استيقظ سمير نجل الشيخ على صوت عبده حزام الحارس في حقول الذرة وهو يصيح :
- يا شيخ عبد العزيز قم يا شيخ .
استقبله سمير بغضب :
- ايش حصل ؟!
- قتلته
- قتلت من ؟ الله لا صبحك من صباح الصبح .
- قتلت الوحش.
جحظت عينا نجل الشيخ وشحب وجهه وهمس :
- اصصصصه اسكت ولا كلمة ، الشيخ راقد.
وأضاف :
- هل علم أحد بما حدث ؟
- لا لم يعلم أحد ، أنا فقط جئت أبشر الشيخ .
- انتظر سأذهب معك لرؤيته .
ليس ثيابه على عجل وحمل سلاحه ومضوا سريعا نحو الحقل ، قاده نحو جثة الوحش ، تراجع نجل الشيخ من الخوف عندما رأى الوحش مقتولا وجف ريقه لكنه تماسك ، وبسرعة أخرج من جيبه 100 ريال ودسها في جيب عبده حزام قائلا :
- من قتل الوحش ؟
- أنا قتلته ، وبسبع رصاصات يا شيخ .
ضحك نجل الشيخ ساخرا ، ثم دس في جيب عبده حزام 100 ريال أخرى وسأله مجددا :
- من قتل الوحش يا عبده حزام ؟!
فهم الحارس أخيرا فقال :
- أنت قتلته يا شيخ سمير .
ابتسم نجل الشيخ قائلا :
- كلمة كذا والا كذا ستخسر الأرض التي أعطاها الوالد لك لتزرعها .
- سرك في بير يا شيخ سمير .
- وأنا بنفسي سأشرفك اليوم ، وأتناول الفطور في منزلك .
لم يصدق عبده حزام ما سمعه فأسرع إلى منزله يعد الفطور ويجهز المكان لاستقبال نجل الشيخ .
ومضى نجل الشيخ وقد شمخ بأنفه يمشي متبخترا كأنه إمبراطور عاد للتو من معركة كبرى انتصر فيها.
بعد أن تناول نجل الشيخ الفطور في منزل عبده حزام عاد مع ثلاثة من أولاد الفلاح الذين قاموا بجر جثة الوحش إلى السوق ، ولم تمض سوى ساعة حتى تجمع الناس وتجمهر الأطفال الذين كانوا في طريقهم إلى المدرسة ، والكل يشيد بشجاعة الشيخ سمير الذي قتل الوحش .
وفي المدرسة قال المدرس المصري ربيع الدسوقي لزملائه المدرسين :
- الناس بتجري على السوق بيقولوا ابن الشيخ قتل وحش كبير أوي .
وأضاف :
- ما تيجوا نشوف زي الناس.
وشعر نجل الشيخ بأنه يطير في الفضاء من التيه ، وأن كلام الناس قد أنبت له أجنحة .
وحين صافحه المدرسون المصريون سألهم :
- عمركم شفتوا وحش مثل هذا ؟
قال الأستاذ ربيع :
- أنا شفت وحوش كتير في حدائق الحيوانات عندنا بس عمري ما شفت وحش كبير زي ده .
وأضاف :
- دا ديناصور يا جدع ، عموما مبروك تهانينا ليك على البطولة الكبيرة ، أنت لو كنت في مصر كانت أخبارك في الجرائد والإذاعة والتلفزيون ، وكان المحافظ بنفسه يكرمك بوسام الشجاعة .
هز نجل الشيخ رأسه قائلا :
- مشكلتنا أننا هنا في قرية نائية في اليمن لو تفعل ما فعلت لن يعلم العالم بجهودك .
وتكريما للمدرسين والكلام الذي قالوه بحقه دعاهم نجل الشيخ للغداء في منزل والده.
بحث نجل الشيخ عن شقيقه الأصغر كريم حتى وجده فسحبه بعيدا عن الناس ودس في جيبه 20 ريال قائلا :
- تحرك إلى بيت عايض يحيى وقل لهم :
- سمير أخي قتل الوحش تعالوا للسوق اتفرجوا عليه مثل الناس .
- المهم احرص على أن تسمعك ياسمين .
ابتسم الطفل بخبث قائلا :
- فهمتك يا عاشق .
غمزه وهو يبتسم قائلا :
- تعجبني يا شاطر .
