يتميز الريف المصري بالعديد من العادات والتقاليد الاجتماعية (الفلكلور الشعبي) في المأكل والمشرب والملبس، ولقد أقرت منظمة اليونسكو العديد منها ضمن قائمة التراث الشعبي العالمي.
وكثيرة هي الدراسات التي تناولت الفلكولور الشعبي في الريف المصري منها دراسة الأستاذ الدكتور محمد الجوهري في كتابه (مقدمة في دراسة التراث الشعبي المصري)
ومن الدراسات التي تناولت المأكولات الشعبية في دولة سوريا الشقيقة :" الأدوات التراثية والمأكولات الشعبية في كتاب «التراث الشعبي الحمصي» لـ مصطفى الصوفي - سلسة جمع وحفظ التراث الشعبي - عدد18 - الهيأة السورية العامة للكتاب، 470 صفحة، 2008."
وتعد المأكولات الشعبية والمشروبات من أبرز مايميز التراث الشعبي في الريف المصري كالعدس والفول المدمس والفطير المشلتت ،والجبنة القديمة والقريش ،والرقاق ،والكشك، والبيض البلدي ،والمحشي بأنواعه والحمام والبط ،والدشيشة ،وغيرها
وقد وردت المأكولات الشعبية في العديد من الأعمال الأدبية، فعلى سبيل المثال تناول الأديب المصري خالد همام الجعفري في قصصه العديد من المأكولات الشعبية في الريف المصري، وفيما يلي نماذج لذلك :
الفول والعدس ومحشي الكرنب :
تحدث الأديب خالد همام في قصته "مسعود في خميس الكرنب " عن الأكلات المصرية الشهرية المتمثلة في مسعود في الفول والعدس ومحشي الكرنب حيث يقول:" صدح نور خميس جديد بتاريخ العاشر من نوفمبر لعام ٢٠٢٢ ...
وصدحت معه أحلام باتعة المخلصة في عمل حلة محشي كرنب لأسرتها البسيطة وذلك بناء على رغبة صادقة من ابنتها ( سعاد ) والتي أعلنت عن مللها من الفول والعدس بصورة طفولية بريئة لا غرض منها أو تشفير عندما قالت :
يا ماما ... هو الفول والعدس مقرر علينا كام حصة في الأسبوع؟"
ويقول أيضًا في قصة "مسعود في رعاية العمدة" عن الخبز والعدس " تحدث مسعود مع أسرته عن أهمية الترشيد في الإنفاق وخاصة عند استخدام الماء ... وفاض حديثه عن ثقافة الاستغناء ... مشيرا إلى أهمية الخبز والعدس ... محذرا من أضرار اللحوم والدهون والسكريات"
وعن شوربة العدس يقول أديبنا خالد همام في قصته "
مسعود في العدس" :"قاربت شمس الخميس على الغروب ومسعود يكد ويكدح في طريقه إلى الحارة المنسية في قاهرة المعز القديمة ...
على غير العادة لم تعثر أنف مسعود الحادة على رائحة التقلية التي اعتادتها أنفه مساء كل خميس ...
سأل زوجته ( باتعة ) عن السبب فأخبرته بنفاد مصروف البيت ولم تجد ثمن اللحمة والبصل وتصرفت بحكمتها وصنعت لأسرتها شوربة عدس صفراء جميلة تسر الناظرين"
وعن شراء الكرنب لعمل المحشي يقول الأديب خالد همام في قصته "مسعود على الميزان ... "استيقظ مسعود صباح الخميس على صوت زوجته ( باتعة ) وهي تناكف بائع الكرنب الذي دخل الحارة ليعرض كرنبه الأخضر على ستات الحارة بعدما فشل في بيعه بالسوق ...
فاجتمعت نساء الحارة حول البائع القروي المسكين يعرضن عليه أبخس الأسعار وهو يصرخ مقسما بأغلظ الإيمان بإن سلعته تخسر بسبب غلاء تكلفة زراعة الكرنب والري والسماد والإيجار و.... و.....
الفول و البصل :
تحدث الأديب خالد همام في قصته " مسعود في الجنة " عن الأكلة الشعبية " الفول و البصل " حيث يقول على لسان باتعة "وهي تردد بصوت غليظ :
مسعود أصحى ... طبق الفول ع الطبلية ومعاه فحل البصل .
