ارتقى في الثورة "الشبابية" الدكتور... والصحفيّ... والمُعلِّم ...فأين المهندس الذي سيكمل عقد النخبة ويمضى ويتبعهم ...؟؟
رد نضال المُجعَّب بالحب والشهادة :- أنا... لقد مضوا على عيني...ولقد لايعت الموت أكثر من مرَّة ... كنت كمن يلاعب معشوقته في يوم ربيعيّ على مخمل من زمرد...
نجوْت،وتصديّت،وشاركت في شرف المواجهات أكثر من سنتين،فما نالني رصاصهم...ولا ظفرني قناصهم.. حتى الاسبوع الاخير،عندما إرتقى الستة الثلاثاء قبل الفائت،كان بيني وبين الشهادة لحظة...تجاوزتها ومضيت حتى جاء الخميس...
الخميس الدافئ الذي سطعت شمسه بعد يومين من المطر... المطر الذي حمل لي رسالة أبلغتني أن العموري و الحصري وفاروق ونعيم والسعدي ورعد وعبد الرحمن وزياد وخلوف وطارق ينتظرونك... فمتى تَصْعَدُ اليهم يا مهندس الحالة ...؟؟ ويا عيار المواجهات...؟؟ يا أكثر من أوقد فيها الحطب... وأشعل في آتونها اللهب...
قلت :- لقد إقتربت...وحان الميعاد...لا بد أن أهيأ نفسي...
كان الموعد في قلب جنين الحزينة ...أنت،والشيخ يوسف...بعد أن حلقت شعرك واشتريت ملابس جديدة،وتمشيت في الاسواق،حدثت هذا ولاطفت ذاك،وصلت شارع أبو بكر،ولم تكن تعلم أنهم حشدوا لك نخبة من قتلتهم بعدد الثمانية...جبناء خدَّاعون،تقدموا منك وأطلقوا النار على رأسك المرفوع،فارتقيت،فلم يكتفوا...أصروا على تفجير هذه الهامة التي كانت تقود المجابهات،والتي كانت تزرع في قلوبهم الخوف... حاول الشيخ النجاة لكنهم تبعوه ...وأطلقوا عليه الغل والحقد فارتقى هو أيضا...اشتعل الشارع بالنار...وتدافع المحبون من المخيم والحارات،حاصرتهم قبضات الغضب من كل جانب،فجنَّ جنونهم،وأطلقوا نيران حدقهم كيفا شاء،فركب معكم الصغير الوديع عمر،والصغيّر،وسقط عدد من الجرحى والمصابين،بعضهم لا زال يصارع الموت...أما هُمْ ،فقد هربوا إلى المطعم وتوسدوا بالناس....حتى جاءهم طوق النجاة بقاطرة من المركبات المصفحة...
يا مهندس الحالة،يا سيد الحضور والمقالة،لقد بنيت أنت والسابقون الحكاية،وصغت فصول الرواية،ولم تلتفت للخلف ابدا،لأنك الواثق،بأن كلَّ سطر فيها سيفجِّرُ نهر،وأن كلَّ كلمة فيها ستولِّد جَمّْر،وأن كلَّ قَلّبَةِ صفحة منها ستمحو قهر... لقد رحلت مطمئنا...وأغمضت عينيك براحة تامة...فكلُّ الاطفال والفتيان الذين كنت تداعبهم صباحا وأنت في نوبة الحراسة وهم ذاهبون للمدارس،هم الغضب القادم،واللعنة المستدامة على رأس اعداء الله والوطن،حتى يفنوا ونحيا...ينتهون ونبدأ...يسحقون ونسموا...
قبل أن ينزلوك في الروضة حيث مستقر الجسد طلب احد المشييعين من والدك ان يأذن له بتقبيل حذاءك !!... ففعل.. وقال حريّ بي أن أقبل حذاء من كان يحمي حمانا وشرفنا وبيوتنا وحرماتنا...
أعتقد ان الحر هذا قد دشن لتقليد سام رفيع...تقبيل أحذية الابطال الكرماء الشهداء ستصبح سنة في عادات وتقاليد وقيم الوفاء عند شعبنا،سيحرص عليها ويسعى لها من إستطاع اليها سبيلا...
