كان مما أثار بعض الواردين على المغرب أنواع الرياضة التي يتعاطاها المغاربة الذين عرفوا مختلف أنواع الرياضة منذ تاريخ موغل في القدم .
و قد كان في أبرز ما تحدث عنه الأجانب من أنواع الممارسات الرياضية لعبُ الكرة بما فيها من ضروب وأشكال :
وقد وردت بالفعل إشارات لولوع المغاربة بالكرة ، إلى جانب ولوعهم بالمسلّيات الأخرى .
وهكذا فعلى نحو عمرو بن كلثوم في قوله بمعلقته :
يُدهدون الرؤوس كما تدهدي & حزاورة بأبطحها الكُرِينا !
وعلى ذلك النحو قال الشاعر المغربي الدغدوغي وهو يصف موقعة وادي المخازن :
وهامّهم مثل الكُرين وقد غدت & سنابكُ خيل الله مثلُ المهاجن !
ولم يكن غريبا أن نقرأ عن اهتمام المغاربة وهم يدرسون في جملة ما يدرسون في معاهدهم القديمة : " رأي الشرع في المسابقات ….. "
وقد ظهر من التآليف الممتعة التي تحدثت عن الكرة عام 1139ه / 1727م مصنف يحمل عنوان " مختصر الأفارد لزَنُّون التازي " خصص فيه فصلا على حدة للكلام عن الكرة ، كتبه بنفس الأسلوب الذي حرر به الشيخ خليل مختصره المشهور في الفقه المالكي ، تحدث زَنُّون عن كيفية الكرة ووقت لعبها وشروطه وطريقته وشروط النعل الذي يلعب به ! وآداب النظارة وما يصحبها من حمل قبّس من نار على نحو ما نسمع اليوم من شعلة الألعاب الاولمبية ! قال زَنُّون :
" الكرة : جلدٌمستدير خُرز إلخ …….
وقد ألَّف المغاربة عن آداب الكرة حتى في الشعر فقد قال المساري وقد لاحظ ما يقع من الصِّدام والصراع بسببها :
ولعب الكرة ليس مذهبي & إذ فيه للقتال أقوى سببِ !
يدنس المروءة الحصينة & ويطر الوقار والسكينة !
فما رأيت فيه شيء يحمد & فترك فعله لدي أحمد !
وقد علق الشيخ البلغيثي على هذا الشعر بأن لعب الكرة جائز بشرطين ، الأول : أن يكون بغير قِمار ، والثاني أن يقصد به التدرب على الجهاز والرياضة ، قال : ويدخل حُكمها في قول خليل في باب المسابقة …
وقد ورد فيها لغز للأديب المغربي اليالصوني:
ومظلومةٍ والناس طبعا تُحبها & ويلقون في تحصيلها أعظمُ الكدِّ
ولكنهم مهما تُنِلهم وصالها & يجازونها بالبعد عنهم وبالطّرد !!
وعلاوة على ماتحدثت به كتب التاريخ المغربي المكتوبة باللغات الأوروبية عن مباريات المصارعة التي كانت تجرى بين الأبطال المغاربة وجيرانهم من البرتغاليين في الجديدة مثلا….. فقد تحدث عدد من الكتاب الأوروبيين الذين زاروا المغرب ، عن لعب الكرة في هذه الديار بل ووضعوا رسوما ولوحات لبعض تلك المشاهد على نحو ما فعله إِيدْمُونْضُودُو أميسيس في كتاب بعنوان المغرب Le Maroc ص 62.
وقد أفاض أحدهم دوطي Doutté في كتابه " مراكش " في ذكر الطرق المتبعة في المغرب لتأدية هذا النوع من الرياضة مما يشبه مايعرف قديما بفرنسا : قذف بالرجل " Soule Au pied " التي أصبحت تحمل إسماً جديداً هو " الفوط بول Foot Ball " ، وقد ذكر طريقة ثانية تعتمد السيطرة على الكرة بواسطة صولجان ، أي عصى معقوفة الرأس " Soule à La Crosse " وهذه اللعبة كانت معروفة بفرنسا وانتقلت إلى الكانادا ، على أن هناك طريقة ثالثة للعب الكرة في المغرب تعتمد على القذف بها في الهواء …. وهذه الطريقة تعتمد على شخصين اثنين وليس على فرقتين .
مقال عن تاريخ لعبة كرة القدم بالمغرب اعتمادا على مراجع أكاديمية ، كتاب le Maroc للمؤرخ والكاتب
الإيطالي d'Edmondo d'Amicis
والمجلد الثاني للمؤرخ عبدالهادي التازي رحمه الله التاريخ الديبلوماسي
للمغرب
* من محاضرة للدكتور عبدالهادي التازي رحمه الله بمناسبة انعقاد الدورة التاسعة لألعاب البحر الأبيض المتوسط الدارالبيضاء 1983.