تملل مسعود في فراشه وهمهم بكلمات :
اللهم عوضنا عن عذابات الدنيا بجنات عرضها السماوات والأرض أعدت للصابرين !"
ويقول أيضًا في قصة " مسعود في عيد الأم": وأضحك مسعود أمه وضحك معها حتى أغرورقت عيناه ثم أحضر لها طبق الفول بالزيت التمويني مع أرغفة الخبز السمراء"
البيض المقلي :
تحدث الأديب خالد همام في قصته " مسعود في العشة " عن البيض المقلي والفول حيث يقول : "اعتاد مسعود صباح كل خميس فقط أن يجد طبق البيض المقلي بجانب طبق الفول اليومي على طبلية الفطار لسبب لايعلمه إلا الله ومسعود وزوجته ...
ولكنه هذا الخميس لم يجد طبق البيض وأخبرته زوجته بأن الفراخ لا تبيض منذ الخميس الماضي ...
انزعج مسعود من الخبر وهاج وماج وحمل سكينة المطبخ وصعد سلالم البيت العتيق ووصل السطح عاقدا العزم على ذبح كل الفراخ تطبيقا لقانون الطبيعة السرمدي ( الفرخة التي لا تبيض ليس لها إلا الذبح ).
الفراخ والملوخية والفواكه (التين و المانجو)
تحدث الأديب خالد همام في قصته :"مسعود في الخلاط ... " حيث يقول :
خرج مسعود من حارته الضيقة صباح الخميس متوجها للسوق وحالته المعنوية أكثر من رائعة ... ولما لا ؟ ....فهذا صباح الخميس ....
وقد رأى زوجته وقد ذبحت الديك الأحمر وقطفت أعواد الملوخية وتبدو أنها ستكون ليلة من ( ألف ليلة وليلة ...)
مر مسعود على بائعي الفاكهة ليختار منها ما تحبه الأسرة ؛ فزوجته تحب التين وابنته الكبرى تحب المانجو و.... و........
قرر مسعود أن يشتري من كل نوع نصف كيلو معتمدا على خمسين جنيها في حافظة نقوده ولكن المفاجأة كانت عميقة
وقوله "رحم الله الديك الأحمر فقد كان ذا صوت جميل يحمل الخير والخصوبة لعشة كاملة من الفراخ البيضاء والزرقاء والسوداء ...
وغفر الله لمسعود الذي تحول التين و المانجو في يده إلى كيلو من الخيار الأخضر ذي الحجم الكبير !"
برام الأرز المعمَر و الحمام المحشي بالفريق المحمَر في السمن البلدي
تحدث الأديب خالد همام في قصة "مسعود في القرية" عن برام الأرز المعمَر و الحمام المحشي بالفريق المحمَر في السمن البلدي حيث يقول :
"وصل الزوجان فاستقبلت العجوز صهرها أحسن استقبال وقد أعدت له جلسة جميلة على أريكة مريحة أمام المنزل الريفي ودخلت مع ابنتها لتجهيز الحمام المحشو بالفريك والذي غاب عن مسعود في زحام المدينة ...
وسرعان ما خرج برام الأرز المعمَر وعليه الحمام المحمَر في السمن البلدي الخالص ....
طابت نفس مسعود لطعام حماته الشهي اللذيذ فأكل بشهية عالية وعقب الطعام وصل أبريق الشاي المظبوط ثم استأذنت العجوز من مسعود لتتابع ري حقلها .."
*التونة المعلبة:
عن الأكلة الشعبية المتمثلة في التونة المعلبة طبعا المصحوبة بالبصل الأخضر !! يقول الأديب خالد همام في قصته "مسعود في بطن السمكة "
أشرقت شمس خميس جديد وباتعة في فراشها تتململ وتهمهم بكلمات غير مفهومة:
اسم الله عليك يا سي مسعود ... حصلك إيه؟
دبلتك أنا عارفاها ... وصوابعك أنا حفظاها ...
مين عمل فيك كده يا سبعي ؟!
مين فرم جسمك يا جملي ؟!
ثم دوت صرخة الباتعة وكأنها تحتضر ....
