ورد علي لسان مولانا الضرير بن الأصمّ الفقيه تخرصًا في دين الله، الذي رافقني إليه صديقي في جلسة الأربعاء بزاوية معبدهم الكائن بصدر كوكب المريخ، أنه بات لزامًا على المرء المنسوب لمعتقداته ارتداء الزي اللائق لما يدين به.. كنت آنذاك ماثلاً للوقوف بين مريديه وأمام عربته الكارو المتسمّر سطحها بقدميه النحيلتين كمسمارين يكسوهما الصدأ لفرط سواد عورة ساقه المُشعرة كغابات الأمازون!
أفاض مولانا واشتط في الحديث ممتعضًا بعض الشئ من مدرار الباعوض المنهمر بفضاء المعبد والجاثم على خرقة أنفه، يشرُد متلاهيًا في هشّ الباعوض وتلطيشه.
يعاود مولانا الضرير ثرثرة الخطاب ولم تنفكّ عيناه عن هيئتي في بنطالي الجينز ماركة «ديزل» المهلهل تحررًا بمعانقة خصري؛ و«تيشيرت» تُطرح من مسامه فحولة الشباب.. يقول بن الأصمّ : «أطلقوا اللحى ولا تقتفوا أثر المرأة الحائض فمثل الحليق كمثل بغلة علي رأس الدواب يجامعها من يشاء»
ينسلُّ من زمرة الجمهور فتى مكفهّر الوجه يهرول صوب «عورة مولانا» المُشعرة يحتسي ظهرها تقبيلاً ونحيبًا كابن الأخطل وقت تعلقه بأستار الكعبة فلم يثنيه عن ذلك ولم يأمر بقتله، استمرأ الواقعة واستهوى نكهة التعاظم وتملقّ مدرار الضرر كحجة.
تشفع له عجزه عن توبيخ الفتي العالق بأظافر قدمه لا يكفّ عن نشيج ونواح، أما عن مولانا فما فتئ يلطش الباعوض.
عربات الكارو في معبدهم يدفعها المريدون، فلا رخصة للحمير بدخول المعابد إلا ويصابها رجس، ومن شيم مولانا بن الأصمّ ولعه بلحظة التزاحم وتدافع الوفود لحاقا باجتراره.
يقول مولانا المجرور قبل حلول إنصرافه: جلستنا القادمة علي مأدبة الطعام بمنزلي وقد منحتكم جميعًا رخصة مرافقة الحمير لاجترار عرباتكم درءً لمشقة الطريق وإلا تغفلوا إلزامها أمام المنزل احتمال أن تسدّ حاجة شيخ أو عابر سبيل لا يقوى علي السير فتكنزون من صنع حميركم ثوابًا.. يوم لا تنفعكم عربةً ولا حمارًا.
يذهب مولانا الضرير ونلحق به لاهثين بجمر المعراج في بحر أسبوع، مُشذبين اللحى، تكسونا الجلابيب، نستقلّ دوابنا فتسحبُنا عمياناً لمنزل مولانا، يبصر أحدنا الباعوض الذي يؤرق وجه مولانا ويتجمع كحراس لباب المنزل، تنفر باعوضة فتلدغ أحد الحمير فتفرق الدواب وينشب عراك وتلظّى لجام المعركة.. تفاقمت أدوات القتال رفسًا ولدغًا، سقطت بوابة القصر.. وتراءت لنا جنة مولانا الضرير بن الأصم، حمام سباحة وثلة من نساء يعتصر البكيني أفخاذهن، وسرب من أبنائه حليقي اللحى يتشاطرون كرات البلياردو علي حافة البيسين.
محمد رضا النجار
أفاض مولانا واشتط في الحديث ممتعضًا بعض الشئ من مدرار الباعوض المنهمر بفضاء المعبد والجاثم على خرقة أنفه، يشرُد متلاهيًا في هشّ الباعوض وتلطيشه.
يعاود مولانا الضرير ثرثرة الخطاب ولم تنفكّ عيناه عن هيئتي في بنطالي الجينز ماركة «ديزل» المهلهل تحررًا بمعانقة خصري؛ و«تيشيرت» تُطرح من مسامه فحولة الشباب.. يقول بن الأصمّ : «أطلقوا اللحى ولا تقتفوا أثر المرأة الحائض فمثل الحليق كمثل بغلة علي رأس الدواب يجامعها من يشاء»
ينسلُّ من زمرة الجمهور فتى مكفهّر الوجه يهرول صوب «عورة مولانا» المُشعرة يحتسي ظهرها تقبيلاً ونحيبًا كابن الأخطل وقت تعلقه بأستار الكعبة فلم يثنيه عن ذلك ولم يأمر بقتله، استمرأ الواقعة واستهوى نكهة التعاظم وتملقّ مدرار الضرر كحجة.
تشفع له عجزه عن توبيخ الفتي العالق بأظافر قدمه لا يكفّ عن نشيج ونواح، أما عن مولانا فما فتئ يلطش الباعوض.
عربات الكارو في معبدهم يدفعها المريدون، فلا رخصة للحمير بدخول المعابد إلا ويصابها رجس، ومن شيم مولانا بن الأصمّ ولعه بلحظة التزاحم وتدافع الوفود لحاقا باجتراره.
يقول مولانا المجرور قبل حلول إنصرافه: جلستنا القادمة علي مأدبة الطعام بمنزلي وقد منحتكم جميعًا رخصة مرافقة الحمير لاجترار عرباتكم درءً لمشقة الطريق وإلا تغفلوا إلزامها أمام المنزل احتمال أن تسدّ حاجة شيخ أو عابر سبيل لا يقوى علي السير فتكنزون من صنع حميركم ثوابًا.. يوم لا تنفعكم عربةً ولا حمارًا.
يذهب مولانا الضرير ونلحق به لاهثين بجمر المعراج في بحر أسبوع، مُشذبين اللحى، تكسونا الجلابيب، نستقلّ دوابنا فتسحبُنا عمياناً لمنزل مولانا، يبصر أحدنا الباعوض الذي يؤرق وجه مولانا ويتجمع كحراس لباب المنزل، تنفر باعوضة فتلدغ أحد الحمير فتفرق الدواب وينشب عراك وتلظّى لجام المعركة.. تفاقمت أدوات القتال رفسًا ولدغًا، سقطت بوابة القصر.. وتراءت لنا جنة مولانا الضرير بن الأصم، حمام سباحة وثلة من نساء يعتصر البكيني أفخاذهن، وسرب من أبنائه حليقي اللحى يتشاطرون كرات البلياردو علي حافة البيسين.
محمد رضا النجار