رسائل الأدباء رسالتان وبطاقات بريدية من الكاتب والصحفي الأردني نزار الهنداوي إلى نقوس المهدي

هاتان الرسالتان وثيقتان تاريخيتان، وهي مما تبقى لدي من عشرات الخطابات، التي أتلفتها ايام الخمسين سنة الفائتات، وارتوى الورق بحبرها، مع الصحفي والمثقف الوسيم الأردني الأسير نزار نواف منصور الهنداوي الذي أدين بأثقل عقوبة حبسية في تاريخ بريطانيا (45 سنة)، بتهمة محاولة تفجير طائرة العال بمطار هيترو، والتي عرفت بــ (قضية نزار الهنداوي)..
هو هكذا، كان صديقي نزار الهنداوي يتمتع بثقافة واسعة، وأخلاق تتسم بالطيبة والرقة، وحس عروبي أصيل وعميق، وروح ثورية ووطنية عالية تطفح حبا وعشقا لفلسطين، ولقضايا التحرر العربي والعالمي.. إنسان مؤمن بعقيدة الصداقة الأخوية، ووفي لشريعة المبادئ الإنسانية..
وعلاوة على فضيلة الرسائل الأدبية، والتعامل معها بقدسية، ولكتابتها طقوس معلومة، فهي وسيلة للتواصل، ووثائق تاريخية، ونفثات روحانية، وخلجات روحية، وقصائد بصرية، وسير ذاتية، وتجارب حياتية، واعتراف، وبوح حميمي، وتواصل، وإخبار، ومكاشفات اخوانية، وخزائن أسرار، وتحف فنية وفكرية لا تضاهى، ولا ارى حجة وجيهة لم يخجل البعض من نشرها، بينما يلجأ آخرون الى تمزيقها او إتلافها والتخلص منها بسهولة، برغم ما تحمله من جماليات، وما تردده من صدى الذكريات..
يرحل الطيبون ويبقى أثرهم راسخا موشوما في الذاكرة الخؤون..
يقول الصديق نزار الهنداوي في احدى البطاقات حينما كانت للرسالة رسالة ومعنى وشوق وانتظار مرور ساعي البريد، بعد التحية والبسملة،
[عزيزي وأخي المحترم ناقوس المهدي
إن الحياة حلم، وهي زهرة لا بد من ذبولها.. وهي غيمة لا بد من زوالها.. وهي أغنية لا بد من نهايتها........!!
فمن بقايا الحلم ذكرى.. وبقايا الزهرة رائحة.. وبقايا الغيمة مطر... وبقايا المطر الخير والبركة... وبقايا الأغنية صدى الصوت، وذكريات الكلمات.. من هنا تكون الحياة ذكرى.. ارجو ان تضم هذه الصورة لذكرياتك، وان تكون من صفحات ذكرياتك، الجميلة.. لان الذكرى ناقوس يدق في عالم النسيان
فلذكرى ان عز اللقاء

اخوكم نزار الهنداوي
12/18/73]
.......