استيقظ مسعود منزعجا من كوابيس باتعة والتي زادت عن حدها في الفترة الأخيرة وأيقظ زوجته الخائفة من المجهول وناولها كوبا من الماء ثم قال لها :
خير يا باتعة؟ شوفتي إيه النهاردة ؟
ارتشفت باتعة كوب الماء ثم قالت والخوف يسكن عينيها :
اللي شوفته في الكابوس ده عمري ما شوفته قبل كده يا سي مسعود ...
شوفت إني اشتريت علبتين تونة من جهاز خدمة المواطنين نتغدى بيهم
البيض والسمن البلدي :
فقد تحدث الأديب خالد همام في قصته "مسعود في الكيكة "عن الأكلات الشعبية المتمثلة في البيض والسمن البلدي حيث يقول :"كل هذه الأزمات الطاحنة دارت بعقل باتعة البسيط ومع كل أزمة كانت تتخيل حياة جدتها في القرية ...
فصومعة الغلال في بيت كل فلاح ....
وزلعة السمن البلدي دوما عامرة ....
والبيض منثور في كل أرجاء البيت حيث تركض الفراخ ...
كل هذا الخير عاشت فيه جدتها ..."
الملوخية الخضراء :
يقول الأديب خالد همام في قصته " مسعود في الكرتونة ... :عن الأكلة الشعبية الملوخية الخضراء :"غربت شمس الخميس الثاني من رمضان المبارك وها هو مسعود عائد إلى بيته ...
رائحة الملوخية الخضراء تفوح من كل بيوت الحارة ...
تعجب مسعود من توحد نساء الحارة على طبخ الملوخية هذا اليوم !
ولكن سرعان ما أدرك سبب هذا التوحد عندما أخبرته زوجته ( باتعة ) بإن الدكتور ( مفيد أبوالعطا ) صاحب صيدلية الحياة قد وزَع في الصباح الباكر مجموعة من الكراتين على كل بيوت الحارة .
وفي كل كرتونة : فرخة وكيس من الملوخية وأكياس من الأرز والمكرونة
أكل مسعود وأسرته من الملوخية والفرخة وحمد الله ودعا كثيرا للصيدلي الإنسان ثم توجه لصلاة التراويح في زاوية الحارة الضيقة والتي تعج بالمصلين من رجال الحارة وصبيانها وخاصة في رمضان الفضيل " ...
*البط البلدي :
عن أكلة البط البلدي يقول الأديب خالد همام في قصته " مسعود في ثوب الحكماء "ها هي المخلصة ( باتعة ) وقد تورَد خداها ولمعت عيناها الضيقتان بنور وجه مسعود والذي غاب طيفه عن سماها البسيطة مئات الساعات وآلاف الدقائق وهي تنتظر قدومه كانتظار الصحراء القاحلة لماء السماء ...
أسرعت فسحبت سكينة المطبخ ومالت على البطة التي أحضرتها الخالة ( نبوية ) معها من البلد فذبحتها فداء وطعاما لمسعودها الحبيب ...
انقضى النهار في طبخ وأكل وسعادة أسرية بين الزوج العاقل والزوجة البسيطة الطائعة والأبناء البررة وكأنَ كل نعم الدنيا قد ساقها الله لهذه الأسرة البسيطة!
الأرز بلبن :
عن الأكلة الشعبية الشهيرة الأرز بلبن يقول الأديب خالد همام في قصته "
مسعود في عاشوراء ..":حلّ مساء الخميس الثاني من سبتمبر اللطيف وجلس مسعود على أريكته القديمة ينتظر مفاجأت زوجته ( باتعة ) المعتادة مع مساء كل خميس ...
لم يخب ظن مسعود فأقبلت الباتعة وقد تزينت بما استطاعت إليه سبيلا وتحمل بين يديها طبق عاشوراء ( أرز بلبن ) وقدمته للمسعود باسمة الثغر ناغجة الصوت ...
حملق مسعود في بياض الطبق الناصع وتذكر العاشر من محرم ...
