كانت السماء تمطر ، والبحر يقذف ، والبر يتلقى ويرسل ويوجه ، والعالم مقسم إلى فريقين : فريق (لطق الحنك) ، والآخر : (لطق التنك) , وطريقي غير واضح ، والوحشة والخوف أفزعاني بالطول اللامنتهي للطريق . لكني مشيته ، بكل ما فيها من هلع وخوف وترقب . في منتصف الطريق أوقفني جدار رأيته يكاد ينقض ، ظننت أني سأجد في ظله الأمان لسيري المرتعب ، فوجدت عصفوراً ضم رأسه تحت جناحه قد سبقني بالاختباء محتمياً في شق من شقوقه المكشوفة . أجبرني الخوف على حمل العصفور , ومضيت أبحث وهو غافلٌ لا يشعر بشيء بين يدي , عن مكان نحس فيه بالأمان . وجدت المكان الآمن , فأخرج رأسه من تحت جناحه . نظر إليّ بحيرة , أعقبها سريعاً بنظرة فزع ملأ بها وبجناحيه المكان . بعد لحظات ثقيلة مرت علينا من قلة الاستقرار ، هدأ , وبنى (ظناً منه) عشاً مؤقتاً في المكان الذي شعرنا فيه بالأمان . أحس العصفور بالدفء والأمان فراح يغرد كل صباح بالشوق والحنين للعودة إلى عشه القديم , وحبسني تغريده في قفص انتظار شروق الشمس التي تشعرني مثله بالدفء والأمان.
* نقلا عن نادي القصة السعودي
* نقلا عن نادي القصة السعودي