وانتظر سمير قدوم ياسمين والبنات ليتفرجن على الوحش الذي قتله لكنها لم تأت فتوعد شقيقه وهمس في سره :
- والله ما تفوت لك يا كريم شكلك رحت الدكان ونسيت المهمة .
وطمأن نفسه :
- مؤكد ياسمين ستعلم بما حدث .
وأقام وليمة كبيرة بهذه المناسبة ، وفي المقيل كان سمير يتحدث وقد انصت الناس :
- البارحة لم استطع النوم ، جاءني قلق غريب ، أخذت سلاحي وخرجت إلى الحقل ، بقيت أطوف بالحقل في ضوء القمر ، وفجأة لمحت الوحش ، في البداية ظننت أنه حمار عبده حزام ثم اقتربت منه فعرفت أنه الوحش وعلى طول قاح قاح ، حاول يفر لكني تبعته وقاح قاح أطلقت عليه سبع رصاصات حتى سقط على الأرض .
صاح الأستاذ ربيع :
- الله عليك يا بطل ، دا أنا جسمي اقشعر يا جماعة من كلام الشيخ سمير ، أما لو شفت الوحش دا حي حموت من الخوف .
ولأيام لم يكن للقرية من حديث سوى قتل الشيخ سمير للوحش ، وتفاخرت ياسمين بحبيبها البطل ، ولم تستطع كتمان حب نجل الشيخ لها ، فأعلنت أمام النساء في مورد الماء :
- الشيخ سمير يحبني وسيأتي قريبا ليخطبني .
ومضت الأيام ، ونسي الناس مقتل الوحش ، وجرفت السيول جثته ، وفي عيد الأضحى أراد نجل الشيخ الظهور ببطولة جديدة فذهب إلى عبده حزام :
- عبده حزام أريدك في خدمة
- رقبتي يا شيخ أنت تأمر
- في صباح العيد سنجتمع كلنا نتنصع ( إطلاق النار على هدف محدد ) سنضع هذه المرة علبة سيجارة ونلصقها بقوة .. قاطعه :
- تمام وبعدين ؟
- أنت اختفي بين الشجر واستعد ولما يجي دوري في إطلاق النار سأقول : 1 2 3 وعندما تسمع 1 اضرب على الهدف ، اتفقنا ؟
- اتفقنا
- خذ هذه 200 ريال مصروف العيد .
في صباح العيد وبعد الصلاة تجمع أعيان البلاد كلها للسلام على الشيخ ، وبعد تناول الفطور وشرب القهوة ناداهم سمير :
- تعالوا الساحة نتنصع .
كان الهدف بعيدا وفشل الكل في إصابته ولما تقدم الشيخ سمير قاتل الوحش وصوب سلاحه باتجاه الهدف تطلعت العيون كلها نحو الهدف .
- 1 2 3
ودوت الرصاصة وتطايرت علبة السيجارة وصاح الشيخ :
- ما شاء الله ، الله أكبر ، صلوا على النبي .
وكبر الناس وصلوا على النبي .
وعاد الجميع باتجاه ديوان الشيخ يتقدمهم سمير مزهوا كأنه قائد الجيوش ، وجاء عبده حزام فصافح الشيخ الذي قال له :
- ما أدري لو جئت وقت النصع هل كنت ستصيب الهدف كما كنت تفعل زمان أو قد شيبت وراحت عليك ؟!
ضحك سمير قائلا :
- لكل زمان دولة ورجال .
وأضاف :
- عبده حزام راحت عليه خلاص يا الله بحسن الختام .
وشعر عبده حزام بالإهانة البالغة فصاح بسمير :
- لا والله ما راحت علي وأنت عارف .
وتجمد سمير في مكانه كأنه تمثال وتطلع الناس كلهم باتجاه عبده حزام الذي أخرج نقود سمير ورماها على الأرض قائلا :
- أنا من قتل الوحش ، وأنا من أصاب الهدف ، وهذه فلوسك ، ولو كنت رجلا الان نخرج للساحة ، ولو أصبت خروف مش علبة سيجارة أنا أهجرك بثوري وبقرتي .
وسقط سمير مغشيا عليه فيما صاح عبده حزام :
- أرضك طالق يا شيخ من اليوم ورزقي على الله.
وغادر المجلس فتطلع الجميع إليه فرأوه عملاقا فيما تضاءل الشيخ ونجله في أعينهم حتى صاروا كالأقزام .