أطباق الحلوة والتمر في رمضان :
تحدث الأديب خالد همام في قصته "مسعود في رمضان "عن الأكلات الشعبية في رمضان (أطباق الحلوة والتمر )حيث يقول :"رغم بساطة المكان والحال ولكن المشهد عظيم وكريم فما زالت تقاليد الأسرة المصرية الأصيلة تجد رواجا عند الأجيال الجيران يتبادلون أطباق الحلوة والتمر ؛ والحارة قد اكتست بالزينة الرمضانية والفوانيس المختلفة الحجم والشكل"
التقلية والبسبوسة :
تحدث أديبنا خالد همام في قصته "مسعود في حالة رضا ... " عن التقلية والبسبوسة حيث يقول:"
أراد مسعود أن يودع الخميس الأخير من أكتوبر الطويل بشىء من البهجة والسعادة ...
فجلس يجمع من زملائه مجموعة من النكات وينتقي منها المناسب لنثرها على مسامع أفراد أسرته عند المساء ...
ولمزيد من البهجة مال في طريق عودته على بائع البسبوسة وحمل منه بمقدار قطعة لكل فرد من أفراد بيته ...
رائحة البسبوسة الطازجة انعشت روح المسعود فقال في نفسه:
الليلة ستكون رائعة... فكل مكوناتها جميلة ... مرتب الشهر في جيبي ... وعلبة البسبوسة في يدي ... وتقلية باتعة بالبصل الأحمر والفلفل الحار تنتظرني ..."
البطيخ :
عن الأكلة الشعبية الصيفية المشهورة "البطيخ " يقول الأديب خالد همام في قصته " مسعود في البقعة الحمراء ":جاء الخميس الأوسط من يوليو الساخن وهاهو مسعود يجلس مع نفسه منفردا بورقة بيضاء وراتبه الهزيل بين يديه المرتعشتين يحاول مستميتا أن يضبط قواعد الصرف الشهرية جيدا .....
بعد ساعتين من العناء وتسكين الديون المعتادة للبقال والإيجار وفواتير الماء والكهرباء والعلاج و....
قرر مسعود أن يشتري بالمبلغ المتبقي بطيخة ليدخل على أمه وأبنائه وزوجته الباتعة فرحة الخميس والقبض السعيد
دخل مسعود السوق فإذا بأكوام البطيخ كثيرة وممتدة ؛ فرح مسعود بكثرة المعروض من البطيخ مختلف الأحجام
همس في أذن أحد الباعة متسائلا:
ما شاء الله رقعتنا الزراعية من البطيخ زادت ولا َ إيه ؟
فأجابه البائع ووجهه يعتصر من الألم:
لا يا أفندي ... كل الحكاية إني مفيش بيع وسوق البطيخ نايم
طلب مسعود من البائع أن يختار له بطيخة على ضمانته الشخصية فحظه في اختيار البطيخ كحظه في الحياة قليل ؛ اختار البائع بطيخة لمسعود وأراد شقها بسكينه ولكنَ مسعود رفض حتى تكون باتعة أول من يغرس فيها السكين .... ولعل فرحتهما بالبطيخة الحمراء ( إن شاء الله ) تكون بداية سعيدة وناجحة لليلة الخميس البهية"
المشمش :
يقول الأديب خالد همام عن أكلة المشمش في قصته "مسعود في المشمش" :حمل مسعود كرتونة المشمش وهو يهمهم :
بركاتك يا شيخة باتعة ... حلمك اتحقق والمشمش وصل ويا ترى مين الغايب اللى هيعود ؟
مشروب النعناع :
تحدث الأديب خالد همام عن مشروب النعناع في قصة " مسعود في الحمَام ..."
ما أض مسعود في الحمَام ... عف الإنسان! فلماذا يتجبر وهو مشروع مؤقت في الحياة؟ لماذا يقتل غيره والدنيا من حوله تتسع للجميع؟ لماذا ينهب أقوات الفقراء ورغيف خبز يكفيه ؟
لماذا يكذب ... لماذا يتكبر ... لماذا يفخر؟ وبدايته قطرة خرجت من مجرى البول لتستقر في رحم أنثى ينفث كل شهر حمحم حمراء تستوجب الغسل والطهور! ونهايته جيفة في حفرة لا يرتادها إلا حقير الدود! خرج مسعود من الحمام بعدما استراح جسده وعقله فوجد باتعة ما زالت نائمة فسألها عن كوب النعناع ..."
