كثيرة هي الذكريات التي تزاحمت أمام مدخل الذاكرة .. كل شيء يبدو ماثلا وكأنه حدث الآن ....
لماذا لا تنسى تلك الذكريات من عمرها... ثمَّ لماذا تأبى تلك السنوات مغادرتها .. لتتيح لها المجال لدخول معترك حياة جديدة
أن تدلف إلى حياة جديدة فتلك معركة يجب أن لا تعلن عنها إلا حينما تكون على أهبة الاستعداد .. لأنَّها طالما حملت أوزار الهزيمة في كل جولة لها.
كان عليها منذ البدء أن تتَّخذ قراراً حاسماً, بأن تغادر دونما حقائب.
أن تركل تلك الذكريات ....أن تخرج من البوابة الكبرى لحياتهِ..
طالما قررت تغيير واقعها....و حلمت بالخروج من تلك الدوامة, نعم الدوامة التي أ ُسقطت فيها دونما رغبة ...
كل شيء تمَّ حين كانت تغط في سبات مرعب ..!
لم تكن إيماءاتها كافية بالرفض.. فهبَّ ذلك الإعصار وابتلعتها تلك الرمال الناعمة الملمس الموحية برغد الأيام ..!
حين جاءت إليَّ في ذلك اليوم الماطر بغزارة و اقتحمت الدار كما الهرّة الخائفة تأوي......لتضع أشياءها على الأرض دونما ترتيب وتخلع عنها ذلك المعطف الرمادي الذي أخفى كل ما كان يجب أن يختفي من ثياب ممزّقة وجرح على معصمها الأيمن ..
لازلت أذكر تلك النظرة التي رمقتني بها وهي تبتلع ريقها بصعوبة ثم َّ هرولت إلى المدفأة في آخر زاوية للغرفة.. وقالت بصوت يكاد لا يسمع :كم أنا بحاجة إلى الدفء ..؟
تسمّرتُ أمامها أنظر إلى كل نفس ٍ لها .. ثم قلت في قرارة نفسي: ما هذا الدفء الذي جاءت تنشده ....؟
وأيَّ شيء سيدفئها ما دامت تعاني كل ذلك البرد....؟
أن أضمها إلى صدري ربما قوانين البشر لم تعط لي ذلك الحق.. ولم تمنحها تلك الحرية ...
فقط كان عليَّ أن أدثرِّها بغطاء سميك ليقضي على ما كانت تعانيه من برد تسلل إلى عظامها, ثم أسرعتُ إلى المطبخ لأُعدَّ لها كأسا ً من الشاي الساخن يكون دعما ً للغطاء في تدفئتها ....
بعد أن شربت الكثير من الشاي , تنفَّست عميقا ً, ثمَّ أسرعت إلى تلك الأشياء التي رمتها أرضا ً وأحضرتها فتحت تلك الحقيبة البائسة, فاحت منها رائحة ذاكرة عتيقة , ثم غاصت بكلتا يديها في جوف حقيبتها لتخرج منها عقدا ًمن العقيق يتوسطه قلب من العقيق أيضاً تداخلت تدرجات اللون الأحمر لتشكل توليفة ألوان لا مثيل لها, ثم مدت نحوي بكفّيها اللتين احتضنتا العقد وقالت : إليك هذا..هذا فقط كل ما أملكه من ثروة وأقدمها اليوم لك أنت لأني لا أملك من هو أقرب إليَّ منك لأقدمهُ إليه, لأنني راحلة ولا أريد أن يقتنيه هو لأنَّه الوريث الوحيد ....
يكفيه ما أخذه مني حتى الآن ...
(سارا ) تربطني بها علاقة ما .... ذاكرة ما ..... كلانا كان في البدء صامتاً .. لم يخطط لغده ..... وحين جاء هذا الغد كم كان مؤلما ً ومليئا بالمفاجآت ...!
تواطئنا معا في الخفاء, وفي كل رنَّة هاتف حملنا أوجاعا لم يحتملها أيوباً نفسه ..
نلتقي ..... ونلتقي مراراً وفي كل مرّة يشتد ُّما يربطني بها وتقترب مني أكثر حتى وجدتها تحتلني ..... تقبع في جسدي.. تقتات على ذاكرتي ... تفتك بلحظات عمري ... حوَّلتني إلى مثيلها اعتدت ُ عليها في الصباح توقظني بهاتفها, و تغلق دفتر نهاري بآخر قبلة على وجنتيَّ في آخر كل مساء ...