رد نضال المُجعَّب بالحب والشهادة :- أنا... لقد مضوا على عيني...ولقد لايعت الموت أكثر من مرَّة ... كنت كمن يلاعب معشوقته في يوم ربيعيّ على مخمل من زمرد...
نجوْت،وتصديّت،وشاركت في شرف المواجهات أكثر من سنتين،فما نالني رصاصهم...ولا ظفرني قناصهم.. حتى الاسبوع الاخير،عندما إرتقى الستة الثلاثاء قبل الفائت،كان بيني وبين الشهادة لحظة...تجاوزتها ومضيت حتى جاء الخميس...
الخميس الدافئ الذي سطعت شمسه بعد يومين من المطر... المطر الذي حمل لي رسالة أبلغتني أن العموري و الحصري وفاروق ونعيم والسعدي ورعد وعبد الرحمن وزياد وخلوف وطارق ينتظرونك... فمتى تَصْعَدُ اليهم يا مهندس الحالة ...؟؟ ويا عيار المواجهات...؟؟ يا أكثر من أوقد فيها الحطب... وأشعل في آتونها اللهب...
قلت :- لقد إقتربت...وحان الميعاد...لا بد أن أهيأ نفسي...
كان الموعد في قلب جنين الحزينة ...أنت،والشيخ يوسف...بعد أن حلقت شعرك واشتريت ملابس جديدة،وتمشيت في الاسواق،حدثت هذا ولاطفت ذاك،وصلت شارع أبو بكر،ولم تكن تعلم أنهم حشدوا لك نخبة من قتلتهم بعدد الثمانية...جبناء خدَّاعون،تقدموا منك وأطلقوا النار على رأسك المرفوع،فارتقيت،فلم يكتفوا...أصروا على تفجير هذه الهامة التي كانت تقود المجابهات،والتي كانت تزرع في قلوبهم الخوف... حاول الشيخ النجاة لكنهم تبعوه ...وأطلقوا عليه الغل والحقد فارتقى هو أيضا...اشتعل الشارع بالنار...وتدافع المحبون من المخيم والحارات،حاصرتهم قبضات الغضب من كل جانب،فجنَّ جنونهم،وأطلقوا نيران حدقهم كيفا شاء،فركب معكم الصغير الوديع عمر،والصغيّر،وسقط عدد من الجرحى والمصابين،بعضهم لا زال يصارع الموت...أما هُمْ ،فقد هربوا إلى المطعم وتوسدوا بالناس....حتى جاءهم طوق النجاة بقاطرة من المركبات المصفحة...
يا مهندس الحالة،يا سيد الحضور والمقالة،لقد بنيت أنت والسابقون الحكاية،وصغت فصول الرواية،ولم تلتفت للخلف ابدا،لأنك الواثق،بأن كلَّ سطر فيها سيفجِّرُ نهر،وأن كلَّ كلمة فيها ستولِّد جَمّْر،وأن كلَّ قَلّبَةِ صفحة منها ستمحو قهر... لقد رحلت مطمئنا...وأغمضت عينيك براحة تامة...فكلُّ الاطفال والفتيان الذين كنت تداعبهم صباحا وأنت في نوبة الحراسة وهم ذاهبون للمدارس،هم الغضب القادم،واللعنة المستدامة على رأس اعداء الله والوطن،حتى يفنوا ونحيا...ينتهون ونبدأ...يسحقون ونسموا...
قبل أن ينزلوك في الروضة حيث مستقر الجسد طلب احد المشييعين من والدك ان يأذن له بتقبيل حذاءك !!... ففعل.. وقال حريّ بي أن أقبل حذاء من كان يحمي حمانا وشرفنا وبيوتنا وحرماتنا...
أعتقد ان الحر هذا قد دشن لتقليد سام رفيع...تقبيل أحذية الابطال الكرماء الشهداء ستصبح سنة في عادات وتقاليد وقيم الوفاء عند شعبنا،سيحرص عليها ويسعى لها من إستطاع اليها سبيلا...