وختاما :
يمكن القول إن أكثر المأكولات الشعبية التي تحدث عنها الأديب خالد همام في قصصه هما: العدس والفول، ومحشي الكرنب
ومن الفواكه تحدث عن البطيخ والمشمش،والتين والمانجو وتحدث عن المشروبات مثل مشروب "النعناع " المشهور بتهدئة الأعصاب،وا
وكثيرة هي الدراسات التي تناولت الفلكولور الشعبي في الريف المصري منها دراسة الأستاذ الدكتور محمد الجوهري في كتابه (مقدمة في دراسة التراث الشعبي المصري)
ومن الدراسات التي تناولت المأكولات الشعبية في دولة سوريا الشقيقة :" الأدوات التراثية والمأكولات الشعبية في كتاب «التراث الشعبي الحمصي» لـ مصطفى الصوفي - سلسة جمع وحفظ التراث الشعبي - عدد18 - الهيأة السورية العامة للكتاب، 470 صفحة، 2008."
وتعد المأكولات الشعبية والمشروبات من أبرز مايميز التراث الشعبي في الريف المصري كالعدس والفول المدمس والفطير المشلتت ،والجبنة القديمة والقريش ،والرقاق ،والكشك، والبيض البلدي ،والمحشي بأنواعه والحمام والبط ،والدشيشة ،وغيرها
وقد وردت المأكولات الشعبية في العديد من الأعمال الأدبية، فعلى سبيل المثال تناول الأديب المصري خالد همام الجعفري في قصصه العديد من المأكولات الشعبية في الريف المصري، وفيما يلي نماذج لذلك :
الفول والعدس ومحشي الكرنب :
تحدث الأديب خالد همام في قصته "مسعود في خميس الكرنب " عن الأكلات المصرية الشهرية المتمثلة في مسعود في الفول والعدس ومحشي الكرنب حيث يقول:" صدح نور خميس جديد بتاريخ العاشر من نوفمبر لعام ٢٠٢٢ ...
وصدحت معه أحلام باتعة المخلصة في عمل حلة محشي كرنب لأسرتها البسيطة وذلك بناء على رغبة صادقة من ابنتها ( سعاد ) والتي أعلنت عن مللها من الفول والعدس بصورة طفولية بريئة لا غرض منها أو تشفير عندما قالت :
يا ماما ... هو الفول والعدس مقرر علينا كام حصة في الأسبوع؟"
ويقول أيضًا في قصة "مسعود في رعاية العمدة" عن الخبز والعدس " تحدث مسعود مع أسرته عن أهمية الترشيد في الإنفاق وخاصة عند استخدام الماء ... وفاض حديثه عن ثقافة الاستغناء ... مشيرا إلى أهمية الخبز والعدس ... محذرا من أضرار اللحوم والدهون والسكريات"
وعن شوربة العدس يقول أديبنا خالد همام في قصته "
مسعود في العدس" :"قاربت شمس الخميس على الغروب ومسعود يكد ويكدح في طريقه إلى الحارة المنسية في قاهرة المعز القديمة ...
على غير العادة لم تعثر أنف مسعود الحادة على رائحة التقلية التي اعتادتها أنفه مساء كل خميس ...
سأل زوجته ( باتعة ) عن السبب فأخبرته بنفاد مصروف البيت ولم تجد ثمن اللحمة والبصل وتصرفت بحكمتها وصنعت لأسرتها شوربة عدس صفراء جميلة تسر الناظرين"
وعن شراء الكرنب لعمل المحشي يقول الأديب خالد همام في قصته "مسعود على الميزان ... "استيقظ مسعود صباح الخميس على صوت زوجته ( باتعة ) وهي تناكف بائع الكرنب الذي دخل الحارة ليعرض كرنبه الأخضر على ستات الحارة بعدما فشل في بيعه بالسوق ...
فاجتمعت نساء الحارة حول البائع القروي المسكين يعرضن عليه أبخس الأسعار وهو يصرخ مقسما بأغلظ الإيمان بإن سلعته تخسر بسبب غلاء تكلفة زراعة الكرنب والري والسماد والإيجار و.... و.....
الفول و البصل :
تحدث الأديب خالد همام في قصته " مسعود في الجنة " عن الأكلة الشعبية " الفول و البصل " حيث يقول على لسان باتعة "وهي تردد بصوت غليظ :
مسعود أصحى ... طبق الفول ع الطبلية ومعاه فحل البصل .
تملل مسعود في فراشه وهمهم بكلمات :
اللهم عوضنا عن عذابات الدنيا بجنات عرضها السماوات والأرض أعدت للصابرين !"
