه لم يدرس حتّى في المدرسة الابتدائيّة. فكيف يؤسّس جمعيّة أدبيّة في مثل هذه القيمة ؟ ومثله الشّاذلي زوكار الذي لم ينشر حتّى تلك الفترة إلاّ قصائد قليلة جدّا أي أنّه عمليّا كان شاعرا مبتدئا .فكيف يؤسّس جمعيّة ينضم إليها كتّاب وشعراء ؟ الحقيقة أنّ مؤسّس تلك الجمعيّة هو الأديب الجزائريّ الجنيدي خليفة الذي كان معروفا في المشرق العربي والذي سيعيّن بعد استقلال الجزائر عميدا لكليّة الآداب الجزائريّة”.
اليوم بعد أن توفّي منوّر صمادح والشّاذلي زوكار وعبد الرّحيم صمادح وأبو القاسم محمّد كرو والجنيدي خليفة من يجيب إجابة صحيحة عن سؤالنا هذا : “من أسّس رابطة القلم الجديد”؟
* مجلة مشارف
في سنة 2008 انتظمتْ بدار الثّقافة عثمان الكعّاك بقمّرت ندوة عن الشّاعر التّونسيّ الرّاحل منوّر صمادح ودعيتُ إلى رئاسة جلساتها وقد برمجت في تلك الجلسة محاضرتان : إحداها لشقيق الشّاعر منوّر صمادح و هو المرحوم عبد الرّحيم صمادح والأخرى لرفيق دربه الشّاعر المرحوم الشّاذلي زوكار.
قال عبد الرّحيم في محاضرته : “أخي منوّر هو الذي أسّس في بداية الخمسيات رابطة القلم الجديد فمنعتها السّلط الاستعماريّة .لذلك كان أعضاؤها يجتمعون بحديقة البلفدير” بالعاصمة .فهمس الشّاذلي زوكار الذي كان جالسا على يميني في أذني قائلا :” ما قاله عبد الرّحيم غير صحيح..فأنا الذي أسّستُ رابطة القلم الجديد وكنّا نجتمع في بيتي.فهل من المعقول أن نجتمع في حديقة عامّة وجمعيّتنا ممنوعة والبوليس يلاحقنا؟”.
وعندما أحلتُ الكلمة إليه بعد فراغ عبد الرحيم من محاضرته أعاد علنًا ما كان قاله لي همسًا .فنشبتْ بينه وبين عبد الرّحيم مشادة كلامية حادّة .ولم أتمكّن من تهدئتهما إلاّ بصعوبة فائقة.
بعد بضعة أيّام لقيت مؤرّخ الأدب التّونسيّ الكبير المرحومالشّاذلي زوكارالذي ألفّ أكثر من سبعين كتابا عن الأدب التّونسيّ .فرويت له الخلاف الذي جدّ بين عبد الرّحيم صمادح والشّاذلي زوكار في شأن مؤسّس رابطة القلم والتمست منه أن ينيرني بما يعرفه عن ذلك الموضوع .فقال لي : ” لم يقل أيٌّ من عبد الرّحيم والشّاذلي زوكار الحقيقة وهما يعرفانها جيّدا .فمنوّر صمادح كان لا محالة شاعرا مهمّا لكنّه كان شبه أمّيّ لأنّه لم يدرس حتّى في المدرسة الابتدائيّة. فكيف يؤسّس جمعيّة أدبيّة في مثل هذه القيمة ؟ ومثله الشّاذلي زوكار الذي لم ينشر حتّى تلك الفترة إلاّ قصائد قليلة جدّا أي أنّه عمليّا كان شاعرا مبتدئا .فكيف يؤسّس جمعيّة ينضم إليها كتّاب وشعراء ؟ الحقيقة أنّ مؤسّس تلك الجمعيّة هو الأديب الجزائريّ الجنيدي خليفة الذي كان معروفا في المشرق العربي والذي سيعيّن بعد استقلال الجزائر عميدا لكليّة الآداب الجزائريّة”.
اليوم بعد أن توفّي منوّر صمادح والشّاذلي زوكار وعبد الرّحيم صمادح وأبو القاسم محمّد كرو والجنيدي خليفة من يجيب إجابة صحيحة عن سؤالنا هذا : “من أسّس رابطة القلم الجديد”؟
* مجلة مشارف