رسائل الأدباء ثلاث رسائل من الشاعر محمد زتيلي إلى عبدالحميد شكيل

1


• قسنطينة: 12/12 1979

الصديق المحترم عبد الحميد شكيل
تحية عميقة وبعد/
وصلتني رسالتك وكذا قصيدتك ( أحزان يومية) التي تفضلت مشكورا بإهدائها إلي، وقد قرأتها مرات عديدة، وقد وجدت فيها كثيرا من العزاء والأمل.
سوف يكون لقاؤنا في الجزائر العاصمة، في أمسيتك الشعرية في الكابري، لأن أمسيتي ستكون يوم 23/12/1979, أي قبل أمسيتك بثلاثة أيام.
أمسيتي ستكون مع الشاعر العراقي المعروف محمد طالب محمد، أما أمسيتك فمع الشاعر الفلسطيني حافظ عليان كما حدثني الصديق عبد العالي رزاقي...
أما عن الورشة فسوف ننظمها بعد عودتنا من العاصمة مباشرة حسب ظروفك بالدرجة الأولى،ونأمل أن يفكر شريبط عبد الحميد في المشاركة معنا في هذه الورشة.
لقد راجعت جريدة الجمهورية ووجدت أن ما كتب بها لايعدو أن يكون عرضا عادياإحصائيا لقصائد العدد من مجلة آمال.
ولذا لم أر ضرورة نقله.
بالنسبة لاشتراكك في" الجمهورية" ستكون له فائدة عظيمة، وأرجو أن تطلع الأصدقاء هناك على كل الأعداد التي تراها مهمة، وهي صفة حميدة عهدتها فيك.
ستجد رفقة هذه الرسالة قصيدة تحمل عنوان/ الأسئلة/ وهي مهداة إليك،كتبتها ليلة أمس، آمل أن تنال إعجابك، وسوف أبعثها مع قصائد قصيرة أخرى إلى مكان ما للنشر.
تحياتي إلى سمير رايس وشريبط
رفيقكم مخمد زتيلي



* ملحوظة:
_____________
أخبرتني أنك بصدد إعداد مجموعة شعرية ثانية وأنك تفكر في أن يكون عنوانها( أقوال شاهد عيان) وأرى أن تغيره لأنه يكاد يكون نفس عنوان الشاعر السوداني محمد الفيتوري( أقوال شاهد إثبات) وهو ديوان معروف لدى كل العالم العربي لأن موضوعه الاعدامات التي تعرض لها الشيوعيون في السودان، وقد طرد الشاعر بسبب هذه القصيدة.
( م زتيلي)
الأسئلة
____________
إلى ع- شكيل
هل مازلت تغني حين تعم الظلمة تلك الدار؟
أوترحل عنك العاشقة المجنونة!
هل مازلت تخط رؤاك الكبرى
أثلاما ،أثلاما...
منتظرا أن تكبر
هل مازلت حزينا؟
تذرع شارع تلك البلدة
تمنح( هيبون) الأشعار
منتصبا(كالشجر)
هل ما زال سريرك يسبح فوق الماء؟؟!
في ذاك القبو البارد
ها أعوام تمضي
ها سنوات تأتي
ها نحن نغني دوما كالأطفال
وافرحتنا!
أنظر،،،أنظر
ما زلنا أحياء،،!!
قسنطينة 5/12/19798
هامش:
________
- عبد الحميد شريبط، يقصد أحمد شريبط رحمه الله.
- محمد طالب محمد، الشاعر العراقي محمد طالب البوسطجي الذي اغتيل بمدينة الطاهير سنوات المحنة
-الورشة ..الورشة الأدبية التي انعقدت بقسنطنية لمناقشة مجموعتي الشعرية" قصائد متفاوتة الخطورة" ( مخطوط)
وقد نشرت المجموعة لاحقا، ضمن منشورات آمال العدد16 سنة: 1985.
وأعيد طبع المجموعة مع إضافة ملف الورشة الأدبية..
وقد شارك في الورشة:
• الشاعر محمد زتيلي.
• القاص علاوة وهبي.
• الشاعر إدريس بوذيبة.
• الشاعر مسعود حديبي.
• القاص الروائي مصطفى نطور- رحمه الله-
• الناقد شريبط أحمد شريبط- رحمه الله-
• بحضور الشاعر
وقد نشرت الندوة في مجلة" آمال"

