لبنى المانوزي - تحت مخدة الكون

في البدء كانت الصحراء تتلعثم
وكنت بقدمين حافيتين
أجر العطش
بين قرن وقرن
كانت القافلة تصاب بالحمى
والجراب تنضح بسلالات عمياء
1
أيها الوثن المعلق
كقرط أعمى
القرنفلة الجاثمة
عند باب الكون
تنفض قيامتك
2
الثمار القليلة الظل
لم يعمدها أحد
:
ظل قطيعها ساكنا
ثملا بالصوف
3
بين ساعدي جراد اسمنتي
يتقافز
لغة مشوهة بخشب صدئ
شهوة ميتة
نافذتي
4
بمعاول رطبة
ينحتون اللغة
هؤلاء الصاعدون من الماء
:
يلتحفون الليل
صوب الشك الأول
يتجهون
الأتربة شقاء خالد
يزحف حول فراشاتهم
6
شمس الماء لسعة رحيمة
بعشي
تفتحني على العالم
7
ضيق أصبعك أيها العراف
لم يعد يأتي منه سقف
ولا مركب
8
اكتمال القبو
في دفاتر الريح
مرهون بفراشة
10
الرؤية المحدودبة
التي تشاكس قدمي
قبل الهبوط الأول
اكتشاف
11
عن هلوسة ضوئية
تخرش جلدي
كلمت قط الماء
طليت القرميد بتعويذة الحفاء
هطلت غزالات شبيه باطنها
بظاهري
12
من نفس النقطة
يبدأ كل شيء
يتحول ثم يتداعى
كجناح حكمة لقيطة
13
أيتها التنبؤات المثقلة كاهلي بالعتاقة
صهاريجك منطفئة
لا تصغي لقدمي
14
يا وردة الآجور العتيقة
لازلت أذكر ما أملته يقظتك
على قدمي
الماء صار حظي المقدس
وتجديفي نظرة ثاقبة
تتجاذبها الحيتان
16
أيها الجدار الورقي
أسنان فطنتك
ذبلت
17
الحافة تنبض بمعنى
قدمك تتلوه
ولا تسقط
18
العتبة فيض العلو
بين الرؤية والغموض
19
التجعيدة قول
غير دال
على معنى الرحلة
20
السماء كأس
الأصابع زبد
21
الطنين يفتحني على المجرة
ويغلق صوتي
نيلوفرة تنقر عيني
فتزيد لوحي إبصارا
22
في المهب الضئيل
لغة تقشرني
قدمي ناقصة
لم تشهد غارات المعنى
أضلعي تعلمت التفاني
من أجل ريشة
و..شفتي لوح معقوف
25
البياض يغري أنثاه
بسقف البلور
فلا تعده ببئر
هو المهاجر
من ماء صوب ماء
26
الذاكرة مضيئة بنقصانها
27
خرس عميق يصيبك
وأنت تتدلى إلى حافة تعيد إليك توازن المجرة
ينكمش المعنى في غصن ساقك
دودة الحبر
تناص كوني
مع دال تنسجه عين عمياء.
28
مجرى اللبن في العيون السوداء
يعد بنطفة صغيرة
لن تقايضها الأعشاش
بذهب المعابد


=================
* من ديوان شعر للشاعرة لبنى المانوزي
صدر سنة2009 عن بيت الشعر في المغرب

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...