*****
- يا شيخ عبد العزيز قم يا شيخ .
استقبله سمير بغضب :
- ايش حصل ؟!
- قتلته
- قتلت من ؟ الله لا صبحك من صباح الصبح .
- قتلت الوحش.
جحظت عينا نجل الشيخ وشحب وجهه وهمس :
- اصصصصه اسكت ولا كلمة ، الشيخ راقد.
وأضاف :
- هل علم أحد بما حدث ؟
- لا لم يعلم أحد ، أنا فقط جئت أبشر الشيخ .
- انتظر سأذهب معك لرؤيته .
ليس ثيابه على عجل وحمل سلاحه ومضوا سريعا نحو الحقل ، قاده نحو جثة الوحش ، تراجع نجل الشيخ من الخوف عندما رأى الوحش مقتولا وجف ريقه لكنه تماسك ، وبسرعة أخرج من جيبه 100 ريال ودسها في جيب عبده حزام قائلا :
- من قتل الوحش ؟
- أنا قتلته ، وبسبع رصاصات يا شيخ .
ضحك نجل الشيخ ساخرا ، ثم دس في جيب عبده حزام 100 ريال أخرى وسأله مجددا :
- من قتل الوحش يا عبده حزام ؟!
فهم الحارس أخيرا فقال :
- أنت قتلته يا شيخ سمير .
ابتسم نجل الشيخ قائلا :
- كلمة كذا والا كذا ستخسر الأرض التي أعطاها الوالد لك لتزرعها .
- سرك في بير يا شيخ سمير .
- وأنا بنفسي سأشرفك اليوم ، وأتناول الفطور في منزلك .
لم يصدق عبده حزام ما سمعه فأسرع إلى منزله يعد الفطور ويجهز المكان لاستقبال نجل الشيخ .
ومضى نجل الشيخ وقد شمخ بأنفه يمشي متبخترا كأنه إمبراطور عاد للتو من معركة كبرى انتصر فيها.
بعد أن تناول نجل الشيخ الفطور في منزل عبده حزام عاد مع ثلاثة من أولاد الفلاح الذين قاموا بجر جثة الوحش إلى السوق ، ولم تمض سوى ساعة حتى تجمع الناس وتجمهر الأطفال الذين كانوا في طريقهم إلى المدرسة ، والكل يشيد بشجاعة الشيخ سمير الذي قتل الوحش .
وفي المدرسة قال المدرس المصري ربيع الدسوقي لزملائه المدرسين :
- الناس بتجري على السوق بيقولوا ابن الشيخ قتل وحش كبير أوي .
وأضاف :
- ما تيجوا نشوف زي الناس.
وشعر نجل الشيخ بأنه يطير في الفضاء من التيه ، وأن كلام الناس قد أنبت له أجنحة .
وحين صافحه المدرسون المصريون سألهم :
- عمركم شفتوا وحش مثل هذا ؟
قال الأستاذ ربيع :
- أنا شفت وحوش كتير في حدائق الحيوانات عندنا بس عمري ما شفت وحش كبير زي ده .
وأضاف :
- دا ديناصور يا جدع ، عموما مبروك تهانينا ليك على البطولة الكبيرة ، أنت لو كنت في مصر كانت أخبارك في الجرائد والإذاعة والتلفزيون ، وكان المحافظ بنفسه يكرمك بوسام الشجاعة .
هز نجل الشيخ رأسه قائلا :
- مشكلتنا أننا هنا في قرية نائية في اليمن لو تفعل ما فعلت لن يعلم العالم بجهودك .
وتكريما للمدرسين والكلام الذي قالوه بحقه دعاهم نجل الشيخ للغداء في منزل والده.
بحث نجل الشيخ عن شقيقه الأصغر كريم حتى وجده فسحبه بعيدا عن الناس ودس في جيبه 20 ريال قائلا :
- تحرك إلى بيت عايض يحيى وقل لهم :
- سمير أخي قتل الوحش تعالوا للسوق اتفرجوا عليه مثل الناس .
- المهم احرص على أن تسمعك ياسمين .
ابتسم الطفل بخبث قائلا :
- فهمتك يا عاشق .
غمزه وهو يبتسم قائلا :
- تعجبني يا شاطر .