ويقول أيضًا في قصة " مسعود في عيد الأم": وأضحك مسعود أمه وضحك معها حتى أغرورقت عيناه ثم أحضر لها طبق الفول بالزيت التمويني مع أرغفة الخبز السمراء"
البيض المقلي :
تحدث الأديب خالد همام في قصته " مسعود في العشة " عن البيض المقلي والفول حيث يقول : "اعتاد مسعود صباح كل خميس فقط أن يجد طبق البيض المقلي بجانب طبق الفول اليومي على طبلية الفطار لسبب لايعلمه إلا الله ومسعود وزوجته ...
ولكنه هذا الخميس لم يجد طبق البيض وأخبرته زوجته بأن الفراخ لا تبيض منذ الخميس الماضي ...
انزعج مسعود من الخبر وهاج وماج وحمل سكينة المطبخ وصعد سلالم البيت العتيق ووصل السطح عاقدا العزم على ذبح كل الفراخ تطبيقا لقانون الطبيعة السرمدي ( الفرخة التي لا تبيض ليس لها إلا الذبح ).
الفراخ والملوخية والفواكه (التين و المانجو)
تحدث الأديب خالد همام في قصته :"مسعود في الخلاط ... " حيث يقول :
خرج مسعود من حارته الضيقة صباح الخميس متوجها للسوق وحالته المعنوية أكثر من رائعة ... ولما لا ؟ ....فهذا صباح الخميس ....
وقد رأى زوجته وقد ذبحت الديك الأحمر وقطفت أعواد الملوخية وتبدو أنها ستكون ليلة من ( ألف ليلة وليلة ...)
مر مسعود على بائعي الفاكهة ليختار منها ما تحبه الأسرة ؛ فزوجته تحب التين وابنته الكبرى تحب المانجو و.... و........
قرر مسعود أن يشتري من كل نوع نصف كيلو معتمدا على خمسين جنيها في حافظة نقوده ولكن المفاجأة كانت عميقة
وقوله "رحم الله الديك الأحمر فقد كان ذا صوت جميل يحمل الخير والخصوبة لعشة كاملة من الفراخ البيضاء والزرقاء والسوداء ...
وغفر الله لمسعود الذي تحول التين و المانجو في يده إلى كيلو من الخيار الأخضر ذي الحجم الكبير !"
برام الأرز المعمَر و الحمام المحشي بالفريق المحمَر في السمن البلدي
تحدث الأديب خالد همام في قصة "مسعود في القرية" عن برام الأرز المعمَر و الحمام المحشي بالفريق المحمَر في السمن البلدي حيث يقول :
"وصل الزوجان فاستقبلت العجوز صهرها أحسن استقبال وقد أعدت له جلسة جميلة على أريكة مريحة أمام المنزل الريفي ودخلت مع ابنتها لتجهيز الحمام المحشو بالفريك والذي غاب عن مسعود في زحام المدينة ...
وسرعان ما خرج برام الأرز المعمَر وعليه الحمام المحمَر في السمن البلدي الخالص ....
طابت نفس مسعود لطعام حماته الشهي اللذيذ فأكل بشهية عالية وعقب الطعام وصل أبريق الشاي المظبوط ثم استأذنت العجوز من مسعود لتتابع ري حقلها .."
*التونة المعلبة:
عن الأكلة الشعبية المتمثلة في التونة المعلبة طبعا المصحوبة بالبصل الأخضر !! يقول الأديب خالد همام في قصته "مسعود في بطن السمكة "
أشرقت شمس خميس جديد وباتعة في فراشها تتململ وتهمهم بكلمات غير مفهومة:
اسم الله عليك يا سي مسعود ... حصلك إيه؟
دبلتك أنا عارفاها ... وصوابعك أنا حفظاها ...
مين عمل فيك كده يا سبعي ؟!
مين فرم جسمك يا جملي ؟!
ثم دوت صرخة الباتعة وكأنها تحتضر ....
استيقظ مسعود منزعجا من كوابيس باتعة والتي زادت عن حدها في الفترة الأخيرة وأيقظ زوجته الخائفة من المجهول وناولها كوبا من الماء ثم قال لها :
خير يا باتعة؟ شوفتي إيه النهاردة ؟
ارتشفت باتعة كوب الماء ثم قالت والخوف يسكن عينيها :
اللي شوفته في الكابوس ده عمري ما شوفته قبل كده يا سي مسعود ...
