جاءته الرغبة المحمومة عندما شاهدها مع أحدهم. لقد حاول الابتعاد عنها ولكنه يجدها أمامه دائما مع أشخاص كثر، وهاهي الآن تظهر بمفردها على الجانب الآخر. يحاول الوصول إليها فتضرب الكشافات في عينيه فتعميه، تهجم السيارات مثل الحيوانات المفترسة في سباق محموم، فيأخذ خطوتين إلى الوراء. المسافة هناك تبدو قريبة ولكنها بعيدة فينتظر ويطول الانتظار. السرب طويل والتسارع لا يهدأ. التردد آفته منذ زمن فهو لم يعتد اتخاذ القرارات السريعة، يجب عليه التريث. لا يستطيع أن يقوم بما يفعله المتهورين من حوله فالمغامرة خطيرة والوضع صعب. وبدء يفكر؛ هل الأمر يستحق المخاطرة حقا؟ وكلما زاد وقت الانتظار زاد الاشتهاء. أخذ يلعن ويسب هامسا وفجأة، أخذ يصرخ كالمجنون مشيرا بيديه الاثنين راكضا نحو الجانب الآخر غير عابئ بآلات التنبيه التي أخذت تصيح في وجهه. نبضات قلبه تتسارع كلما قارب من الهدف المنشود. قال وهو يلهث: واحدة مارلبورو من فضلك!