كتبت لأجلهاالكثيرمن القصائد وألفت ُالعديد من القصص,و كل واحدة تبوح بما أكنّه ُ لها ....
وجدت ُ ذاتي تسمو معها وأرتقي بتفكيري ..نبذت ُ ذاكرة أخرى كانت لي وهي كانت لي كل شيء منذ ساعة البدء وحتى آخر الليل..
والآن ما عساي أفعل وقد جاءت تنشد الدفء ....؟
ماذا أقدِّم لها مقابل كل ما قدمته ُ لي فيما مضى ....؟
وذلك العقيق ماذا أفعل به....ثم إلى أين هي راحلة ..... ماذا تنوي ؟
ما القرار الذي توصلت إليه ...؟
هل هو ذلك القرار الذي تحدثت عنه مراراً والذي كان عليها اتخاذه منذ البدء ...
هل استطاعت الآن اتخاذه ..؟
ثم هاهي تمدني بمغلّف كبير كتب عليه:افتحه بعد أسبوع من تاريخ استلامه .
كل هذه الأسئلة لم أجد لها أجوبة ... ساد بيننا صمت .. وبصمتها استسلمت لنوم عميق ..
نظرت إلى وجهها ما زال غضا ..... بريئا ً ..... مليئا ً بالحياة .
وتلك الشفاه الرقيقة مطبقة ً كانت وكأنها أقفلت عنوة على حقائق لا يجوز البوح بها ..؟
رأيت ابتسامة ساخرة تعلو شفتيها, خلتها في البداية نائمة , وحين طال انتظاري لتستيقظ .... ولم تفعل ... أخذتُ أداعب شعرها وأمسّد بيديَّ على وجنتيها علَّها تستيقظ لنحتسي معا قهوتنا المعتادة , ونكمل حديثنا حتى الصباح ....
فإذا بها قد غادرت .. رحلت... بينما الجرح في ساعدها ظلَّ يئن.
* المصدر موقع بنت الرافدين
لماذا لا تنسى تلك الذكريات من عمرها... ثمَّ لماذا تأبى تلك السنوات مغادرتها .. لتتيح لها المجال لدخول معترك حياة جديدة
أن تدلف إلى حياة جديدة فتلك معركة يجب أن لا تعلن عنها إلا حينما تكون على أهبة الاستعداد .. لأنَّها طالما حملت أوزار الهزيمة في كل جولة لها.
كان عليها منذ البدء أن تتَّخذ قراراً حاسماً, بأن تغادر دونما حقائب.
أن تركل تلك الذكريات ....أن تخرج من البوابة الكبرى لحياتهِ..
طالما قررت تغيير واقعها....و حلمت بالخروج من تلك الدوامة, نعم الدوامة التي أ ُسقطت فيها دونما رغبة ...
كل شيء تمَّ حين كانت تغط في سبات مرعب ..!
لم تكن إيماءاتها كافية بالرفض.. فهبَّ ذلك الإعصار وابتلعتها تلك الرمال الناعمة الملمس الموحية برغد الأيام ..!
حين جاءت إليَّ في ذلك اليوم الماطر بغزارة و اقتحمت الدار كما الهرّة الخائفة تأوي......لتضع أشياءها على الأرض دونما ترتيب وتخلع عنها ذلك المعطف الرمادي الذي أخفى كل ما كان يجب أن يختفي من ثياب ممزّقة وجرح على معصمها الأيمن ..
لازلت أذكر تلك النظرة التي رمقتني بها وهي تبتلع ريقها بصعوبة ثم َّ هرولت إلى المدفأة في آخر زاوية للغرفة.. وقالت بصوت يكاد لا يسمع :كم أنا بحاجة إلى الدفء ..؟
تسمّرتُ أمامها أنظر إلى كل نفس ٍ لها .. ثم قلت في قرارة نفسي: ما هذا الدفء الذي جاءت تنشده ....؟
وأيَّ شيء سيدفئها ما دامت تعاني كل ذلك البرد....؟
أن أضمها إلى صدري ربما قوانين البشر لم تعط لي ذلك الحق.. ولم تمنحها تلك الحرية ...