شوفت إني اشتريت علبتين تونة من جهاز خدمة المواطنين نتغدى بيهم
البيض والسمن البلدي :
فقد تحدث الأديب خالد همام في قصته "مسعود في الكيكة "عن الأكلات الشعبية المتمثلة في البيض والسمن البلدي حيث يقول :"كل هذه الأزمات الطاحنة دارت بعقل باتعة البسيط ومع كل أزمة كانت تتخيل حياة جدتها في القرية ...
فصومعة الغلال في بيت كل فلاح ....
وزلعة السمن البلدي دوما عامرة ....
والبيض منثور في كل أرجاء البيت حيث تركض الفراخ ...
كل هذا الخير عاشت فيه جدتها ..."
الملوخية الخضراء :
يقول الأديب خالد همام في قصته " مسعود في الكرتونة ... :عن الأكلة الشعبية الملوخية الخضراء :"غربت شمس الخميس الثاني من رمضان المبارك وها هو مسعود عائد إلى بيته ...
رائحة الملوخية الخضراء تفوح من كل بيوت الحارة ...
تعجب مسعود من توحد نساء الحارة على طبخ الملوخية هذا اليوم !
ولكن سرعان ما أدرك سبب هذا التوحد عندما أخبرته زوجته ( باتعة ) بإن الدكتور ( مفيد أبوالعطا ) صاحب صيدلية الحياة قد وزَع في الصباح الباكر مجموعة من الكراتين على كل بيوت الحارة .
وفي كل كرتونة : فرخة وكيس من الملوخية وأكياس من الأرز والمكرونة
أكل مسعود وأسرته من الملوخية والفرخة وحمد الله ودعا كثيرا للصيدلي الإنسان ثم توجه لصلاة التراويح في زاوية الحارة الضيقة والتي تعج بالمصلين من رجال الحارة وصبيانها وخاصة في رمضان الفضيل " ...
*البط البلدي :
عن أكلة البط البلدي يقول الأديب خالد همام في قصته " مسعود في ثوب الحكماء "ها هي المخلصة ( باتعة ) وقد تورَد خداها ولمعت عيناها الضيقتان بنور وجه مسعود والذي غاب طيفه عن سماها البسيطة مئات الساعات وآلاف الدقائق وهي تنتظر قدومه كانتظار الصحراء القاحلة لماء السماء ...
أسرعت فسحبت سكينة المطبخ ومالت على البطة التي أحضرتها الخالة ( نبوية ) معها من البلد فذبحتها فداء وطعاما لمسعودها الحبيب ...
انقضى النهار في طبخ وأكل وسعادة أسرية بين الزوج العاقل والزوجة البسيطة الطائعة والأبناء البررة وكأنَ كل نعم الدنيا قد ساقها الله لهذه الأسرة البسيطة!
الأرز بلبن :
عن الأكلة الشعبية الشهيرة الأرز بلبن يقول الأديب خالد همام في قصته "
مسعود في عاشوراء ..":حلّ مساء الخميس الثاني من سبتمبر اللطيف وجلس مسعود على أريكته القديمة ينتظر مفاجأت زوجته ( باتعة ) المعتادة مع مساء كل خميس ...
لم يخب ظن مسعود فأقبلت الباتعة وقد تزينت بما استطاعت إليه سبيلا وتحمل بين يديها طبق عاشوراء ( أرز بلبن ) وقدمته للمسعود باسمة الثغر ناغجة الصوت ...
حملق مسعود في بياض الطبق الناصع وتذكر العاشر من محرم ...
أطباق الحلوة والتمر في رمضان :
تحدث الأديب خالد همام في قصته "مسعود في رمضان "عن الأكلات الشعبية في رمضان (أطباق الحلوة والتمر )حيث يقول :"رغم بساطة المكان والحال ولكن المشهد عظيم وكريم فما زالت تقاليد الأسرة المصرية الأصيلة تجد رواجا عند الأجيال الجيران يتبادلون أطباق الحلوة والتمر ؛ والحارة قد اكتست بالزينة الرمضانية والفوانيس المختلفة الحجم والشكل"
التقلية والبسبوسة :
تحدث أديبنا خالد همام في قصته "مسعود في حالة رضا ... " عن التقلية والبسبوسة حيث يقول:"
أراد مسعود أن يودع الخميس الأخير من أكتوبر الطويل بشىء من البهجة والسعادة ...