وانتظر سمير قدوم ياسمين والبنات ليتفرجن على الوحش الذي قتله لكنها لم تأت فتوعد شقيقه وهمس في سره :
- والله ما تفوت لك يا كريم شكلك رحت الدكان ونسيت المهمة .
وطمأن نفسه :
- مؤكد ياسمين ستعلم بما حدث .
وأقام وليمة كبيرة بهذه المناسبة ، وفي المقيل كان سمير يتحدث وقد انصت الناس :
- البارحة لم استطع النوم ، جاءني قلق غريب ، أخذت سلاحي وخرجت إلى الحقل ، بقيت أطوف بالحقل في ضوء القمر ، وفجأة لمحت الوحش ، في البداية ظننت أنه حمار عبده حزام ثم اقتربت منه فعرفت أنه الوحش وعلى طول قاح قاح ، حاول يفر لكني تبعته وقاح قاح أطلقت عليه سبع رصاصات حتى سقط على الأرض .
صاح الأستاذ ربيع :
- الله عليك يا بطل ، دا أنا جسمي اقشعر يا جماعة من كلام الشيخ سمير ، أما لو شفت الوحش دا حي حموت من الخوف .
ولأيام لم يكن للقرية من حديث سوى قتل الشيخ سمير للوحش ، وتفاخرت ياسمين بحبيبها البطل ، ولم تستطع كتمان حب نجل الشيخ لها ، فأعلنت أمام النساء في مورد الماء :
- الشيخ سمير يحبني وسيأتي قريبا ليخطبني .
ومضت الأيام ، ونسي الناس مقتل الوحش ، وجرفت السيول جثته ، وفي عيد الأضحى أراد نجل الشيخ الظهور ببطولة جديدة فذهب إلى عبده حزام :
- عبده حزام أريدك في خدمة
- رقبتي يا شيخ أنت تأمر
- في صباح العيد سنجتمع كلنا نتنصع ( إطلاق النار على هدف محدد ) سنضع هذه المرة علبة سيجارة ونلصقها بقوة .. قاطعه :
- تمام وبعدين ؟
- أنت اختفي بين الشجر واستعد ولما يجي دوري في إطلاق النار سأقول : 1 2 3 وعندما تسمع 1 اضرب على الهدف ، اتفقنا ؟
- اتفقنا
- خذ هذه 200 ريال مصروف العيد .
في صباح العيد وبعد الصلاة تجمع أعيان البلاد كلها للسلام على الشيخ ، وبعد تناول الفطور وشرب القهوة ناداهم سمير :
- تعالوا الساحة نتنصع .
كان الهدف بعيدا وفشل الكل في إصابته ولما تقدم الشيخ سمير قاتل الوحش وصوب سلاحه باتجاه الهدف تطلعت العيون كلها نحو الهدف .
- 1 2 3
ودوت الرصاصة وتطايرت علبة السيجارة وصاح الشيخ :
- ما شاء الله ، الله أكبر ، صلوا على النبي .
وكبر الناس وصلوا على النبي .
وعاد الجميع باتجاه ديوان الشيخ يتقدمهم سمير مزهوا كأنه قائد الجيوش ، وجاء عبده حزام فصافح الشيخ الذي قال له :
- ما أدري لو جئت وقت النصع هل كنت ستصيب الهدف كما كنت تفعل زمان أو قد شيبت وراحت عليك ؟!
ضحك سمير قائلا :
- لكل زمان دولة ورجال .
وأضاف :
- عبده حزام راحت عليه خلاص يا الله بحسن الختام .
وشعر عبده حزام بالإهانة البالغة فصاح بسمير :
- لا والله ما راحت علي وأنت عارف .
وتجمد سمير في مكانه كأنه تمثال وتطلع الناس كلهم باتجاه عبده حزام الذي أخرج نقود سمير ورماها على الأرض قائلا :
- أنا من قتل الوحش ، وأنا من أصاب الهدف ، وهذه فلوسك ، ولو كنت رجلا الان نخرج للساحة ، ولو أصبت خروف مش علبة سيجارة أنا أهجرك بثوري وبقرتي .
وسقط سمير مغشيا عليه فيما صاح عبده حزام :
- أرضك طالق يا شيخ من اليوم ورزقي على الله.
وغادر المجلس فتطلع الجميع إليه فرأوه عملاقا فيما تضاءل الشيخ ونجله في أعينهم حتى صاروا كالأقزام .
*****