فقط كان عليَّ أن أدثرِّها بغطاء سميك ليقضي على ما كانت تعانيه من برد تسلل إلى عظامها, ثم أسرعتُ إلى المطبخ لأُعدَّ لها كأسا ً من الشاي الساخن يكون دعما ً للغطاء في تدفئتها ....
بعد أن شربت الكثير من الشاي , تنفَّست عميقا ً, ثمَّ أسرعت إلى تلك الأشياء التي رمتها أرضا ً وأحضرتها فتحت تلك الحقيبة البائسة, فاحت منها رائحة ذاكرة عتيقة , ثم غاصت بكلتا يديها في جوف حقيبتها لتخرج منها عقدا ًمن العقيق يتوسطه قلب من العقيق أيضاً تداخلت تدرجات اللون الأحمر لتشكل توليفة ألوان لا مثيل لها, ثم مدت نحوي بكفّيها اللتين احتضنتا العقد وقالت : إليك هذا..هذا فقط كل ما أملكه من ثروة وأقدمها اليوم لك أنت لأني لا أملك من هو أقرب إليَّ منك لأقدمهُ إليه, لأنني راحلة ولا أريد أن يقتنيه هو لأنَّه الوريث الوحيد ....
يكفيه ما أخذه مني حتى الآن ...
(سارا ) تربطني بها علاقة ما .... ذاكرة ما ..... كلانا كان في البدء صامتاً .. لم يخطط لغده ..... وحين جاء هذا الغد كم كان مؤلما ً ومليئا بالمفاجآت ...!
تواطئنا معا في الخفاء, وفي كل رنَّة هاتف حملنا أوجاعا لم يحتملها أيوباً نفسه ..
نلتقي ..... ونلتقي مراراً وفي كل مرّة يشتد ُّما يربطني بها وتقترب مني أكثر حتى وجدتها تحتلني ..... تقبع في جسدي.. تقتات على ذاكرتي ... تفتك بلحظات عمري ... حوَّلتني إلى مثيلها اعتدت ُ عليها في الصباح توقظني بهاتفها, و تغلق دفتر نهاري بآخر قبلة على وجنتيَّ في آخر كل مساء ...
كتبت لأجلهاالكثيرمن القصائد وألفت ُالعديد من القصص,و كل واحدة تبوح بما أكنّه ُ لها ....
وجدت ُ ذاتي تسمو معها وأرتقي بتفكيري ..نبذت ُ ذاكرة أخرى كانت لي وهي كانت لي كل شيء منذ ساعة البدء وحتى آخر الليل..
والآن ما عساي أفعل وقد جاءت تنشد الدفء ....؟
ماذا أقدِّم لها مقابل كل ما قدمته ُ لي فيما مضى ....؟
وذلك العقيق ماذا أفعل به....ثم إلى أين هي راحلة ..... ماذا تنوي ؟
ما القرار الذي توصلت إليه ...؟
هل هو ذلك القرار الذي تحدثت عنه مراراً والذي كان عليها اتخاذه منذ البدء ...
هل استطاعت الآن اتخاذه ..؟
ثم هاهي تمدني بمغلّف كبير كتب عليه:افتحه بعد أسبوع من تاريخ استلامه .
كل هذه الأسئلة لم أجد لها أجوبة ... ساد بيننا صمت .. وبصمتها استسلمت لنوم عميق ..
نظرت إلى وجهها ما زال غضا ..... بريئا ً ..... مليئا ً بالحياة .
وتلك الشفاه الرقيقة مطبقة ً كانت وكأنها أقفلت عنوة على حقائق لا يجوز البوح بها ..؟
رأيت ابتسامة ساخرة تعلو شفتيها, خلتها في البداية نائمة , وحين طال انتظاري لتستيقظ .... ولم تفعل ... أخذتُ أداعب شعرها وأمسّد بيديَّ على وجنتيها علَّها تستيقظ لنحتسي معا قهوتنا المعتادة , ونكمل حديثنا حتى الصباح ....
فإذا بها قد غادرت .. رحلت... بينما الجرح في ساعدها ظلَّ يئن.
* المصدر موقع بنت الرافدين