فجلس يجمع من زملائه مجموعة من النكات وينتقي منها المناسب لنثرها على مسامع أفراد أسرته عند المساء ...
ولمزيد من البهجة مال في طريق عودته على بائع البسبوسة وحمل منه بمقدار قطعة لكل فرد من أفراد بيته ...
رائحة البسبوسة الطازجة انعشت روح المسعود فقال في نفسه:
الليلة ستكون رائعة... فكل مكوناتها جميلة ... مرتب الشهر في جيبي ... وعلبة البسبوسة في يدي ... وتقلية باتعة بالبصل الأحمر والفلفل الحار تنتظرني ..."
البطيخ :
عن الأكلة الشعبية الصيفية المشهورة "البطيخ " يقول الأديب خالد همام في قصته " مسعود في البقعة الحمراء ":جاء الخميس الأوسط من يوليو الساخن وهاهو مسعود يجلس مع نفسه منفردا بورقة بيضاء وراتبه الهزيل بين يديه المرتعشتين يحاول مستميتا أن يضبط قواعد الصرف الشهرية جيدا .....
بعد ساعتين من العناء وتسكين الديون المعتادة للبقال والإيجار وفواتير الماء والكهرباء والعلاج و....
قرر مسعود أن يشتري بالمبلغ المتبقي بطيخة ليدخل على أمه وأبنائه وزوجته الباتعة فرحة الخميس والقبض السعيد
دخل مسعود السوق فإذا بأكوام البطيخ كثيرة وممتدة ؛ فرح مسعود بكثرة المعروض من البطيخ مختلف الأحجام
همس في أذن أحد الباعة متسائلا:
ما شاء الله رقعتنا الزراعية من البطيخ زادت ولا َ إيه ؟
فأجابه البائع ووجهه يعتصر من الألم:
لا يا أفندي ... كل الحكاية إني مفيش بيع وسوق البطيخ نايم
طلب مسعود من البائع أن يختار له بطيخة على ضمانته الشخصية فحظه في اختيار البطيخ كحظه في الحياة قليل ؛ اختار البائع بطيخة لمسعود وأراد شقها بسكينه ولكنَ مسعود رفض حتى تكون باتعة أول من يغرس فيها السكين .... ولعل فرحتهما بالبطيخة الحمراء ( إن شاء الله ) تكون بداية سعيدة وناجحة لليلة الخميس البهية"
المشمش :
يقول الأديب خالد همام عن أكلة المشمش في قصته "مسعود في المشمش" :حمل مسعود كرتونة المشمش وهو يهمهم :
بركاتك يا شيخة باتعة ... حلمك اتحقق والمشمش وصل ويا ترى مين الغايب اللى هيعود ؟
مشروب النعناع :
تحدث الأديب خالد همام عن مشروب النعناع في قصة " مسعود في الحمَام ..."
ما أض مسعود في الحمَام ... عف الإنسان! فلماذا يتجبر وهو مشروع مؤقت في الحياة؟ لماذا يقتل غيره والدنيا من حوله تتسع للجميع؟ لماذا ينهب أقوات الفقراء ورغيف خبز يكفيه ؟
لماذا يكذب ... لماذا يتكبر ... لماذا يفخر؟ وبدايته قطرة خرجت من مجرى البول لتستقر في رحم أنثى ينفث كل شهر حمحم حمراء تستوجب الغسل والطهور! ونهايته جيفة في حفرة لا يرتادها إلا حقير الدود! خرج مسعود من الحمام بعدما استراح جسده وعقله فوجد باتعة ما زالت نائمة فسألها عن كوب النعناع ..."
وختاما :
يمكن القول إن أكثر المأكولات الشعبية التي تحدث عنها الأديب خالد همام في قصصه هما: العدس والفول، ومحشي الكرنب
ومن الفواكه تحدث عن البطيخ والمشمش،والتين والمانجو وتحدث عن المشروبات مثل مشروب "النعناع " المشهور بتهدئة الأعصاب،وا