أبناء الجيلين الاول والثاني يتذكرون بوافر من الاحترام والمحبة صالح العتابي.. إنسان طيب إلى أبعد تصور، مرح، خفيف الظل، ذو صوت أجش معه بحة دائمة، كان يقطن بالفيلاج الفوقاني على حدود الفضاء الفاصل بين المجموعتين السكنيتين اليمنى واليسرى صعودا، أوقربيلا ليس اسمه، لكن شعاره في الحياة، وفي العمل، لازمه جراء مواقفه النضالية تحت لواء الاتحاد المغربي للشغل ببداية الستينيات ، وتأليبه على الاضرابات العمالية والانخراط فيها بكل حماس وإقدام، قل نظيره، ومشاركته في المعارك الدموية التي كانت تجري بين منخرطي النقابتين ، وأدت الى ترحيل العمال التابعين للنقابة الحرة بالقوة عن لمزيندة بتأليب الأطفال برشق دورهم بالحجارة ومنعهم من الخروج والتحرش بافراد اسرهم، واللقب مشتق من "التقربيل" المرادف الموضوعي للفوضى، في غمار الصراع التاريخي بين النقابتين الغريمتين حزب الاستقلال وحزب الاتحاد الوطني للقوات الشعبية، قبل أن تفقس الاحزاب وتفرخ نقابات على مقاس الباطرونا ورب الشغل ، نقابات لقيطة لا برامج لها سوى تحصين أعضائها ضد كل اشكال الانتقام..