****









****


رسالة الشاعر محمد زتيلي الثانية


الصديق المحترم عبد الحميد شكيل

بعد التحية العميقة،
أخبرك أن الأمور تسير بطريقة غير مقبولة في شتى الميادين،ثقافية واجتماعية...
أحوالي "الخاصة جدا" تبدو عادية وسطحية رغم محاولات التغيير التي أقوم بهامن حين إلى آخر، مما يؤكد أن الذات الفردية تظل محبطة ما لم يتم التغيير على المستوى الخارجي، الجدلية القاتمة لا جدال في سلامتها على ما يبدو ...الخ ...الخ
أمارات حب تبدو في الأفق، ورغم أنني أشعر بخوف كبير من ولوج هذا العالم الجميل، إلا أن نفسي مازالت مولعة بالوحدة، والعلاقات المحدودة القصيرة والفوضى والسفر،لكنني أشعر بقوة خفية تشدني إلى هذا العالم.
رسالتك كانت قصيرة وجميلة، يبدو أن الكلمات بدأت تغير أثوابها لديك، أم أن الحياة الجديدة قد منحتك ما بخلت به علينا.؟
المهم أن نتألق رغم هول ما يحدث، ورغم فظاعة ما يدور على الساحة فلا يبقى في الأخير إلا الأثر الخالد...
ثمة أشياء كثيرة يمكن أن نطرحها، ولكن إحساسا بلا جدوى الأشياء يجتاحني، الحق أقول لك أن أشياء وقيما لاحصر لها فقدت معناها لدي، حتى الكلمة كثيرا ما أحسست بلا جدوى تأثيرها، وإلا ما معنى أن تكون الأمور بهذه التشكيلة المخجلة.؟أرجو أن تشاركني شعوري .
لست أحن إلى شيء هذه الأيام بقدر ما أحن إلى ليلة " بوسفورية" كتلك التي عشناها ذات ليلة بعنابة، سيما وان الجو هنا خانق ومحاربة " الآفات الاجتماعية" تتعقبنا بلا رأفة
وأنا أحترق الساعة تلة الأخرى.
بالنسبة للأصدقاء مصطفى نطور وعلاوة وعياش فإني التقي بهم باستمراروقد بلغتهم تحياتك، وأبلغك أن مصطفى قد عين مراقبا عاما بمتوسطة هنا بقسنطينة، ومازلنا دائما نحكي في أمور الأدب والحياة.
أما عن مجموعتك "قصائد متفاوتة الخطورة" فإن وضعية "آمال" تفرض عليّ أن أعيدها إليك، فإني أرى ألا ضرورة في عقد ورشة لتظهر للقراء بعد عامين او أكثر، هذا مثل من التشكيلة المخجلة.
ولكن القراءة وحدها الرفيق الذي لا يمل ملازمتي.
أما بعدرجوعي من السفر الأخير فقد بدات بعض الأشياء الصغيرة تأخذ قيمتها وتحتل جزءا من تفكيري، إنها أشياء صغيرة كثيرا ما أجسدها في "قصائد قصيرة جدا" ومع ذلك فإني كثيرا ما أتساءل:
(ماذا لو يبكم كل الناس؟؟
ماذا لو يعمى كل الناس؟؟
إذ يبدو هذا العالم لايحتاج سوى للصمت)*
فلا توقف هذه المرة ، ولأحملك تحياتي إلى الأصدقاء سيما عبد الحميد شريبط "يقصد أحمد شريبط" وإلى الزوجة ،مع تمنياتي لكم جميعا بالرضا ة السعادة!
رفيقكم محمد زتيلي
يوم 03/10/1979

ـــــــــــــــــــــــــــ
* مقطع من قصيدة كتبتها يوم24/9/79 تحمل عنوان "قراءة ثانية في كتاب الحلاج"






****


الرسالة الثالثة..


الرفيق المحترم عبد الحميد شكيل
تحية وبعد
وصلتني رسالتك اللطيفة ، وأشكرك كثيرا على ملاحظاتك، وانطباعاتك التي تركت أثرا طيبا بقلبي.
لقد أبلغت تحياتكم إلى الرفيق علاوة وهبي،وكذا حرصكم على أن يبعثكم بقصة من قصصه.
سأسافر غدا أو بعده إلى العاصمة لتقديم الندوة مع الرفيق إدريس بوذيبة حول الرواية الجزائرية المكتوبة بالعربية.
أخيرا، هأنذا أبعث إليكم بهذه القصة القصيرة متمنيا أن تنال رضا المجلة,*
تحياتي إلى الأديب شريبط أحمد
محمد زتيلي
قسنطينة 8/5/ 1978


______________________
* المجلة التي يشير إليها محمد زتيلي، هي مجلة" التجديد" التي أنشأتها مديرية التربية والتعليم بعنابة، وعُهد إلي بالإشراف على تحريرها، وكان الراحل" إبراهيم زدام" يقوم بكتابتها بخط الجميل وتصور ،ثم تسحب على الرنيو
صدر منها عدة أعداد..ثم توقفت لإسباب .....

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...