صدور كتاب "ثانوية الإمام مالك بالدار البيضاء في السبعينيات" للباحثين أحمد لعيوني والمصطفى اجماهري

"ثانوية الإمام مالك بالدار البيضاء في السبعينيات. تحولات جيل" هو عنوان كتاب جماعي صدر مؤخرا للباحثين المغربيين أحمد لعيوني والمصطفى اجماهري بالاشتراك مع محمد صوف، حمادي كيروم ومبارك بيداقي. يقع الكتاب في 180 صفحة من القطع المتوسط، وهو يحتوي على ثلاثة عشر شهادة لمجموعة من قدماء القسم الداخلي بالثانوية المذكورة خلال الفترة 1967-77، مرفقة بصور لتلك المرحلة. وقدم للكتاب ذ. عبد اللطيف اليوسفي نائب سابق لوزارة التربية الوطنية بالدار البيضاء الحي المحمدي.



تروم المجموعة التي هيأت هذا الكتاب، فضلا عن إثارة ذكريات المرحلة السبعينية، تدوين وتأريخ حقبة حساسة عرفها التعليم العمومي والمدرسة المغربية معبر عنها من خلال إحساس ووجدان المشاركين الذين عاشوها وعايشوها. من هنا يثير سياق الشهادات مجموعة من الوقائع المجتمعية والثقافية والسياسية، وطنية ودولية، والتي كان لها أثرها على الدار البيضاء، كمدينة تفاعلت فيها مختلف المواقف والتيارات.
كما تحاول شهادات الكتاب أن تكشف مدى الأثر العميق الذي أحدثه انتقال جيل من التلاميذ للدراسة بالدار البيضاء مستفيدين من الأقسام الداخلية، بحيث سيكون هذا الانتقال نقلة نوعية في تشكيل وعيهم الثقافي والسياسي سيما وأن أغلبهم كان قادما من مدن صغيرة وأرياف مختلفة ومن أسر بسيطة ومتواضعة. إذ سيجدون أنفسهم في بيئة أكثر ارتقاء. وهو الأمر الذي سيحدث تغييرا في مسار هؤلاء التلاميذ وفي إنضاج حواسهم الفكرية والثقافية. والدليل هو تعدد الاهتمامات التي تولدت فيما بعد وفتحت أمامهم آفاقا لم يكونوا ليحلموا بها لا على الصعيد الشخصي ولا على الصعيد الوطني والمهني.
وبطبيعة الحال فمذكرات قدماء التلاميذ عن المؤسسات التي درسوا بها من شأنها تنوير المهتمين بتاريخ التعليم العمومي في المغرب وكذا المختصين في قضايا التربية وما يتعلق ببرامج وطرق التعليم والمقررات الدراسية. أما فائدة هذا النوع من الكتابات، على ندرتها، فتتجلى في كونها تشكل مصدرا لتحليل وفهم مسارات التكوين والتعلم ومعرفة الدور الذي قام به الفاعلون في العملية التربوية.
قدم الكتاب الأستاذ عبد اللطيف اليوسفي، النائب السابق لوزارة التربية الوطنية بالدار البيضاء، حيث جاء في كلمته: " إن ثانوية الإمام مالك أنجبت على مدار عمرها، الطويل من العطاء والبذل، كفاءات عالية خدمت وما تزال تخدم وطنها من مواقع مختلفة. مما يدل على أن هذه المؤسسة العمومية العريقة، كمثيلاتها، قامت بأدوارها كاملة في التنشئة والتكوين والتربية والتأهيل، بفضل طاقمي التدريس والإدارة التربوية... إن مؤسساتنا التعليمية العمومية، ومنها ثانوية الإمام مالك، كانت مشتلا خصبا للتوعية السياسية والثقافية والاجتماعية. ففي حضن هذه المؤسسة تعرف عديد من التلاميذ على السينما وأنديتها، وعلى المسرح وفعالياته، وعلى آليات التنشيط وتطبيقاته. وفيها فتح التلاميذ أعينهم على ما يمور في المجتمع من صراعات وديناميات متقاطعة، كان لها الفضل في إنجاب رموز ثقافية وسياسية واجتماعية وإدارية نعتز بها. وهو ما يدل على الدور المركزي لانفتاح المدرسة وتطوير أنشطتها الموازية والمندمجة على السواء".



ساهم في الكتاب الأساتذة : كمال عبد اللطيف، حمادي كيروم، محمد صوف ، مصطفى خولال، محمد راغي، محمد الداهي، محمد عاطفي، الكبير الفضيل، بوشعيب المرجاني، العربي الرباطي، أحمد لحلال، مبارك بيداقي، أحمد لعيوني والمصطفى اجماهري.
تزين الغلاف صورة للمؤسسة تعود لسنة 1965.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...