الشيخ حسن العطار - سَمهَرِيٌّ يَنثني أم غصنُ بان

سَمهَرِيٌّ يَنثني أم غصنُ بان
أم قَوام دونه صبري بَان
صانَ بالعسَّالِ معسولَ اللَّمى
وتَهادَى هادِساً ما أنَا بان
يا مليكَ الحسنِ رِفقا بِشَجٍ
كلَّما حاول كتمَ الشجو بَان
مرجَ البحرينِ فيضاً دمعُه
إذ رأى جفنيهِ لا يلتَقِيان
جاءَ لما جارَ سُلطانُ الهوى
طالبا من عادلِ القَدِّ الأَمان
رُبَّ ساقٍ وهو قاسٍ قلبُه
عِطفُه منذُ أدارَ الكأسَ لان
أهيفٌ ان ماس تيها ورنا
رُحت منهُ بين سيفٍ وسنان
كسَر القلبَ وما كانَ التَقى
فيه من حينِ هواهُ ساكنان
يا نديمي قُم وباكرها وطب
هذه الجنةُ والحور الحسان
وَأَدِر لي بِنتَ كَرم عُتِّقت
نُورها الباهر يحكى البَهرمان
بالنُّهى قد فعلت كاساتُها
فعلَ ابراهيمَ سلطان الزمان
أَسَدُ الهيجاء ضِرغامُ الوغَى
قاصِمُ الأعداء من قاصٍ ودان
فَهو كالشمسِ سمتَ آفاقُها
وسناها كان في كل مكان
فَرعُ أصلٍ قد تسامى في العُلا
وعلا شأنا على رغمٍ لشان
كَم لهُ في السلم من مَرحَمة
وكأيِّن من حُنُوٍّ وحَنان
يَمِّم اليمَّ ورد ما تشتهي
وعلى المورد يا صاح الضَّمان
لم يكن في كل بحر لؤلؤ
إنما اللؤلؤُ في بَحرِ عُمان
حلمُه الروضُ جناه يُجتنى
ويُرجِّى العفوَ فيهِ كُلُّ جان
هِمَم فوق السموات سمت
ومعالٍ دونهن الصعب هان
وحلىً حلَّت وجلَّت غَايةً
أَيُجارى مَن له سَبقُ الرِّهَان
يا عزيزاً لا يُضَاهَى أبَداً
عِزُّهُ يكسُو العِدَا ثوبَ الهوان
كم حروبٍ كشَفت عن ساقِها
خاضَها طِرفُكَ مِطواعَ العِنان
بجيوش شمَّرت عن ساعِدٍ
ما له يومَ نزالٍ من تَوان
هاكَ مِنِّى بنتَ فكر تنجلي
في حُلىٍّ من بديع وبيان
قد أعيذت بشِهاب ثَاقِبٍ
صانَها عن كل شيطان وجان
وبدت من خدرها قائلةٍ
إنَّ وصلي للحبيب الآن آن
وبودي لو ألاقي حُظوةً
منه تَكسوني جلابيب امتنان
فَدُنُوِّي منه غاياتُ المنى
وقَبولي منتهى كل الأمان
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...