احماد بوتالوحت - الحذاء.. قصةقصيرة

تذكر الصبي الذي كان يقرفص قبل قليل أمامه، بعد أن بعثر أحشاء صندوقه، وبدأ ينفض الغبار عن حذائه، رفع عينيه عن الجريدة المنشورة أمامه على الطاولة... ألفى حذاءه ممتطيا صهوة الحصان الخشبي منذ أن غاب الصبي - بعد أن اعتذر عن نفاذ علبة "السيراج"، واستأذن في إحضار علبة أخرى - والرجل لم يغير من وضع رجله على حدبة الصندوق٬ وظل ينتظر وهو سارح بين السطور... ولما تذكر غياب الصبي كان الملل قد تسرب إليه، ولم يعد يطيق الانتظار، فبدأ يلف سيور حذائه معتمدا على الصندوق الذي بدأ يصدر في هذه الأثناء تكتكات لم يعرها الرجل فى البداية أي اهتمام٬ لكن استمرارها وإيقاعها ذكره بشيء ما... ولما هم بالقفز بعيدا٬ كان كل شيء قد انتهى... اهتزت أركان المقهى٬ وبعد الارتجاج٬ كان جسم الرجل ذو الوجه المهشم المعالم ممددا تحت حطام الكراسي، والطاولات وغير بعيد عنه٬ شظايا الحدبة الخشبية، ورجل مبتورة داخل حذاء.





* من "الحذاء الذي لم يتسن لي أن أنتعله"
مجموعة قصصية

الطبعة الأولى 2014
منشورات رابطة أقلام احمر

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...