و قد كان في أبرز ما تحدث عنه الأجانب من أنواع الممارسات الرياضية لعبُ الكرة بما فيها من ضروب وأشكال :
وقد وردت بالفعل إشارات لولوع المغاربة بالكرة ، إلى جانب ولوعهم بالمسلّيات الأخرى .
وهكذا فعلى نحو عمرو بن كلثوم في قوله بمعلقته :
يُدهدون الرؤوس كما تدهدي & حزاورة بأبطحها الكُرِينا !
وعلى ذلك النحو قال الشاعر المغربي الدغدوغي وهو يصف موقعة وادي المخازن :
وهامّهم مثل الكُرين وقد غدت & سنابكُ خيل الله مثلُ المهاجن !
ولم يكن غريبا أن نقرأ عن اهتمام المغاربة وهم يدرسون في جملة ما يدرسون في معاهدهم القديمة : " رأي الشرع في المسابقات ….. "
وقد ظهر من التآليف الممتعة التي تحدثت عن الكرة عام 1139ه / 1727م مصنف يحمل عنوان " مختصر الأفارد لزَنُّون التازي " خصص فيه فصلا على حدة للكلام عن الكرة ، كتبه بنفس الأسلوب الذي حرر به الشيخ خليل مختصره المشهور في الفقه المالكي ، تحدث زَنُّون عن كيفية الكرة ووقت لعبها وشروطه وطريقته وشروط النعل الذي يلعب به ! وآداب النظارة وما يصحبها من حمل قبّس من نار على نحو ما نسمع اليوم من شعلة الألعاب الاولمبية ! قال زَنُّون :
" الكرة : جلدٌمستدير خُرز إلخ …….
وقد ألَّف المغاربة عن آداب الكرة حتى في الشعر فقد قال المساري وقد لاحظ ما يقع من الصِّدام والصراع بسببها :
ولعب الكرة ليس مذهبي & إذ فيه للقتال أقوى سببِ !
يدنس المروءة الحصينة & ويطر الوقار والسكينة !
فما رأيت فيه شيء يحمد & فترك فعله لدي أحمد !
وقد علق الشيخ البلغيثي على هذا الشعر بأن لعب الكرة جائز بشرطين ، الأول : أن يكون بغير قِمار ، والثاني أن يقصد به التدرب على الجهاز والرياضة ، قال : ويدخل حُكمها في قول خليل في باب المسابقة …
وقد ورد فيها لغز للأديب المغربي اليالصوني:
ومظلومةٍ والناس طبعا تُحبها & ويلقون في تحصيلها أعظمُ الكدِّ
ولكنهم مهما تُنِلهم وصالها & يجازونها بالبعد عنهم وبالطّرد !!
وعلاوة على ماتحدثت به كتب التاريخ المغربي المكتوبة باللغات الأوروبية عن مباريات المصارعة التي كانت تجرى بين الأبطال المغاربة وجيرانهم من البرتغاليين في الجديدة مثلا….. فقد تحدث عدد من الكتاب الأوروبيين الذين زاروا المغرب ، عن لعب الكرة في هذه الديار بل ووضعوا رسوما ولوحات لبعض تلك المشاهد على نحو ما فعله إِيدْمُونْضُودُو أميسيس في كتاب بعنوان المغرب Le Maroc ص 62.
وقد أفاض أحدهم دوطي Doutté في كتابه " مراكش " في ذكر الطرق المتبعة في المغرب لتأدية هذا النوع من الرياضة مما يشبه مايعرف قديما بفرنسا : قذف بالرجل " Soule Au pied " التي أصبحت تحمل إسماً جديداً هو " الفوط بول Foot Ball " ، وقد ذكر طريقة ثانية تعتمد السيطرة على الكرة بواسطة صولجان ، أي عصى معقوفة الرأس " Soule à La Crosse " وهذه اللعبة كانت معروفة بفرنسا وانتقلت إلى الكانادا ، على أن هناك طريقة ثالثة للعب الكرة في المغرب تعتمد على القذف بها في الهواء …. وهذه الطريقة تعتمد على شخصين اثنين وليس على فرقتين .
مقال عن تاريخ لعبة كرة القدم بالمغرب اعتمادا على مراجع أكاديمية ، كتاب le Maroc للمؤرخ والكاتب
الإيطالي d'Edmondo d'Amicis
والمجلد الثاني للمؤرخ عبدالهادي التازي رحمه الله التاريخ الديبلوماسي
للمغرب
* من محاضرة للدكتور عبدالهادي التازي رحمه الله بمناسبة انعقاد الدورة التاسعة لألعاب البحر الأبيض المتوسط الدارالبيضاء 1983.